كشف وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين وسط أجواء ديناميكية في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي، عن خطوات استباقية يتّخذها لبنان لمواجة مخاطر التغير المناخي. و في هذا السياق، كشف عن منشأة استثمارية خضراء رائدة في لبنان نتيجة جهود تعاونية بين وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركاء آخرين.

      هذه القفزة الاستراتيجية تؤكد التزام لبنان بتعزيز استراتيجياته البيئية، بالتوافق بشكل شامل مع التقرير الوطني الرابع حول تغير المناخ و المساهمة المحددة وطنيًا (NDC). 
 

وأكد وزير البيئة في حديث حصري إلى "الوكالة الوطنية للاعلام" على هامش مؤتمر المناخ في دبي، أهمية هذا التطور الحيوي وقال: "اليوم نشهد لحظة تاريخية حيث تعلن وزارة البيئة عن إنشاء منشأة استثمارية خضراء بالتعاون مع UNDP وشركاء آخرين. و يعمل هذا المرفق المستقل بالتعاون مع 'صندوق تمكين الاقتصاد في لبنان' وفقًا لمعايير مالية أوروبية، مما يضمن الحوكمة والشفافية".   وفي هذا الاطار، ان التقرير الوطني الرابع الذي كشف عنه لبنان مؤخرًا حول تغير المناخ، شهادة على التعاون القوي المدعوم من UNDP وتمويله من خلال صندوق البيئة العالمي (GEF)، يحلل بدقة أثر انبعاثات لبنان الكربونية ومكامن ضعفه والتوقعات المناخية. ويعمل هذا التقرير كبوصلة توجيهية، مسلّطًا الضوء على الدعوات الضرورية للتدخلات الفورية في مجال التغير المناخي و صياغة السياسات التي تعزز الصمود والتكيف في مواجهة تغيير المناخ و الكوارث الطبيعية. و توافقًا مع ذلك، فإن المساهمة المحددة وطنيًا (NDC) للبنان تهدف الى تقليل ٢٠٪ من الانبعاثات بحلول عام ٢٠٣٠".    و قد سلّط وزير وزير البيئة الضوء على دور المنشأة الاستثمارية الخضراء في تحقيق هذه الأهداف وقال: "يوجه المرفق الأخضر استثماراته بشكل استراتيجي في قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة، والنقل المستدام، وإدارة النفايات الصلبة والزراعة والري".    كما تحدّث ياسين عن الحوارات المثمرة التي قام بها في هذا السياق مع البنك الدولي، صندوق الاستثمار المناخي الأخضر، وشراكة المساهمة المحددة وطنيًا، بهدف تعزيز الجهود التعاونية في الوصول إلى تمويل المناخ و دعم المبادرات البيئية في لبنان.  

أضاف: "عقدت اجتماعًا مثمرًا مع السيدة ميسكي برهاني، المديرة الإقليمية في البنك الدولي و تناولت النقاشات التعاون المستمر بين وزارة البيئة والبنك الدولي في العديد من المشاريع القادمة. و ستركز هذه المبادرات على إدارة النفايات الصلبة ومكافحة الحرائق الغابات".   كما أشار ياسين إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق التقرير الأول حول 'تغير المناخ والتنمية في لبنان' في بداية العام المقبل. كما عقدت اجتماعات مثمرة على هامش كوب ٢٨ مع نائب مدير صندوق الاستثمار المناخي الأخضر هنري غونزاليس، ومدير التعاون الدولي في شراكة التعهدات الوطنية المحددة بابلو فييرا، واتفقنا على تعزيز التعاون مع وزارة البيئة اللبنانية لتعزيز الاستعداد للاستفادة من تمويل المناخ. إن تعرض لبنان لتغير المناخ، والذي يتجلى في أنماط الطقس المتغيرة، وارتفاع منسوب سطح البحر، وتفاقم الكوارث الطبيعية، يعكس سياقاً مقلقاً و لكن إطلاق منشأة الاستثمار الأخضر خطوة تثبت تصميم لبنان على مواجهة هذه التحديات بشكل شامل. هذه الخطوة تلخص نهجا شاملا للاستدامة البيئية وسط المحن التي لا تعد ولا تحصى في البلاد".
 

بالإضافة إلى ذلك، أكد وزير البيئة الحاجة إلى "تكييف نظام الرعاية الصحية في لبنان مع الظروف المناخية. فعبر تعاون قامت به وزراء البيئة مع وزراة الصحة، أعاد لبنان تأكيد التزامه بناء نظام رعاية صحية قوي، متجاوبًا مع مبادرة "التحالف من أجل العمل المناخي على الصحة (ATACH)" التي أعلن عنها في كوب٢٦"
وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة وزيادة المخاوف الأمنية على حدوده الجنوبية، يرى لبنان في مرفق الاستثمار الأخضر شعلة أمل، تظهر التزامه القوي بمحاربة تغير المناخ. من خلال التعاون والالتزام بالأهداف العالمية للمناخ، تمثل هذه الجهود مسار لبنان نحو مستقبل مستدام. بدعم من التحالفات العالمية والالتزام القوي بالبيئة، يسعى لبنان لبناء المرونة المناخية.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وزارة البیئة وزیر البیئة تغیر المناخ فی لبنان

إقرأ أيضاً:

نظام المناخ العالمي في خطر.. هل تواجه تيارات المحيطات الانهيار؟

نشرت مجلة "البحوث الجيوفيزيائية في المحيطات"، دراسة، جاء فيها أنّ: "إحدى التيارات المحيطية في القطب الشمالي، تمثّل خطر الاختفاء هذا القرن، بسبب تغير المناخ".

وأضافت الدراسة المشتركة، من جامعة غوتنبرغ ومعهد ألفريد وينر الألماني، أنّه: "نتيجة لذلك، يمكن إغراق شمال المحيط الأطلسي بالمياه العذبة، ما سيضعف التيارات المحيطية العالمية".

وبحسب الدراسة نفسها، فإنّ: "موضوع ضعف دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي (AMOC) -جزء من دورة حرارية ملحية عالمية تجري في المحيطات-، أصبح موضوعا ساخنا بين علماء المناخ في العالم".

وتابعت: "مع ذلك، فمن غير الواضح ما هي العواقب عندما تتغير التيارات المحيطية وعندما يتم الوصول إلى نقطة التحول"؛ فيما قال الباحث سيلين هيوز من جامعة غوتنبرغ، مع الزملاء ماريلو أثاناز ورافائيل كولر من ألمانيا، إنّ: "مستقبل أحد التيارات المحيطية الرئيسية في بحر بوفورت، الواقع في محيط القطب الشمالي، شمال السواحل الكندية وسواحل ألاسكا".

وأوضح أنّ: "هذا التيار هو Beaufort Gyre وهو ميزة مهمة لمحيط القطب الشمالي. من خلال تخزين أو إطلاق المياه العذبة، ما يؤثر على الخصائص المحيطية داخل القطب الشمالي وبعيدا عن شمال المحيط الأطلسي".


وأبرز: "بسبب درجات الحرارة الأكثر دفئا في القطب الشمالي، يفقد Beaufort Gyre حاليا كميات كبيرة من الجليد البحري. إذ يساعد الجليد على إبقاء المحيط باردا، ويتصرف كغطاء". 

"يسمح الجليد البحري الأرق لمرور المزيد من الحرارة من الجو إلى المياه الواقعة تحته، ورفع درجات حرارة البحر بشكل أكبر، ما يتسبب في اختفاء المزيد من الجليد البحري"؛ فيما تشير الأبحاث السابقة إلى أنّ: "محتوى المياه العذبة في بحر بوفورت قد زاد بنسبة 40 في المئة خلال العقدين الماضيين".

مخاوف بشأن جليد البحر "نقطة تحول"
يقول كبير المحاضرين في علم المناخ بجامعة غوتنبرغ وخبير في أعماق المحيط والجليد البحري، هيوزي: "نتائج هذه الدراسة تجعلنا نشعر بالقلق من أن الحد من الجليد البحري في المنطقة يمكن أن يؤدي إلى نقطة تحول حيث ينهار AMOC".

وبحسب الدراسة، فإنّ: "الباحثين قاموا بإسقاطات باستخدام نماذج المناخ العالمية فقط التي يمكن أن تمثل بدقة Beaufort Gyre. نموذج المناخ هو محاكاة كمبيوتر لنظام المناخ على الأرض -في الغلاف الجوي والمحيط والأرض والجليد. تُستخدم نماذج المناخ لإعادة بناء المناخ السابق أو التنبؤ بالمناخ المستقبلي".


يقول الباحث في معهد Alfred Atlanty، والمؤلف الأول للدراسة، آثاناسي: "إذا لم يتم تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بشكل عاجل، فإن هذا الإسقاط يشير إلى أن Beaufort Gyre سوف تضعف ويطلق المياه العذبة التي تحملها حاليا. يمكن أن تصل هذه المياه العذبة إلى شمال المحيط الأطلسي، وربما تؤثر سلبا على  AMOC".

وختم بالقول: "إن AMOC، الذي يشكّل تيار الخليج جزءا منه، له أهمية كبيرة للمناخ في الدول الاسكندنافية حيث ينقل المياه الدافئة إلى خطوط عرض عالية في نصف الكرة الشمالي"، مردفا: "ما يسعى الباحثون لدراسته عن كثب الآن هو العلاقة بين انخفاض الجليد البحري في القطب الشمالي، وضعف AMOC وكيف يمكن أن يتطور هذا في المستقبل".

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة شاركت في مؤتمر في باريس حول الدبلوماسية العلمية
  • وزير المعادن يكشف عن عدم قدرتهم على وقف صادر الذهب إلى الإمارات
  • وزير خارجية الصين من موسكو: تعاوننا مع روسيا لا يستهدف أي طرف
  • وزير خارجية الصين: التعاون مع روسيا ليس موجهاً ضد أي طرف
  • وزارة البيئة تبحث تعزيز التعاون مع القطاع الخاص الصيني للاستثمار في إدارة المخلفات
  • وزير الخارجية الصيني: نعمل على تعزيز التعاون المشترك مع الجانب الروسي
  • نظام المناخ العالمي في خطر.. هل تواجه تيارات المحيطات الانهيار؟
  • تسجيل قرابة 13 ألف مشروع استثماري نهاية مارس الجاري
  • أخضر الشاطئية يفقد فرصة التأهل إلى المونديال
  • مشروع قناطر ديروط الجديدة.. وزير الري يكشف عن نسبة التنفيذ