المشهد اليمني:
2025-02-01@14:50:26 GMT

هل يشترط كتابة الاسم على الصدقة الجارية ؟

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

هل يشترط كتابة الاسم على الصدقة الجارية ؟

هل يشترط كتابة الاسم على الصدقة الجارية ؟.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

السودان: المراحل المبكرة لإطلاق الاسم ودلالاته (1/4)

د. أحمد الياس حسين

الاسم: "السودان"

السودان هو صيغة الجمع لكلمة أسود، فأسود في اللغة العربية تجمع - كما يقول ابن منظور (لسان العرب ج 3 ص 224 و467) على " سُودٌ وسُودانٌ" كما تجمع كلمة "ولد على وِلدان". فدلالة كلمة سودان في اللغة العربية تعني السكان ذوي البشرة السوداء. ويرى الكثيرون أن اسم السودان ظهر بعد القرن السابع الميلادي عندما دخل العرب شمال افريقيا وأطلقوه على السكان السود في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وهذا صحيح لكنه يمثل المرحلة الأخيرة من مراحل تاريخ كلمة السودان.

مرت كلمة السودان بثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى: إطلاق الاسم باللغة المصرية القديمة
- المحلة الثانية: إطلاق الاسم باللغة اليونانية والرومانية
- المرحلة الثالثة: إطلاق الاسم باللغة العربية

المرحلة الأولى: مرحلة إطلاق الاسم باللغة المصرية القديمة
ترجع هذه المرحلة إلى ما قبل ظهور اسم كوش وإطلاقه - كما ورد في الآثار المصرية القديمة - على سكان السودان. فقد كان للمصريين علاقات متصلة بالسودان منذ قيام دولتهم في نهاية الألف الرابع قبل الميلاد. وأطلقوا على السودان عدداً من الأسماء من أقدمها اسم نحسي أو نحسيو.

بدأ إطلاق اسم نحسيو في الآثار المصرية في عصر الدولة المصرية القديمة منذ النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد على مناطق السودان التي تواصلوا معها جنوب أسوان. فقد جاء في آثار الملك المصري سنفرو - في عصر بناة الأهرام في القرن السابع والعشرين قبل الميلاد أنه قام "بتخريب بلاد النحسي Ta-Nehesi جنوب الشلال الأول" (Arkell, p 41) وبدأ اسم نحسي بعد ذلك يتردد في الآثار المصرية القديمة والآثار الكوشية والبطلمية.

ثم توسع إطلاق اسم نحسي على المناطق الواقعة جنوب مصر كلما ازدادت معرفة المصريين بتلك المناطق. وقد قسم المصريون سكان العالم المعروفين لديهم في عصر الأسرة السادسة بين القرنين 25 - 23 ق م إلى أربعة أقسام. 1. بلاد النحسو 2. بلاد الليبيين 3. بلاد الآسيويين 4. بلاد المصريين. (Budge, Vol. 1 p 505)

وذكر بدج أن الدلائل المصرية توضح أن سكان وادي النيل بين منطقة البحيرات ووسط مصر في العصور القديمة جنسان كلاهما عرف باسم عام هو نحسي، أحدهما له سمات الزنوج، والثاني رغم لونه الأسود إلا أنه لا يتسم بسمات الزنوج. والزنوج يسكنون مناطق البحيرات والمنطقة الواقعة شمالها، والجنس الثاني الأسمر (Brown) يسكن شمال الجنس الآول ويمتد جتى منطقة أسيوط في صعيد مصر إن لم يكن أبعد شمالاً.

ويظهر هذا المفهوم الواسع لمدلول نحسي منذ القرن 23 ق م فيما جاء في نقش قائد الجيش المصري وني في عصر الأسرة المصرية السادسة الذي كون فرقة عسكرية من النحسويين من مناطق: "ارثت ومِجا ويام وواوت وكاغو ومن بلاد الطمياح" (Arkell, p 42) فمناطق النحسو في هذا النص تقع جنوب مصر على النيل والمناطق الصحراوية غرب وشرق النيل.

وقد ضعفت العلاقات بين مصر والسودان بعد عصر الأسرة السادسة بدخول مصر في فترة ضعف عرفت في التاريخ المصري بفترة الانتقال الأولى انتهت بقيام الدولة الوسطى في القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد. فبدأ تردد اسم النحسي في الآثار المصرية للدلالة على سكان السودان الذين تواصلوا معهم. ومن أمثلة ذلك إطلاق الملك امنمحات الثاني في القرن العشرين قبل الميلاد اسم نحسي على منطقة جنوب الشلال الأول. (Budge, Vol. 1 p 539) وورد في أحد النقوش الملك امنمحات الأول أول ملوك الأسرة الثانية عشرة بأنه "ابن من امرأة نحسية. وجاء على لوحة حدود الملك سنوسرت الثالث في القرن التاسع عشر قبل الميلاد في سمنة وهي المنطقة التي وصلت إليها توسع حدوده جنوباً أنه "منع أي نحسو من عبور هذه المنطقة شمالاً" (Arkell, 59, 75)

وفي عصر الدولة الحديثة بين القرنين (16 - 11 ق م) اشتهر اسم كوش للدلالة على مناطق السودان التي وقعت تحت الاحتلال المصري. ورغم أن المصريين قسموا المناطق التي احتلوها الى ثلاث أقسام وهي واوات وكوش وبُنت. (budge, Vol, 1, p 572) إلا أن اسم نحسي طل مستخدماً, فقد أطلقوه في عصر الأسرة الثامنة عشرة (بين القرنين 16 - 14 ق م) على طول مناطق حدودهم الجنوبية غلى النيل والصحراء الشرقية، كما جاء في نقش على مقبرة ستي الأول ثاني ملوك الأسرة التاسعة عشرة في القرن الرابع عشر. فقد ظهر اسم نحسي في المناظر التي مثلت شعوب العالم الأربعة. ومثل النحسي ببشرة سوداء وشعر مجعد. (سليم حسن، ص 81)

ثم استمر إطلاق اسم نحسي في عصر حكم الأسرة اللبية لمصر. فقد ورد في نقش يرجع إلى الملك شيشنق الأول مؤسس الأسرة الثانية والعشرين في القرن العاشر قبل الميلاد أنه ضرب "تانحسي" (سليم حسن، ص 366) يقصد بذلك أنه حارب سكان جنوب الشلال الأول. وورد نفس المعنى في آثار الملك بسمتيك في الأسرة السادسة والعشرين في القرن السادس قبل الميلاد. (FHN Vol. 1 p 441) وعند اتصال اليونانيين بافريقيا بدأوا استخدام اسم اثيوبيا والاثيوبيون للدلالة على بلاد وسكان جنوب مصر كما سنتناول ذلك لاحقاً، غير أنهم استخدموا أيضاً اسم نحسي. فقد جاء في أحداث الثورة التي قادها اقليم طيبة ضد البطالمة في القرن الثاني قبل الميلاد وصف سكان شمال وجنوب اسوان بالنحسي. (FHN Vol. 1, p 597)

وهكذا ورد استخدام اسم نحسي في الآثار المصرية منذ عصر الدولة القديمة في القرن 27 ق م وحتى عصر البطالمة في القرن الثاني الميلادي. ولم يرد شيوع استخدام اسم كوش في عصر الدولة المصرية الحديثة (القرون 16 - 11 ق م) إلى نهاية استخدام اسم نحسي، فقد لاحظنا استخدام الاسم حتى بعد قيام دولة كوش الأولى في القرن 25 ق م وتوحيدها لمنطقة شمال السودان حتى منطقة أسوان في القرن 18 ق م قبل سقوطها على يد المصريين في القرن 15 ق م.

وبعد قيام الأسرة النبتية في منطقة البركل بإحياء مملكة كوش التي عرفت باسم كوش الثانية في القرن الثامن قبل الميلاد ظل اسم كوش علماً على سكان المنطقة. فقد وصف الملك تهارقا في القرن الثامن قبل الميلاد منطقة "نبتـة" في نقشه في معبد الكوة "جبل أرض النحسي المقدس" (Arkell, p 153) كما ورد في نقش الملك حرسيوتف في القرن الرابع قبل الميلاد بأن الآلة قدم له تاج أرض النحسي. (FHN Vol. 1 p 441) فاسم نحسي في فهم ملوك كوش لا تعني فقط اقليم نبتة بل تدل على كل البلاد التي كانت تحت حكم التاج الكوشي من أسوان شمالاً حتى النيل الأبيض جنوباً، ومن شرق السودان حتى منطقة دارفور غرباً. ويقودنا ذلك إلى معنى ومدلول كلمة نحسي.

معني كلمة نحسي
فسر سليم حسن كلمة نحسي بـ "أسود" في نص الملك سنفرو أول ملوك الأسرة المصرية الرابعة في القرن السابع والعشرين قبل الميلاد والذي ذكر فيه أنه قام "بتخريب بلاد النحسي Ta-Nehesi [أي بلاد السود] جنوب الشلال الأول" (سليم حسن، ص 17) وكذلك فعل ماكمايكل الذي فسر كلمة نحسي في هذا النص بــ Negro وقصد بذلك أسود. (Mac Michael, Vol, 1, p 19) وقد جرت عادة الكتاب الغربيين باستخدام كلمة Negro للإشارة إلى الشعوب السوداء، وهو تعبير غير سليم لأنه ليس كل أسود زنجي.

وفسر آركل كلمة نحسي في نص سنفرو هذا بالجنوبيين، أي جنوب مصر. (Arkell, p 41) وفسرت سامية بشير دفع الله ومحمد ابراهيم بكر كلمة نحسي في هذا النص بكلمة سوداني، وهي ما يعطي نفس معنى أسود، وتنتقد سامية تفسير كلمة نحسي بـ "جنوبي" لأنه تعبير غير دقيق. (سامية بشير دفع الله، ص 126، 313 ومحمد ابرايم بكر ص 35)

وتوالى تفسير المؤرخين لكلمة نحسي في نقوش الأسر المصرية بـ "أسود" كما فعل بدج وبرستد (Budge, Vol. 1, 505, 512k 530, 559, 560: Brested, p 284 وسليم حسن. (سليم حسن، ص 31، 80، 111) وذكر سليم حسن أن المهاجرين ذوي البشرة السوداء عندما دخلوا منطقة النوبة لأول مرة في القرن السادس عشر قبل الميلاد كانوا يسمون نحسي، وأخذت كلمة نحسي منذ ذلك الوقت - كما ذكر سليم حسن - ترتبط ببلاد السود. وقد صُوِّر النحسي في مقبرة الملك ستي الأول في القرن الثالث عشر قبل الميلاد بسحنة سوداء.

كما أطلق المصريون اسم نحسي بمعنى أسود على سكان جنوب مصر بصورة عامة في تقسيمهم لشعوب العالم المعروفين لديهم وهم: المصريون والليبيون والآسيويون والنحسي الذين عرفوهم بالسود. (Budge, Vol. 1. P 505) وهكذا ارتبط معنى كلمة نحسي في الآثار المصرية بالسكان ذوي البشرة السوداء، ويقصد بهم سكان السودان الحالي الذين تواصل معهم المصريون سواء عن طريق الاحتلال أو التجارة.

فاسم بلاد السود Ta-Nehesi "السودان باللغة العربية" أطلقه المصريون في البداية على سكان سوداننا الحالي. فالاسم في الأصل يرجع لسوداننا الحالي، ثم بدأ التوسع في استخدامه بعد ذلك. فقد ذكر سليم حسن أن المصريين توسعوا في إطلاق اسم نحسي منذ عصر الأسرة الثامنة عشر (القرن 16 - 14 ق م) على طول حدودهم الجنوبية على النيل والصحراء الشرقية، كما أطلقوه أحياناً بصورة عامة على سكان بلاد بنت في منطقة القرن الافريقي.

وهكذا ظل اسم نحسو يتردد في الآثار المصرية منذ عصر الدولة المصرية القديمة في القرن السابع والعشرين قبل الميلاد وحتى نهاية حكم دولة البطالمة في نهاية القرن الأول قبل الميلاد. ويرى بدج أن مفهوم كلمة السودان في المصادر العربية ما هو إلا ترجمة لكلمة Ta-Nehesi. (Budge, Vol. 1, p 306)

ونقل سليم حسن عن عالم الآثار H. Junker أن اسم نحسي لم يكن يطلق على السكان من أسوان حتى السودان فقط، بل كان يطلق على كذلك على سكان بلاد بُنْت. (سليم حسن، ص 81) ويرى بدج أنه مما يثير الانتباه أن المصريين أنفسهم كانت لديهم فكرة أن لهم صلات عرقية ببلاد بنت التي تعتبر مأهولة بالنحسي أي السود (كما عبر بدج). وذكر أن بعض الباحثين المحدثين لا يترددون من القول أن قدماء المصريين وسكان بلاد بنت ينتمون إلى نفس السلالة. (Budge, Vol. 1, o 512)

ولم يؤد استخدام اسم كوش إلى نهاية استخدام اسم نحسي. فقد لاحظنا إن اسم نحسي كان مستخدماً إبان قيام مملكة كوش في القرن 25 ق م، وإبان توحيدها لمناطق شمال السودان في القرن الثامن عشر قبل الميلاد وحتى سقوطها على يد الدولة المصرية الحديثة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

وقد فسر بعض المؤرخين كلمة نحسي بكلمة "نوبي"، وهذا التفسير غير دقيق من ناحيتين. أولاً: لأن كلمة نحسي أوسع دلالة من كلمة نوبي، فمفهومنا الحالي لكلمة نوبة يحصر دلالتها على نوبة كردفان ونوبة الشمال. وينصرف الذهن تلقائياً عند ذكر كلمة "نوبة" إلى نوبة الشمال مالم يذكر الاسم مقترناً بكلمة جنوب كردفان أو نوبة الجبال. وكلمة النوبة بهذا المفهوم لا علاقة لها بكلمة نحسي.

وثانياً: كلمة نوبة بدأت تظهر في الكتابات اليونانية في القرن الثالث قبل الميلاد للدلالة على سكان مناطق ولايات كردفان ودارفور الحاليتين وبعض المناطق الوسطى من النيل الأزرق. ثم توسع اطلاق اسم النوبة في نقش الملك الأكسومي عيذانا في القرن الرابع الميلادي ليشمل مناطق الجزيرة والبطانة الحاليتين ومناطق النيل الأوسط وبعض مناطق الشمال.

ثم بعد ثلاثة قرون من هذا التاريخ أي في القرن السابع الميلادي بدأ المسلمون صلاتهم بمصر ووجدوا النوباديين على حدودهم الجنوبية، فأطلقوا عليهم اسم نوبة. ثم توسع اطلاق المصادر العربية لكلمة نوبة لتشمل سكان مملكتي مقُرة وعلوة. ولما كان مفهومنا الحالي لكمة نوبة لا يشمل كل مناطق علوة التي كانت جزءاً من بلاد نحسي فمن الخطأ ترجمة كلمة نحسي إلى نوبي.

نحسي وكوش
ظهر استخدام اسم نحسي منذ إحياء الأسرة النّبَتية في القرن الثامن قبل الميلاد لمملكة كوش التي أطلق عليها المؤرخون اسم كوش الثانية. فقد وُصِفت نبتـة في أحد نقوش الملك الكوشي أمانينتي يركي في القرن الخامس قبل الميلاد بأنها: أرض جبل نحسي المقدس. وجاء في نقش الملك الكوشي حرسيوتف في القرن الرابع قبل الميلاد في أكثر من مكان أن الآلهة أعطته تاج أرض نحسي. (Eide et al, Vol.1, p 281) فأرض نحسي Ta-Nehesi هي كل بلاد مملكة كوش الثانية، ولا تعني منطقة نبتة فقط كما يتبادر إلى الذهن من وصف الملك أماني نتي يركي. ويوضح هذا استمرار إطلاق اسم نحسي للدلالة على بلاد السودان وسكانه.

وهكذا فقد أطلق قدماء المصريين اسم Ta-Nehesi "بلاد السودان باللغة العربية" منذ بداية الألف الثالث قبل الميلاد أي منذ نحو خمسة ألف سنة. على بلدنا "السودان" الحالي، كما أطلقه حكام مملكة كوش على بلدهم. ثم بدأ ظهور اسم اثيوبيا مع دخول اليونانيين افريقيا.

المراجع
• سامية بشير دفع الله، كدتاريخ الحضارات السودانية القديمة، الحرطوم: دار جامعة السودان المفتوحة للطباعة،2011.
• سليم حسن، تاريخ السودان المقارن حتى عصر بيعنخي، القاهرة: شركة دار نهضة مصر للطباعة والنشر، 2004.
• محمد ابراهيم بكر، تاريخ السودان القديم، الانجلو المصرية، 1971.

• Arkell, A. J. A History of the Sudan, University of London, 1961.
• Brested, J. H, A History of Egypt from the Earliest Times to the Persian CDonquest, 2nd ed.
• Budge,E. A. Wallis, The Egyptian Sudan: Its History and Monuments.
• Eide et al, Fonte Histoire Nobiorum, University of Bergin 1996.
• Mac Michael, H. A. A History of the Arabs In the Sudan, London: 1967.

ahmed.elyas@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • وظائف خالية بمرتبات وحوافز شهرية 15 ألف جنيه.. لا يشترط الخبرة
  • السودان: المراحل المبكرة لإطلاق الاسم ودلالاته (1/4)
  • السودان: المراحل المبكرة لإطلاق الاسم ودلالاته (4/4)
  • هل يشترط الترتيب في قضاء الصلوات الفائتة؟ (فيديو)
  • في لقاء مع صابري.. صناع النسيج والألبسة ينخرطون في ورش المنصة الرقمية التي تعدها كتابة الدولة المكلفة بالشغل
  • وظائف برواتب تصل إلى 13 ألف جنيه.. لا يشترط مؤهل والسن حتى 50 عاما
  • نائب رئيس المجتمعات العمرانية يتفقد المشروعات الجارية بمنطقة الحزام الأخضر بـ 6 أكتوبر
  • منذر ريحانة في ندوة توقيع كتابة في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • عبد الرحيم كمال ينتهي من كتابة أولى رواياته للأطفال ويتحدث عن مسيرته بين السيناريو والأدب في معرض الكتاب
  • أوكرانيا تستهدف منشأة صواريخ روسية وبوتين يشترط لإنهاء الحرب