الوزير بنسعيد يسلط الضوء على أهمية التراث الثقافي اللامادي في مدن المستقبل
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، يوم أمس الاثنين (11 دجنبر) بالرباط، أن التراث الثقافي اللامادي يكتسي أهمية كبرى في مدن المستقبل.
وأبرز بنسعيد في كلمة خلال افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان “الإكليل الثقافي” المنظم حول موضوع “مدينة الغد، من المدينة الفاضلة إلى المدينة الذكية”، أن مدن المستقبل يجب أن تكون “مدنا ناطقة” بحيث يكون سكانها قادرين على الحديث عن تاريخ مدينتهم وشوارعهم، وساحاتهم، كما يستطيع كل واحد أن يتحدث عن أصوله أو منزله.
وأوضح أن “المدينة الفاضلة للفارابي والمدينة الذكية المستقبلية هما مدينة واحدة”، معتبرا أن الفضيلة والإنصاف والمسؤولية هي قيم لا يمكن نشرها بثبات إلا في إطار عملي وذكي وفعال وديناميكي، بحيث أن المدينة الأخلاقية والمدينة الذكية يجب أن تلتقيا وتندمجا في المستقبل بشرط أن تكون هذه المدينة، كذلك، “مدينة ناطقة”.
وسجل الوزير أن هذا البعد الجديد، يمكن أن توفره التقنيات الجديدة، جنبا إلى جنب مع التقاليد، لافتا في هذا الإطار إلى أن الوزارة كانت قد أطلقت بالرباط، مؤخرا، حدث “نوستالجيا” بموقع شالة الأثري، والذي مكن من الوقوف على أن “المواطن يريد جدرانا تتحدث وتحكي قصة، حتى أذا مررنا عبر شوارعنا، بالقرب من آثارنا، تحت أروقة أسوارنا، يمكننا تجربة هذا التاريخ المشترك”.
ويتميز برنامج الدورة الخامسة لمهرجان “الإكليل الثقافي”، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تتواصل فعالياتها إلى غاية 25 دجنبر الجاري، بتنظيم ندوات وموائد مستديرة وورشات متخصصة، وذلك بحضور مفكرين وخبراء ومتخصصين لاستكشاف التفاعل القائم بين القيم الأخلاقية التقليدية والتقدم التكنولوجي.
وتتناول هذه التظاهرة الثقافية مواضيع هامة من قبيل تعزيز رفاهية المواطن، والسلوك الأخلاقي، وسياسات حماية البيئة، وبرامج مكافحة الفقر، ومبادرات المواطنين المبتكرة، لتبقى الغاية النهائية هي التأكيد على أهمية هذه القيم في بناء المدينة المثالية، حتى في عصر المدينة الذكية.
ويطمح المنظمون، من خلال هذا الحدث، إلى الإسهام في النقاش الدائر حول إنشاء مدينة مستقبلية ت زاوج بين مفهومي المدينة الفاضلة والمدينة الذكية.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: المدینة الذکیة
إقرأ أيضاً:
ريشتان.. مدينة الفخار وأيقونة التراث في آسيا الوسطى
فرغانة- إبراهيم الهادي
تقع منطقة ريشتان الهادئة بين فرغانة وقوقند، وتتوسط وادي فرغانة حيث تبرز كأيقونة ساحرة تعكس عمق وأصالة تاريخ آسيا الوسطى ، تقع في شرق أوزباكستان وينبع منها عبق الماضي من كل زاوية ، حيث يتجلى تاريخها العريق الممتد عبر القرون في كل جدار وطينة.
وعُرفت ريشتان، بفضل طبيعتها الغنية بالطين الأحمر، كمنارة في عالم الفخار، لتصبح مرادفًا لفنون السيراميك في آسيا الوسطى. في مدارسها ومساجدها القديمة، تزين الأنماط المعقدة الجدران لتستحضر تراثًا ثقافيًا عريقًا يروي حكايات من الماضي تسردها المعالم للحاضر وهنا يبرز الفخار المزجج بالألوان الزاهية التيالآسرة للأبصار بتألقها الدافئ تحت أشعة الشمس.
وهذه المدينة هي مركز حيوي للحرف اليدوية، حيث يعيش كل بيت ثالث فيها على صناعة الفخار، ليعمل مئات الحرفيين في إبقاء هذه الحرفة حية، رغم التغيرات التاريخية. ورغم التحديات لمتعاقبة وفق الظروف السياسية وغيرها إلا أن أهلها واصلوا تطوير هذه الصناعة، لتزدهر كحرفة تعكس روح المدينة، وتجعل منها وجهة ساحرة لعشاق الفنون والتاريخ.
ريشتان ليست مجرد مكان، بل هي متحف مفتوح يسرد قصة قرون من الحضارات، تتجلى في مقبرة "سوهيبي هيدويا" ومسجد "خوجا إيلغور" العريق الذي ينضح بجمال معماري أصيل في هذا المسجد الهادئ، وبين أعمدته المنحوتة ومحرابه المزخرف، يقف الزائر متأملاً في سكون ليشعر بأنفاس الماضي، ويدرك أن ريشتان ليست مجرد مدينة، بل هي روح آسيا الوسطى النابضة بالفن والتراث
والحديث عن ريشتان وحدها ليس كافيا ففي مناطق مختلفة في فرغانة تجد المصانع منتشرة ومنها صناعة الحرير والاطلس والجبس وغيرها من الصناعات علاوة على ذلك فقد تطورت الصناعات في فرغانة لتصبح اليوم مركزا تجاريا مهما في شرق أوزباكستان وقد فتحت أبواب الاستثمار على مصراعيه حيث اولت الحكومة الاوزبكية لهذا الجانب إهتماما كبيرا وعملت تسهيلات استثمارية كبيرة أبرزها الاعفاءات الضريبية وغيرها من التسهيلات الجاذبة للاستثمار .