نيويورك تايمز: الأمراض المعدية تجتاح غزة
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
قال مسؤولون في مجال الصحة ومنظمات الإغاثة إن الأمراض المعدية تفتك بسكان قطاع غزة، نتيجة الطقس البارد الرطب والاكتظاظ في مراكز الإيواء، والغذاء الشحيح والمياه القذرة وقلة الدواء.
وفي تقرير نشرته نيويورك تايمز، فإن خيارات العلاج للذين أصيبوا بالأمراض المعدية محدودة للغاية، حيث اكتظت المستشفيات بالجرحى المصابين في الغارات الجوية الإسرائيلية خلال أكثر من شهرين على الحرب.
ونقلت الصحيفة عن سماح الفرا، البالغة 46 عاما وأم لعشرة أطفال قولها إنها تكافح لرعاية أسرتها في مخيم يؤوي نازحين فلسطينيين في رفح جنوب غزة.
وأضافت "كلنا مرضى. وكل أطفالي يعانون من حمى شديدة وفيروس في المعدة".
وأشار التقرير إلى إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن 369 ألف حالة على الأقل من الأمراض المعدية منذ بدء الحرب، بناء على البيانات التي جمعت من وزارة الصحة في غزة ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لافتا إلى زيادة مذهلة عما كانت عليه قبل الحرب.
ومع ذلك، فإن هذا الرقم المرتفع جدا الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية يعجز عن تصوير حجم الأزمة، كما قالت شانون باركلي، قائدة فريق النظم الصحية في مكاتب المنظمة في غزة والضفة الغربية، وأضافت أن العدد المذكور لا يشمل الحالات في شمال غزة، حيث دمرت الحرب العديد من المباني، وما تبقى من النظام الصحي المنهك.
وأشارت باركلي أن أكثر الأمراض شيوعا التي تنتشر في جميع أنحاء غزة هي التهابات الجهاز التنفسي، والتي تتراوح من نزلات البرد إلى الالتهاب الرئوي. وأضافت أنه حتى الأمراض الخفيفة عادة يمكن أن تشكل مخاطر جسيمة على الفلسطينيين، وخاصة الأطفال وكبار السن وضعاف المناعة، نظرا للظروف المعيشية الصعبة.
النازحون الفلسطينيون في غزة يعانون ظروفا معيشية صعبة في المخيمات ومراكز الإيواء (رويترز) ظروف غير صحيةبدورها نقلت الصحيفة عن سيدة تدعى سماح في تصريحات عبر الهاتف أن أسرتها كانت تنام على الأرض منذ فرارهم من خان يونس، في شمال رفح، قبل أسبوع. وقالت إنها وأطفالها أصيبوا بحمى شديدة وعانوا من الإسهال والقيء المستمر خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأضافت أنها وأسرتها مثل كثيرين آخرين في القطاع المدمر كانوا يشربون نفس المياه الكريهة الرائحة التي كانوا يغتسلون بها. وقالت "عندما أغسل يدي أشعر بأنها تصبح أقذر وليست أنظف".
ونقلت الصحيفة عن ماري أوري بيريوت ريفيال، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، التي كانت تتحدث من مستشفى الأقصى في وسط غزة، قولها إن المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل تركز على توفير الرعاية للمرضى الذين يعانون من إصابات بالغة نتيجة الغارات الجوية.
وأضافت أن العديد من هؤلاء المرضى يتلقون رعاية ما بعد الجراحة في ظروف غير صحية، مما يؤدي إلى التهابات شديدة. وقالت إن نظام الرعاية الصحية الأولية في وسط غزة انهار تماما، تاركا المحتاجين إلى الرعاية الطبية الأساسية دون علاج.
وقال الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار برفح، الأحد الماضي، إن المستشفى الصغير كان يستوعب مئات النازحين، وإن هؤلاء ينامون على الأرضيات التي يعالج فيها الجرحى أيضا.
وأضاف أن تلك الأرضيات لم تنظف منذ أسابيع، لأن كوادر المستشفى "عاجزة عن إيجاد مواد للتنظيف".
وقال إن سوء التغذية أصبح "خارج نطاق السيطرة"، وتضاعفت حالات فقر الدم والجفاف بين الأطفال 3 مرات تقريبا.
وختمت نيويورك تايمز بقول السيدة سماح "ليس لدي أي فكرة عن كيفية مساعدة أطفالي. أنا الآن أتجول وأطرق منازل الناس وأتوسل للحصول على المياه النظيفة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأمراض المعدیة وأضافت أن
إقرأ أيضاً:
«الرعاية الصحية» تستقبل وفدًا من وزارة الصحة العراقية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبلت الهيئة العامة للرعاية الصحية، وفدًا من وزارة الصحة العراقية، يضم عددًا من المسئولين البارزين، حضروا للمشاركة في برنامج تدريبي شامل يهدف إلى تعزيز الكفاءات الإدارية والصحية للعاملين في القطاع الصحي العراقي، استعدادًا لافتتاح مستشفى جديد في محافظة ذي قار بدعم من وكالة التعاون الدولي اليابانية (JICA). يأتي هذا في إطار تعزيز التعاون العربي وتبادل الخبرات بين المؤسسات الصحية.
وضم الوفد مدير القروض في وزارة الصحة العراقية، ومدير سلامة المرضى، ومدير مستشفى الشطرة، بالإضافة إلى مديري الأقسام الطبية، وممثلين عن JICA العراق لدعم التعاون الفني.
وأوضحت هيئة الرعاية الصحية، أن البرنامج التدريبي، الذي امتد خلال شهر أكتوبر 2024، تضمن مجموعة من المحاضرات وورش العمل التي قدمها نخبة من الخبراء والمختصين في هيئة الرعاية الصحية وممثلون عن مشروع EH-QIPS.
وأضافت الهيئة، أن المحاضرات ركزت على عدة محاور أساسية، منها: منهجية (5S-KAIZEN) التي قدمتها الدكتورة مروة طه، مدير عام الإدارة العامة للجودة وتأكيد الجودة، حيث تناولت تطبيق مبادئ كايزن لتحسين كفاءة العمليات. كما تم تناول إدارة الأخطاء الطبية وإدارة المخاطر، وقدمتها الدكتورة مي أبو الفتوح، المشرف العام على الرقابة على سلامة المرضى، حيث ناقشت أهمية الإبلاغ عن الأخطاء الطبية وتحليلها.
وتناول موضوع الوقاية من العدوى ومكافحتها (IPC) الذي قدمته الدكتورة صفاء أحمد، عضو إدارة مكافحة العدوى، حيث عرضت أحدث الأساليب للحد من انتشار العدوى في المستشفيات.
كما تناول الدكتور عمار فرج، أخصائي إدارة المستشفيات، المبادئ الأساسية لسلامة المرضى وطرق تحسين بيئة العمل لضمان تقديم رعاية صحية آمنة.
وأشارت هيئة الرعاية الصحية، إلى أنه ضمن البرنامج التدريبي، تم تنظيم زيارات ميدانية للوفد العراقي إلى عدد من المنشآت الصحية التابعة للهيئة، منها مستشفى النصر التخصصي ببورسعيد ومجمع الإسماعيلية الطبي. وقد أتيحت للوفد فرصة فريدة للتعرف على تجربة الهيئة في تطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجالي الجودة وسلامة المرضى.
وأشاد أعضاء الوفد العراقي بالهيكل التنظيمي للهيئة وقدرتها على بناء القدرات اللازمة لإدارة التغيير في مرحلة انتقالية قصيرة منذ إطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل.
كما أعربوا عن تقديرهم لجهود الهيئة في دمج الكوادر البشرية والكفاءات وتوجيههم نحو تحقيق أهداف استراتيجية مشتركة، مما ساهم في تعزيز شعور الانتماء للعمل.
وفي هذا الصدد، صرح الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، قائلاً: "إن هذه الزيارة تأتي ضمن جهودنا لتعزيز التعاون الصحي العربي وتبادل الخبرات، بما يسهم في بناء القدرات الصحية والإدارية لدعم النظم الصحية في كل من مصر والعراق. إن تبادل المعرفة والخبرات مع الإخوة في العراق يأتي في إطار رؤيتنا الاستراتيجية لتطوير القطاع الصحي في المنطقة العربية وتحقيق التنمية المستدامة".
وأكد أن نجاح هذه البرامج التدريبية يعكس الدور الريادي الذي تضطلع به الهيئة في تقديم نموذج متكامل للرعاية الصحية يمكن الاستفادة منه إقليمياً ودولياً.
وفي ختام البرنامج التدريبي، عُقدت جلسة لتسليم الشهادات بحضور الدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة العامة للرعاية الصحية، وكاتو، الممثل الرئيسي لـ JICA مصر، وخلال الجلسة، تم استعراض الخطط التنفيذية لمشاريع التحسين التي سيقوم كل متدرب بتطبيقها في العراق، ومنها تنفيذ نظام إلكتروني للإبلاغ (E-OVR)، الذي حاز على استحسان المشاركين، بجانب النظام الطبي الإلكتروني ونظام مكافحة العدوى، والذي يُعتبر مثالاً ناجحًا على تطبيق التكنولوجيا في تحسين مستوى الرعاية الصحية.
واختتم الدكتور السبكي قائلاً: "نتطلع لرؤية أثر هذه التدريبات على أرض الواقع في العراق، بما يساهم في تعزيز نظم الرعاية الصحية ورفع كفاءة الخدمات المقدمة. ونأمل أن تكون هذه البرامج خطوة مهمة نحو تكوين شراكات طويلة الأمد تثمر في تحسين جودة الخدمات الصحية العربية".
وقد تم تكريم المشاركين في البرنامج تقديرًا لجهودهم وحرصهم على نقل المعارف والخبرات المكتسبة إلى مؤسساتهم في العراق، مما يعزز فرص التطوير المستدام في القطاع الصحي العراقي ويقوي أواصر التعاون الصحي بين مصر والعراق لتحقيق الأهداف المشتركة.
IMG-20241107-WA0020 IMG-20241107-WA0021 IMG-20241107-WA0019 IMG-20241107-WA0017 IMG-20241107-WA0018 IMG-20241107-WA0013 IMG-20241107-WA0014 IMG-20241107-WA0015 IMG-20241107-WA0016 IMG-20241107-WA0012 IMG-20241107-WA0011 IMG-20241107-WA0010 IMG-20241107-WA0009 IMG-20241107-WA0007 IMG-20241107-WA0008