"الفاو" تحذر من تفاقم أزمة الأمن الغذائي في السودان
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" من تفاقم أزمة الأمن الغذائي في السودان، و أكدت المنظمة انها تدق ناقوس الخطر وتحث جميع الأطراف المعنية على اتخاذ إجراءات جماعية فورية لتجنب وقوع كارثة إنسانية وشيكة.
و وفقاً لتوقعات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر حديثاً، يواجه 17.7 مليون شخص في جميع أنحاء السودان، أي ما يمثل 37 في المائة من السكان الذين شملهم التحليل، مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، المصنف في المرحلة الثالثة وما فوق من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من أكتوبر 2023 و حتى فبراير 2024 ، وتتواجد الفئات السكانية الأكثر تأثراً بانعدام الأمن الغذائي في الولايات التي تشهد مستويات عالية من العنف المنظم، بما في ذلك دارفور الكبرى وكردفان الكبرى والخرطوم - وخاصة في منطقة المدن الثلاث الخرطوم وبحري وأم درمان.
ويؤدي النزاع المستمر وتصاعد العنف إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة حالة الأمن الغذائي سوءاً للسكان في العديد من المناطق الحضرية وشبه الحضرية والريفية ويتضاعف حجم هذه المشكلة نتيجة انخفاض الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعار المواد الغذائية والصدمات المناخية والنزوح، وذلك وفقاً لتقرير منظمة الأغذية والزراعة الأخير بشأن الأداء الزراعي للسودان في موسم الصيف بعنوان "السودان: تقييم سريع للأداء الزراعي للموسم الصيفي".
وأدى اتساع رقعة العنف إلى نزوح 6.3 مليون شخص، بما في ذلك حوالي 5.1 مليون نازح داخلياً و1.2 مليون لجأوا إلى البلدان المجاورة. وتأتي غالبية النازحين داخلياً من ثماني ولايات، وتستحوذ ولاية الخرطوم على الحصة الأكبر بنسبة 67 في المائة. وينتشر السكان النازحون في جميع ولايات السودان ال ١٨ ويمتد نزوحهم إلى ما وراء حدود البلاد، خاصة إلى تشاد وجنوب السودان ومصر.
كما تسبب النزاع في إلحاق أضرار جسيمة ودمار هائل بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك مرافق الرعاية الصحية والمدارس والطرق ومصادر الطاقة والمياه بالإضافة إلى أصول الاتصالات. وأدت عمليات النهب واسعة النطاق للأسواق والبنوك والصناعات والمباني العامة إلى زيادة النقص في الخدمات الأساسية والمواد الغذائية وغير الغذائية في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي الهشة وسوء التغذية.
و أعانت المنظمة أكثر من مليون أسرة زراعية - أو 5 ملايين شخص - لدعم إنتاج الغذاء المحلي والحفاظ على سبل العيش الريفية. ولكن على الرغم من كل تلك الجهود، فإن عدم الاستقرار وتحديات الوصول لا تزال تهدد الأمن الغذائي.
وقال هونغجي يانغ، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في السودان: "في مواجهة تحديات الأمن الغذائي المثيرة للقلق، تؤكد منظمة الأغذية والزراعة على التزامها الراسخ بدعم المجتمعات الريفية السودانية. إن الحاجة الملحة واضحة وتفانينا صادق، لكن الطريق إلى الأمام يتطلب المزيد من التمويل للحفاظ على دعمنا الحيوي".
تحتاج منظمة الأغذية والزراعة بشكل عاجل إلى 75.4 مليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل حوالي 80 في المائة من التمويل المطلوب بموجب خطة الاستجابة الإنسانية المنقحة للسودان للفترة من مايو إلى ديسمبر 2023 وهذه الأموال ضرورية لتلبية الاحتياجات المتصاعدة، وتعزيز الإنتاج الغذائي المحلي، وتحسين إمكانية الوصول إليه في جميع أنحاء البلاد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الغذاء الخرطوم الأمن الغذائى منظمة الأغذية والزراعة السودان منظمة الأغذیة والزراعة الأمن الغذائی فی جمیع
إقرأ أيضاً:
منظمات دولية: نحو ربع سكان لبنان يعانون انعدام الأمن الغذائي
أفادت تقارير المنظمات الدولية بأن 23% من المقيمين في لبنان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وذلك في ظل حركة النزوح الكبيرة التي شهدتها عدد من المناطق جراء القصف الإسرائيلي.
وبحسب تقرير لجنة الطوارئ الحكومية، فإنه حتى يوم الأحد الماضي، جرى توزيع 4.5 ملايين وجبة غذائية في 932 مركزا، 3.9 ملايين منها ساخنة.
وقالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية إنه لتأمين الغذاء اليومي، يعتمد عدد كبير من النازحين المقيمين في مراكز الإيواء على المبادرات الأهلية، أو المنظمات الدولية، وما يتبعها من منظمات غير حكومية.
وكشفت الورقة المقدمة من الحكومة والمنظمات الدولية العاملة في الحقل الإغاثي في مؤتمر باريس لتلبية الحاجات العاجلة، أن مهمة إطعام مليون شخص، لمدة 3 أشهر، تتطلب نحو 131 مليون دولار. لذا، يحتاج البرنامج العالمي للغذاء إلى 116 مليون دولار منها، أي ما يوازي 88.5% من التمويل المخصص لتأمين الطعام.
لكن، رغم التجاوب الدولي مع خطوة طلب التمويل العاجل، إلا أن المبلغ المطلوب، وقدره 426 مليون دولار، يواجه نقصا في التمويل بنسبة 17%. إذ لم يصل إلى المنظمات الدولية العاملة في الحقل الإغاثي في لبنان سوى 73.4 مليون دولار، وفقا لتقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الصادر نهاية أكتوبر الماضي.
وبحسب مسح سريع أجراه برنامج الغذاء العالمي، تبين أن 82% من السوبر ماركت في منطقة النبطية مغلقة، وفي الضاحية الجنوبية أغلقت 69% من محال بيع المواد الغذائية أبوابها، و25% في بعلبك الهرمل. في المقابل، ذكر التقرير أن 56% من السوبر ماركت في الجنوب لا تزال تلبّي طلبات السكان.
أفادت الصحيفة بأنه لولا المبادرات الفردية في عدد من المناطق، لأمكن القول “الناس جاعت”. إذ تسببت أزمة النزوح بنشوء خلايا أزمات صغيرة ومحلية في أحياء العاصمة بيروت مهمتها الأساسية تأمين التبرعات ونقلها إلى منازل النازحين ومراكز الإيواء.