هل يجوز الدعاء بقول "رب إن ابتليتني فاجعلني صابرا وإن أنعمت علي فاجعلني شاكرا"
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن المسلم عليه أن يعزم المسألة في الدعاء بالخير، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة فإنه لا مكره له)، صحيح البخاري كتاب الدعوات باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له، هكذا أجاب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عن سؤال ورد اليه مضمونة: هل يجوز أن يدعو المسلم بهذا الدعاء ( رب إن ابليتني فاجعلني صابرا .
وإن أنعمت علي فاجعلني شاكرا)؟.
وأشار الى أن سؤال الإبتلاء فقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بل وحث على سؤال العافية، فعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ [ أي أجهده المرض حتى صار ضعيفا مثل ولد الطير] فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هل كنت تدعو بشيء ؟ أو تسأله شيئا؟ قال نعم كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سبحان الله لا تطيقه - أو لا تستطيعه - أفلا قلت اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) قال: فدعا الله له فشفاه .صحيح مسلم كتاب الذكر والدعاء والتوبة باب كراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا رقم 7011.
ويتضح من ذلك أن السنة سؤال العافية، ونختم بهذا الحديث، ورد عند الإمام أحمد في حديث طويل عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( سلو الله المعافاة أو العافية ، فلم يؤت أحد قط بعد اليقين أفضل من العافية أو المعافاة).
هتنام على طول.. ردد 4 آيات من هذه السورة كل ليلة ظاهرة في مكة تنذر باقتراب يوم القيامة.. ما القصة؟ علي جمعة: الدعاء بقول اللهم عاملني بعدلك لا برحمتك جهالة وتكبرفى سياق أخر .. قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء: إن ربنا سبحانه وتعالى وَضَّحَ وَبيَّن وحَدَّدَ ملامح الحلال وملامح الحرام، ثم جعل الحسنة بعشرة، وجعل السيئة بواحدة، ثم جعل هناك مقارنة بين الحسنات والسيئات، وجعل الحسنات يذهبن السيئات، ثم فتح باب التوبة، وباب الاستغفار، وبهذه الهيئة لا يتم الظلم.
كما أنه سبحانه وتعالى يتصرف في ملكه، ولكن برحمته أيضًا وليس بمحض عدله، ومن الجهالة عند بعض الناس أن يقول: "اللهم عاملني بعدلك لا برحمتك". هذا جاهلٌ بالله وجاهلٌ بنفسه، هذا نوعٌ من أنواع الكبر والتكبر.
يعني: واثق في نفسه تمامًا أنه لم يفعل شيئًا، وهو بفعله هذا بالتكبر، يقول فيه النبي ﷺ: «لا يدخل الجنة مَنْ كان في قلبه مثقال حبةٍ من خردلٍ من كبر». فالكبرياء لله وحده؛ لأن هو الذي يستحق الكبرياء، «العظمة إزاري، والكبرياء ردائي». يعني: هذا أمر مختصٌّ بالله سبحانه وتعالى فهو الكبير المتعال، ينازع أحدنا وهو لا يعرف حتى حجمه المادي، حجمه الحياتي، أنه متر وتمانين مثلًا، ووزنه: مائة كيلو، ولا يعرف أن هذه المائة هى كالهباءة في مهب الريح، بالنسبة إلى الأرض التي هى كالهباءة في مهب الريح، بالنسبة للسماء الأولى التي هى حلقة في فلاة بالنسبة للسماء الثانية، فالإنسان إذا تصور حجم الكون، عرف مقدار نفسه حيويًّا، عرف مقدار نفسه وأنه ليس بشيء إِلَّا بالله، وأنه هو في عالم الحيوان -مثلا- الأضعف، يأكله الأسد.
ولكن الإنسان أصبح مُكَرَّمًا مُشَرَّفًا، وأسجد اللهُ ملائكته له؛ تكريمًا له: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}. فأنا مُكَرَّم بالله وليس بحجمي ولا بقوتي ولا بفعلي ولا بعملي ولا بنفسي، فليتقِ أحدنا الله في نفسه، ولا يَقُلْ مثل هذه المجازفات والمخاطرات.
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. هذا كلام مَنْ في قلبه الشك والريب على مر العصور، لو جلست مع أولئك الذين غفلوا عن ذكر الله، وتوغلوا في الدنيا، فإنه في النهاية ستراهم على هذه الحال لا يعرف كيف يتكلم، لا يعرف كيف يعيش.
جلسنا مع كثير من الناس مع الأطباء والعلماء، ووجدناهم إذا ما أدركتهم الغفلة يقولون هذا، يعيشون الحياة الدنيا، ويظنون أنهم أصبحوا قادرين عليها، وأنهم يعلمون ما لا يعلمه البشر، وأنهم لابد أن يكونوا دائمًا في الصدارة، فيكلفون أنفسهم ما لا يطيقون، فيكفرون بالله {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} يعني: من آلاف السنين وأنتم تقولوا لنا: القيامة ستقوم ولا تقوم فلنترك هذا الكلام ، وننتبه لمصالحنا. هذا الشعور هو نوعٌ من أنواع الكفران.
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا}. سيدنا ﷺ يخرج نفسه دائمًا من المنظومة أمره ربه هكذا، أنا لا أعرف شيء ، وليس لي تدخل بشيء ، أنا لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًّا، ولا ضرًّا ولا نفعًا ؛ الله تعالى هو الذي يوقع الضرّ، فهو الضار وهو النافع وهو على كل شيء قدير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رسول الله صلى الله علیه وسلم فی الدنیا لا یعرف
إقرأ أيضاً:
أدعية تريح القلب وتفتح الطريق لتحقيق الأمنيات
أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن الدعاء هو الملجأ الذي يجد فيه العبد راحة قلبه وثقته بأن الله قريبٌ منه يسمع دعاءه ويستجيب له، مشيرة إلى أن أبواب السماء مفتوحة دائمًا لمن يرفع يديه إلى الله بصدق وإخلاص.
الدعاء عبادة وأماناستدلت دار الإفتاء بقول الله تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" (غافر: 60)، لتؤكد أن الدعاء ليس مجرد طلب، بل عبادة عظيمة تجعل الإنسان قريبًا من ربه. وأوضحت أن الدعاء يجلب الطمأنينة للقلوب ويزيل الهموم، فهو وسيلة للتقرب إلى الله واستجلاب رحمته.
أدعية من الكتاب والسنةوقدمت دار الإفتاء مجموعة من الأدعية المباركة التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، داعيةً المسلمين إلى الالتزام بها واليقين في استجابة الله:
من القرآن الكريم:"رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ" (آل عمران: 8).
"رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (البقرة: 201).
"رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي" (طه: 25-26).
من السنة النبوية:
"اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، وأسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي."
"اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك."
"اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر."
ثقة بلا حدود
وأشارت الدار إلى أهمية الدعاء في تحقيق الأمنيات وإزالة الكربات، مؤكدة أن المؤمن الذي يدعو الله بثقة في استجابته يفتح لنفسه أبواب الخير والرحمة. وأضافت: "لا تتردد في اللجوء إلى الله، فهو الكريم الذي لا يُغلق بابه أمام عباده، بل يستقبلهم برحمته وكرمه."
دعوة إلى التفاؤل
واختتمت دار الإفتاء رسالتها بالتأكيد على أن الدعاء هو نافذة الأمل لكل من يعاني ويحتاج إلى مساعدة، داعية الجميع إلى استغلال هذه العبادة العظيمة في كل وقت، واليقين بأن الله قريب مجيب الدعاء.