لجريدة عمان:
2024-12-24@12:41:00 GMT

ملهمون يتحدون الإعاقة بنجاحات وتطلعات مشرقة

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

ملهمون يتحدون الإعاقة بنجاحات وتطلعات مشرقة

- ماجدة البلوشية: الحاجة إلى تكثيف التوعية بقدراتنا وإزالة النظرة السلبية

- ريان المجينية: نأمل في إتاحة فرص تأهيلية وتدريبية أكثر ولجميع الفئات

- محمد الصارمي: تعايشت مع "ضمور العضلات" وأكملت دراستي العليا

- غالية الجابرية: أتمنى توفير ملعب خاص لذوي الإعاقة لممارسة الرياضة

بمناسبة اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة حرصت جريدة "عمان" على نقل تجارب وقصص الملهمين ونجاحهم في تحدي الإعاقة وتحقيق الإنجازات وقد سردوا لـ"عمان" طموحاتهم وآمالهم وتمنوا أن تنظر الجهات المختصة في آرائهم المطروحة، خاصة أن وزارة التنمية الاجتماعية تنفذ حاليا مختبر تطوير خدمات وبرامج الأشخاص ذوي الإعاقة متطلعين إلى تحقيق العدالة في الخدمات المختلفة وتحسين جودة الحياة وتكثيف البرامج التوعوية الموجهة للمجتمع لرفع الوعي حول قدرات وإمكانيات الأشخاص ذوي الإعاقة حتى يتمكنوا من العيش بكرامة والمشاركة في المجتمع بوصفهم أعضاء كاملين ومتساوين فيه.

تقول ماجدة بنت صابر البلوشية -التي تعاني من إعاقة حركية- إنها استطاعت أن تلفت الانتباه وتكرم ضمن المجيدين هذا العام فهي موظفة تعمل أخصائية علاج وظيفي وتأهيلي ورائدة أعمال وحاصلة على شهادة الماجستير وتكمل دراستها الآن لنيل شهادة الدكتوراة وتحب ممارسة رياضة الغوص الحر.

وعن رأيها في الخدمات والتسهيلات المقدمة قالت: هناك بالتأكيد جهود كبيرة تقوم بها وزارة التنمية الاجتماعية مع الجهات الأخرى ذات العلاقة بتقديم الخدمات والتيسيرات اللازمة لتسهيل دمج ومشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع ما يساهم في دعم بناء هذا الوطن، ولكن توجد بعض النقاط التي تحتاج إلى التركيز عليها، وأبرزها عدم جاهزية البيئة المحيطة بهم فكما تعلمون الأشخاص ذوي الإعاقة يحتاجون إلى استخدام عدد من المعينات المساعدة والمساندة لممارسة أنشطة حياتهم اليومية وعدم توفرها وعدم تهيئة البيئة المحيطة بهم يعوقهم عن ممارسة حياتهم بالشكل المطلوب مقارنة بأقرانهم من نفس الفئات العمرية في كافة المجالات سواء التعليم والصحة والعمل أو ممارسة الأنشطة الترفيهية والرياضية.

فرص تأهيلية

وأضافت عن الخدمات والفرص التأهيلية: هناك العديد من البرامج التدريبية المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة من جهات مختلفة ولكن قد تكون هذه الجهود مشتتة فكل ما نتمناه كأشخاص من ذوي الإعاقة أن يتم توفير هذه الخدمات والتسهيلات بشكل مرن، وتوعية الأشخاص من ذوي الإعاقة بما هو متوفر منها وكيفية الاستفادة والحصول عليها.

وأشارت البلوشية إلى التحديات التي تواجههم وكيف تغلبت عليها قائلة: أهم التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة قلة وعي المجتمع بقدراتنا مما يؤدي إلى الكثير من الأحيان إلى التهميش رغم بذل الجهات المختصة جهودها لإزالة هذه النظرة السلبية عن طريق إذكاء الوعي في المجتمع بقدرات ومواهب الأشخاص ذوي الإعاقة، ولكن ما زالت هناك حاجة تدعو إلى الاهتمام وتكثيف مجالات توعية المجتمع بقدرات وتحديات الأشخاص ذوي الإعاقة وتسليط الضوء على المبدعين منهم وكيفية تمكينهم وتطوير قدراتهم. وحول طموحاتها المستقبلية ذكرت أنها تتمنى تقديم برامج وخدمات تساهم في جودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال القطاعات المختلفة الحكومية والخاصة في المجالات الصحية والتعليمية والعملية والترفيهية.

اترك بصمة

أما ريان المجينية موظفة بجامعة السلطان قابوس فتحكي لنا عن تجربتها في التغلب على الإعاقة الحركية قائلة: التحديات أو العقبات مصدر عزيمة وإصرار لمواصلة الإنجازات وتحقيق الطموح وليكون مستقبلنا مزهرا ومثمرا ولترضى عنه ذواتنا، فقد استطعت إكمال دراستي والحصول على شهادة بكالوريوس في إدارة الأعمال وحاصلة على دبلوم اتصال البيانات وإدارة النظم، والطموحات كبيرة ولا تتوقف عند نقطة محددة، وأتمنى مواصلة النجاحات، خاصة في مسيرتي الرياضية والمهنية وتحقيق إنجازات ومراكز متقدمة.

وأضافت المجينية: الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة تحسنت وتطورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة عبر تسهيل وتوفير العديد من الخدمات مما يعود بالنفع لهم، إلا أن الفرص التأهيلية والتدريبية مناسبة لحد ما ونطمح أن تتاح فرص أكثر لجميع الفئات ليتسنى لهم المشاركة والاندماج مع المجتمع.

وقالت: ونحن نحتفل باليوم الدولي لذوي الإعاقة نأمل أن تتحقق أهداف التنمية المستدامة بما يعود بالنفع لصالح هذه الفئة من خلال تطبيق اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي تدعو إلى حماية حقوقهم وتشجيعهم على تطوير طاقاتهم البشرية بالكامل، وتلبية احتياجات الجميع للحصول على التعليم والرعاية الصحية والتشغيل وعلى مستوى معقول من المعيشة والتمثيل السياسي والعام، بحيث يتمكنوا من العيش بكرامة والمشاركة في المجتمع بوصفهم أعضاء كاملين ومتساوين فيه. وكلمتي الأخيرة "اترك بصمة لنفسك، رائع أن يصبح الإنسان مميزا بذاته".

نظرة مشرقة

وبكل نشاط وحماس شارك الملهم محمد بن سالم الصارمي في حفل إطلاق أعمال مختبر تطوير خدمات وبرامج الأشخاص ذوي الإعاقة تحت شعار "متحدون في العمل لتفعيل أهداف التنمية المستدامة وتحقيقها لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة - معهم وبوجودهم" وبالفعل استطاع أن يلفت الحضور بحديثه اللبق وتعبيره الشيق بكل حماس عن حياته وكيف هزم العراقيل التي يمر بها في حياته اليومية، وعن تجربته الشخصية قال الصارمي: لدي مرض نادر الوجود يسمى ضمور العضلات يؤثر على بعض عضلات الجسد وعلى قوتها وقدرة الجسد على أداء مهامه مثل المشي بسهولة أو تغيير الوضعية من الجلوس للوقوف والعكس، إلا أن هذا المرض استطعت أن أتعايش معه، فقد أكملت دراستي العليا وبرزت على الساحة الثقافية.

إبداع وإلهام

ويضيف الصارمي: أنا شاعر ومترجم حاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة السلطان قابوس في تخصص الترجمة وحاصل على الماجستير من جامعة درم البريطانية العريقة في التخصص نفسه ولي حضور لافت في الساحة الثقافية العمانية والعربية من خلال مشاركاتي في الفعاليات والمسابقات في مجالات الشعر والترجمة والخطابات الملهمة والمحفزة وشغفي في هذا المجال لأنه يتبنى رسالة عظيمة في الحياة تتمثل في أنه يمتهن الفرح وينثره حوله من خلال تجاربه الشخصية وإلهام الآخرين للتحليق في سماء الإبداع والاحتفاء بالحياة كونها القيمة العظيمة التي يملكها كل إنسان على هذه البسيطة بغض النظر عن ما يعانيه فيها من صعوبات وعقبات.

ولم يتوقف إبداع محمد في هذا الجانب فقط وإنما برع في الشعر فقد خط قلمه مجموعة من القصائد نشرت في ديوان شعري مطبوع بعنوان "قُبلة على جبين الحياة"، كما له ديوان شعر بعنوان "إطلالة" يضم عددا من القصائد التي ترجمت من عدة آداب عالمية، كما حصل على المركز الأول على مستوى سلطنة عمان في مسابقة نجم الخطابة النسخة الثانية، والأول كذلك في مسابقة وزارة التربية والتعليم للإبداعات بمجال الشعر، والمركز الثاني على مستوى دول عربية في مجال الخطابات الملهمة في العام 2020، والمركز الثاني على مستوى العالم العربي في مجال الخطابات الملهمة في العام 2021.

وحول التسهيلات الموفرة لذوي الإعاقة، يرى الصارمي أن الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة والفرص التدريبية والتأهيلية بمستوى جيد جدا ولكن لا ينكر أن هناك متسعا لمزيد من التحسين والتجويد لهذه الخدمات والتسهيلات بما يحقق الطموحات ويساعدهم بأن يكونوا مستقلين ومؤثرين ومنتجين في المجتمع، فهم لا يبحثون عن المساواة في نظره وإنما العدالة.

وقال: الحراك الذي يحدث في البلد حاليا فيما يتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة هو حراك مهم وإيجابي وصحي ويبشر بالكثير، وأنا متأكد بأن مختبر تطوير خدمات وبرامج الأشخاص ذوي الإعاقة سيخرج بتوصيات محورية ولكن المهم أن ترى تلك التوصيات النور على أرض الواقع وأن تكون هناك تشريعات ولوائح قانونية تضمن حماية الأشخاص ذوي الإعاقة وتحقق لهم العدالة.

ملعب خاص

غالية بنت مسعود الجابرية لاعبة محترفة في المنتخب العماني لألعاب القوى لذوي الإعاقة والإبحار الشراعي حصدت الكثير من الجوائر محليا ودوليا ومن إنجازاتها التي لا حصر لها على سبيل المثال حصلت على المراكز الأولى في بطولة المرأة في الخليج في ألعاب القوى، وفي بطولة هزاع في دولة الإمارات العربية المتحدة حققت ميداليتين فضية وبرونزية، وفي بطولة الشراع 2022 حققت مع الفريق المركز الأول في البطولة العربية للقوارب الشراعية.

وكان لغالية دور كبير في إبراز مهارات وقدرات المرأة العمانية ورفع رصيد الإنجازات في المجال الرياضي، وحول تجربتها الشخصية، تحدثت غالية: أعاني من إعاقة حركية ولكنها لم تكن عائقا يحول دون مواصلة إكمال مشوار حياتي فقد أكملت دراستي بدولة الكويت وحصلت على شهادة الدبلوم العام وتوفقت في الحصول على وظيفة كاتبة سجلات طبية بديوان البلاط السلطاني.

وتضيف: أعشق ممارسة الرياضة كألعاب القوى والإبحار الشراعي رغم الصعوبات التي تواجهنا في ممارسة الرياضة في عدم توفر وسيلة نقل خاصة لذوي الإعاقة بالإضافة إلى عدم توفر ملعب معشب خاص بنا وتغلبنا عليها بالعزيمة والإصرار والشغف بالرياضة لأنها هي المتنفس الوحيد لإظهار وإبراز الطاقة والقدرات الخاصة لكل شخص، ورغم وجود بعض التسهيلات والخدمات إلا أننا نتمنى من وزارة التنمية الاجتماعية أن تقوم بدورها وتشجيع الجهات المختصة لتوفير ملعب خاص لذوي الإعاقات المختلفة لممارسة الرياضة، مع توفير وسائل نقل.

ودعت الجابرية إلى توفير المزيد من البرامج التأهيلية والكوادر التدريبية المتخصصة حتى يستطيعوا مواصلة تحقيق المزيد من الإنجازات ورفع اسم وعلم سلطنة عمان عاليا في المحافل الإقليمية والدولية. وقالت: نتمنى العناية بالأشخاص ذوي الإعاقة حتى يواصلوا مشوار حصاد الإنجازات والوصول إلى العالمية ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بتضافر جهود جميع الجهات الحكومية والخاصة والأهلية لتحقيق الهدف المنشود. ونتمنى من الجميع دعم ذوي الإعاقة معنويا وماديا خاصة الشركات ومؤسسات القطاع الخاص التي يجب أن تساهم بفاعلية في المسؤولية الاجتماعية تجاه ذوي الإعاقة. فشعار الأشخاص ذوي الإعاقة "نحن قادرون" وهم لا يعرفون المستحيل في قاموس حياتهم.

‫‬‬

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأشخاص ذوی الإعاقة للأشخاص ذوی الإعاقة لذوی الإعاقة فی المجتمع على شهادة على مستوى من خلال

إقرأ أيضاً:

"القومي لحقوق الإنسان"يرصد ويوثق حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية تعزيزها

أطلق المجلس القومي لحقوق الإنسان، اليوم، تقريرًا عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، واستراتيجية المجلس لرفع الإشكاليات التي تواجه إنفاذ هذه الحقوق، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يحتفل به المجلس اليوم الأحد 22 ديسمبر 2024.


حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على رأس أولويات المجلس


ورصد المجلس القومي لحقوق الإنسان، وتابع ووثق العديد من حقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية للأشخاص ذوي الإعاقة علي مدار الثلاث سنوات الماضية، مؤكدًا اهتمامه في تشكيله الجديد بدءًا من ديسمبر 2021م، بجميع ملفات حقوق الإنسان، وخصوصًا ملف الفئات الأولى بالرعاية وعلى رأسهم الأشخاص ذوي الإعاقة، وأعد نشاط وحدة الأشخاص ذوي الإعاقة داخل المجلس، بعد أعوام من التهميش للملف.


 

تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة سياسيًّا


وفي ضوء عمل المجلس القومي لحقوق الإنسان، لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة سياسيًّا، ومن خلال تشكيل المجلس لغرفة عمليات مراقبة الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر 2023م، قام المجلس بتلقي شكاوى ذوي الإعاقة والعمل علي حلها من خلال الهيئة الوطنية للانتخابات، وكذا رصد المجلس عددًا من المشكلات التي واجهتهم مثل: عدم قدرة بعض ذوي الإعاقة البصرية من استخدام بطاقة الاقتراع بطريقة برايل وتفضيل استخدام بطاقة الاقتراع العادية وبمساعدة القاضي رئيس اللجنة، وكذا وجود اللجان الانتخابية بأماكن بعيدة نسبيًّا عن مسكن الغالبية من الناخبين من ذوي الإعاقة، وأيضًا تواجد بعض اللجان الانتخابية بالأدوار العليا وذلك بالمخالفة لتعليمات الهيئة الوطنية للانتخابات.

 


الحقوق المدنية للأشخاص ذوي الإعاقة:


تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة بخدمات غير مسبوقة في تاريخهم خلال العشر سنوات الماضية، بما يعكس اهتمام الجمهورية بالفئات الأولى بالرعاية عمومًا، وبهذه الفئة التي عانت التهميش لعقود علي وجه الخصوص.

 

وقد تم تجسيد تلك الحقوق في القانون 10 لسنة 2018 والخاص بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ولائحته التنفيذية، وأحد أبرز المزايا التي تضمنها القانون هي إصدار بطاقة خدمات متكاملة للتعريف بالشخص ذي الإعاقة ولتكون بمثابة التصريح الخاص له للتمتع بحقوقه المنصوص عليها بالقانون.


ونصت الفقرة الأولي من المادة (5) من القانون 10 لسنة 2018 والخاص بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة علي أن: "تُصدر الوزارة المختصة بالتضامن الاجتماعي بالتنسيق مع الوزارة المختصة بالصحة لكل شخص ذى إعاقة بطاقة لإثبات الإعاقة والخدمات المتكاملة، وتُعدّ له ملفًا صحيًا بناءً على تشخيص طبى معتمد. ويُعتد بالبيانات التى تتضمنها هذه البطاقة فى إثبات الإعاقة ونوعها ودرجتها أمام جميع الجهات التى يتعامل معها الشخص ذو الإعاقة سواء كانت جهات حكومية أو غير حكومية بما فى ذلك جهات التحقيق والمحاكمة، وتجدد تلك البطاقة كل سبع سنوات، إلا إذا حدث تغير فى حالة إعاقته يقتضى إدراجه".

 

ورصد المجلس القومي لحقوق الإنسان عددًا من الإشكاليات التي تواجه ذوي الإعاقة للحصول علي بطاقة الخدمات المتكاملة اللازمة للتمتع بالمزايا المنصوص عليها بالقانون 10 لسنة 2018م، وهو ما دعا المجلس لتنظيم ورشة عمل بعنوان مع منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وذلك في 28 /6/ 2022م، للوصول لرؤية متكاملة عما يواجه ذوي الإعاقة من مشكلات في هذا الإطار، وبحث التوصيات والمقترحات بما يلائم هذه الفئة من المجتمع.

 

وقد تم تكوين رؤية تشاركية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني المعنية، وذلك وفقًا للتفصيل الآتي:  

 الإشكاليات التي تواجه ذوي الإعاقة قبل الحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة

 

1. تكلفة الكشوفات الطبية وحجز موعد بالمجالس الطبية المتخصصة: تخطت تكلفة بعض الكشوفات الطبية المطلوبة قبل توقيع الكشف الطبي ما يزيد عن الألف جنيهًا، وهو ما صعب لبعض من ذوي الإعاقة التقدم للحصول علي البطاقة، وذلك بخلاف رسوم التقديم للعرض علي القومسيون الطبي.    

2. طول مدة الانتظار حتى تحديد موعد الكشف بالقومسيون الطبي للتأكد من ثبوت الإعاقة: حيث ينتظر بعضًا من ذوي الإعاقة لبضعة أشهر لحين تحديد موعد للكشف الطبي، ويطالب أخرين بكشوف طبية إضافية تطيل من مدة استخراج البطاقة.

 

3. طول مدة الانتظار بعد الكشف الطبي وحتى إصدار بطاقة الخدمات المتكاملة: بعد الانتهاء من الكشف الطبي، ينتظر بعضًا من ذوي الإعاقة بالشهور لحين الإعلان عن قبولهم طلبهم واستخراج بطاقة الخدمات المتكاملة.

4. صعوبات في شحن وتسليم بطاقة الخدمات المتكاملة وتكلفة الاستلام: وبعد الإعلان عن إصدار البطاقة، تطول مدة الشحن، وأحيانًا لا يعرف بعضًا من ذوي الإعاقة مكان الاستلام (حيث لا يتم إرسالها علي بيوتهم)، وكذلك أيضًا يتحملون تكلفة الشحن بالبريد.

5. اشتراط التقديم الإلكتروني علي موقع وزارة الصحة: وهو ما يمثل إشكالية كبرى لقطاع من ذوي الإعاقة خصوصًا بالمناطق النائية والريفية، واعتادوا على التعامل المباشر مع الموظفين المختصين.  

الإشكاليات التي تواجه ذوي الإعاقة بعد استلام بطاقة الخدمات المتكاملة

 

1. طول إجراءات بدل الفاقد: يعاني ذوي الإعاقة من إجراءات إصدار بدل فاقد بطاقة الخدمات المتكاملة وتكلفتها الجديدة.

2. تكرار إجراءات إصدار بطاقة الخدمات المتكاملة عند تجديدها بذات التكلفة القديمة مرة أخرى: وتتكرر معاناة ذوي الإعاقة المادية والنفسية والصحية مع تجديد البطاقة، حيث يستلزم إعادة ذات الإجراءات والكشوفات وتحمل ذات التكاليف وانتظار الوقت، وذلك مهما بلغت شدة الإعاقة واستحالة الشفاء بمرور السنين.  


3. مدة صلاحية بطاقة الخدمات المتكاملة: نص القانون 10 لسنة 2018 علي أن تسري بطاقة الخدمات المتكاملة لمدة 7 سنوات، ولكن كانت المفاجأة بقصر مدتها لبعضهم لخمس سنوات، وقصرها لثلاث سنوات للبعض الآخر، وذلك بالمخالفة لصريح نص القانون.   

 

4. طول مدة تجديد بطاقة الخدمات المتكاملة: يضطر ذوي الإعاقة للانتظار لبضعة أشهر لحين تجديد بطاقة الخدمات المتكاملة نظرًا لتكرار الإجراءات مرة أخرى، وهو ما يسبب ضغطًا علي المجالس الطبية المتخصصة ما بين الكشف لأول مرة، والكشف لتجديد البطاقة.    

 

5. اشتراط كشوف طبية إضافية بعد الحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة: حيث يشترط الخضوع لكشف طبي لاستحقاق المعاش وكذا يستلزم القيام بكشف طبي آخر للحصول على إعفاء سيارة مجهزة، وذلك رغم سبق القيام بذات الكشوف الطبية للحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة.

 

6. توقف الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة بعد انتهاء مدة بطاقة الخدمات المتكاملة ولحين صدور البطاقة الجديدة: ورغم طول الإجراءات والتكلفة لتجديد بطاقة الخدمات المتكاملة، فإنه يتم وقف جميع الخدمات المقدمة لهم وأهمهما الحق في الحصول على الجمع بين معاشين بمجرد انتهاء البطاقة ودون إعطائهم فترة سماح للتجديد رغم أن هناك قطاعًا من ذوي الإعاقة يعتمد في قوت يومه على المعاش.

مساعي المجلس لحل الإشكاليات التي تواجه ذوي الإعاقة  

 

وفي ضوء ما سبق، رفع المجلس القومي لحقوق الإنسان الإشكاليات التي تواجه ذوي الإعاقة في سبيل الحصول علي بطاقة الخدمات المتكاملة مع التوصيات المقترحة، شارك المجلس في الاجتماع التنسيقي بالأمانة العامة لمجلس الوزراء لمناقشة التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك في 18 /7 /2022م.


اهم التوصيات:

- الموافقة علي تلقي طلبات الحصول علي بطاقة الخدمات المتكاملة إلكترونيًّا أو شخصيًّا من خلال مكاتب الصحة التابعة لوزارة الصحة ومكاتب التأهيل الاجتماعي التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي في جميع أنحاء الجمهورية مع تفعيل الرقم الساخن بالوزارتين مع ربط بوابة مصر الرقمية بالموقع الإلكتروني.


- مخاطبة وزارات الدفاع والداخلية والتعليم العالي ليوجهوا المستشفيات التابعة لهم لتحديد مواعيد عاجلة للأشخاص ذوي الإعاقة الموجودين حاليًا بقوائم الانتظار لإجراء الكشف الطبي اللازم للحصول علي بطاقة الخدمات المتكاملة.

 

وهو ما ساهم في زيادة أعداد الحاصلين على بطاقة الخدمات المتكاملة من أقل من مليون شخص من ذوي الإعاقة إلي ما يقارب المليوني شخص حاليًا، مع مراعاة أن تعدادهم يزيد على 13 مليون شخص، وهو ما يستوجب المزيد من العمل والجهد من الوزارات المعنية لتمكين كامل الأشخاص ذوي من الإعاقة في جميع أنحاء الجمهورية من الحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة.  

 الحقوق السياسية للأشخاص ذوي الإعاقة

 

يجوز التمكين السياسي والمشاركة في الشأن العام للأشخاص ذوي الإعاقة مكانة هامة باعتباره آلية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة للقوة والإمكانيات التي تساهم في الرقي بعموم أوضاعهم. فالنهوض بالأشخاص ذوي الإعاقة لا يتم إلا عن طريق إدماجهم في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدولة، إذ أن هذا الادماج لا يرتبط بفتح باب المشاركة بكل مؤسسات الدولة فقط، بل وبقدر ما يرتبط بإشراكهم الفعلي في الشأن العام واتخاذ القرارات.

مشاركة ذوي الإعاقة


ورصد المجلس القومي لحقوق الإنسان تطور مشاركة ذوي الإعاقة في الحياة السياسية في العقد الأخير، حيث إنه لأول مرة يتم انتخاب 8 من ذوي الإعاقة وتعيين عضو آخر بمجلسي النواب 2015م وكذا 2020م، بما يعكس التطور الكبير لمشاركة ذوي الإعاقة في الحياة السياسية.

 

ووثق المجلس القومي لحقوق الإنسان قام بتوثيق عدد من التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة في سبيل تمتعهم بحقوقهم السياسية، وذلك علي النحو الآتي:

 

1- قلة نسبة تمثيل ذوي الإعاقة بمجلس النواب، والتي تقارب 1.5% من إجمالي مقاعد المجلس.

2- ضعف تمثيل لذوي الإعاقة بمجلس الشيوخ (نائب واحد فقط بنسبة 1%).

3- عدم تقلد ذوي الإعاقة للمناصب القيادية أو التنفيذية.

4- ضعف مشاركة ذوي الإعاقة في مراكز صنع القرار بالأحزاب.

5- عزوف ذوي الإعاقة عن المشاركة في الشأن العام.

ونظم المجلس القومي لحقوق الإنسان بتنظيم مائدة مستديرة بمشاركة رؤساء وممثلين لعدد 22 حزبًا في 8 /10 /2024م، وانتهي بالعديد من التوصيات الهامة، وأبرزها:

1- تخصيص حصص وتمثيل لذوي الإعاقة في الهيئات الحزبية.

2- توفير الدعم المالي والتقني للمرشحين من ذوي الإعاقة.

3- إتاحة الوصول إلى الأنشطة الحزبية.

4- تشجيع الأحزاب علي تبني أجندة حقوق ذوي الإعاقة ضمن البرامج الانتخابية.

5- المطالبة بزيادة تمثيل ذوي الإعاقة بمجلسي النواب والشيوخ بما يناسب نسبتهم داخل المجتمع.
 

6- التأكيد علي أهمية تقلد الأشخاص ذوي الإعاقة للمناصب القيادية والحزبية.

7- ضمان مشاركة ذوي الإعاقة في الشأن العام.

وفي ضوء ما سبق، شكلت عدد من الأحزاب لجانا لذوي الإعاقة برئاسة شخص من ذوي الإعاقة، كما يعمل المجلس على تنفيذ باقي التوصيات، وأخصها المطالبة بزيادة تمثيل ذوي الإعاقة بمجلسي النواب والشيوخ، والعمل على تقلد ذوي الإعاقة للوظائف القيادية والحزبية، وضمان مشاركة ذوي الإعاقة في الشأن العام.

مقالات مشابهة

  • "أحسن صاحب": منصة الإبداع التي تكسر حواجز الإعاقة
  • رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في احتفالية اليوم العالمي لذوي الهمم بمكتبة الإسكندرية
  • رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك باحتفالية اليوم العالمي لذوي الهمم بمكتبة الإسكندرية
  • حلقة نقاشية لتعزيز التمكين الاقتصادي لذوي الإعاقة
  • تدشين مبادرات ومسابقات تمكينية ضمن الاحتفال بـ"اليوم الدولي لذوي الإعاقة"
  • "القومي لحقوق الإنسان"يرصد ويوثق حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية تعزيزها
  • طلعت عبد القوي: تأخر صدور كارت الخدمات يمثل أزمة كبيرة لذوي الهمم
  • مشيرة خطاب: الدولة تولي اهتمامًا خاصًا بحقوق وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة
  • رئيس «حقوق الإنسان»: المجلس يدعم أي عمل يعزز المساواة وتهيئة الظروف لذوي الإعاقة
  • اليوم.. "التنمية" تحتفل باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة