(للأسف البالغ) يمكن القول أن وزارة الخارجية واقعة بالكامل تحت قبضة الكيزان..إلى درجة أصبحت معها بياناتها وتصريحاتها وكأنها صادرة من مكتب "المؤتمر الوطني المقبور" أو مكتب حركة الفلول التي تسمى نفسها إسلامية..! بل أن بيانات هذه الحركة - رغم جلافتها- أصبحت (أخف كيزانية) من بيانات وزارة الخارجية...!
لقد أصبحت بيانات الخارجية تصدر بلهجة سياسية.

.بل أصبحت تناقض الأعراف الدبلوماسية بصورة صارخة سافرة وهي تخاطب دول المنطقة والعالم أو الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية التي ينتسب إليها السودان..بل أضحت تصادم القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان وحقوق اللاجئين وشرائع حماية المدنيين..فيا للعار والعيب المشين الذي لحق بهذه الوزارة وأساء لتاريخها وماضيها ودبلوماسييها ومنظومة دواوينها..وكل العاملين فيها..!
مَنْ هو هذا الوزير الذي ألقى بوزارة الخارجية بكل جلالها إلى هذه الحفرة..والذي سيذكره التاريخ بأنه قد لطخ وجه هذه الوزارة بالسخام والرماد..وهو يسير من مكان إلى مكان في ذيل قائد انقلابي وكأنه شمشرجي في مائدة سلطان..؟! وكلها جولات من أجل تسعير الحرب والنكوص عن المفاوضات لسفك المزيد من أرواح السودانيين وتدمير الوطن وتشريد أهله..(ماذا صنعت الخارجية للسودانيين الذي شردتهم الحرب ووقفوا على حدود الدول مهانين منبوذين)..!!
هذا الوزير يسعى بكل جهده لتبرير (أكاذيب البرهان وطبزاته) والتغطية على جرائم الحرب وشرعنة الانقلاب..ولا يستطيع أن يرفع أصبعه أمام كيزان الوزارة..!
ومن عجب أن تصطف الخارجية السودانية مع دعاة الحرب وتعلن مراراً وتكرارها رفضها إيقاف الحرب وهي تدافع عن قرارات الانقلاب..وتمتثل للتوجيهات التي تأتيها من جهات غير رسمية لا علاقة لها بالدولة بما في ذلك (قوائم فصل وتعيين السفراء) أو نقلهم من دولة إلى أخرى..يا للعار المجلل بالطين والخبوب...!
لقد أصبحت سفارات السودان بالخارج أيضاً في معظمها جاثية تحت قبضة الكيزان الأمنية..ودونك ما تعرّضت له ندوة منتدى مجموعة "حتى نعود" الثقافية باستراليا من تخريب نسبته المجموعة إلى أذرع الكيزان بالسفارة...وقد لفت بيان المجموعة النظر إلى قضية هامة تتعلق بعمل سفارات الانقلاب بالخارج..وهي شكوى متكررة لعديد من الجاليات السودانية في المهاجر من سطوة كوادر الكيزان على السفارات وتوجيهها لخدمة أغراضهم..ومضايقة السودانيين وملاحقة أنشطتهم المدنية والاجتماعية..وفي المقابل إدارة مصالح الكيزان في الخارج وغسيل أموالهم المنهوبة..والسمسرة في ثروات السودان لصالح أرصدة الكيزان البنكية...!
الجديد في هذه الألاعيب الكيزانية هو صدور بيان بإسم وزارة الخارجية حول مقررات قمة الإيقاد..ويؤكد بعض المُطلعين على الخبايا بأن هذا البيان من إعداد كيزان الوزارة وتمت كتابته على عجل (ولم يمر على البرهان)..! ويعترض هذا البيان (الهزء) على البيان الختامي لقمة الإيقاد..ويسخر من البرهان وإلى درجة تصويره بأنه لم يكن يعلم بوجود وفد الطرف الآخر...! والكيزان يعلمون بأن البرهان هو الذي طلب انعقاد القمة غير العادية للإيقاد من أجل التوسط بين طرفي الحرب..! ما هذا الإنكار..؟! ألا يعلم الكيزان مَنْ هو الطرف الآخر الذي فاوضوه في الجولات السابقة...؟! هل هو وفد الدعم السريع..أم فريق (مانشستر يونايتد)..؟؟!
هذا البيان الصادر بإسم الخارجية (أضحوكة) وهو مكتوب بصيغة ركيكة المحتوى تثير الرثاء..وقد قالت عنه دوائر سياسية ومتابعات دبلوماسية بأنه (فضيحة مجلجلة) ووصفت ما جاء فيه بأنه أقرب إلى مغالطات (لاعبي الملوص) منه للوقائع الرصينة التي يُعتد بها؛ من حيث مجافاته لما دار في القمة ومداولاتها..وتصويره لمشاركة البرهان ووفده فيها وكأنها لم تكن..!
وهكذا يلعب الكيزان بالبرهان عبر وزارة الخارجية..وهم يعرفون هزال موقفه و(قلة حيلته)..! الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: وزارة الخارجیة

إقرأ أيضاً:

تذمر الجيش والرغبة الكيزانية!!

عصب الشارع
صفاء الفحل
لا أدري ماذا يقصد البرهان عندما صرح من أم درمان التي هرب إليها وخاطب جنودها خوفاً من تمدد التذمر الذي بدأ في مدينة بورتسودان ليقول سيادته: (لو خسرنا أشخاصاً فالسودانيين كثر) فهل ينوي بذلك القضاء على كل الشعب حتى يستمر في تحقيق حلم والده ويترك القيادة العامة محاصرة ليقوم بالتصوير الاستعراضي في منطقة لم يحدد مكانها مع مجموعة من المواطنين .
وقد صار واضحاً في الفترة الأخيرة عدم رغبة العديد من قيادات القوات المسلحة الاستمرار في هذه الحرب العبثية وجنوحهم الى إجراء مفاوضات لإيقافها ، وقد تم إبلاغ البرهان بذلك وقد وضح ذلك من خلال حديثه انهم لن يذهبوا إلى مفاوضات تقلل من هيبة القوات المسلحة في محاولة لرمي الكرة في ملعب هؤلاء القادة المشبعين بحقيقة أن البرهان ومجموعة اللجنة الأمنية الكيزانية التي حوله هم أول من نال من هيبة القوات المسلحة عندما تجاهلوها وعملوا على دعم الكتائب الإسلامية التي ترفض حتى الإنصياع لأوامرهم خلال المعارك، الأمر الذي أحدث إنهيار واضح في معنويات الجنود وقاد الي سقوط المدن الواحدة تلو الأخرى.
وجميعنا يعلم بأن هذه الحرب يمكن أن تستمر لسنوات عديدة فلا يمكن بالمنطق رمي كل هذه الأعداد من الدعم السريع والتي تحتل اكثر من نصف ولايات البلاد في البحر كما يبشر هو وزمرته في كافة اللقاءات وأنها ستنتهي في نهاية الأمر الى مائدة المفاوضات بعد أن يموت نصف سكان البلاد برصاص الدعم السريع وقنابل طائرات الجيش والجوع والمرض بينما يكون النصف الآخر نازحاً أو لاجئاً مشرداً وتخلف أجيال من الجهل والفقر والمرض .
والواضح أن البرهان يقف اليوم بين نيران الرغبة الكيزانية التي تود الإستمرار في الحرب لآخر سوداني وبين رغبة العديد من قيادات القوات المسلحة في إجراء مفاوضات لإيقافها لتحفظ ماتبقى من هيبتها خاصة أن المجتمع الدولي كله يضغط من أجل تحقيق ذلك وسيكون هذا الأمر محور لقاء القوى الوطنية الذي سيعقد بالقاهرة بعد رفض البرهان لقاء حميدتي في كمبالا خوفاً من غضب الزمرة الكيزانية التي تدير له المعارك اليوم والتي تعني نهايتها النهاية الحتمية له ومن المتوقع أن يكون لحوار القاهرة ما بعده رغم كل شيء.
والثورة عموماً مستمرة ولن تتوقف ..
والقصاص يظل أمر لا مناص منه ..
والرحمة والخلود أبداً للشهداء ..  

مقالات مشابهة

  • البرهان وساعتا التوهان!
  • حمدوك للبرهان: لو كنت في الخرطوم لجئتك!
  • مصائب الكيزان في بلاد السودان!
  • تذمر الجيش والرغبة الكيزانية!!
  • حالة إنسداد!!
  • يرضون أنفسهم بخطاب الكيزان وإشعال الحرب لعله ينسيهم عذاب ضمائرهم وخيانتهم للمواطنين
  • وكيل الخارجية السوداني: بعد تمرد الدعم السريع البلاد أصبحت أكبر الدول المُصدرة للهجرة
  • ضياء الدين بلال: سَاعَتَان مع البُرْهَان…!
  • سَاعَتَان مع البُرْهَان…!
  • شاهد بالفيديو.. مجلة ألمانية شهيرة تصف قائد الجيش السوداني “البرهان” بأنه أخطر جنرال في العالم