المحرصاوي يطالب بإنشاء قاعدة بيانات تضم خريجي الأزهر الليبيين
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
شارك وفد الأزهر الشريف والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، في ورشة عمل بعنوان "دور خريجي الأزهر في تفنيد الفكر المتطرف ومكافحة الإرهاب"، والتي نظمها فرع المنظمة بليبيا بحضور رؤساء المكاتب الفرعية وممثلي القبائل والعوائل الليبية.
وأشاد الدكتور محمد المحرصاوي - نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة، بجهود الفرع في العمل على نبذ العنف والتطرف، كما وجه بضرورة إنشاء قاعدة بيانات تضم خريجي الأزهر الليبيين والعمل على الاستفادة منهم في دعم جهود المنظمة، كذا وجه بالعمل على إصدار جريدة دورية باسم الفرع يتم من خلالها استكتاب أعضاء الفرع في مختلف المجالات وتكون لسان حال الفرع.
من جانبه وجه أسامة ياسين - نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة، الشكر لفرع المنظمة بليبيا على جهوده في تفنيد الفكر المتطرف، والدور الهام الذي قام به الفرع بالتنسيق مع المركز الرئيس وأكاديمية الأزهر للتدريب لتأهيل ٦٠٠ إمام وخطيب وواعظة من مختلف أنحاء ليبيا.
في كلمته، طالب الدكتور عبد الدايم نصير - أمين عام المنظمة ومستشار شيخ الأزهر، فرع المنظمة بوضع استراتيجية عمل يتم من خلالها تحديد القضايا الفكرية والمحورية في مواجهة الأفكار المتطرفة.
كما استعرض الشيخ أكرم الجراري - رئيس فرع المنظمة بليبيا، أنشطة فرع المنظمة في تفنيد الفكر المتطرف ونشر الوسطية والاعتدال، وأكد أن فرع المنظمة في ليبيا استطاع لم شمل الليبين تحت راية الوسطية والاعتدال.
تأتي هذه الورشة في إطار برنامج زيارة الوفد إلى جمهورية ليبيا الشقيقة، وتم خلالها تحديد عدد من الموضوعات على أن يتم تشكيل لجنة لإعداد محتوى علمي للرد على الشبهات، خاصة التي تروج لها بعض التيارات ضد العقيدة الأشعرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جمهورية ليبيا الأزهر إمام وخطيب الدكتور محمد المحرصاوي وفد الأزهر خريجي الأزهر فرع المنظمة
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التراويح اليوم الأحد بالجامع الأزهر، أن الشريعة الإسلامية بُنيت على التيسير، حتى قال علماؤنا: «الشريعة لا يفارقها التيسير»، مشيرًا إلى أن آيات الصيام تحمل في طياتها معالم بارزة لهذا التيسير الإلهي، حيث قال الله تعالى في وسط آيات الصيام: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.
وأوضح أن من مظاهر التيسير في تشريع الصيام أن الله تعالى بدأ بفرضه على الأمة كلها، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثم استثنى أصحاب الأعذار الطارئة، كالمريض والمسافر، فأباح لهما الفطر مع وجوب القضاء بعد انتهاء الشهر، فقال: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. كما رخص الله تعالى لأصحاب الأعذار الدائمة، ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فجعل لهم رخصة الإفطار مع دفع الفدية، فقال: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾.
وأشار إلى دقة التعبير القرآني في قوله: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»، حيث لم يقل «لا يطيقونه»، وذلك تأدبًا مع الله، ولئلا يُشعر الإنسان بعجزه المطلق، فهو يريد الصيام لكنه لا يطيقه، فخفف الله عنه بهذه الصيغة الراقية، وهذا أدب قرآني راقٍ، يعلمنا كيف نخاطب الآخرين، ونتعامل بلطف مع كبار السن ومن لا يستطيع الصيام، فلا نقول لهم مباشرة: «أنت لا تطيق الصيام»، بل نخفف العبارة ونراعي مشاعرهم.
وبيَّن أن من معالم التيسير أيضًا، أن الله سبحانه وتعالى وصف أيام الصيام بأنها «أيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، واستخدام جمع القلة في كلمة «معدودات» يدل على قلة العدد، رحمةً من الله بهذه الأمة، كما أن الصيام فُرض في النهار دون الليل، حيث قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ﴾، ثم قال: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾. فبهذا أباح الأكل والشرب في الليل، مما يخفف عن الإنسان مشقة الامتناع التام لو كان الصيام ليلًا ونهارًا.
وبيَّن أن القرآن الكريم شبَّه النهار بالخيط الأبيض، والليل بالخيط الأسود، ليعلمنا أن أمور حياتنا ينبغي أن تُبنى على اليقين لا على الشك والتخمين، فالحياة التي تقوم على الشك حياة متزعزعة لا ثبات لها.
وضرب مثالًا آخر على التيسير في التشريع الإسلامي، وهو تخفيف الصلاة، حيث فرضها الله خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس في العدد، لكنها تبقى خمسين في الأجر والثواب. وكذلك الحج، فقد قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، ثم خفف على المحصر ومن لا يستطيع، فقال: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾.
وختم حديثه خلال درس التراويح بالجامع الأزهر في الليلة الثالثة من شهر رمضان المبارك بقول النبي ﷺ: «إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ فأوغلوا فيه برِفق، فإنَّ المُنْبَتَّ لا أرضًا قطعَ ولا ظَهرًا أبقَى»، وقوله ﷺ: «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ»، مؤكدًا أن التيسير سمة٥ أصيلة في التشريع الإسلامي، وأن الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الأمة اليسر في كل أمورها، لا العسر والمشقة.