ماذا ستفعل إذا طرق شخصاً ما باب منزلك المستأجر خلال الليل؟ إنه يقول إنه مالك المنزل، وطلب السماح له بالدخول بسبب ظرف طارئ، وهو يبدو ودياً ويرتدي بدلة سهرة أنيقة وبصحبته ابنته، ولا يوجد بحوزته أي أوراق هوية يمكنه إظهارها.

يحتوي فيلم الإثارة "ليف ذا وورلد بيهايند" (اترك العالم وراءك) على الكثير من اللحظات التي تجعلك تتساءل "ماذا ستفعل في هذا الموقف؟".

وتخيم أحداث غامضة على عطلة أسرة، وتخضع الجميع للاختبار، وذلك في الفيلم المستوحى من رواية تحمل نفس الاسم للروائي رومان علام.

قصة الفيلم

وتقول الممثلة الأمريكية الشهيرة جوليا روبرتس وهي تضحك: "لم أكن لأفتح االباب".

وتقوم روبرتس بدور أماندا ساندفورد، المديرة التنفيذية في مجال الإعلان في مدينة نيويورك، التي تقوم بحجز فيلا فاخرة في لونغ آيلاند لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع أسرتها، ويبعد أقرب الجيران عنهم ملايين الأميال.
وبصحبة زوجها الأستاذ الجامعي كلاي، الذي يقوم بدوره إيثان هوك، وابنهما ارشي (تشارلي إيفانز) وروز( فرح ماكينزي)، تريد أماندا أن "تترك العالم وراءها"، وهو الشعار الدعائي للمنزل.
ولا يعمل الإنترنت أو التلفون أو التلفزيون في المنزل، وأثناء السير على الشاطئ، ترى الأسرة حدثاً غريباً، عندما تأتي ناقلة كبيرة مباشرة إلى الشاطئ وتجنح، ويدرك المشاهد على الفور شيئاً واحداً: هناك أمر غريب هنا.
ويقول المخرج وكاتب السيناريو سام إسماعيل وهو يبتسم، أثناء حديثه عن الفيلم: "سوف يجعل الفيلم الجميع يشعرون بالتوتر"، وأضاف "عندما أفكر بشأن اللحظات التي نحاول رسمها لتوصيل إحساس التشويق أو الخوف، بدلاً من محاولة تصنعها، أحاول بالفعل توجيه ما هو ربما يكون موجوداً بالفعل لدى الجمهور"، وهو أمر يجيده مخرج مسلسل " مستر روبرت" إجادة تامة.
الأولاد كانوا نائمين بالفعل، وأماندا وكلاي يحتسيان مشروباً سوياً عندما يسمعان طرقاً على الباب/ رجل، يقوم ببطولته الممثل ماهرشالا علي، يرتدى حلة سهرة، يعرف نفسه على أنه جورج، صاحب الفيلا، ويقول إن هناك انقطاعاً تاماً للكهرباء في مدينة نيويورك، ولأسباب أمنية جاء هو و ابنته روث (التي تقوم بدورها الممثلة ميهالا) إلى هنا. ويسأل إذا كان يمكنهما قضاء الليلة معهما.

العنصرية

يبدو على أماندا التردد، وتبدو عدائية تقريباً، ولكن كلاي يقنع زوجته بمساعدة الغرباء، ويٌترك للمشاهدين تقرير ما إذا كانت العنصرية عاملاً في هذا الموقف.
ولم تعد جوليا روبرتس تقوم بأدوار الفتاة  اللطيفة، التي  كانت سبباً في شهرتها الطاغية.

وتتسم شخصية أماندا بالصعوبة ولا تحظى بالإعجاب دائماً، وهو أمر في هذا الموقف الصعب يمكن أن يكون مفهوماً.


وتقول روبرتس: "أتفهم كون الشخصية تتسم بالتشكك والحماية المفرطة، فهي لديها طفلان في المنزل"، وأضافت "هي تحاول فقط استيعاب الموضوع والتوصل لأمور قد لا تبدو منطقية مطلقاً، وهذا لا يظهر الجانب الأكثر سحراً في شخصيتها".

أحداث غريبة 

وفي نفس الليلة، يعاود التلفزيون للإرسال ويظهر خبر: الولايات المتحدة تعلن حالة الطوارئ الوطنية، ما الذي حدث ليس واضحاً، ولكن يبدو أن جورج يعلم أكثر من الآخرين.

وتتضاعف الأحداث الغريبة في اليوم التالي- أصوات تصم الأذن، طائرات درون توزع منشورات، وظهور مفاجئ للحيوانات البرية وتحطم طائرة.

ومن أبرز مشاهد الفيلم مشهد سيارات تسلا ذاتية القيادة. وفي ظل كل ذلك، ينتشر الخوف والتوتر وانعدام الثقة.

مناخ غير مستقر

ومنذ البداية، يخيم مناخ غير مستقر للغاية في الفيلم، ويرجع ذلك إلى زوايا الكاميرا الأصلية والموسيقى المثيرة للملحن ماك كويل، الذي قام بتلحين الموسيقى التصويرية لمسلسلات "مستر روبرت" و "أمريكان هورر ستوري".

ويعرف أن إسماعيل تأثر كثيراً بأبرز مخرجي أفلام الإثارة الفريد هيتشكوك، الذي أخرج أفلام مثل "سايكو" و "ذا بيردز".

ويقول إسماعيل"بالطبع، أنا كذلك"، مضيفاً: " إذا كان هناك مخرج يقول إنه لم يتأثر بهيتشكوك، سأقول أنه يكذب".

فيلم كارثة

ويوضح إسماعيل (46 عاماً) ما يحبه على وجه الخصوص بشأن أفلام هيتشكوك: "على الرغم من أنه يمكن أن يصنع أفلاماً تتميز بمشاهد ذات نطاق واسع، فإنه يهتم كثيراً بالشخصيات، ويجعلها الواجهة ومحور الفيلم"، مشيراً إلى أن هذا ما يسعى إليه في هذا الفيلم.

وأضاف" أنه فيلم كارثة، ولكن الشخصيات محور القصة، وعناصر الكارثة ثانوية".

 ويقدم نجوم الفيلم، روبرتس الحاصلة على جائزة أوسكار عن دورها في فيلم " إرين بروكوفيتش" وعلي الحاصل على جائزة أوسكار مرتين عن دوره في "مون لايت، غرين بوك"، وهوك المرشح لجائزة أوسكار 4 مرات، أفضل أدائهم في هذا الفيلم "ليف ذا وورلد بيهايند".   

في الأوسكار

وصٌنع الفيلم بذكاء، كما أنه فيلم مثير للتشويق بصورة كبيرة، ويبعث التوتر بقدر تحفيزه على التفكير.  
وللأسف فإن الفيلم الذي أنتجته شبكة نتفليكس، وصدر في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ومن بين منتجيه التنفيذيين الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وزوجته ميشيل، لم يعرض على شاشات السينما إلا لفترة قصيرة، من أجل أن يصبح مؤهلاً للمشاركة في جوائز أوسكار العام المقبل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة جوليا روبرتس نتفليكس باراك أوباما الأوسكار فی هذا

إقرأ أيضاً:

توكل كرمان من لاهاي أمام تجمع عالمي: العالم يواجه الآن خطراً خطيراً يتمثل في الحرب السيبرانية التي قد تؤدي إلى تقويض الأمن والخصوصية

قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن العالم يواجه الآن خطراً جديداً وخطيراً يتمثل في الحرب السيبرانية، التي قد تؤدي إلى تقويض الأمن والخصوصية، مما يؤثر على المجتمعات على مستوى العالم.

جاء في كلمة لها عن السلام والعدالة خلال تجمع عالمي بعنوان "ما بعد 125 عامًا: تأمين مستقبل عالمنا الرقمي"، في قصر السلام بمدينة لاهاي في هولندا، نظمته مدينة لاهاي ومعهد السلام السيبراني" (CyberPeace) والتحالف السيبراني العالمي.

وأضافت توكل كرمان: يشكل ارتفاع الهجمات السيبرانية خطراً كبيراً، وبعد 125 عاماً، يتعين علينا أن نواجه هذا العصر الجديد من الصراع.

وتابعت كرمان: إن الحرب السيبرانية لا يرتكبها القراصنة أو المنظمات الإجرامية فحسب؛ بل أعتقد أنه تنفذها الحكومات أيضًا. ونحن بحاجة إلى معالجة هذه التحديات بشكل جماعي وإيجاد طرق لحماية مجتمعاتنا من هذا التهديد المتطور.

وأوضحت كرمان أن أحد العوامل الرئيسية التي تدفع إلى ارتكاب الجرائم والهجمات السيبرانية هو إساءة استخدام التكنولوجيا من قبل الحكومات كجزء من سياساتها الحربية أو ضد شعوبها.

وقالت كرمان: أستطيع أن أتحدث من تجربتي الشخصية؛ فقد كنت ضحية لهجوم سيبراني حكومي في ظل دكتاتورية عبد الله صالح.

وأشارت كرمان إلى أنه غالبًا ما يستخدم الدكتاتوريون أدوات الإنترنت للتجسس على مواطنيهم، وانتهاك خصوصيتهم، وقمع المعارضة، لافتة إلى أنها واجهت مثل هذه الهجمات، وواجهها العديد من الآخرين أيضًا.

وأفادت كرمان: على سبيل المثال، نفذت سلطات الإمارات العربية المتحدة برامج مراقبة تستهدف الأفراد، بما في ذلك الناشطون والمعارضون.

وقالت كرمان: لقد تصاعد استغلال الفضاء الإلكتروني، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الافتقار إلى المساءلة والخبرة المستخدمة لإيذاء الأبرياء. وقد حدث موقف مماثل مع صديقي جمال خاشقجي، الذي استُهدف أيضًا بهذه الطريقة، مشددة على ضرورة الحاجة إلى معالجة هذه القضايا ومحاسبة المسؤولين عنها.

واعتبرت كرمان أن المشكلة الرئيسية في استخدام هجمات الجرائم الإلكترونية ضد دول أخرى هي أنه لا يوجد إعلان رسمي للحرب، وهذا يؤثر على العديد من الناس، مضيفة: كنت أحد ضحايا هجوم إلكتروني حكومي. لقد استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لمهاجمتي وتقويض خصوصيتي. كنت أحد الضحايا في ذلك الوقت.

وبيّنت كرمان أن الحكومات الأجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة، لديها خبرة في هذه التكتيكات الإلكترونية، مستدركة بالقول: هذه الخبرة لا تُستخدم لحماية الناس ولكن للدفاع عن النظام. نفس الشيء حدث لصديقي.

وأكدت كرمان أن الأمر لا يتعلق بمنع البلدان من استخدام هذا النوع من الحرب؛ إنه يتعلق بالاعتراف بأننا لا نريد الحرب على الإطلاق. أنا شخص يحب العالم أجمع ويؤمن بالوحدة.

وشددت كرمان على أن الحل لا يتعلق فقط باللوائح؛ بل يتضمن أيضًا ضمان احترام حقوق الأفراد. لا ينبغي فرض شروط على حقوق الأفراد في التعبير. هذا أمر بالغ الأهمية، وخاصة في مشهد الأمن السيبراني اليوم، حيث قد تستخدم الحكومات الاحتجاجات لتقويض الحقوق الخاصة. إننا بحاجة إلى التركيز على حماية هذه الحقوق مع تعزيز نهج أكثر شمولاً وسلمية.

وقالت توكل كرمان: يمكن اعتبار معاهدة الجرائم الإلكترونية بمثابة سيف ذو حدين. فمن ناحية، قد تنتهك الحقوق الحصرية والابتكارات؛ ومن ناحية أخرى، تقدم فرصة للتغيير الإيجابي. ونحن بحاجة إلى التركيز على استخدام التكنولوجيا ليس فقط كتهديد، بل كوسيلة لتعزيز السلام.

وأعربت كرمان عن اعتقادها بأن المستقبل يمكن أن يكون مشرقًا، وخاصة مع الأفراد المخلصين الذين يتحملون مسؤولية خلق عالم أفضل. يجب ألا نغفل عن وطننا وقيمنا وقيادتنا. من الأهمية بمكان تعزيز التعاون وضمان خدمة بعضنا البعض بمسؤولية.

وتابعت كرمان: تقع علينا مسؤولية كبيرة لوقف الحروب وتعزيز السلام في عالم يتأثر بشكل متزايد بقضايا الإنترنت. يجب أن تكون حماية الخصوصية ومنع الصراع في طليعة جهودنا. ومع ذلك، فإن معالجة هذه التحديات من خلال المعاهدات والإجراءات الصحيحة هي قضية معقدة نواجهها جميعًا معًا.

وشددت كرمان على الحاجة إلى إصلاحات جوهرية توضح من هو المسؤول عن خدمة الصالح العام. وهذا أمر ضروري لتقدمنا الجماعي. وبالإضافة إلى ذلك، تقع علينا مسؤوليات كبيرة، وخاصة في منع الصراعات. ولا ينبغي النظر إلى وقف الحروب باعتباره عملاً تقليدياً فحسب؛ بل يتطلب الأمر اتباع نهج مبتكر لحماية الخصوصية ومعالجة التهديدات السيبرانية مع السعي أيضاً إلى منع الصراعات في المستقبل.

وقالت كرمان إن مجلس الأمن نفسه يتطلب الإصلاح من أجل حماية الناس بشكل أفضل من أشكال مختلفة من انعدام الأمن. وفي الوقت الحالي، غالباً ما يخدم مجلس الأمن مصالح خمس دول أعضاء فقط، وهو ما يحد من فعاليته. ونحن بحاجة إلى تمكين المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من منظمات العدالة التي تعمل من أجل السلام والعدالة، وضمان حصولها على السلطة اللازمة للتصرف دون تدخل من الدول القوية.

وأكدت كرمان وجوب أن تكون هذه المنظمات مجهزة بالكامل للعمل بشكل مستقل، مما يسمح لها بعبور أي حواجز في مهمتها دون الحاجة إلى إذن من سلطات خارجية. إن معالجة هذه الإصلاحات تشكل تحدياً كبيراً يتعين علينا جميعاً مواجهته معاً

 

مقالات مشابهة

  • توكل كرمان من لاهاي أمام تجمع عالمي: العالم يواجه الآن خطراً خطيراً يتمثل في الحرب السيبرانية التي قد تؤدي إلى تقويض الأمن والخصوصية
  • اترك الصيرفات خلفك.. مختص يطرح علاجا لارتفاع الدولار ويوجه نداء للمركزي العراقي
  • اترك الصيرفات خلفك.. مختص يطرح علاجا لارتفاع الدولار ويوجه نداء للمركزي العراقي - عاجل
  • السفير حسام زكي: غزة واجهت كارثة ستظل وصمة عار على جبين العالم الذي وقف عاجزاً أمامها
  • البنك المركزي: 9.7 مليار دولار فائضا كليا في ميزان المدفوعات خلال 2023-2024
  • أغلى أنواع الأرز في العالم.. أسراره وفوائده التي ستدهشك!
  • أوكرانيا: 484 تجمعا سكنيا يتأثر جزئيًا أو كليا بانقطاع الطاقة جراء القصف
  • قصة جوليا رمضان.. لبنانية أبكت من انتظر خروجها من تحت الأنقاض
  • جوليا رمضان .. أعانت نازحي صيدا واستشهدت بعد ساعات
  • فيفا يكشف عن ملاعب كأس العالم للأندية 2025 التي ستقام في أمريكا