منها حرائق الغابات.. مصور يستخدم قوة الضوء لتوثيق الكوارث البيئية
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لعبت النار دورًا حاسمًا في حياة البشر منذ آلاف الأعوام، فسمحت لنا بالطهي، والبناء، وتدفئة أنفسنا. ولكن كان هذا العنصر الأساسي سببًا لدمارٍ كبير أيضًا، ويتّضح الأمر عبر الزيادة بحرائق الغابات في جميع أنحاء العالم، وهي ظاهرة ناتجة عن تغير المناخ، وفقًا لما ذكره برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وأمضى الشاهد والموثِّق لهذه الصيحة، وهو فنان الوسائط المتعددة المقيم في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، كيفن كولي، العِقد الماضي في توثيق النيران، سواءً كانت ناجمة عن حرائق الغابات، أو خاضعة للرقابة.
وقال كولي: "أنا أصوّر هذا النوع من الكوارث، وأحاول جعلها جميلة تقريبًا. وبهذه الطريقة، يمكنك جذب الانتباه إليها".
ويهدف عمل كولي إلى تسليط الضوء على علاقتنا بالبيئة وتأثيرات تغير المناخ.
ووثّق الفنان حرائق الغابات خارج عتبة منزله في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وتسرب مياه الصرف الصحي في ولاية كولورادو الأمريكية، وخزانات المياه المتدهورة في ولاية أريزونا الأمريكية.
ويركز كولي بشكلٍ كبير على عناصر الأرض، والرياح، والماء، والنار، التي يعززها باستخدام مصدر الضوء.
ويعتقد كولي أنّ الضوء يضفي أهمية محددة على بساطة الأشياء والمواقف، ويسلط الضوء على الأشياء التي قد تمر من دون أن يلاحظها أحد في الحياة اليومية.
توثيق قوة الطبيعةوقال كولي: "عملت مع الضوء منذ 25 عامًا بعدة طرق"، بما في ذلك عبر استخدام الليزر، والمصابيح الكهربائية، والألعاب النارية، والشعلات الضوئية، وحتّى أعمدة الدخان.
وفي سلسلة صور تحمل عنوان "Controlled Burns" (حرائق مُسيطر عليها)، استخدم كولي الأضواء المبهرة لتجميد حركة الدخان الناتج عن الألعاب النارية، وتحويله إلى منحوتات مخيفة الشكل.
والصور عبارة عن بيان مرئي حول "رغبتنا في السيطرة على الطبيعة"، ولكن وجد كولي نفسه منجذبًا إلى عنصر مختلف يحمل مخاطر أقل في الآونة الأخيرة.
وشرح الفنان قائلًا: "في عام 2021، وخلال حريق كالدور (في كاليفورنيا)، مررت بتجربة مروعة للغاية، وقررت نوعًا ما أنّه ربما لا ينبغي لي توثيق النار بشكل كبير".
وكان التواجد حول الدخان دائمًا أمرًا مرهقًا بالنسبة له. وفي الوقت ذاته، كانت كاليفورنيا تعاني من جفافٍ شديد، ونقل ذلك اهتمام الفنان تجاه توثيق المياه.
وباستخدام المصابيح الكهربائية، والأضواء القوية، وطائرات الـ"درون"، وثّق كولي صورًا باستخدام تقنية التعريض الطويل للمحيط أضاءت حركة المد، والجزر، وانحسار التيار، وتدفقه.
وقال الفنان: "قرأت مؤخرًا أن ثلثي شواطئ كاليفورنيا سوف تختفي، وهذا جزء من السبب وراء رغبتي في القيام بهذا المشروع حول الأمواج".
ورأى كولي أنّ المحيط حليف لنا عند مكافحة تغير المناخ، واستشهد بقوته كمخزن للكربون، ومصدر للطاقة التي يمكن أن تأتي من الأمواج.
وأكّد المصور: "علينا أن نسخر (الطبيعة) بطريقةٍ تمكننا من تحقيق توازن جيّد بين ما نحتاجه كبشر، وما يمكن أن يتحمله الكوكب أيضًا لضمان ترك مساحة للأجيال القادمة".
أمريكاالاحتباس الحراريالتصويرالتغيرات المناخيةظروف مناخيةنشر الثلاثاء، 12 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الاحتباس الحراري التصوير التغيرات المناخية ظروف مناخية حرائق الغابات
إقرأ أيضاً:
بين الطبيعة الفريدة والتقاليد..مصور يبرز ثقافة أهل تبوك في السعودية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تمثّل تبوك، وهي إحدى مناطق شمال غرب المملكة العربية السعودية، لوحة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ، إذ تتنوع تضاريسها بين الصحاري المذهلة، والواحات الخصبة، والحقول البركانية المدهشة، والجبال الشاهقة، ما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الطبيعة.
في هذه السلسلة، التي عُرضت خلال فعاليات النسخة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025"، يكشف المصور السعودي إبراهيم سرحان عن ثقافة وتقاليد أهل البادية في تبوك وسط مناظرها الطبيعية الساحرة.
وقال سرحان لموقع CNN بالعربية إن تبوك تُعد من أجمل مناطق المملكة العربية السعودية، إذ تحتضن تضاريس فريدة ليس لها مثيل في العالم، ما بين الحرات البركانية، والصحاري، والشواطئ البديعة.
وأضاف: "هذا التنوع البيئي والطبيعي الفريد يجعل من منطقة تبوك وجهة سياحية مثالية لعشاق الطبيعة، والمغامرة، والتاريخ، ومقصداً يستحق الاكتشاف نظرًا لما تحمله من جمال وسحر لا ينضب".
تحظى الإبل بمكانة خاصة في جميع أنحاء المملكة، بيد أن أهل تبوك تجمعهم علاقة فريدة تعكس ارتباطهم العميق بها، خاصة من خلال سباقات الهجن التي تُعد تقليدًا أصيلًا يميزهم عن بقية المناطق.
يعود هذا التقليد إلى عصور قديمة، حيث يُعتقد أن المديانيين، الذين عاشوا في أراضي تبوك الحالية، كانوا أول من استخدم الإبل في الحروب حوالي القرن الحادي عشر قبل الميلاد.
لا تقتصر سباقات الهجن في تبوك على ارتباطها بفعاليات رياضية، بل تُعد مناسبة اجتماعية نابضة بالحياة تنظمها العائلات المحلية. وغالبًا ما تتزامن مع المناسبات السعيدة مثل حفلات الزفاف، حيث تتحول إلى فرصة للتجمّع، والاحتفال، وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع.
تحافظ هذه التقاليد الفريدة في سباقات الهجن على جزء مهم من هوية تبوك الثقافية، وتُظهر إبداع الأهالي في تحويل التحديات التاريخية لبيئتهم إلى مصدر للفخر والاحتفال.
ولفت سرحان إلى أن الثقافة المحلية تُعد محور اهتمامه خلال العمل على مثل هذه المشاريع، بينما تأتي المناظر الطبيعية مكملة للمشهد، وكجزء من توثيق المحيط الجغرافي لثقافة ما.
مع ذلك، واجه سرحان عددا من التحديات أثناء عمله على هذه السلسلة.
نظرًا لطبيعة سباقات الهجن التي تُقام في مناطق برية نائية، لفت سرحان إلى تحديات التوثيق الفوتوغرافي، التي تتطلب الدقة والتخطيط المسبق.
وأشار إلى أن الإضاءة الخافتة قبل شروق الشمس تشكل تحديًا إضافيًا أثناء التصوير، إذ تتطلب ضبطًا دقيقًا لإعدادات الكاميرا للحفاظ على جودة الصورة من دون فقدان تفاصيلها الحيوية.
وأضاف أن سرعة الهجن تزيد من صعوبة مهمة التصوير، ما يتطلب مهارة استثنائية في التتبع والتركيز.
أما التحديات التي يواججها المصور السعودي فتتمثل غالبًا بالقدرة على توثيق اللحظات الحاسمة في هذه السباقات ما يمثل تحديًا كبيرًا، إذ يتطلب محاولات متكررة لالتقاط القصة بكافة أبعادها وزواياها المختلفة.
View this post on InstagramA post shared by Ibrahim Sarhan إبراهيم سرحان (@sarhaniy)
رأى المصور السعودي أن سرد القصص من خلال التصوير الفوتوغرافي يُعد مجالاً بتأثير عميق، وقد اكتسب مكانة مرموقة على المنصات العالمية المختلفة.
وامتداداً لمشروعه السابق الذي تناول منطقة تبوك، يعمل سرحان حالياً على توثيق مناطق متنوعة أخرى من المملكة العربية السعودية.
السعوديةنشر الأربعاء، 19 مارس / آذار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.