“دبي للثقافة” تفتتح مخيم متحف الاتحاد الشتوي 18 ديسمبر الجاري
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” عن تنظيمها مخيم متحف الاتحاد الشتوي، الذي يقام تحت شعار “عناصر الاتحاد” من 18 وحتى 29 ديسمبر الجاري، ويهدف لمنح الأجيال الناشئة فرصة التعرف على حكاية تأسيس الدولة ونشأة الاتحاد واستكشاف رموز الثقافة المحلية، ما يساهم في تنمية مهاراتهم وقدراتهم ويثري خبراتهم الحياتية.
وخلال فترة المخيم الذي يستهدف الفئة العمرية ما بين 6 و16 عاماً، سيكون الأطفال على موعد مع مجموعة من التجارب الثقافية التي ستتيح لهم فرصة استكشاف مساحات متحف الاتحاد التي تروي تاريخ الدولة وحكاية تأسيسها وما حققته من قفزات نوعية وضعتها في الصدارة، والاستماع إلى تفاصيل قصة اجتماع عام 1968، وسيرة الآباء المؤسسين وإرثهم وإنجازاتهم عبر استخدام تقنيات سرد مبتكرة.
وباستخدام الفنون وأدوات الثقافة المختلفة، سيكتشف الزوار ملامح الحياة في الإمارات وأبرز العادات والتقاليد المحلية، ومن خلال ورش العمل المتنوعة سيتفاعلون مع الإبل والصقور ويتعرفون على أصول رياضة الصقارة التراثية.
كما سيتعرف الأطفال خلال فترة المخيم على علاقة سكان دبي مع البحر، ومهنة الغوص وطرق صيد اللؤلؤ التقليدية التي شكلت مصدر رزق لسكان دبي على مدار عقود طويلة، بالإضافة إلى خطوط التجارة القديمة، وسيتدربون على طرق الاهتداء بالنجوم ودورها في تحديد الطرقات والاتجاهات، إلى جانب تمكينهم من تصميم نماذج مختلفة من القوارب والمباني القديمة باستخدام طرق إبداعية متنوعة، بالإضافة إلى التعرف على وسائل النقل من الجمال والمراكب الشراعية وحتى المركبات الفضائية والطائرات بدون طيار، وسيتسنى لهم في هذا السياق، لقاء أحد رواد الفضاء الإماراتيين للاطلاع على تفاصيل رحلته إلى الفضاء.
ولفت عبدالله الفلاسي، مدير متحف الاتحاد، إلى أهمية تهيئة بيئة إبداعية للأطفال تساهم في إثراء معارفهم وتمكنهم من إطلاق العنان لطاقاتهم وتحفزهم على اكتشاف مواهبهم المختلفة، مضيفاً أن متحف الاتحاد الشتوي يعد مساحة ملهمة من خلال سلسلة التجارب الثقافية والتعليمية التي يوفرها لمساعدة الطلاب على اكتساب خبرات جديدة واستكشاف محيطهم الاجتماعي والتعرف على تاريخ الدولة وقصة الاتحاد.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
” عندما يكون الفن القوة التي تتحكم في التعايش السلمي ونبذ الاعراف البالية “فصلية “
بقلم : سمير السعد ..
” فصلية “الاغنية التي اثارت جدلا واسعا في احترام المرأة اوائل السبعينات
الذائقة في الاستماع واصالة الماضي بعبقها الجميل وحين كان الفن في صراع لايصال الصوت النقي واللحن الذي يرتقي بأي صوت من اجيال العظماء والسلسة طويلة لجادة الفن العربي برمته حيث كانت الكلمة هي القوة التي تسكن القلب والاذن وتؤثر في استلاب روحك لتكن انت مؤديها دون ان يشغلك شاغل او هاجس هكذا انطلق عبادي العماري كما يحلو للبعض تسميته انذاك.حيث تُعَدّ أغنية “فصلية” للفنان عبادي العبادي من أشهر الأغاني في عقد السبعينات، وهي من كلمات الشاعر جودت التميمي. تميّزت هذه الأغنية ليس فقط بجمال لحنها وكلماتها، بل بإثارتها لجدل مجتمعي هام حول احترام المرأة وحقوقها، الأمر الذي ساهم في تغيير بعض المواقف تجاه النساء ورفع الوعي بقيم احترامهن.وكان المستهل فيها :
جابوها دفع للدار
لا ديرم ولا حنة ولا ملكة
ولا دف النعر بالسلف
لا هلهولة لا صفكة
سألت الناس عن قصة هابنية
عجب جارو عليها لغير حنية
رديت بقلب مكسور
من كالولي فصلية
جاءت الأغنية في وقت كان المجتمع بحاجة إلى هذا الصوت الفني الذي يدعو لاحترام المرأة بشكل أوسع، حيث أُحدثت ضجة في الرأي العام واستدعت مراجعة سلوكيات وقيم اجتماعية من شأنها أن ترفع من مكانة المرأة في المجتمع. وهذا الدور الذي قامت به أغنية “فصلية” يجسد بوضوح كيف يمكن للفن أن يكون رسالة سامية إذا تم توظيفه بشكل صحيح، إذ أن الفن ليس مجرد وسيلة ترفيه، بل هو أداة لنشر القيم وتعزيزها.
الفن “كوسيلة لتعزيز التعايش السلمي ومكافحة التطرف”
إلى جانب قضايا المرأة، يمكن أن يمتد تأثير الفن إلى تعزيز قيم التعايش السلمي ومحاربة الأفكار المتطرفة التي تؤدي إلى العنف. وبوصفه يدعو إلى السلم والاعتدال ونبذ العنف. ومن هنا، يمكن للفنانين والشعراء توجيه رسائل تعزز من هذه القيم، وإثارة الوعي حول مخاطر التطرف بأشكاله المختلفة.
إن تجربة أغنية “فصلية” في السبعينات تعد نموذجًا حيًا على قدرة الفن على التأثير في مسار المجتمع، فالأغاني والقصائد التي تُعنى بقضايا مجتمعية أساسية يمكنها أن تكون سببًا في تغيير نظرة المجتمع، وترسيخ قيم تتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. الفن هنا ليس مجرد رسالة ترفيهية، بل دعوة إلى احترام الآخر، وتجنب التطرف، واحتضان قيم التسامح والاعتدال.
يتجلى دور الفن كصوت للضمير المجتمعي، ليكون رسالة
أمل وسلام، وليحمل في طياته قيمنا الأصيلة ويعزز الوعي بأهمية احترام المرأة ونبذ العنف والتطرف. الفن، حين يتم توجيهه بحكمة، يبقى وسيلة فعّالة لبناء مجتمع أكثر تماسكًا وسلامًا، قادرًا على التعايش بسلام مع اختلافاته، ورافضًا لكل أشكال العنف والتعصب.
في سياق تكريس الفن كأداة لتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، تأتي أعمال الفنانين والمبدعين كرسائل سلام ودعوات للتعايش، بما يتماشى مع روح العصر التي تدعو إلى الوسطية. إن الفن قادر على التأثير في العقول والقلوب، وهو وسيلة فعّالة لنشر الذائقة التي تسمو بالجمال والتسامح، لا سيما عندما تتبنى الأغاني والشعر والدراما مواضيع اجتماعية تمس القضايا التي يعاني منها المجتمع، كنبذ العنف والتطرف.
إن تأثيره لا يقتصر على التسلية أو التعبير عن المشاعر، بل يتعداه ليصبح موجهًا للمجتمع نحو تبني سلوكيات إيجابية، وحافزًا للتغيير. ففي السبعينات، كانت أغنية “فصلية” نموذجًا رائدًا لتحدي المفاهيم التقليدية السائدة حول المرأة والمطالبة بتعزيز مكانتها وحقوقها. ومع تكرار مثل هذه الرسائل في الأعمال الفنية، يُزرع في المجتمع وعي جديد وراسخ حول أهمية احترام الآخر، بغض النظر عن جنسه أو فكره أو خلفيته الثقافية.
يمكن النظر إليه على أنه مرآة للمجتمع، تعكس قضاياه وتطلعاته وتعبر عن همومه. فعندما يستخدم الفن في نقل القيم النبيلة ،والتجذر من أسس واعية وبذلك يكون وسيلة فعالة للارتقاء بالمجتمع. إن الأغاني التي تناولت قضايا المرأة في السبعينات، كأغنية “فصلية”، كانت خطوة جريئة وضعت النقاط على الحروف بشأن ضرورة احترام المرأة ومكانتها في المجتمع.
لقد حملت هذه الأغاني رسائل واضحة تدعو لإعادة النظر في المعايير الاجتماعية، وتأكيد أهمية المعاملة العادلة والمساواة. ومع مرور الوقت، بدأت هذه القيم تأخذ حيزها في وعي المجتمع، لتصبح جزءًا من ثقافته وتطلعاته نحو بناء مجتمع أكثر اعتدالاً وتسامحًا.
في النهاية، يمكن القول بأن الفن هو بوصلة أخلاقية تعبر عن ضمير المجتمع، وتشكل أحد أهم الوسائل لإيصال الرسائل الإنسانية السامية. فعندما يعبر الفنان عن قضايا مهمة مثل احترام المرأة، والتعايش السلمي، ونبذ العنف والتطرف، فإنه لا يقدم مجرد أغنية أو قصيدة، بل يبني جسرًا يصل بين الماضي والمستقبل، ويعزز قيمًا ستظل راسخة في نفوس الأجيال.
إذن “الفن” بهذا المعنى، هو رسالة سامية تستحق أن تُوظّف بالشكل الذي يعكس قيمنا الإسلامية السمحاء، ويعزز بناء مجتمع يزدهر بالتسامح والاعراف المجتمعية القادرة على خلق نواة تسمو بالفرد واحترام احقيته بالعيش الكريم .