جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-19@00:27:55 GMT

أتعاب الخبير الفني

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

أتعاب الخبير الفني

 

أنور بن خميس العريمي **

alaraimianwar@gmail.com

 

يُمثِّل الخبيرُ الفني اليدَ المعاونة والقوة المساعدة للمحاكم وهيئات التحكيم في البحث والتحقيق للوصول إلى الحق والحقيقة بحسبان أن الخبرة الفنية من أهم وسائل الإثبات في الدعوى حيث تضمّن الباب الثامن من قانون الإثبات في المعاملات المدنية والتجارية العماني الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (68/2008) على أربعة وعشرين مادة خاصة بأحكام الخبير والخبرة الفنية أمام المحاكم ما يؤكد أهميتها الكبرى لتحقيق العدالة القضائية في السلطنة، حتى أصبح يقال إنه "لا توجد دعوى دون خبرة".

لذا عرّف بعض فقهاء القانون الخبرة الفنية على أنها بمثابة إجراء من الإجراءات التحقيقية التي تتمتع بالطبيعة الفنية المتخصصة، والتي تأمر المحكمة بها بغرض الوصول إلى معلومات هامة للفصل في مسألة فنية لا تلم بها المحكمة، ويكون ذلك عن طريق ذوي الخبرة والاختصاص. (رمضان أبو السعود- مبادئ الإثبات في المواد المدنية والتجارية، دار الجامعة الجديدة، بيروت 2007، ص 159). كما عرّفت المادة رقم (1) من لائحة تنظيم أعمال الخبرة العماني الصادر بالقرار الوزاري رقم (52/2022) الخبير بأنه "كل شخص طبيعي أو اعتباري من ذوي الاختصاص أو الخبرة في مجال معين أو أكثر يعهد إليه بعمل من أعمال الخبرة، ويكون مقيدًا في السجل".

وأكدت الشريعة الإسلامية أهمية أخذ رأي أهل الخبرة، كما جاء في الكتاب الحكيم: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (النحل: 43) ومقصود الآية الكريمة بالطبع هم أهل العلم والاختصاص والخبرة كل في مجاله، والأدلة كثيرة على ذلك ولا يتسع المجال لذكرها.

والذي نؤكد عليه دائمًا أن الخبير هو قاضي فني يقضي برأيه في المسائل الفنية المتنازع عليها في مجال تخصصه كما هو الحال في قاضي المحكمة الذي يقضي برأيه ويصدر حكمًا للفصل في النزاع بين الخصوم والفرق بينهما أن قرار الأخير ملزم وحاسم للنزاع بعكس الخبير الفني يستعان بتقريره ولا يكون ملزمًا أبدًا للأطراف ولا حتى للمحكمة إلا ما ندر، ومن هذا المنطلق يجب أن يتحلى الخبير بالنزاهة والحيادية والاستقلالية والمهنية في مهمته .

ويواجه الخبراء وبخاصة خبراء جدول وزارة العدل والشؤون القانونية تحديات عدة من أهمها عدم تقدير أتعابهم تقديرًا جيدًا مناسبًا لجهودهم ولأوقاتهم القيّمة وأيضًا التأخير في صرفها من قبل المحاكم التي تندبهم لبيان آراءهم الفنية حسب التكليف المطلوب منهم باعتبارهما الهم الأكبر الذي يؤرق مضاجعهم وتكثر حوله الشكاوى والتذمر، وبالتالي تسبب ذلك في عزوف الكثير منهم عن هذا المجال الذي لا يحبذ منهم ذلك، ولا على الطرف الآخر التضييق عليهم للتسبب في هذا العزوف، الأمر الذي بالتأكيد سينعكس سلبًا على العدالة وحقوق الناس .

من الأهمية بمكان تسليط الضوء على هذا الموضوع ومحاولة توضيحه وإيجاد بعض الحلول المناسبة لمساعدة أصحاب القرار قدر الإمكان .

إنّ الأصل في قطاع الأعمال وتقديم الخدمات الاستشارية والفنية بأن من يقدّم العمل أو تلك الخدمة يقدّر أتعابه بنفسه على أساس مجهوده ومقدار الوقت الذي سوف يستغرقه في إنجازه، وبالتالي الخبرة الفنية هي كذلك خدمة مقدمة من الخبير تكون بمقابل يقوم بتقديره عن الأعمال المراد إنجازها بالاتفاق مع أطراف الخصومة .

بهدف تنظيم إجراءات الخبرة الفنية أمام المحاكم فقد نصت المادة (83) من قانون الإثبات العماني على أن يتضمن الحكم الصادر بالاستعانة بخبير إيداع مبلغ الأمانة لحساب مصروفاته، وكذلك جاءت المادة (105) بأن يكون تقدير أتعاب الخبراء ومصروفاتهم من قبل المحكمة ونصت على أنه "تقدر أتعاب الخبير ومصروفاته بأمر يصدر على عريضة من رئيس الدائرة التي كلفته بمجرد صدور الحكم في الدعوى أو بعد انقضاء ثلاثة أشهر من إيداع التقرير إذا لم يصدر الحكم في هذه المدة لأسباب لا دخل للخبير فيها. ويستوفي الخبير ما قدر له من الأمانة، ويكون أمر التقدير فيما زاد عليها واجب التنفيذ على من طلب تعيينه من الخصوم، وكذلك على الخصم الذي قضي بإلزامه المصروفات".

مما لا شك فيه أن مقصد المشرع منح الهيئات القضائية الصلاحية الكاملة في تحديد مبلغ الأمانة هو العدالة والإنصاف في التقدير لثقته الكبيرة في توليهم تلك المسؤولية للقيام بتقدير عادل ومنصف لأتعاب الخبير وفق نوعية التخصص ودرجته وطبيعة الخبرة وسنواتها وأيضًا مراعاة حجم المأمورية وطبيعة المنازعات ومطالبات طرفي النزاع ونوعية الدعوى حتى لو كان الحكم بتحديد مبلغ الأمانة مبدئيا وليس نهائيا ولكن للأسف الشديد الملاحظ أن الواقع العملي هو التقدير غير المنصف لمبلغ الأمانة.

ويتعين على المحكمة أن تحكم بزيادة مبلغ الأمانة بناء على طلب الخبير قبل البدء في إجراءات الخبرة مراعاة ما ذكرناه سابقًا أو عند الانتهاء من تقديم التقرير بعد النظر في الجهد الاضافي والوقت المستغرق في إعداده وبإلتزام التقرير الفني بما نصت عليه المادة (30) من مدونة قواعد سلوك الخبراء وخبراء الإفلاس الصادرة بالقرار الوزاري رقم (113/ 2022) لوزارة العدل والشؤون القانونية بالسلطنة، على ضوء ذلك فلا يجدر بالقاضي أن يرفض الطلب ولا أن يخفّض من مبلغ الأمانة المقدرة من باب أولى إذا جاء التقرير متكاملًا من كل النواحي ومشتملًا على ما ذكرته المادة من التزامات واضحة في تقارير الخبرة .

بيد أننا لا نحبذ أن تكون أعمال الخبرة الهدف منها هو الربح التجاري البحت، بحيث تكون طلبات زيادة الأتعاب بصورة مبالغ فيها يحسب فيها كل شاردة وواردة أو الهدف منها هو العمل الإنساني دون مقابل؛ بل المطلوب هو الاعتدال بين هذا وذاك .

ويتبين من نص المادة (105) أيضًا أنه لا يمكن بحال من الأحوال التأخير في صرف أجر الخبير أكثر من 3 أشهر من إيداع تقريره في المحكمة أو أن يتم الصرف بمجرد صدور الحكم النهائي في الدعوى أيهما أسبق، باعتبارها مددا محددة قانونًا لا يجوز مجاوزتها بدون أي مبررات قوية تستحق التأخير .

تمر السنة والسنتان؛ بل أحيانًا أكثر من ذلك، ولا يتم صرف أتعاب الخبير بالرغم من إيداعه لتقريره بحجة أن المحكمة لم تفصل في الخصومة بحكم نهائي، طبعًا ذلك لا يستقيم أبدًا مع ما حث عليه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" (صحيح ابن ماجه 1995)؛ أي بمعنى المسارعة بتأدية أجر الأجير بعد فراغه من عمله جزاءَ عناءه وكدّه وتعبه جزاءً مستحَقًا دون مماطلة أو تأخير.

من وجهة نظرنا أن الصرف بعد انقضاء مدة 3 أشهر من إيداع التقرير في المحكمة تعد مُدة طويلة يترتب عليه ضرر وخسائر يتكبدها الخبير للنفقات والمصروفات وإلتزامات أخرى لإدارة إجراءات الخبرة الفنية .

ولتفادي مشكلات التأخير في صرف الأتعاب، نرى أنه من الافضل تطبيق إحدى هذه الطرق كالتالي؛ أن يتم صرف الأتعاب كاملةً عند إيداع التقرير أو أن يتم صرف نصف الأتعاب مقدمًا قبل البدء في إجراءات الخبرة والنصف الآخر عند إيداع التقرير أو أن يتم صرف نصف مبلغ الأتعاب عند إيداع التقرير والنصف الآخر بمجرد صدور الحكم النهائي أو بعد انقضاء مدة 3 أشهر من إيداع التقرير.

ختامًا.. نأمل من المجلس الأعلى للقضاء الموقر، دراسة هذا الموضوع المُهم جدًا من جميع الجوانب، ومراجعته لاتخاذ صيغة تقديرية مرضية من خلال آلية مناسبة لتحديد أتعاب الخبراء مقابل تعبهم وحل معضلة التأخير في صرفها، وبالمقابل نطلب من الخبراء الفنيين في مختلف التخصصات العلمية بذل المزيد من الجهد والعناية الفائقة، إضافة إلى التحلي بالحكمة والصبر في أعمال الخبرة أمام المحاكم.

** خبير هندسة مسح الكمیات ومحكم تجاري

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: على أمل أن تتلقّف البلاد الفرصة التاريخية المتاحة


صدر التقرير الاقتصادي لبنك عوده عن الفصل الرابع من العام 2024 بعنوان "على أمل أن تتلقّف البلاد الفرصة التاريخية المتاحة" والذي جاء فيه إنّ الفصل الرابع من العام 2024، والذي شهد وقف إطلاق النار في البلاد وسقوط النظام في سوريا، فتح آفاقاً جديدة أمام لبنان والتي يمكن أن تكون مؤاتية جداً ولا سيما عقب إتمام الانتخابات الرئاسية الواعدة، طبعاً في حال تمّ تلقٌف الفرصة السانحة من قبل أصحاب القرار في لبنان.

إنّ الحرب التي استمرت لـ13 شهراً خلّفت أضراراً جسيمة داخل الاقتصاد الوطني من خلال تداعياتها المباشرة وغير المباشرة. وتقدّر هذه الكلف أقلّه بنصف الناتج المحلي الإجمالي، ما انسحب انكماشاً في الاقتصاد الكلي وضغوطاً على مختلف القطاعات داخل الاقتصاد الحقيقي خلال العام المنصرم، بحيث يقدّر أن يكون الناتج المحلي قد انكمش بنسبة 6% في العام 2024.

لقد سلكت مؤشرات القطاع الحقيقي في معظمها مسلكاً تراجعياً خلال العام 2024. من بين مؤشرات القطاع الحقيقي التي سجّلت انكماشاً في العام 2024، يذكر التقرير عدد المسافرين عبر مطار بيروت الذي تقلص بنسبة 21%، قيمة الشيكات المتقاصة باستثناء الشيكات بالدولار النقدي (-82%)، الضرائب العقارية (-49%)، قيمة المبيعات العقارية (-59%)، وعدد السياح (-33%). أما على صعيد مؤشرات القطاع الحقيقي التي سجّلت نمواً إيجابياً خلال العام 2024، فنذكر حجم البضائع في مرفأ بيروت الذي ارتفع قليلاً بنسبة 2%، تراخيص البناء (+8%)، وعدد عمليات البيع العقارية (+60%).

على صعيد القطاع الخارجي، تجدر الإشارة إلى أنّه لدى اعتماد سعر صرف رسمي ثابت، يسجّل ميزان المدفوعات فائضاً بنحو 8055 مليون دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من العام 2024 بفعل ارتفاع سعر الذهب. وعند اعتماد سعر ثابت لأونصة الذهب، يسجّل ميزان المدفوعات فائضاً بنحو 1758 مليون دولار. عليه، عند اعتماد سعر ثابت لأونصة الذهب وسعر صرف رسمي ثابت، يسجّل ميزان المدفوعات فائضاً حقيقياً بقيمة 1598 مليون دولار، ما يعكس الرصيد الحقيقي للأموال الوافدة إلى لبنان (الأموال الوافدة سالب منها الأموال الخارجة) خلال الفترة.

على صعيد الوضع النقدي، حافظ سعر صرف الليرة مقابل الدولار على استقراره في السوق الموازية خلال العام 2024 على الرغم من نشوب الحرب الشاملة، وذلك في ظل السياسات النقدية المتحفظة لمصرف لبنان وامتصاص حجم النقد المتداول بالليرة خارج المركزي. في موازاة ذلك، لقد جرى احتواء التضخم بشكل لافت، إذ بلغ 13% في نهاية العام 2024، بالمقارنة مع 204% في نهاية العام 2023، ومتوسط بنسبة 173% خلال سنوات الأزمة الممتدة منذ بداية العام 2020 حتى نهاية العام 2023.
 
على صعيد القطاع المصرفي، شكّل العام 2024 امتداداً للنمط السائد خلال سنوات الأزمة الخمس الماضية. إذ تقلصت الودائع المصرفية بالعملات بقيمة 2.8 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من العام 2024، كما تراجعت التسليفات بالعملات بقيمة 1.6 مليار دولار خلال الفترة نفسها. إلى ذلك، ظل العام 2024 يشهد خسائر صافية في القطاع المصرفي، إذ بلغ مجموع الأموال الخاصة 4.6 مليارات دولار في نهاية تشرين الأول 2024 مقابل 5.1 مليار دولار في نهاية العام 2023، علماً أنها كانت قد بلغت مستوى قياسياً قدره 20.6 مليار دولار في بداية الأزمة في تشرين الأول 2019. وتبقى تسوية أوضاع القطاع رهن خطة إعادة التوازن والهيكلة المرتقبة.

على صعيد الأسواق المالية، كان العام 2024 عاماً مؤاتياً لأسواق الأسهم وسندات اليوروبوندز. إذ ارتفع مؤشر الأسعار في سوق الأسهم بنسبة 24.7% خلال العام 2024، في ظل التقلص النسبي في السيولة حيث انخفضت قيمة التداول الاسمية بنحو 9.6% سنوياً. وفي ما يخص سوق سندات اليوروبوندز، ارتفعت أسعار السندات السيادية اللبنانية إلى 12.75 سنتاً للدولار الواحد في نهاية كانون الأول 2024 مقابل 6.00 سنتات للدولار في نهاية كانون الأول 2023، وواصلت مسارها التصاعدي في كانون الثاني 2025 لتبلغ 17.00 سنتاً للدولار بعد إتمام الانتخابات الرئاسية ووسط رهان من قبل المتعاملين المؤسساتيين الأجانب على إمكانية تحقيق نهوض اقتصادي في المدى المنظور.

اما بالنسبة للسيناريوهات المحتملة في العام 2025، فلا بد مع بداية عام جديد يتسّم بالنهوض من مخلّفات الحرب، من إجراء تحليل دقيق لمختلف السيناريوهات على أمل أن يشكّل هذا العام تحوّلاً جوهرياً لما يتوق إليه اللبنانيون بمختلف أطيافهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم، وفق التقرير.

وثمة أسئلة عديدة تجوب في أذهان اللبنانيين اليوم: هل سيستمر وقف إطلاق النار بشكل مستدام؟ ما هي آفاق الليرة اللبنانية؟ هل سيرتفع التضخم أو يبقى تحت السيطرة؟ ما هو المطلوب لكي يستعيد لبنان عامل الثقة بالكامل؟ ما هي الظروف التي ينبغي توفرها من أجل تحقيق نهوض اقتصادي مستدام بشكل عام؟

في الواقع، تتمحور توقعات بنك عوده حول ثلاث سيناريوهات في العام 2025، السيناريو الإيجابي، السيناريو الوسطي، والسيناريو السلبي، مع نسب تحقق 60%، 30% و10% على التوالي. علماً أنّه لا بد من الذكر أنّ آفاق العام 2025 قد تنطوي على بعض الانعطافات المحتملة التصاعدية أو التراجعية والتي يمكن أن تمثّل انحرافاً في آفاق السيناريوهات الموضوعة أصلاً.    

يفترض السيناريو الإيجابي أن يصمد وقف إطلاق النار طول العام 2025، مع إطلاق ورشة إعادة إعمار واسعة النطاق بدعم خارجي، وضع حدّ للأزمة السياسية المحلية، تشكيل حكومة كفوءة وفعالة، إطلاق رزمة الإصلاحات التي طال انتظارها وإبرام اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي. في حال تحققت ظروف هذا السيناريو، سيقفز النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 8%، وسيتراجع التضخم إلى حدود المستويات العالمية، وستتعزز احتياطيات مصرف لبنان بشكل لافت، وسيسجّل ميزان المدفوعات فائضاً أقلّه 4 مليار دولار.

أما السيناريو الوسطي فيفترض ان يستمر وقف إطلاق النار خلال العام 2025 بأكمله، ولكن دون إحداث خرق في الأزمة السياسية المحلية، ودون إطلاق رزمة الإصلاحات المنشودة. وفق هذا السيناريو، سيناهز النمو الحقيقي للناتج المحلي 2 بالمائة، وسيبلغ التضخم نحو 30%، وتستقر احتياطيات مصرف لبنان بالعملات، ويسجل ميزان المدفوعات شبه توازن.

ويفترض السيناريو السلبي أن يتدهور الوضع الأمني في العام 2025، وعدم وضع حدٍ للأزمة السياسية المحلية، ودون انطلاق عجلة الإصلاحات. في ظل هذا السيناريو، سيشهد الاقتصاد اللبناني انكماشاً يصل إلى -15%، بينما سيرتفع التضخم إلى 200% على الأقل، وستذوب احتياطيات مصرف لبنان بالعملات، ويسجّل ميزان المدفوعات عجزاً كبيراً بقيمة 5 مليار دولار على الأقل.

بعد مرور 18 شهراً على الاستقرار النقدي نتيجة سياسة مصرف لبنان بعدم تمويل الدولة، يبقى استقرار سعر الصرف رهن السيناريوهات الممكنة. فالليرة ستتمكن حتماً من الحفاظ على استقرارها وفق السيناريو الإيجابي، وعلى الأرجح أن تبقى مستقرة وفق السيناريو الوسطي، في حين أنها ستتدهور بلا شك وفق السيناريو السلبي.

من هذا المنطلق، إنّ الحاجة لاستعادة الثقة تفرض على السلطات السياسية حماية اتفاق وقف إطلاق النار، وإعادة هيبة الدولة وجيشها، وسد الفجوات في الفراغ الدستوري المؤسساتي، والتوصل إلى اتفاقات وتسويات بشأن كل المواضيع العالقة، وإرسال الإشارة الصحيحة لمجتمع الاستثمار والأعمال بشكل عام. إنّه فقط من خلال إعادة إحياء هذه الثقة يمكن للبنانين الخروج من المأزق القائم وحال الإحباط المهيمن، والرهان على مستقبل اقتصادي أكثر مؤاتاة، وهو ما يطمح إليه الجميع. من هنا، فإن اللبنانيين مدعوون إلى التضامن الوطني، وتعبئة كافة الموارد المتاحة محلياً وإقليمياً ودولياً من أجل إعادة الإعمار، وإرساء النهوض الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة بشكل عام. 

لقراءة التقرير الكامل اضغط على الرابط التالي: tinyurl.com/443x6rcj 
 

مقالات مشابهة

  • 9 آلاف جنيه شهريا.. وظائف مميزة للشباب | الحق قدم
  • «فيهم شيئ بيجذبني».. إيداع مدرس تحرش بتلميذة ابتدائي مستشفى الأمراض العقلية
  • الخبير المعلوماتي فادي فهمي يقدم نصائح لحماية حسابك بمواقع التواصل
  • برهامي عزمي: كشف ملابسات الحرائق من أصعب الأمور على الخبير الجنائي
  • أمانة الأحساء ترفع 1.1 مليون طن من النفايات المتفرقة
  • محافظ الوادي الجديد يكرِّم الخبير الزراعي بالمحافظة
  • شركاء من أجل الشفافية تصدر التقرير السنوي الأول لمؤشر دعم النزاهة ومكافحة الفساد
  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: على أمل أن تتلقّف البلاد الفرصة التاريخية المتاحة
  • “أمانة جدة” تضبط أكثر من 1,200 كلغم من المواد الغذائية المخالفة
  • اللواء المربع يتسلم التقرير السنوي لأعمال جوازات مكة المكرمة