قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، إن حرب إسرائيل على غزة تشكل بعض المخاطر من حدوث تصعيد إقليمي، مضيفة أن هذه الحرب لها آثار سلبية على الدول المجاورة، لا سيما مصر ولبنان والأردن، وذلك رغم أن الصراع لا يزال منحسرا في القطاع وإسرائيل.

وتأثر قطاع السياحة بصورة واضحة في الدول الثلاث بالفعل جراء الحرب، حيث تراجعت الإشغالات الفندقية في جنوب سيناء المصرية إلى ما دون 5% في الأيام الأولى للحرب، حسبما قال نائب رئيس غرفة السياحة في الاتحاد العام للغرف التجارية في مصر، هاني بيتر للجزيرة نت خلال الشهر الماضي.

أوبك بلس قد تضطر إلى المزيد من خفض إنتاج النفط حال تراجع الطلب (شترستوك) مصدّرو النفط

وبشأن الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، رجّحت وكالة فيتش أن تدعم أسعار الخام المرتفعة لعام آخر مقاييس الائتمان بها، بناء على متوسط سعر خام برنت عند 80 دولارا للبرميل.

وتوقعت الوكالة أن تسجل الدول المصدّرة للنفط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموا أقوى في 2024، مع زخم نمو  القطاع غير النفطي، واستقرار إنتاج الخام على نطاق واسع بعد تخفيضات الإنتاج في 2023.

لكن الوكالة أشارت إلى أن ضعف النمو العالمي في 2024 قد يفضي إلى مزيد من خفض الإنتاج من جانب تحالف أوبك بلس، إذا تحوّل سوق النفط بصورة قاطعة إلى الفائض، مشيرة إلى أن الاتفاق الأخير المبرم في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، سلّط الضوء على الإحجام عن التوسع بشكل كبير في خفض الإنتاج.

البلدان الأخرى

في الوقت نفسه، تواجه أساسيات الائتمان في البلدان الأخرى في المنطقة تحديات ناجمة عن أعباء الديون المرتفعة، وشروط التمويل الصعبة وسط ارتفاع معدلات الفائدة العالمية.

وترجّح الوكالة أن تظل نسب الفائدة المحلية مرتفعة نظرا لاتجاهات التضخم، في حين تشكّل حرب إسرائيل على غزة مخاطر على السياحة والمعنويات، على الأقل في المدى القريب، ويشكّل الدعم المالي الثنائي والمتعدد الأطراف عاملا مهما في تخفيف القيود في بعض البلدان، إلى جانب إحراز بعض التقدم في الإصلاحات الاقتصادية والمالية.

يشار إلى أن وكالة موديز للتصنيف الائتماني أجّلت نشر التصنيف الائتماني الأحدث لإسرائيل منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مسوغة ذلك بالتطورات العسكرية القائمة في المنطقة، وذلك بعد أن كانت تستعد لخفضه، حتى قبل اندلاع الحرب.

اقتصاد إسرائيل
ورجّح بنك جي بي مورغان تشيس الأميركي، أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن ينكمش الاقتصاد الإسرائيلي 11% على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري.

ويقول مختصون، إن المخاطر تتجه للتصاعد وتؤثر بدورها سلبا في الاقتصاد، مضيفين أن قياس تأثير الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي لا يزال صعبا؛ بسبب عدم اليقين الكبير للغاية بشأن حجم ومدة الصراع، وعدم وجود بيانات عالية التردد في متناول اليد.

وعند مقارنة المختصين للخسائر الإسرائيلية التي نجمت عن صراعاتها الأخيرة، وجدوا أن تأثيرات الحرب الحالية ستكون أكبر بكثير، إذ يقولون، إن ما حدث في 2014 عندما شنّت إسرائيل حربا على غزة استمرت 51 يوما، وتضمنت هجوما بريا على المنطقة، وحرب 2006 مع حزب الله اللبناني "بالكاد تأثر النشاط الاقتصادي الإسرائيلي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: على غزة

إقرأ أيضاً:

الضغط الإسرائيلي على حماس قد ينتهي بغزو جديد للقطاع

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بالعودة إلى الحرب في قطاع غزة، إذا لم تطلق حركة حماس ما تبقى من رهائن إسرائيليين محتجزين لديها. وتخطط إسرائيل فعلاً لذلك.

دمرت الحرب معظم القوة المقاتلة لحماس والكثير من بناها التحتية

وكتب دوف ليبر وآنات بيليد في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن إسرائيل أعدت خططاً لسلسلة خطوات تصعيدية، بهدف الضغط على حماس، بعد توقف المفاوضات لتمديد المرحلة الأولى من وقف النار التي امتدت سبعة أسابيع، ما قد يؤدي إلى استئناف الأعمال العدائية في الحرب التي استمرت 16 شهراً. وقف السلع والإمدادات

وبدأت الخطوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي، بوقف دخول السلع والإمدادات إلى غزة. وستشمل الإجراءات التالية قطع الكهرباء والمياه، وفق ما أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي أضاف أن هذه الخطوات نوقشت في اجتماع الكابينيت الأسبوع الماضي.
وإذا أخفقت هذه الخطوات، فإن إسرائيل يمكنها اللجوء إلى حملة من الغارات الجوية، وعمليات المداهمة التكتيكية ضد أهداف لحماس، حسب محلل أمني إسرائيلي مطلع، ومن ثم، يمكن لإسرائيل أن تهجّر مجدداً مئات آلاف الفلسطينيين، الذين استفادوا من وقف النار للعودة إلى منازلهم في الشطر الشمالي من القطاع.

هجوم أقوى

واستناداً إلى مطلعين على الخطة الإسرائيلية، فقد تهاجم إسرائيل القطاع بقوة عسكرية أكبر من تلك التي زجت بها في النزاع حتى الآن، مع نية احتلال فعال في الوقت الذي تهاجم فيه بقايا حماس.

As cease-fire talks stall, Israel has charted a course for gradually increasing pressure on Hamas to the point of another invasion of the Gaza Strip https://t.co/2H47GxXetX

— The Wall Street Journal (@WSJ) March 8, 2025

وفي إسرائيل، هناك كثيرون يشعرون بأن هجوماً آخر على غزة، لا يمكن تجنبه. ويقول المسؤول السابق في البنتاغون مايكل ماكوفسكي، الذي يتولى الآن منصب رئيس المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، في واشنطن: "هناك تصميم على العودة والقضاء على حماس مهما حدث. وأعتقد أن إسرائيل ستدخل المنطقة بقوة وحزم".
ويأتي هذا التخطيط في الوقت الذي وصلت فيه إسرائيل وحماس إلى مرحلة محورية في المحادثات، حيث يطرح الطرفان العدوان مواقف متعارضة تماماً من القضايا الجوهرية في الحرب، ما يعرقل الجهود الرامية إلى مواصلة المفاوضات.
وتريد إسرائيل من حماس إطلاق عشرات الرهائن الذين لا يزالون في حوزتها، الأمر الذي تقول الحركة إنها ستقدم عليه فقط عند نهاية دائمة للقتال، وهو ما ترفضه الدولة العبرية. وتطالب تل أبيب أيضاً حماس بالتخلي عن السلطة وعن سلاحها، وهو ما ترفضه الحركة المصنفة على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة.
وفي خطوة انتقالية، تقترح إسرائيل تمديد وقف النار شهراً، إذا واصلت حماس إطلاق الرهائن، وحددت السبت، أمس مهلة أخيرة للحركة لتلبي مطالبها. وإذا لم تفعل، فإن إسرائيل قالت للوسطاء في اتفاق وقف النار، إنها ستصعد معاقبة حماس تدريجياً وصولاً إلى العودة الشاملة للحرب.

BREAKING: @elianayjohnson with the Washington Free Beacon reports that Israel plans massive Gaza offensive in 4–6 weeks with 50,000+ troops to eliminate Hamas:

Israeli FM: "We will open the gates of hell on Hamas again." pic.twitter.com/0ZdsJ9tTQt

— Eyal Yakoby (@EYakoby) February 28, 2025

وتصر حماس على بدء المفاوضات حول وضع حد نهائي للحرب، وترفض مناقشة نزع سلاحها، حسب  الوسطاء.

ترامب نفد صبره

وأظهر ترامب في الأسبوع الماضي علامات على نفاد صبره بعد التأخير. وحذر حماس عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأربعاء، ، فقال لها إذا لم تطلق جميع الرهائن المتبقين في غزة فوراً، "فإنكم ميتون!". وبعد يوم واحد، اقترح ترامب ومبعوثه ويتكوف، أن تتخذ الولايات المتحدة وإسرائيل، إجراءً مشتركاً ضد حماس.
ويقول محللون أمنيون، إن إسرائيل في موقع أفضل بكثير للدخول إلى غزة، أكثر بكثير مما كانت عليه عند بداية الحرب. فقد أعادت ملء مستودعاتها بالذخائر، وزال ضغط إدارة الرئيس السابق جو بايدن، كما أنها لن تحتاج إلى تموضع أعداد كبيرة من جنودها على حدودها الشمالية تحسباً لهجوم من حزب الله، الذي فرضت عليه إسرائيل وقفاً للنار بعد حملة عسكرية شرسة.
ودمرت الحرب معظم القوة المقاتلة لحماس والكثير من بناها التحتية، بما فيها منشآت لصنع الأسلحة وأنفاقاً رئيسية تستخدم للربط بين المواقع العسكرية المهمة. ومُنعت الحركة من الحصول على مساعدة من الخارج، وتعتقد إسرائل أنها قتلت 20 ألف مقاتل، بينهم قادة كبار. وبينما جندت حماس آلافاً إضافية، فإن هؤلاء لا يملكون الخبرة وسيتدربون في أوقات عصيبة قد يتحولون معها إلى أهداف.
وأوضح المحلل الأمني المطلع على التخطيط الإسرائيلي، إن المراحل الأولية للتصعيد قد تستغرق شهرين، في وقت تبدأ إسرائيل خلالها تعبئة قواتها لشن غزو واسع بوجود أعداد كافية من الجنود للإمساك بالأرض.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق ياكوف أميدرور، عن أي جهد للقضاء على حماس عسكرياً: "لا سبيل إلى تحقيق ذلك دون احتلال غزة". وأضاف أن إسرائيل ستحتاج إلى ستة أشهر على الأقل أو إلى عام، لإخضاع الحركة.
أما المحللة الفلسطينية البارزة لدى مجموعة الأزمات الدولية تهاني مصطفى فقالت، إنه رغم الضعف الذي يعتري حماس، فمن المرجح أن تنجو الحركة من جولة قتال  أخرى.

مقالات مشابهة

  • محافظ المنيا: تنشيط السياحة أولوية لدعم الاقتصاد وتوفير لفرص العمل
  • قطر تطالب بإخضاع منشآت إسرائيل «النووية» لإشراف «وكالة الطاقة الذرية»
  • العراق في صدارة مستوردي الحبوب والبقوليات من تركيا خلال شباط الماضي
  • الضغط الإسرائيلي على حماس قد ينتهي بغزو جديد للقطاع
  • إعلام العدو:المسيرات الإسرائيلية تغتال 700 شخص من غزة ولبنان منذ بدء الحرب
  • أثر النهضة الصناعية الصينية على الاقتصاد العالمي
  • إيكونوميست: الاقتصاد السوري تخنقه العقوبات وبدون رفعها سينهار
  • وكالة المساكن العسكرية تنشئ أكثر من 17 ألف سكن وظيفي معد للكراء و79 ألفا للملكية خلال العام الماضي
  • نصر عبده: الولايات المتحدة تعاقب بعض الدول انحيازا للاحتلال الإسرائيلي
  • بالأرقام.. حجم صادرات «الغاز الإسرائيلي» إلى مصر والأردن