القبض على رئيس ناد تركي بعدما لكم حكما في وجهه
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
اعتقلت السلطات التركية، الثلاثاء فاروق كودجا رئيس نادي أنقرة غوجو، بعد لكمه حكما في وجهه عقب نهاية مباراة بالدوري المحلي، وقد أبلغ الحكم الشرطة أن كودجا هدده بالقتل.
وجاء الاعتقال بعد اندلاع أعمال عنف خلال مباراة أنقرة غوجو على أرضه أمام ريزه سبور مساء الإثنين.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية، أن الحكم خليل أوموت ميلر، الذي تعرض للركل عقب سقوطه على أرض الملعب، قال إن كودجا هدده هو وزملاءه أيضا.
وقال الحكم: "فاروق كودجا لكمني تحت عيني اليسرى، وسقطت على الأرض. وعندما كنت على الأرض ركلني آخرين في وجهي وأجزاء أخرى من جسدي عدة مرات.
وتابع: "كودجا قال لي ولزملائي وهو يخاطبني سأقضي عليك. قال لي سأقتلك".
كما أمرت المحكمة التركية التي أصدرت أمر الاعتقال باحتجاز اثنين آخرين من المشتبه بهم على خلفية الحادث.
وقال كودجا أمام المحكمة، وفقا لوكالة أنباء "ديميرورين" المحلية: "تطور هذا الحادث نتيجة للقرارات الخاطئة والسلوك الاستفزازي للحكم. كان هدفي الرد عليه لفظيا والبصق في وجهه".
وقال الاتحاد التركي لكرة القدم إنه أوقف جميع المسابقات المحلية بعد الحادث "المخزي" في أنقرة.
وقال وزير العدل يلماظ تونش إن كودجا واثنين آخرين اعتقلوا رسميا بتهمة "إصابة موظف عام"، بعد أن أخذ الادعاء أقوالهم.
وقال تونش على منصة "إكس"، "تويتر" سابقا: "التحقيق مستمر بدقة".
واتخذت السلطات قرارا بفرض رقابة قضائية على 3 مشتبه بهم آخرين.
وأظهرت لقطات تلفزيونية كودجا وهو يقتحم الملعب ويلكم ميلر، الذي أطلق صفارة النهاية بعدما سجل ريزه سبور هدف التعادل 1-1 في الدقيقة 97 على ملعب أريامان في أنقرة.
وأظهرت لقطات عرضتها الوزارة الحكم وهو يرقد على سرير في المستشفى ووجهه متورم، ويركب دعامة على رقبته.
وقال الطبيب محمد يوروبولوت كبير الأطباء في المستشفى: "توقف النزيف في عين ميلر اليسرى قليلا. لن يكون هناك أي ضرر دائم".
وأضاف: "سيتعافى الكسر هناك تدريجيا. لا يوجد ضرر في المخ. من المرجح أن يغادر المستشفى الأربعاء".
وانتخب رئيس النادي كودجا مرتين في البرلمان التركي ضمن حزب العدالة والتنمية الحاكمن الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان.
أحداث ساخنة وتنديد
اقتحمت جماهير أنقرة غوجو الملعب بعد المباراة، وتعرض الحكم ميلر للركل أيضا عندما سقط على الأرض، لكنه نجح في النهاية في الوصول لغرفة الملابس بمساعدة الشرطة. قال الاتحاد المحلي إن أنقرة غوجو ورئيسه ومسؤولي النادي وكل المذنبين في الاعتداء على الحكم "سيعاقبون بأشد العقوبات الممكنة". قال رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) جاني إنفانتينو، إن الأحداث التي وقعت بعد المباراة "غير مقبولة على الإطلاق وليس لها مكان في رياضتنا أو مجتمعنا. من دون حكام المباريات لا توجد كرة قدم". أدار ميلر، الحكم الدولي منذ 2017 البالغ عمره 37 عاما، مباراة لاتسيو الإيطالي وسلتك الاسكتلندي في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، في 28 نوفمبر الماضي. قال أردوغان عبر منصة "إكس"، إن "الرياضة لا تتوافق مع العنف. لن نسمح أبدا بحدوث أعمال عنف في الرياضة التركية". يتعرض الحكام في تركيا كثيرا لانتقادات من مدربي ورؤساء الأندية بسبب قراراتهم، لكن نادرا ما تستهدفهم هجمات عنيفة. يحتل أنقرة غوجو المركز 11 في ترتيب الدوري برصيد 18 نقطة، متأخرا بثلاثة مراكز عن ريزه سبور الذي يملك 22 نقطة من 15 مباراة.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أنقرة غوجو رجب طيب أردوغان تركيا أنقرة غوجو أنقرة غوجو رجب طيب أردوغان أخبار تركيا أنقرة غوجو
إقرأ أيضاً:
رئيس المجلس النرويجي للاجئين: السودان يتجه نحو “مجاعة بدأ عدها التنازلي”
قال رئيس المجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند في مقابلة أجرتها معه السبت وكالة فرانس برس، إن السودان الذي يشهد حربا مدمّرة يتجّه نحو “مجاعة بدأ عدّها التنازلي” ويتجاهلها قادة العالم، في حين تقتصر قدرات المساعدات الإنسانية على “تأخير الوفيات”.
وشدّد إيغلاند في المقابلة التي أجريت معه في تشاد عقب زياته السودان هذا الأسبوع “لدينا في السودان أكبر أزمة إنسانية على هذا الكوكب، أكبر أزمة جوع، أكبر أزمة نزوح… والعالم لا يبالي”.
منذ نيسان/أبريل 2023 يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أوقعت عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص.
ويعاني وفق الأمم المتحدة نحو 26 مليون شخص داخل السودان من الجوع الحاد.
وقال إيغلاند “قابلت نساء هن بالكاد على قيد الحياة، يتناولن وجبة واحدة من أوراق النباتات المسلوقة يوميا”.
ويقول المجلس النرويجي للاجئين، إحدى المنظمات القليلة التي تواصل عملياتها في السودان، إن نحو 1,5 مليون شخص هم “على شفير المجاعة”.
وتابع إيغلاند “العنف يمزق المجتمعات بوتيرة أسرع بكثير من قدرتنا على إيصال المساعدات”، وأضاف “فيما نكافح من أجل الاستجابة لذلك، فإن مواردنا الحالية تؤخر الوفيات بدلا من منعها”.
سياسة تغلّب المصالح الفردية
قبل عقدين، لفتت اتهامات بارتكاب إبادة جماعية انتباه العالم إلى إقليم دارفور الشاسع في غرب السودان حيث أطلقت الحكومة السودانية آنذاك يد مليشيات قبلية عربية في مواجهة أقليات غير عربية تشتبه بدعمها لمتمردين.
وقال إيغلاند “من غير المعقول أن تستحوذ الأزمة في السودان حاليا على جزء يسير من الاهتمام الذي استحوذت عليه قبل 20 عاما بالنسبة لدارفور، عندما كانت الأزمة في الواقع أصغر بكثير”.
وقال إن حربي إسرائيل في غزة ولبنان وحرب روسيا مع أوكرانيا ألقت بظلالها على النزاع في السودان.
لكنه أشار إلى أنه رصد تحوّلا في “المزاج الدولي” بعيدا من نوع الحملات التي يقودها مشاهير والتي جلبت نجم هوليوود جورج كلوني إلى دارفور في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وتحدّث عن “ميول أكثر قومية وأكثر تطلعا إلى الداخل” لدى حكومات غربية يقودها سياسيون يضعون في المقام الأول “أمتهم، وأنفسهم وليس البشرية”.
وندّد بمسؤولين “قصيري النظر” سيدفعون ثمن مواقفهم عندما يتدفق أولئك الذين لم يساعدونهم إلى بلادهم لطلب اللجوء أو بصفة مهاجرين غير نظاميين.
وقال إنه التقى في تشاد بشبان نجوا من التطهير العرقي في دارفور وقرروا عبور البحر الأبيض المتوسط لمحاولة الوصول إلى أوروبا رغم غرق أصدقاء لهم سبقوهم في المحاولة.
“مروع ويزداد سوءا”
في السودان، نزح واحد من كل خمسة أشخاص بسبب النزاع الحالي أو النزاعات السابقة، وفق أرقام الأمم المتحدة.
ومعظم النازحين في دارفور حيث يقول إيغلاند إن الوضع “مروع ويزداد سوءا”.
وترزح مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ أشهر تحت وطأة حصار تفرضه قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تعطيل جميع عمليات الإغاثة في المنطقة تقريبا وتسبب بمجاعة في مخيم زمزم القريب للنازحين.
لكن حتى المناطق التي هي بمنأى من دمار الحرب “بدأت تعاني الأمرين”، وفق إيغلاند. ففي كل أنحاء الشرق الذي يسيطر عليه الجيش، تكتظ المخيمات والمدارس والمباني العامة الأخرى بالنازحين الذين تُركوا لتدبّر أمورهم بأنفسهم.
وفي ضواحي بورتسودان، المدينة الواقعة على البحر الأحمر حيث تتّخذ الحكومة المدعومة من الجيش ووكالات الأمم المتحدة مقرا، قال إيغلاند إنه زار مدرسة تؤوي أكثر من 3700 نازح حيث لم تتمكن الأمهات من إطعام أطفالهن.
وقال “كيف يعقل أن الجزء الذي يسهل الوصول إليه في السودان يشهد جوعا؟”.
وتقول الأمم المتحدة إن كلا الطرفين يستخدمان الجوع سلاحا في الحرب. وتعرقل السلطات على نحو روتيني وصول المساعدات بعقبات بيروقراطية، فيما يهدّد مقاتلون في قوات الدعم السريع طواقم الإغاثة ويهاجمونهم.
وأضاف إيغلاند “الجوع المستمر هو مأساة من صنع الإنسان… كل تأخير، وكل شاحنة يمنع وصولها، وكل تصريح يتأخر هو حكم بالإعدام على عائلات لا تستطيع الانتظار يوما آخر للحصول على الطعام والماء والمأوى”.
لكنه قال إنه رغم كل العقبات “من الممكن الوصول إلى كل أصقاع السودان”، داعيا المانحين إلى زيادة التمويل ومنظمات الإغاثة للتحلي بمزيد من “الشجاعة”.
وأضاف أن “أطراف النزاعات متخصصون في إخافتنا ونحن متخصصون في الخوف”، وحضّ الأمم المتحدة ووكالات أخرى على “التحلي بقوة أكبر” وطلب تمكينها من إيصال مساعداتها.
(أ ف ب)