المناطق_واس

أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية اليوم ضمن أعمال المؤتمر الدولي السنوي، المنعقد في الرياض تحت عنوان “الاختبارات اللغوية: النظريات والتجارب والتطلعات”، الذي يحظي بمشاركة دولية واسعة، مشروع “اختبار الكفايات اللغوية للأغراض الأكاديمية” الذي أطلق عليه اسم “همزة”؛ وذلك تماشيًا مع دوره في تعزيز مكانة اللغة العربية عالميًّا، وتحقيقًا لمستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030 الرامية إلى تعزيز حضور اللغة العربية، ودعم انتشارها واستخدامها.

 

أخبار قد تهمك مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُشارك في معرض جدة للكتاب لعام 2023 8 ديسمبر 2023 - 4:28 مساءً 1000 قصيدة شعرية مختارة من عصر ما قبل الإسلام يسترجعها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في مبادرة “خوالد” 17 يونيو 2023 - 3:42 مساءً

 

 

وأشار الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي إلى أن المجمع سيطلق برامجه المتنوعة في أصعدة التخطيط والسياسة اللغوية والبرامج الثقافية والبرامج التعليمية والحوسبة اللغوية، التي تستهدف العاملين في حقل اللغة العربية في العالم، ودعم جهودهم والتكامل معهم، وتقديم المبادرات والمشروعات التي تعكس الحضور السعودي الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها، و”همزة” هو اختبار مقنن يقيس كفايات اللغة العربية للناطقين بغيرها في استخدام المهارات اللغوية الأربع (استيعاب المقروء – فهم المسموع – الكتابة – التحدث)، وبُني وَفقًا للإطار الأوروبي المشترك للغات (CEFR) حيث يقيس الاختبار المستويات من (A2) إلى (C1).

 

 

 

وأكد على أهمية إطلاق مشروع “همزة”؛ نظرًا للإقبال المتزايد على تعلم اللغة العربية لأهداف مختلفة، منها التعليمي والمهني والديني والسياسي؛ فقد ظهرت الحاجة إلى بناء اختبارٍ عالمي موحد لقياس كفايات اللغة العربية للناطقين بغيرها؛ وذلك للتحقق من ملاءمة مستوى المتعلم في اللغة العربية للالتحاق بالبرامج التعليمية، أو لتلبية احتياجات سوق العمل التي تشترط إتقان مهارات اللغة العربية في التوظيف؛ مشيرًا إلى أنَّ المجمع يمدّ جسور التعاون بينه وبين الجهات المعنية بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، للاستفادة من اختبار همزة وتطبيقاته حيث أن ذلك يسهم في تطوير الممارسات في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

 

 

 

ومن المُقرر أن يُعقد “اختبار الكفايات اللغوية للأغراض الأكاديمية” في مراكز اختبارات محوسبة حول العالم، وأيضًا عن طريق إجراء الاختبارات الافتراضية (عن بُعد). ويهدف مشروع “همزة”، إلى تعزيز موقع اللغة العربية ومكانتها العلمية محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، وتأسيس مقياس عالمي معتمد للكفايات اللغوية لمتعلميها الناطقين بغيرها، وحثّ متعلمي اللغة العربية على إجادتها والتواصل بها تحدثًا واستماعًا وقراءةً وكتابةً، فضلًا عن توفير مدخلات قيّمة للجامعات ومعاهد تعليم اللغة العربية لتحديد مستوى الكفاية اللغوية لطلابها الناطقين بغير العربية.

 

 

 

وسبق إعلانَ مشروع “همزة” العديد من الجهود التي بذلها المجمع في هذا الشأن، ومنها على سبيل التمثيل: إقامة ملتقى “التجارب المؤسسية في اختبارات الكفاية اللغوية”، وحلقة نقاش عن “اختبارات العربية للناطقين بغيرها: الواقع والمأمول”، فضلًا عن عقد جلسات عمل ودورات تدريبية مكثفة تهدف إلى تطوير مهارات معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها والمتخصصين في اللغويات التطبيقية العربية في تقويم المهارات الإنتاجية (مهارتي التحدث والكتابة) باللغة العربية لدى متعلميها من الناطقين بغيرها، ومشروع تدريب معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها وتأهيلهم في عدة مسارات وموضوعات من ضمنها ما يتعلق بالقياس والتقويم ومبادئ أساسية في إعداد الاختبارات، وإطلاق مجلة “اختبارات اللغة” بوصفها مجلة علمية محكمة متخصصة في مجالات التقويم اللغوي (اختبارات اللغة، والتقويم اللغوي، والقياس، وتعليم العربية لأبنائها ولمتعلميها من الناطقين بغيرها).

 

 

 

يذكر أنَّ إطلاق المجمع لمشروع “اختبار كفاية اللغة العربية للأغراض الأكاديمية” يؤكد رسالته الإستراتيجية في مد جسور التعاون بينه وبين الجهات المعنية بتعليم العربية للناطقين بغيرها من خارج المملكة العربية السعودية، وتعزيز رسالته في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقًا وكتابة، وتعزيز مكانتها عالميًّا، ورفع مستوى الوعي بها، وتيسير تعليمها وتعلمها داخل المملكة وخارجها.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية مجمع الملک سلمان العالمی للغة العربیة اللغة العربیة للناطقین بغیرها العربیة فی

إقرأ أيضاً:

الإمبرياليَّة اللغوية

لم يكن اتساع جغرافيا اللغة الإنجليزية بعد القرن السادس عشر إلا نتاجًا لتوسع المشروع الاستعماري لبريطانيا العظمى، مع ذلك؛ تتعرض هذه الحقيقة التاريخية اليوم للتجاهل بصورة غريبة، فحين يدور الحديث عن عالمية اللغة الإنجليزية وارتباطها بتطور التعليم في المستعمرات القديمة، أو ما تُعرف ببلدان الهامش، يُسكت عن الغاية والوسيلة التي سطت بها اللغة الإنجليزية على ثقافات بأكملها، ويُنسى تاريخها الدموي، في وقتٍ يتباهى فيه سياسيون بريطانيون بأن لغتهم كانت أعظم هدية قدّمها الغرب للشرق.

لوهلة، يبدو كما لو أن نقاش الفكرة على نحو جاد يتطلب شيئًا من العودة إلى سذاجة الأسئلة البدائية البسيطة: كيف تعممت الإنجليزية بهذا الشكل لتتحول على مدى 4 قرون إلى لغة عالمية ساطية، ماحية في طريقها لغات وثقافات محلية؟ أذكر أنني اصطدمت بهذا السؤال خلال دراستي التحضيرية بسنتي الجامعية الأولى، حين كنا ندرس برنامج اللغة الإنجليزية تحضيرًا لدراسة التخصص، غير أني ما زلت لا أفهم تمامًا كيف يبدو النقاش في الماضي الاستعماري للغة الإنجليزية نقاشًا متجاوزًا ومفروغًا منه.

لقد خرجت اللغة الإنجليزية من ذلك الأرخبيل الصغير لتطوف أصقاع العالم، ولم ترجع كما كانت، وبالسيف والبارود فتحت أراضي جديدة، وتحولت تدريجيًا من لغةٍ فقيرة مستورِدة للكلمات لتصبح اللغة العالمية الأكثر تصديرًا للكلمات، ونتيجةً للهيمنة الاستعمارية ترسخت كنظام معرفي يعيد إنتاج الخبرة الكولونياليَّة حتى في البلدان التي سعت فور استقلالها لصناعة ثقافة وطنية، ما بعد كولونيالية.

كانت الإمبريالية اللغوية أحد أعنف أوجه المحو والاضطهاد الذي مارسه البريطانيون في مستعمراتهم، يشير إلى ذلك كتاب «الرد بالكتابة.. النظرية والتطبيق في آداب المستعمرات القديمة».

يجادل مؤلفو الكتاب الثلاثة، بيل أشكروفت وجاريث جريفيث وهيلين تيفن، بأن دراسة اللغة الإنجليزية خلال الحقبة الاستعمارية، من جهة، والنمو التوسعي للإمبراطورية البريطانية من جهة أخرى، مسألتان كانتا قد نشأتا في مناخ أيديولوجي واحد، لكن الإمبريالية اللغوية لم تكن معتمدةً على الإلغاء المباشر فحسب.

فحينما تواجَه بمقاومة اللغات المحلية، كانت الحكومة البريطانية في مستعمراتها تتراجع لتمارس سياسة التبني والاستيعاب والإخضاع الطوعي للثقافات المستعمرة، منتجة بذلك نخبةً محليةً من المتعلمين الطامحين لأن يصبحوا «أكثر إنجليزية من الإنجليز» على حد تعبير الكتاب: «كانت عملية من الانتساب الواعي، على حد تعبير إدوَارد سعيد، تتواصل تحت قناع البنوة، أي محاكاة للمركز منبثقة من رغبة لا تقتصر على نيل القبول، وإنما تمتد لتشمل أيضًا التبني والاستيعاب، وهو الأمر الذي قاد مَن في الأطراف إلى الانغماس في الثقافة المستوردة، مع إنكار أصولهم».

الترجمة عن اللغة الإنجليزية هي وجه آخر لسياسات الإدماج والاستيعاب والتبني التي تمارسها الإمبريالية اللغوية الإنجليزية. لا يمكن أن نفسر ظاهرة استسهال الترجمة وانتشار الترجمات على حساب التأليف الأصلي ظاهرةً بريئة، فعبر الترجمة تمارس الإنجليزية تأثيرًا أسلوبيًا، يتجاوز استيراد المفردات وتصديرها إلى تمرير تغييرات عميقة وخفية على بناء الجملة في اللغة المُترجم إليها، فتخلق تشوهات تصبح سائغة ومألوفة بمرور الوقت.

هكذا تمارس اللغة الإنجليزية تدجين اللغات التي تحاول استضافتها دون أن تغير معجمها بالضرورة، ويتجلى هذا الانحراف بوضوح في لغة الترجمة التي تتطور بصورة مطردة في الترجمات إلى العربية. وقد لفتني مقال لجاكوب ميكانوفسكي، نشره على الجاردين عام 2018 بعنوان عنيف: «الوحش، المتنمر، اللص.. كيف تسيطر اللغة الإنجليزية على الكوكب» يشير فيه إلى تأثير من هذا النوع تمارسه الإنجليزية على لغات أوروبية، كالإيطالية والألمانية والسويدية، من ناحية التغيير في صيغ الملكية وأسماء الإشارة وتقديم الصفات على الأسماء، في محاكاةٍ لقواعد اللغة الإنجليزية.

الإمبريالية اللغوية التي تتوحش اليوم، تحت لواء التعليم الحديث هي في الحقيقة تهديد خطير لثقافات «الهامش» لا يقل عن التهديد الوجودي الذي ظل الاستعمار يمارسه في سيرته التقليدية الدموية والاستغلالية على الأرض. لكن الروائي والناقد الكيني، نجوجي واثيونجو، لا يستسلم لفرضية المركز والأطراف، بل يدعو لمقاومتها.

بالعودة للكتابة بلغة كيكويو المحلية قرر الكاتب الإفريقي الدفاع عن قارته التي يرى أنها ذاهبة شيئًا فشيئًا لأن تصبح امتدادًا للغرب، إذا لم يناضل كُتَّابها، على طريقته، للتحرر من سطوة اللغة الإنجليزية، متسائلًا: «ما الفرق بين السياسي الذي يقول إن إفريقيا لا تستطيع الاستغناء عن الإمبريالية، والكاتب الذي يقول إن إفريقيا لا تستطيع الاستغناء عن اللغات الأوروبية؟».

أخيرًا، نكرر السؤال المكرر الذي يبقى بلا تبرير مقنعٍ حتى اللحظة: ما الذي ينقص الجامعات العربية يا ترى لتتحرر من النظام المعرفي للغة الإنجليزية، إذا كانت إسرائيل، المستعمَرة الغربية الحديثة والمصطنعة، تسعى جاهدة منذ تأسيسها لتطوير سياسات لغوية حازمة لتكريس اللغة العبرية لغة للعلم والمجتمع والصناعة بهدف ليس بعيد أن يكون هو الانقلاب على اللغة الإنجليزية؟! بنو العُرب أولى.

سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • قيمتها 60 ألف جنيه.. تفاصيل جائزة مجمع اللغة العربية في الأدب 2024/2025
  • الملك يوافق على تنفيذ برنامج “هدية خادم الحرمين الشريفين لتوزيع التمور” في 102 دولة
  • جامعة الملك عبدالعزيز ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يطلقان اختبار “همزة الأكاديمي”
  • المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة يدشّن “إطعام – 4” الرمضانية لعام 1446هـ
  • الإمبرياليَّة اللغوية
  • مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة يفتح باب التسجيل في النسخة الثالثة من “مركز أبجد” لتعليم اللُّغة العربيَّة للناطقين بغيرها
  • “اغاثي الملك سلمان” يحتفي باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم بمخيم الزعتري بالأردن
  • “اغاثي الملك سلمان” يسلّم 100 طن من التمور هدية المملكة لإندونيسيا
  • “اغاثي الملك سلمان” يوزع 20 طنًا من التمور في عدة مدن بالسودان
  • ضمن برنامج أمل السعودي.. “إغاثي الملك سلمان” يختتم 3 مشاريع طبية تطوعية في دمشق