جامعة نزوى تدشن منصة للبيانات الوراثية النباتية..بعد غدِ
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
- د. علي اللواتي: 100 نوع من الموارد ينبغي استخدامها في تحسين خطوط المحاصيل
تدشن جامعة نزوى ممثلة في مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بعد غدِ الخميس منصة بيانات الموارد الوراثية النباتية، وسيتم تسليم أول عينة من البذور من البنك الجيني "استدامة للبذور" وهو مشروع تعاون بين جامعة نزوى ومركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية "موارد" التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وقال الدكتور علي بن حسن اللواتي أستاذ مساعد وراثة نباتية بجامعة نزوى لـ"عمان": تعد المنصة الأولى من نوعها على مستوى سلطنة عمان، وستتيح توزيع وتبادل المدخلات الوراثية للبذور التي تتمثل في محاصيل الغذاء، والزراعة، والأقارب البرية للمحاصيل الزراعية، وبذور من الموارد الوراثية النباتية المختلفة مثل: الطبية والعطرية، والزينة، والحرجية، والغابية.
بنوك البذور
وأشار إلى أن بنوك البذور أو البنوك الوراثية تعد الملاذ الرئيسي في الحفاظ على التنوع الوراثي للمحاصيل الزراعية والغذائية وغيرها ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية ومنها النباتات الطبية، وبنك البذور هو بمثابة مستودع أو مخزن، وهذه المخازن أو المستودعات لها مواصفات خاصة من حيث درجة الحرارة والرطوبة التي تهدف إلى الحفاظ على البذور ما بين خمس إلى عشر سنوات، وفي حالة الحفاظ على البذور لفترات أطول تصل إلى عشرات السنين يمكن أن تحفظ لدرجات تصل إلى عشرين تحت الصفر، على أن تخفض نسبة رطوبة البذور إلى حدود 4 ـ 5% في غرف التجفيف، وتكمن الأهداف الرئيسية للبنوك الجينية/الوراثية في مجموعة من التوجهات، وهي الحفاظ على المادة الوراثية التي تحويها هذه النباتات حال تعرضها لمخاطر الاندثار الوراثي أو الجيني بمعنى تعرضها للاختفاء من الطبيعة بسبب تدخل البشر غير المستدام على الطبيعة التي تحوي هذه النباتات، وبالنسبة للتطبيق العملي، تحوي البنوك الوراثية الجينات التي تساعد في إنتاج الغذاء والدواء، فمن خلال هذا البنك، يستطيع الباحثون تطوير محاصيل الأغذية وغيرها باستخدام هذه البذور لإجراء البحوث وبرامج التطوير عن طريق التهجين أو الهندسة الوراثية أو التغيير الوراثي في إضافة أو تعديل صفات لتحسين جودة الغذاء وغيرها من الصناعات التحويلية التي تعتمد على النباتات أو إضافة صفة المقاومة للإصابات الحشرية والمرضية أو لمواجهة التغير المناخي من ارتفاع درجات الحرارة أو الجفاف لفترات طويلة، كما أنها تحفظ التنوع الوراثي ضمن النوع، وذلك لما له من أهمية لتطوير محاصيل وأصناف ذات قيمة مضافة، والبنك الوراثي في جامعة نزوى يحتوي على السلالات المحلية المتنوعة للقمح و الشعير، وكل سلالة لها صفات تميزها عن الأخرى قد تستخدم في برامج التطوير والبحوث المختلفة.
وأوضح أن مبادرة "بنك البذور استدامة" كانت من قبل مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية بالتعاون مع مركز علوم الأبحاث الطبيعية والطبية بجامعة نزوى، وتاريخيا تأسس بنك البذور في جامعة نزوى منذ أبريل 2018 من حيث اختيار مساحة من المختبر الحالي في مركز علوم الأبحاث الطبيعية والطبية ومن ثم عملية تصميم المركز وإنشائه.
منصة بيانات الموارد
وأضاف: إن بنك البذور يرتبط بمنصة بيانات الموارد الوراثية النباتية حيث يتم توثيق بيانات الموارد الوراثية النباتية إلكترونيا وبيانات صفات المدخلات الوراثية في بنك استدامة وهي متاحة عن طريق الشبكة العنكبوتية للباحثين، والمزارعين، ورواد الأعمال، والطلبة، وستكون المدخلات الوراثية للبذور متاحة للتوزيع والتبادل من خلال منصة البيانات، مشيرا إلى أن من الأهداف الرئيسية للبنك هي استخدام البذور التي يتم حفظها في مجالات البحث العلمي والتطوير، ويقوم طالب المادة الوراثية النباتية بالتقدم بطلب عن طريق المنصة، ويتم دراسة الطلب من قبل مدير مشروع بنك استدامة.
إنشاء المركز
وقال الدكتور علي اللواتي: إن إنشاء بنك بذور يكون على معايير دولية معروفة بدأ منذ إنشاء مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية "موارد" في عام 2012، حيث تم إعداد استراتيجية إنشاء المركز التي أرتات ضرورة إنشاء البنك ليغطي الموارد الوراثية في سلطنة عمان، وقد شاركت الكثير من المؤسسات الحكومية والأكاديمية في إعداد التصور اللازم لإنشاءه البنك الوراثي، ومن المؤسسات الدولية التي ساعدت في تصميم البنك المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، ومؤسسة (Crop Trust)، وقد تم إعداد كتاب استراتيجية حفظ النباتات الاقتصادية والاجتماعية في سلطنة عمان التي تحدد أهم الأنواع الوراثية النباتية التي يجب الحفاظ عليها في بنك البذور استدامة.
وأشار إلى أن تحقيق صفر انقراض للموارد الوراثية النباتية في سلطنة عمان يكمن في اتباع العديد من المنهجيات، وتشمل الحفظ خارج الموقع الطبيعي، مثل بنوك جينات البذور وبنوك الجينات الحقلية، والحفظ في الموقع، مثل المناطق المحمية، وتشارك حاليا ثلاث مؤسسات بنشاط في الحفاظ على الموارد الوراثية النباتية وهي مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية "موارد" التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وحديقة الأشجار والنباتات العمانية النباتية التابعة لوزارة التراث والسياحة، ووحدة بنك جينات البذور التابعة لوزارة الزراعة والثروة السمكية وموارد المياه، ومع تعزيز الشراكة بين هذه الجهات سنتمكن من تحسين نظام التوثيق باستخدام بوابة منصة معلومات الموارد الوراثية النباتية"GRIP" ويمكن توثيق البيانات والمعلومات المتعلقة بأنواع أشجار الفاكهة المحفوظة في بنوك الجينات الميدانية في "MAFWR" والوصول إليها من "GRIP".
وأضاف: من أجل تنفيذ نسخة احتياطية كاملة من المادة الوراثية المحفوظة في البنوك الوراثية للبذور أو في مجال بنوك الجينات بين المنظمات التي تحافظ على هذه المواد، يجب أن تستمر عملية جمع الأصول الوراثية المحلية بتمويل كافٍ من الحكومة والمؤسسات الوطنية والدولية الأخرى، إذ يجب أن تكون المعلومات التي يمكن الوصول إليها حول المواد المحفوظة في متناول المستخدمين، مع تحسين نظم التوثيق بحيث يمكن الوصول إلى المعلومات والبيانات بطريقة فعالة، وقد وصلت الموارد الوراثية النباتية في سلطنة عمان إلى 100 نوع، وينبغي استخدام هذا الثراء في الأنواع بتطوير أصناف جديدة أو تحسين خطوط المحاصيل الغذائية والزراعية.
وأوضح أن بنك استدامة قام خلال الفترة السابقة بتدريب طلبة جامعة نزوى وغيرهم من الطلبة في مجال حفظ التنوع الوراثي، وهناك عدة مشاريع بحثية يقوم به طلبة الجامعة في الحفاظ على الموارد الوراثية النباتية في سلطنة عمان، كما أن نجاح الجامعة في إدارة بنك البذور استدامة مع مركز "موارد" يدل على توفير الإمكانيات المتاحة من موارد بشرية ولوجستية وبحثية لإنجاح هذا المشروع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الموارد الوراثیة النباتیة بیانات الموارد فی سلطنة عمان الحفاظ على جامعة نزوى
إقرأ أيضاً:
انطلاق أعمل "مؤتمر نادي جراحات السمنة الدولي" في نزوى
نزوى - ناصر العبري
انطلقت أعمال مؤتمر نادي جراحات السمنة الدولي الأول في سلطنة عُمان، الذي ينظمه نادي جراحات السمنة الدولي بالتعاون مع الرابطة العمانية لجراحة السمنة والأمراض الأيضية ومستشفى نزوى، وذلك في فندق إنترسيتي بولاية نزوى، بمشاركة نخبة من كبار الأطباء والخبراء من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
ويأتي هذا المؤتمر في إطار السعي إلى تطوير قطاع جراحة السمنة في سلطنة عُمان والمنطقة، عبر تبادل الخبرات، وعرض أحدث الأبحاث والممارسات الحديثة.
وقال الدكتور بدر الحضرمي: "نسعى من خلال هذا المؤتمر إلى تسليط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه جراحة السمنة في يومنا هذا، مع التركيز على كيفية التعامل مع المضاعفات، وتقديم أفضل رعاية ممكنة للمرضى، بما يواكب التطورات العالمية".
وأضاف الدكتور هارس خواجة: "ما يميز مؤتمر هذا العام هو الطابع العملي المكثف، حيث يشمل جلسات نقاشية وعروض فيديو تعليمية يقدمها خبراء عالميون، مما يوفر فرصة حقيقية لتعزيز مهارات الأطباء الجراحين ورفع كفاءة الأداء السريري."
وأشار الدكتور خالد بن سعيد العامري استشاري ورئيس قسم الجراحة العامة بمستشفى نزوى إلى أهمية التعاون العلمي الدولي، قائلاً: "إن مشاركة الخبراء من دول الخليج، والمملكة المتحدة، ومصر، وفرنسا تمنح المؤتمر بُعداً عالمياً، وتفتح المجال أمام تبادل الخبرات والتجارب الناجحة بما يخدم تطوير منظومة الرعاية الصحية في سلطنة عُمان. إضافة إلى ذلك، يعتبر هذا المؤتمر محطة مهمة في توحيد جهودنا لرفع الوعي حول جراحة السمنة وتعزيز الوقاية والتعامل مع مضاعفاتها."
وأضاف: "إن انعقاد هذا المؤتمر في سلطنة عُمان، وتحديداً في ولاية نزوى، له رمزية خاصة. فولاية نزوى كانت ولا تزال منارة للعلم والثقافة، ومهداً للحراك الفكري والعلمي على مر العصور، ويأتي احتضانها لهذا الحدث العلمي البارز امتدادًا لدورها الريادي في دعم مجالات المعرفة والصحة وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي للابتكار الطبي."
وبيّن الدكتور محمد العبري، استشاري جراحة السمنة بالمستشفى السلطاني: "يشكل المؤتمر فرصة ذهبية للارتقاء بمستوى المعرفة والمهارات الطبية لدى المتخصصين في جراحة السمنة في سلطنة عُمان، ونحن فخورون أن مستشفى نزوى استضاف مثل هذا الحدث الكبير."
من جانب آخر، عبر الدكتور أسامة طه، أستاذ الجراحة بجامعة القاهرة عن أهمية المؤتمر قائلًا: "المنصة التي يوفرها هذا المؤتمر تمكننا من مناقشة أهم القضايا الطبية المرتبطة بجراحة السمنة، مع التطرق إلى المستجدات التقنية والتطورات في إدارة المضاعفات، وهي فرصة للتواصل مع زملائنا في المنطقة وتبادل الخبرات."
ويتضمن برنامج المؤتمر جلستين رئيسيين. تناقش الجلسة الأولى مضاعفات تكميم المعدة وتطور التعامل معها في عام ٢٠٢٥، وتتناول الجلسة الثانية قضايا معقدة وجدلاً علمياً حول جراحات السمنة المختلفة، إلى جانب جلسات حوارية مفتوحة مع الخبراء.
ويختتم المؤتمر أعماله بجلسة نقاشية تفاعلية تجمع نخبة من الأسماء اللامعة في هذا المجال؛ بهدف وضع تصورات علمية مستقبلية لتحسين نتائج جراحات السمنة في المنطقة.