لبنان ٢٤:
2025-01-31@01:53:54 GMT

بري رابح من صراع التيار والقوات.. كيف ذلك؟!

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

بري رابح من صراع التيار والقوات.. كيف ذلك؟!

على خلفية ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، والفرز الذي يولّده على الساحة السياسية، يستمرّ "الصراع" على أشدّه بين "التيار الوطني الحر" بقيادة جبران باسيل و"القوات اللبنانية" بقيادة سمير جعجع، في ضوء رفض الأول للتمديد بالمُطلَق، واعتباره أنّ ثمّة "بدائل" قانونية مُتاحة، وإصرار الثاني على أنّ "لا خيار" سوى التمديد، لتفادي شغور من شأنه تعريض المؤسسة العسكرية برمّتها للخطر.


 
وعلى وقع هذا "الصراع"، يستمرّ أيضًا التجاذب بين الطرفين، مع كلّ ما يتخلّله من تبادل للاتهامات، وتقاذف للمسؤوليات، وهو ما يتجلّى في حديث "القوات" عن "نكايات شخصية" خلف موقف باسيل، الذي لا همّ له سوى "إزاحة" القائد من المشهد السياسي، لأسباب "رئاسية"، وحديث "التيار" في المقابل، عن "انصياع جعجع للإملاءات الخارجية"، ولو جاءت "مناقضة" للمبادئ والثوابت التي يرفع لواءها.
 
وبانتظار الجلسة التشريعية التي يتوقّع أن تكرّس هذا الصراع على أرض الواقع، سواء أقرّ التمديد أم لا، وسواء أقر بالصيغة "القواتية" أم لا، وسواء طعن "التيار" بالقانون أم لا، فإنّ ثمّة من يعتقد أنّ "الرابح الأكبر" من هذه "المواجهة" لن يكون لا جعجع ولا باسيل، بل رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيكون قادرًا على ضرب أكثر من عصفور بحجر، فكيف ذلك؟ وهل يكون استحقاق قيادة الجيش "انتصارًا" له بالفعل؟!
 
تأكيد المؤكّد
 
لعلّ المكسب الأهمّ الذي يقدّمه كلّ من رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، يتمثّل في "تأكيد المؤكد" الذي يتحدّث عنه بري منذ اليوم الأول لفتح "معركة" التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، حيث يتمسّك رئيس البرلمان بثابتة أنّ الخلاف "مسيحي مسيحي"، وأنّ على القادة المسيحيين التفاهم فيما بينهم بالدرجة الأولى، من أجل حلّ الإشكالية.
 
يذكّر العارفون كيف أنّ المعنيّين على الساحة المسيحية سارعوا لنفي الأمر، بل هاجموا رئيس مجلس النواب بسبب هذا الكلام، لكنّ المجريات بعد ذلك ثبّتته بصورة أو بأخرى، بدليل الصراع الدائر بين "القوات" و"التيار"، والذي يبدو أنه بلغ ذروته، بل تجاوزها إلى حدّ بعيد، في حين أنّ الكتل غير المسيحية لا تبدي التشدّد نفسه، بل تُظهِر كلّ "مرونة" من أجل الوصول إلى حلّ وسط يُرضي في مكانٍ ما جميع الأطراف.
 
برأي هؤلاء، فإنّ ما يجري على خط استحقاق قيادة الجيش بين القوى المسيحية "يقوّي" موقف بري من سائر الاستحقاقات، وبينها استحقاق رئاسة الجمهورية، فالمسيحيون هم الذين عطّلوا مبادرته الحواريّة من أجل التفاهم على انتخاب رئيس، وهم بالتالي من يتحمّلون مسؤولية إطالة أمد الفراغ في قصر بعبدا، وهم في الوقت نفسه غير قادرين على التفاهم في ما بينهم، وتقديم حلّ "جدّي"، بعيدًا عن "تقاطع" يدرك الجميع أنّه لم يكن حقيقيًا.
 
"تشريع الضرورة"
 
لكن، أبعد من المكاسب "المعنوية" التي يحققها بري من صراع "القوات" و"التيار"، بحسب ما يقول العارفون، ثمّة مكاسب "مادية"، إن جاز التعبير، استطاع تحقيقها، من خلال انتزاع مواقف للطرفين في هذا الاستحقاق "تناقض" مواقف أطلقوها في استحقاقات سابقة، بل كانت سببًا في حملات شرسة أطلقوها في وجه القوى الأخرى، ولا سيما رئيس مجلس النواب، ومن بينها، أو على رأسها ما يرتبط بـ"تشريع الضرورة".
 
ولعلّ أهمّ "انتصار" يحقّقه بري في هذا السياق، هو انتزاع "اعتراف" من جانب "القوات اللبنانية" بوجود "تشريع الضرورة"، بعد أن كان "القواتيون" ينظّرون طيلة الأسابيع الماضية بأنّ التشريع غير جائز بالمطلق في ظلّ الفراغ في رئاسة الجمهورية، وأنّ مجلس النواب أصبح "هيئة ناخبة حصرًا"، ولا يحقّ له القيام بأيّ أمر آخر، مهما كان هذا الأمر، وهو ما تسلّحوا به حتى في رفض إقرار قوانين تهمّ المواطنين وتسيّر شؤونهم.
 
ولأنّ هذا "المنطق" لا يقنع بري، هو الذي يصرّ على ضرورة استمرار التشريع، خصوصًا أنّ الفراغ الرئاسي يبدو بلا أفق، ولا يمكن إبقاء كلّ الأمور الأساسية "رهينة له" إذا ما تقاعس المعنيّون عن استكمال واجباتهم فإنّه يرى في موقف "القوات" انتصارًا لمنطقه، إذ إنّها تبرّر نيّتها حضور الجلسة التشريعية بـ"الضرورة"، ما يعني أنّها تسلّم بـ"تشريع الضرورة"، وهو الأمر الذي سيبني عليه رئيس مجلس النواب في القادم من الأيام بطبيعة الحال.
 
يسري الأمر نفسه على باسيل الذي، وإن أقرّ بـ"تشريع الضرورة" بصورة نسبية، قدّم "تنازلاً" هو الآخر، حين اقترح أن تعيّن الحكومة قائدًا جديدًا وأصيلاً للجيش، بعد ان كان قبل أسابيع قليلة يشنّ الحملات على بري وغيره على خلفية طرح تعيين حاكم جديد وأصيل لمصرف لبنان، لتثبّت هذه الوقائع مرّة أخرى طغيان "المصلحة" على "المبدئية" في السياسة، بمعزل عن الشعارات "الجذابة" التي يحلو للبعض رفعها! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: رئیس مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

رئيس أمريكا الذي تسيره المؤسسات

كتب: رياض محمد

منذ عقود ونحن نسمع عبارة "الرئيس في الولايات المتحدة ليس بامكانه تغيير سياسات الدولة الامريكية لان المؤسسات الامريكية هي التي تدير هذه السياسات..."

وغالبا ما يلي هذه العبارة كلام عن اللوبي اللاسرائيلي وعن المال والشركات الكبرى وفي السنوات القليلة الماضية برزت عبارة الدولة العميقة.

ما جرى في الولايات المتحدة خلال الـ 9 أيام الماضية يثبت مدى سخافة هذه الخرافات الراسخة. 

الرئيس في الولايات المتحدة له صلاحيات هائلة وبامكانه تغيير السياسات بل تغيير وجه امريكا والعالم!

تأمل في مايلي: 

- سحب الولايات المتحدة من الاتفاقات الدولية مثل معاهدة باريس للمناخ او من المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية.

- اغلاق الحدود وانهاء برامج اللجوء واعلان حالة الطوارئ في الحدود واستخدام الجيش والطائرات العسكرية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

- انهاء كل برامج التنوع والشمول الموجهة للاقليات والفئات المهمشة وانهاء كل الدعم الفدرالي للتحول الجنسي. 

- اصدار العفو عن اي مجرم بما في ذلك 1500 ممن اقتحم الكونغرس.

- تعليق كل المساعدات الامريكية لدول العالم - وهناك دول ومجتمعات كاملة تعيش على هذه المساعدات.

- زيادة التعريفات الكمركية على سلع اي دولة اجنبية.

- انهاء كل برامج حماية البيئة واطلاق انتاج النفط والغاز الى الحد الاقصى.

- وقف جميع المنح الحكومية. 

- اقالة اي موظف حكومي.

- انهاء الحماية لشخصيات معينة بسبب عملها الحكومي السابق.

- انهاء الترخيص الامني الذي يسمح لشخصيات معينة بالاطلاع على المعلومات السرية.

هذه مجموعة من ما فعله ترامب خلال 9 أيام فقط.

والحقيقة ان صلاحيات الرئيس الامريكي بما في ذلك تغيير السياسات كانت واضحة لنا منذ عام 1993، منذ ذلك العام وبانتخاب كلينتون ليليه بوش الابن ثم باراك اوباما ثم دونالد ترامب ثم جو بايدن ستجد ان كل رئيس غير السياسات الداخلية والخارجية بشكل جذري او شبه جذري. 

بوش الابن ذهب الى العراق واوباما انسحب منه وركز على افغانستان. بوش الابن تحدث عن حملة صليبية ضد الارهاب في حين خاطب اوباما العالم الاسلامي في جامعة القاهرة. 

اوباما ارسل رسائل سرية للخامنئي وترامب فرض عقوبات الضغط الاقصى على ايران. 

اسرائيل كانت ضد انتخاب اوباما لكنه فاز رغما عن اللوبي الاسرائيلي مرتين. 

اسرائيل كانت مع اعادة انتخاب ترامب لكن بايدن فاز رغما عن اللوبي الاسرائيلي. 

شركات التأمين الصحي التي تجني المليارات من الامريكيين رفضت قانون التأمين الصحي الشامل لكن اوباما قدمه وشرع في عهده واصبح نافذا. 

لهذا يا عزيزي عندما تسمع احدهم يقول "الرئيس في امريكا لا يحكم لان الدولة تقودها المؤسسات والشركات الكبرى واللوبي الاسرائيلي" انفجر ضاحكا في وجه هذا العبقري!

مقالات مشابهة

  • السوداني يستضيف اجتماع رؤساء الكتل النيابية بحضور رئيس مجلس النواب
  • رئيس أمريكا الذي تسيره المؤسسات
  • في قبضة الجيش السوداني.. عربة مدرعة ومنظومة حرب إلكترونية وتشويش على الطائرات المسيرة للدعم السريع
  • رئيس مجلس النواب يلتقي الأعضاء المتواجدين في البهو الفرعوني
  • رئيس مجلس النواب يحيل ريم شباط على لجنة التأديب
  • وزير العدل أمام «النواب»: نقل وبث المحاكمات مسؤولية رئيس الدائرة القضائية
  • بوغالي: نحن أسياد في وطننا.. من يقود الحملات العدائية بفرنسا تلميذ غبي
  • رئيس البرلمان يترأس اجتماع وضع خطة عمل بشأن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية
  • رئيس مجلس النواب اللبناني: وضعت شروطا في مشاورات حول استمرار تفاهم وقف إطلاق النار
  • رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يصل شندي ويتفقد الفرقة الثالثة مشاة