نبض السودان:
2025-02-16@22:36:04 GMT

مناوي.. الأطباء الأتراك وصلوا «الطينة» سالمين

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

مناوي.. الأطباء الأتراك وصلوا «الطينة» سالمين

رصد – نبض السودان

أعلن مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، عن وصول مجموعة من الأطباء الأتراك، إلى مدينة الطينة الحدودية، سالمين ترافقهم قوات الحركة، تم اخلاءهم من مستشفى نيالا التركي.

وقال مناوي: مؤسف أن يتم إخلاء المستشفى التركي في نيالا وهي المستشفى الوحيد التي تغطي جنوب دارفور.

وأضاف “هذه هي نتائج الحرب اللعينة، نشكر دولة تركيا على ما قدمت لدارفور من المساعدات ونتمنى سلامة الوصول لأسرهم وعودتهم قريبا”.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: اجلاء الأتراك الأطباء مناوي يعلن

إقرأ أيضاً:

بين وهم الهجرة وحقيقة الوطن: رسالة إلى شباب دارفور!

 

بين وهم الهجرة وحقيقة الوطن: رسالة الي شباب دارفور!

محمود عمر

شهدت السنوات الاثنتي عشرة الماضية، اي منذ 2013 وحتي اليوم، تزايدًا غير مسبوق في موجات هجرة الشباب من دارفور نحو الغرب، حتى أصبحت الظاهرة أشبه بالموضة التي يتسابق إليها الجميع دون تفكير عميق في العواقب، ولم تعد الهجرة مجرد بحث عن الأمان أو الفرص الاقتصادية، بل تحولت إلى حالة اجتماعية، حيث بات السفر إلى أوروبا وأمريكا معيارا للنجاح في نظر الكثيرين، بغض النظر عن التكاليف الباهظة أو المخاطر التي قد تواجههم، فهذه الهجرة المكثفة، التي بالغ فيها أبناء دارفور، لم تقتصر آثارها على الأفراد فحسب، بل افرغ الإقليم من طاقاته الشابة وكفاءاته، مما جعله ساحة مفتوحة أمام أطراف أخرى تسعى للسيطرة عليه واستغلال غياب أبنائه لإعادة رسم واقعه على حساب السكان الأصليين.

اليوم يُبهر كثير من الشباب “دارفور” بالحياة في الغرب، لكن الحقيقة إن هذه الدول ليست كما تبدو في الظاهر، فخلف بريق المدن المتطورة، والمباني الشاهقة، والشوارع النظيفة والفرص الاقتصادية، هناك واقع خفي يعجّ بالتحديات، من التمييز العنصري وصعوبة الاندماج الاجتماعي الي الأزمات الاقتصادية والسياسية ، ولا يدرك الشباب أن هذه المجتمعات رغم تطورها تحكمها اعتبارات قومية صارمة، حيث يبقى المهاجر مجرد ترس صغير في آلة عملاقة لا تهتم به إلا بمقدار ما تحتاجه وقد يحصل على عمل أو حتى علي مناصب، لكنهم يظلون في النهاية مجرد أرقام في مجتمعات لا تمنحهم نفوذًا حقيقيًا في مراكز صنع القرار، فهم لا يملكون أي تأثير فعلي في المؤسسات السيادية ومراكز التخطيط الاستراتيجي، التي تظل حكرًا على النخب المحلية التي تدير مصالح دولها وفق رؤى تخدم شعوبها أولا، أما المهاجرون تحرص ألانظمة على إبقائهم في دور المساهِم، لا صانع القرار.

وإذا تأملنا في تجارب الشعوب الأخرى، سنجد أن الأوطان لا تُترك مهما كانت التحديات، فعلى الرغم من النفوذ اليهودي القوي في الولايات المتحدة وسيطرتهم على الاقتصاد والإعلام ومراكز القرار، إلا أنهم اختاروا البقاء في إسرائيل، رغم تعرضهم المستمر لصواريخ حماس وحزب الله وتهديدات إيران، لماذا؟ لأنهم يدركون أن قوة النفوذ لا تُغني عن الوطن، وأن الأرض تظل العامل الأساسي في بقاء الشعوب وهويتها، كان بإمكانهم البقاء في أمريكا، حيث يعيشون في أمان ورخاء، لكن ارتباطهم بأرضهم كان أقوى رغم التحديات والمخاطر. واليوم، يسعى الإسرائيليون إلى فرض خيار الهجرة الطوعية على أهل غزة، عبر تقديم حوافز مالية تصل إلى 50 ألف دولار لكل عائلة تقبل بمغادرة القطاع إلى دول أخرى، وبهذه الطريقة إنهم يدركون أن السيطرة على الأرض تبدأ بإفراغها من سكانها الأصليين، لأن من يغادر قد لا يتمكن من العودة أبدًا، وهذه الاستراتيجية ليست جديدة، فقد استخدمتها العديد من القوى الاستعمارية على مر التاريخ لإعادة تشكيل الخريطة السكانية وفق مصالحها. وكذلك الأوروبيون، رغم الدمار الهائل الذي لحق ببلدانهم خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث قُتل الملايين ودُمرت المدن والبنية التحتية بالكامل، لم يتركوا أوطانهم بحثًا عن حياة أسهل في أماكن أخرى، بل بقوا وأعادوا بناء دولهم حتى أصبحت من أقوى الاقتصادات في العالم، لقد أدركوا أن الأوطان تُبنى بسواعد أبنائها لا بالهرب منها وتركها للفوضى.

في المقابل، يغادر اليوم شباب دارفور بحثًا عن مستقبل مجهول، مستثمرين أموالًا جمعوها من بيع منازلهم أو سياراتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر، وبينما يحلمون بالوصول إلى جنة آمالهم، هناك أطراف أخرى تسعى للسيطرة على أرضهم، مستغلة غيابهم وانشغالهم بحلم الهجرة، فكيف يمكن لشباب دارفور أن يتركوا أرضهم، ليجدوا أنفسهم لاجئين في دول لا تمنحهم سوى الفتات، بينما آخرون يستغلون غيابهم لإعادة رسم خارطة دارفور على حساب السكان الأصليين؟! إن الأرض التي تُركت اليوم، قد لا يكون لأصحابها مكان فيها غدًا. والأسوأ من ذلك أن السودان يحتل اليوم المرتبة الثانية عالميًا من حيث معدلات الهجرة بعد باكستان، وفقًا لآخر التصنيفات العالمية، ومن المؤكد أن أبناء دارفور يمثلون النسبة الأكبر من هذه الهجرة، مما يشكل تهديدًا خطيرا على مستقبل الإقليم وتركيبته السكانية وأمنه.

ومن هذا المنطلق، أترك رسالتي إلى شباب دارفور المهاجرين: دارفور اليوم بحاجة إليكم، إلى سواعدكم وعقولكم، إلى من يدافع عنها ويعمل على تطويرها، بدلاً من البحث عن فرصة في أرض غريبة، حيث قد ينتهي بكم المطاف مجرد عمّال أو لاجئين بلا تأثير. و ان القوى التي عملت في الخفاء على تقسيم اليمن بين الحوثيين والشرعية، وعلى تمزيق ليبيا بين حفتر والسراج، وعلى تفكيك سوريا بين قسد وتنظيم الشام، هي نفسها التي تسعى اليوم لضرب النسيج الوطني في بلادنا وتغيير تركيبتها السكانية، فكيف نسمح بأن يكون البحث عن حياة أفضل سببا في ترك وطننا فريسةً للآخرين؟! قد يمنحكم الغرب إقامة، لكنه لن يمنحكم وطنا ولا هوية، ولن يسمح لكم بصنع القرار. أما دارفور، فهي تنتظركم لتكونوا قادتها الحقيقيين، لا أن تتركوها للغرباء. فليبقَ انتماؤنا راسخا في أرضنا، لنحافظ على إرثنا وهويتنا التي لا يمكن تعويضها.

والقرار بأيديكم.

محمود عمر

الوسومالنفوذ اليهودي الولايات المتحدة شباب دارفور محمد عمر

مقالات مشابهة

  • مناوي، ردا على دعوات إعلان “حكومة منفى” في السودان إن “مجرد سيطرة طرف على أي مكان، يعني أنه كون فيها حكومة أمر واقع
  • بين وهم الهجرة وحقيقة الوطن: رسالة إلى شباب دارفور!
  • بريطانيا تتهم إيران باحتجاز زوجين وتطالب بعودتهما سالمين
  • الاشتباه في إصابة محمود الخطيب بذبحة صدرية
  • اشتباه في ذبحة.. المدير التنفيذي للأهلي يكشف كواليس نقل محمود الخطيب إلى المستشفى
  • مناوي للجيش السوداني .. لا توقعوا مع أي “شماسي”
  • جرس إنذار
  • إسرائيل تفرج عن الأسرى الفلسطينيين.. ونقل بعضهم إلى المستشفى
  • وصول الأسرى الإسرائيليين إلى دولة الاحتلال
  • العراق يقدم تسهيلات لرجال الأعمال والمستثمرين الأتراك بالحصول على الفيزا