صفقة في فلسطين وأخرى في الجنوب.. هل يسلم الحزب سلاحه مقابل مزارع شبعا؟
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
تزداد سخونة المشهد العسكري جنوب لبنان مع تزايد حدة الاشتباكات ومدى إمكانية توسعها لدى الطرفين المعنيين مباشرة، حزب الله والعدو الإسرائيلي، في ظل فشل الضمانات الداخلية لمنع الحزب من الانخراط في المعركة الحالية وتوسعها.وعادت الى المشهد السياسي صفقة ترسيم الحدود البرية بين لبنان مع إسرائيل على غرار الصفقة السابقة، مع إعادة مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل، والهدف من ذلك تحييد حزب الله بشكل دائم عن المشهد العسكري بوجه إسرائيل جنوب الليطاني.
هذا التحييد عنوان المرحلة المقبلة ما بعد الحرب حول تموضع كلّ من حماس في غزة وشكل السلطة الفلسطينية التي ستقود المرحلة المقبلة. أما في لبنان فالعنوان العريض إنهاء مشهد تواجد الحزب عسكرياً في الجنوب، عبر صفقة حدودية تضم مزارع شبعا وقرى أخرى، من خلال وسطاء فرنسيين أميركيين بينهم صاحب صفقة ترسيم الحدود البحرية السابقة مبعوث الرئيس الأميركي اموس هوكشتاين، حيث طرح الوفد الفرنسي أول أمس مع الوفد الإسرائيلي التباحث في سبل تطبيق قرار 1701 الدولي، مع إغراءات جديدة وهي عودة مزارع شبعا، ما يطرح العديد من الأسئلة حول شكل المواجهة المقبلة بين لبنان وإسرائيل ودور حزب الله في حال تمت الصفقة مستقبلاً، هل ستقبل إسرائيل بالتنازل عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟
يرى "يوسف دياب" الصحافي المتخصص في الشؤون القضائية خلال حديثه مع "لبنان 24 "أنه عندما نريد التحدث عن اتفاقية يجب أن تكون جميع الأطراف موافقة عليها، لبنان وإسرائيل والدول المشاركة في قوات اليونيفيل جنوب لبنان، حتى يطبق هذا القرار، أما في حال الذهاب إلى قرار يُفرض على لبنان فسيتم في مجلس الأمن تحت الفصل السابع وهذا له تداعيات سياسية وأمنية صعبة على لبنان وعلى إسرائيل أيضاً".
رغم كل الأحاديث المتداولة حول المشروع الجديد، فإنه لا يزال قاتماً حول الكثير من تفاصيله، بين إعادة تطبيق القرار 1701، الذي أقرّ عام 2006، وطبخة جديدة ستغير الواقع في لبنان، ولكن رغم كل الطروحات وإن كان أبرزها التخلي الإسرائيلي عن مزارع شبعا ، فبرأي "دياب" أنه في حال انسحب الإسرائيلي من مزارع شبعا سيتم إحراج لبنان وإحراج حزب الله، وحتى لو التزم الإسرائيلي فسنكون امام واقع مختلف فهل الحزب وحلفاؤه يقبلون بذلك".
وأضاف: "للأسف الشديد هذا القرار ليس بيد الدولة اللبنانية، بل بيد حزب الله،وفي حال وافق، لا يوجد سبب للحرب ولا لوجود سلاح حزب الله على الجنوب وعلى الأراضي اللبنانية، أما في حال لم يوافق يبقى قرار التمسك بسلاحه خارج كل العناوين هو الأولوية".
كلمة سر
مع كل هذه الأخبار المتداولة إلا أن كلمة السر حيال الموافقة ورفضها لا تزال بيد حزب الله، ليس في هذا الوقت فقط بل منذ العام 2000، ومسألة البوح بها ليست بالسهلة جداً، إذا لا يزال الحزب يرى أن إسرائيل عدو له للأبد، لكن من وجهة نظر الكاتب والمحلل السياسي "إبراهيم بيرم" لا تزال فكرة الترسيم البري مطروحة منذ العام 2006 وحالياً أعيد طرحها في ظل الحرب" يقول خلال حديثه مع لبنان 24.
وتابع: لا أحد لديه خبر حيال هذه الصفقة، لا رئيس مجلس النواب لديه علم ولا حلفاء حزب الله داخلياً وخارجياً طرحت عليهم هذه الفكرة رسمياً، ولكن تم التداول بها من قبيل الترف السياسي"، معتبراً أن حزب الله لا يبيع أي معلومة مجاناً".
وبرأي بيرم أن حاسابات الحزب مختلفة تماماً، بالنسبة له أي صفقة سيتم تطبيقها، لن يسلم بموجبها سلاحه وليس وارداً طرح فكرة التسليم، فالجواب الرسمي بالخط العريض موجود لدى الحزب منذ العام 2000 بعد التحرير" حيث قال : طرحت عليهم هذا السؤال حينها عندما تم تحرير الجنوب فكان الجواب "قبل الانسحاب ما منحكي لما ينسحب منحكي" وبقي الوضع كما هو عليه حتى 2006 ولا يزال مستمراً.
فهل كلمة السر لم تعد سراً والجواب بات معروفا لدى الجميع أم أن الحرب لن تنتهي حتى يتم تغيير الواقع الحالي في الجنوب عبر حلين إما عسكري أو سياسي.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مزارع شبعا حزب الله فی حال
إقرأ أيضاً:
الجيش اللبناني يتهم الاحتلال الإسرائيلي بالمماطلة في سحب قواته من الجنوب
وجّه الجيش اللبناني، اتّهامات إلى الاحتلال الإسرائيلي، تبرز المماطلة في سحب قواته من جنوب لبنان، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب مع حزب الله. وجاء ذلك بعد يوم واحد من إعلان الاحتلال أن قوّاته ستظل في المنطقة بعد انتهاء الموعد النهائي لانسحابه.
وفي بيان صدر السبت، حذّر الجيش اللبناني، المواطنين، من التوجّه إلى مناطق الحدود بسبب وجود ألغام وذخائر إسرائيلية غير منفجرة. وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بالجدول الزمني المتفق عليه لانسحاب قواته.
مع انقضاء مهلة الستين يومًا التي تلي وقف إطلاق النار، تدعو قيادة الجيش الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي، وتشدد على أهمية تحلّي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وإرشادات… pic.twitter.com/qoGU7wkf23 — الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) January 25, 2025
وبموجب الاتفاق الذي تم بوساطة أمريكية ودخل حيز التنفيذ بتاريخ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، كان من المقرر نزع أسلحة حزب الله وسحب مقاتليه من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، إلى جانب انسحاب الاحتلال الإسرائيلي مع انتشار الجيش اللبناني في المنطقة.
كذلك، كان من المفترض أن يتم تنفيذ هذه الإجراءات خلال 60 يومًا، تنتهي غدًا الأحد في الساعة الرابعة صباحًا بتوقيت جرينتش.
من جهته، اتهم الاحتلال الإسرائيلي، الدولة اللبنانية، بعدم الالتزام الكامل بشروط الاتفاق. فيما أكد البيت الأبيض الأمريكي أن تمديد وقف إطلاق النار لفترة مؤقتة وقصيرة أمر ضروري.
وأشار الجيش اللبناني، إلى أنه واصل تعزيز انتشاره جنوب نهر الليطاني، وذلك منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
انتشرت وحدات عسكرية في بلدتَي شيحين والجبّين - صور في القطاع الغربي في الجنوب بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل.
تدعو قيادة الجيش المواطنين إلى عدم الاقتراب… pic.twitter.com/yqaMgSXUyy — الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) January 24, 2025
17 خرقًا إسرائيليًا
في سياق متصل، ارتكب جيش الاحتلال، السبت، 17 خرقًا لوقف إطلاق النار في لبنان، وذلك في آخر أيام المهلة المحددة لانسحابه من جنوب لبنان. وبذلك يرتفع إجمالي الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق منذ بدء سريانه إلى 676 خرقًا، استنادًا إلى بيانات وكالة الأنباء اللبنانية.
وتركزت الخروقات الإسرائيلية، السبت، في قضاء مرجعيون وحاصبيا بمحافظة النبطية في جنوب لبنان، وشملت توغلات عسكرية، وتفجير منازل ومبانٍ، وإصابة مواطن لبناني بطلق ناري، وتجريف وإغلاق طرق، وتمشيط مناطق بأسلحة رشاشة، بالإضافة إلى تحليق طائرات حربية في أجواء الجنوب اللبناني.
انتشرت وحدات عسكرية في بلدات القوزح ودبل وحانين وبيت ليف - بنت جبيل في القطاع الأوسط في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism).
كما تتابع قيادة الجيش التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة… pic.twitter.com/N0O4P52zsR — الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) January 25, 2025
وفي قضاء مرجعيون، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في قلعة دوبيه التراثية الواقعة بين بلدتي شقرا وميس الجبل، بالإضافة إلى بلدات مركبا وطلوسة وحولا، ومنطقتي وادي السلوقي ومرتفعات كفرشوبا. كما قامت قوات الاحتلال بأعمال تخريب في المنشآت والخيم الزراعية قرب مثلث بلدات ميس الجبل - شقرا - حولا.
وفي قضاء حاصبيا، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية تفجير ضخمة لمنازل ومبانٍ في بلدة كفر شوبا، رغم انتشار الجيش اللبناني فيها مؤخرًا. كما تقدمت قوة للاحتلال الإسرائيلي معزّزة بجرافتين ودبابتي ميركافا باتجاه منطقة وادي سابيا في كفرشوبا، إذ قامت بإطلاق النار وتمشيط المنطقة.
وسُجل أيضًا تحليق طيران حربي إسرائيلي على علو متوسط في أجواء الجنوب اللبناني، ما أثار استنفارًا أمنيًا في المنطقة.