تحذير إلى قادة العالم.. تقرير أمريكي: التغييرات المناخية قد تشعل الصراعات
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
شفق نيوز/ دعت شبكة "PBS" الأمريكية زعماء العالم المشاركة دولهم في مؤتمر الامم المتحدة للمناخ (COP28) في مدينة دبي الاماراتية، الى مواجهة التحديات التي تثيرها درجات الحرارة الآخذة بالارتفاع في العالم بشكل غير مسبوق والتحديات المناخية الحادة، من خلال التركيز على كيفية تأثير التغييرات المناخية على الاستقرار السياسي في دول حول العالم، بينها العراق، وتداعياتها على مفاقمة النزاعات المسلحة في المناطق الأكثر هشاشة.
واعتبر التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان مؤتمر الأمم المتحدة هو بمثابة فرصة حاسمة للقادة من اجل اعادة التركيز من خلال المخطط الأوسع، على معالجة ضعف القدرة على الحوكمة وإدارة الموارد والعمل من أجل التكيف مع تغير المناخ، وذلك من خلال القضاء على النزاعات في المناطق غير المستقرة، من خلال تطبيقات عدة توصيات.
وأشار التقرير إلى أن بعض المناطق الاكثر تضررا هي أمريكا الوسطى، والقرن الأفريقي، ومنطقة الساحل، وخليج البنغال، والشرق الأوسط، استنادا الى بحث أجراه مركز العمل الوقائي التابع لمجلس العلاقات الخارجية. ولفت إلى أن جزءا كبيرا من منطقة الساحل والشرق الأوسط وداخل شرق أفريقيا يعاني من موجات جفاف منهكة وعواصف ترابية.
وتابع التقرير؛ أن العديد من هذه البلدان والمجتمعات في هذه المناطق لا تملك سوى إمكانية ضئيلة، على استيعاب صدمة الأحداث المناخية المتطرفة أو تحسين أنظمتها التكيفية والتخفيفية.
وعلى سبيل المثال، أشار التقرير الى منطقة الساحل، حيث أدت ثلاثة عقود من الجفاف في أواخر القرن ال20 الى وفاة اكثر من 100 ألف شخص بسبب الجوع، مضيفا أنه مما زاد الطين بلة، أن الأرض لم تكن قادرة على امتصاص المياه عندما زاد هطول الأمطار فجأة، مشيرا إلى أن الفيضانات دمرت في العام 2020، 10 آلاف هكتار (24710 فدادين) من المحاصيل في النيجر وحدها، مما يعرض المجتمعات المحلية لخطر الجوع الشديد.
وذكر التقرير أنه رغم عدم وجود أدلة كافية تشير إلى أن التغيير المناخي يؤدي بشكل مباشر إلى العنف، فإن الفوضى المناخية والضغوط البيئية تساهم في مضاعفة التهديدات الأمنية القائمة، مضيفا أنه من خلال حلقة مفرغة، يكون للنزاعات المسلحة في كثير من الأحيان آثار بيئية مدمرة.
وتابع التقرير أن الصراعات داخل الدول وفيما بينها تتفاقم بسبب التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن الصراعات الاهلية اكثر تهديدا في بلدان مثل الهند ونيجيريا، حيث تتزايد الاضطرابات الاجتماعية في المناطق الحضرية مع نزوح المزارعين والرعاة المحرومين باتجاه المراكز السكانية، مما يؤدي إلى تغيير المشهد السياسي والاقتصادي إنهاك البنية التحتية.
وحذر التقرير أيضا من تصاعد التوترات العابرة للحدود الوطنية في المناطق التي تعاني من شح الموارد، ولفت إلى أن الدول الواقعة على نهر النيل، وخاصة مصر وإثيوبيا، تعيش نزاعا مستمرا ناجما عن بناء إثيوبيا لسد يحد من حجم المياه المتدفقة شمالا.
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، قال التقرير ان العراق وسوريا يواجهان شحا في المياه، ويرجع ذلك جزئيا الى بناء السدود التركية على نهري دجلة والفرات.
واضاف انه فيما يتعلق بجنوب آسيا، فإن السد الصيني المقترح إقامته على نهر براهمابوترا، يهدد بتقليل توافر المياه في بنغلاديش.
ونبه التقرير إلى أن الحرب دائما ما تكون مدمرة للبيئة، الا انها تصبح اكثر تدميرا عندما تستغل الأطراف المتحاربة وتفاقم شح الموارد الناجمة عن التغيير المناخي، مضيفا على سبيل المثال، إن القصف السعودي والإماراتي للبنية التحتية للمياه في اليمن أدى الى جعل شح المياه الذي كان يمكن تخفيفه، أكثر فتكا.
كما لفت إلى أن القوات الاسرائيلية دمرت البنية التحتية المرتبطة بالمياه في الضفة الغربية، حيث يعتمد الناس إلى حد كبير على استخراج المياه الجوفية.
اما بالنسبة الى في العراق وسوريا، فقد ذكر التقرير أن الجماعات الطائفية المتطرفة حملت الطوائف المعارضة لها المسؤولية علنا عن سوء إدارة المياه بهدف كسب الدعم.
وفي اشارة الى العقبات الرئيسية التي تحول دون معالجة العلاقة بين الصراع المناخي في المناطق المعرضة للخطر، قال التقرير إن أحد التحديات المستمرة هو سوء الادارة، محذرا من أن هشاشة الدولة تجعل من الاسهل بكثير على الاطراف اللاعبة الخبيثة اكتساب النفوذ والسيطرة على الاراضي.
وتابع قائلا ان الكارتلات والعصابات في أمريكا الوسطى والتنظيمات المتطرفة في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا، تستغل المجتمعات المعرضة للتغير المناخي بطريقة مماثلة. واضاف انه في ظل غياب وجود حقيقي للدولة، يكون بمقدور الأطراف الفاعلة السيئة اقناع الافراد الذين تم تهميشهم بسبب التغيرات المناخية، والكوارث الطبيعية، والقمع، والعنف، بالانضمام الى صفوفهم.
وفي اشارة الى التهديدات للصراع المناخي، لفت التقرير إلى أن الهجرة الداخلية من المناطق المعرضة للمناخ والصراعات نسبيا الى المناطق الاكثر استقرارا (المدن والبلدان ذات الاقتصادات الأسرع نموا بشكل عام) تتسبب في إجهاد الموارد المحلية وقدرات الدولة، وتعزز من التوترات الطائفية وبين الدول، وتعريض حياة المهاجرين للخطر في بعض الأحيان عند المجتمعات المضيفة.
وطرح التقرير الأمريكي الخيارات السياسية التي يتحتم على زعماء العالم التركيز عليها في مؤتمر الامم المتحدة للمناخ، موضحا أنه فيما يتعلق بالمخطط الأوسع للجهود الدولية لمكافحة الصراعات والتكيف مع التغيير المناخي، يتحتم اعطاء الاولوية لادارة الحكم الضعيف والهش في المناطق غير المستقرة.
وتابع التقرير القول؛ ان الاولوية يجب ان تكون من أجل تمويل التكيف مع المناخ، وتقوية المناطق المعرضة للخطر من أجل التكيف، موضحا أن الدول تكون أكثر قدرة على الحفاظ على الشرعية في جميع أنحاء أراضيها عندما تتوفر لديها الموارد اللازمة للتخطيط للتغيرات المناخية، وحماية سكانها من اسوا صدمات الكوارث الطبيعية، واقامة اقتصاديات متنوعة قادرة على الصمود في مواجهة التغير البيئي.
وتابع قائلا انه مع مرور الوقت، فإن التكيف سيؤدي ايضا الى الحد من العوامل التي تدفع السكان على الهجرة في مواجهة تغير المناخ وضعف قدرة الدولة.
ودعا التقرير ايضا الى دعم المهاجرين، موضحا أنه عندما يختار الناس الهجرة بسبب ظروف بيئية وامنية، فانه ينبغي لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة الهجرة الدولية، وغيرها من المنظمات، أن تبذل المزيد من الجهد لتسهيل عملية الهجرة، مثلا من خلال اقامة المزيد من المساكن المؤقتة وتعزيز ظروف السلامة، ومساعدة البلدان المستقبلة في تحديد أولويات الحالات، وتقديم المزيد من المساعدة للنازحين داخليا قبل عبور الحدود الدولية.
وبالاضافة الى ذلك، دعا التقرير الى تعزيز القيادة المحلية، حيث يتحتم منح القادة المحليين ومجموعات المجتمع المدني الموارد اللازمة لإدارة التغيير المناخي وانعدام الأمن على مستوى المجتمع المحلي، مشيرا الى ان مثل هذه المجموعات بإمكانها في بعض الأحيان أن تتجنب الشلل السياسي القائم بشكل أكثر فعالية.
والى جانب ذلك، ذكر التقرير انه يجب تشجيع جهود ادارة الموارد العابرة للحدود، موضحا أن يتحتم على المنظمات الدولية والقوى الإقليمية السعي بجدية الى جمع الدول التي تتقاسم الموارد الطبيعية إلى طاولة المفاوضات لمساعدتها على التوصل إلى اتفاق على حلول إنسانية ومعقولة للنزاعات المتعلقة بتقاسم المياه والطاقة، وأن تكون جاهزة لمساعدتها على تنفيذ اتفاقاتها.
ترجمة: وكالة شفق نيوز
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي الأمم المتحدة التغيير المناخي مخلفات الحروب مؤتمر كوب 28 التغییر المناخی فی المناطق من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
من بينها أمستردام ولندن ومدريد.. التغير المناخي يُهدّد نصف المدن الكبرى في العالم
ستعاني المدن الكبرى في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا من وطأة هذه الأزمة. ومن المتوقع أن تشهد ست مدن في هذه المناطق، وهي سنغافورة وسورابايا ودبي والرياض وجدة وجاكرتا، أكثر من 50 يومًا من الحرارة الشديدة سنويًا بحلول عام 2050
اعلانيحدد التقرير نسبة انبعاثات الغاز التي يجب على البلدان تخفيضها لتجنب الكوارث المناخية كالفيضانات وموجات الحرارة والأعاصير والإجهاد المائي.
يُشير جاكو كوروشي، رئيس قسم أبحاث الاستثمار المستدام العالمي في مجموعة لندن للاستثمار، إلى أن ”المدن التي شملتها الدراسة، وهي مراكز عصبية للاقتصاد العالمي تساهم بنحو 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ويقطنها 440 مليون شخص، معرضة بشكل خاص لمخاطر المناخ".
ويوضح أن الآثار المناخية بدأت تظهر مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.3 درجة مئوية. وقد ظهرت في مدينة فالنسيا الإسبانية هذا الأسبوع، مع الفيضانات المميتة التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص.
Related62.3 درجة مئوية في ريو دي جانيرو.. موجة حرّ شديدة تجتاح البرازيل والتغير المناخي أول المتهمينالتغير المناخي يُدمِّر موسم الزيتون في إيطالياشاهد: سيبيريا تذوب.. التغير المناخي يُغرق بلدات بأكملها في منطقة ياقوتيا الروسيةالمدن الأوروبية الكبرى ستُواجه مخاطر مناخية متزايدةتتوقع مجموعة لندن للاقتصاد الأخضر أن ترتفع درجة الحرارة العالمية إلى 2.6 درجة مئوية في ظل السياسات الحالية. ويقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن تصل إلى ما بين 2.6 و 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن إذا تم الوفاء بالالتزامات الحالية.
ستعاني المدن الكبرى في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا من وطأة هذه الأزمة، وفقًا للتقرير. ومن المتوقع أن تشهد ست مدن في هذه المناطق، وهي سنغافورة وسورابايا ودبي والرياض وجدة وجاكرتا، أكثر من 50 يومًا من الحرارة الشديدة سنويًا بحلول عام 2050.
الإمارات العربية المتحدة، الخميس 30 نوفمبر 2023. Kamran Jebreili/ APأما في الاتحاد الأوروبي، فيسلط المحللون الضوء على هشاشة الوضع في أمستردام ومدريد. فالعاصمة الهولندية تواجه مخاطر عالية المستوى من ارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات، والتي يمكن أن تزداد بنسبة 60 في المائة.
أما في مدريد، فقد ترتفع الأيام شديدة الحرارة بنسبة 135 في المائة لتصل إلى 41 يومًا ”متوسطة الخطورة“ بحلول عام 2050. ومن المتوقع كذلك أن يرتفع الإجهاد المائي في العاصمة الإسبانية بنسبة 65 في المائة، ليصبح عالي الخطورة في عام 2050.
أشخاص ينظفون الطرقات في إحدى المناطق المتضررة من الفيضانات، في ألجميسي، إسبانيا، الأحد 3 نوفمبر 2024. Manu Fernandez/ APوفي الوقت نفسه، تسلط الأضواء على لندن ومانشستر في المملكة المتحدة. من المتوقع أن تشهد العاصمة البريطانية ارتفاعًا بنسبة 22 بالمائة في الإجهاد المائي بحلول منتصف القرن. وسترتفع الحرارة الشديدة في لندن إلى أكثر من الضعف من 11 إلى 25 يومًا كل عام. ومع ذلك، ستواجه مانشستر تغيراً مناخياً مع زيادة بنسبة 93 % في موجات الحر وارتفاع بنسبة 45 % في الإجهاد المائي، وفقاً للدراسة.
وفي ظل هذا السيناريو، ستكون هناك حاجة إلى استثمارات كبيرة لتكييف المدن مع الظواهر المناخية الجديدة، ووضع حد لمخاطرها المتزايدة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية التغير المناخي يهدّد وجود 17 موقعًا للتراث العالمي في أوروبا دراسة: تسارع وتيرة ذوبان الجبال الجليدية في ألاسكا بخمسة أضعاف والتغير المناخي في دائرة الاتهام شاهد: سيبيريا تذوب.. التغير المناخي يُغرق بلدات بأكملها في منطقة ياقوتيا الروسية أزمة المناخ تغير المناخ موجة حر مدريد لندن أمستردام/سكيبول اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. قصف وقتل وحصار مميت لشمال غزة وحزب الله يقصف الجليل وقاذفات أمريكية بالمنطقة لحماية إسرائيل يعرض الآن Next إسبانيا وجهودٌ مضنية للبحث عن جثث غرقت في وحلِ أسوء كارثةٍ طبيعية في تاريخ البلاد المعاصر يعرض الآن Next ولادة الأمل من رحم الآلام والدمار.. افتتاح أول مدرسة في مخيمات الإيواء في غزة يعرض الآن Next الذكاء الاصطناعي يحلّ "لغز الحياة": كيف يتصل الحيوان المنوي بالبويضة؟ يعرض الآن Next كامالا هاريس تظهر بشكل مفاجئ في برنامج كوميدي قبل الانتخابات اعلانالاكثر قراءة هل دولتك من بينها؟.. الصين تضيف 9 دول لتسهيل العبور بدون تأشيرة صور بالأقمار الصناعية.. هل تسعى إسرائيل إلى إنشاء منطقة عازلة عبر مسار التدمير الممنهج في جنوب لبنان بعد وفاته بعام.. 400 سيدة يدعين أنهن ضحايا اعتداء جنسي من رجل الأعمال المصري محمد الفايد الوثيقة الأمنية الأكثر سرية: كيف بات الإسرائيليون ضحية حملة كذب من آلة السم التابعة لمكتب نتنياهو بريطانيا: اختيار كيمي بادينوك يمينية متطرفة مؤيدة لإسرائيل من أصل نيجيري لرئاسة حزب المحافظين اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024فيضانات - سيولروسياغزةضحاياإسبانياإيرانالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتقالالإسلامالصحةإسرائيلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024