انطلاق ملتقى السمالية الربيعي لنادي تراث الامارات
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
أبوظبي - وام
انطلقت أمس «الاثنين» فعاليات ملتقى السمالية الربيعي 2023، الذي ينظمه نادي تراث الامارات بالتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، في جزيرة السمالية والمراكز الشبابية والنسائية التابعة للنادي، وبمشاركة الطلاب المنتسبين للنادي وإشراف المستشارين والمدربين التراثيين المتخصصين.
ويهدف الملتقى الذي يستمر حتى 29 ديسمبر الجاري ويعدّ من أقدم الملتقيات على مستوى المنطقة، إلى إكساب الطلاب المشاركين المهارات والمعارف وتنمية مواهبهم وصقلها، وممارسة تراث الآباء والأجداد، في أجواء منطلقة مفتوحة، يقضون فيها إجازتهم المدرسية بكل ما هو ممتع ومفيد وهادف، وذلك من خلال مجموعة نشاطات تراثية وثقافية وفنية ورياضية وترفيهية.
واستقبلت جزيرة السمالية في اليوم الأول للملتقى طلاب المراكز الشبابية في كل من أبوظبي، والسمحة، والوثبة، وقام الطلاب بجولات للتعرف على الجزيرة التي تعدّ واحدة من أهم المحميات البيئية والتراثية، بطبيعتها الخلابة وما تضمه من أنواع الطيور والحيوانات المختلفة، كما مارس الطلاب أنشطة ركوب الخيل والإبل، وقاموا بجولة حول الجزيرة بالسفينة التراثية للتعرف على جانب من البيئة البحرية.
وحضر الطلاب ورشة عن السنع الإماراتي تعرفوا خلالها على قواعد وسلوكيات التواجد في المجالس، التي تشمل كيفية استقبال الضيف وحسن الترحيب به، وآداب السلام والحديث، وقواعد الضيافة وعادات وتقاليد تقديم القهوة.
وضمن فعاليات الملتقى نظمت المراكز النسائية التابعة للنادي ( أبوظبي، العين، السمحة) أمس في مقارها عدة ورش تراثية عن الحرف اليدوية النسائية، بهدف المحافطة على الهوية الوطنية وزرع حب التراث في نفوس الأجيال، حيث نظم مركز أبوظبي النسائي ورشا عن حرف السدو والتلي والخوص، بالإضافة لورشة رسم الثوب العربي، وورشة إعداد القهوة العربية وطريقة تقديمها.
ومن جانب آخر قدم مركز السمحة النسائي للطالبات ورشا عن حرفة التلي وهي من أعرق فنون الحرف ومن أهم الحرف اليدوية لدى المرأة الإمارات، وورشة الغزل، وورشة تزيين المجسمات التراثية، كما قامت الطالبات بأنشطة الرسم والتلوين والألعاب الشعبية.
وفي مركز العين النسائي تنوعت الفعاليات ما بين الورش التراثية والثقافية، حيث قامت المدربات التراثيات التابعات للمركز بتعريف الطالبات بأركان المركز، والمعرض التراثي للتعرف على الأزياء الشعبية الإماراتية، والأعشاب وفوائدها وأهميتها في حياتنا، بالإضافة لتقديم عدد من الورش عن الحرف اليدوية كالتلي والخوص، وورشة تلوين الأشكال التراثية.
ويستمر الملتقى بتقديم باقة متنوعة من الفعاليات والأنشطة للطلاب والطالبات في جزيرة السمالية ومنها الورش البحرية للتعرف على تراث الغوص والصيد والبحر والبحارة، وزيارة ممشى القرم البيئي بالجزيرة الذي يبلغ طوله حوالي 900 متر للتعرف عن قرب على بيئة أشجار القرم، وزيارة بيت علي بن حسن (بيت البحر) وما يحتويه من أركان تراثية مميزة، كما تستمر المراكز التابعة للنادي في تقديم الورش التراثية والأنشطة التعليمية والترفيهية في مقارها للطلاب المشاركين.
يذكر أن الاسبوع الماضي، قد شهد عمليات تسجيل الطلاب والطالبات بجميع المراكز النسائية والشبابية التابعة للنادي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات نادي تراث الإمارات الإمارات للتعرف على
إقرأ أيضاً:
التسامح في رمضان.. تراث أصيل عند اليمنيين
يعتبر شهر رمضان المبارك شهر الصفح والعفو وبالتسامح يتحقق السلام الداخلي والمجتمعي وعلى مر الزمان ارتبط شهر رمضان المبارك بالتسامح والتعايش بين أبناء المجتمع بمختلف توجهاتهم
تقرير /زهور عبدالله
التسامح في العرف القبلي
في بلد قبلي مثل بلادنا ما كان ليستقر أو يشهد نشوء حضارات إنسانية ذائعة الصيت عبر تاريخه العريق ما لم يكن أبناؤه يؤمنون بمبدأ التسامح والتعايش ويُعلون من شأن هذا المبدأ الإنساني العظيم في حياتهم وشئونهم العامة والخاصة
لقد ارتبط التسامح بشهر رمضان المبارك حيث لا يحل هذا الشهر الكريم في كثير من القرى إلا وقد تسامح الخصوم وكانت اليمن ولاتزال إلى يومنا هذا من أكثر الدول العربية من حيث نفوذ القبيلة التقليدي ويقدَر باحثون ومهتمون نسبة اليمنيين الذين ينتمون مباشرة لإحدى القبائل بأكثر من 85 % من إجمالي عدد السكان فيما يشير الباحثون الاجتماعيون إلى أن أعداد القبائل اليمنية تبلغ نحو خمسمائة قبيلة ومنها ينحدر معظم أبناء البلاد وكلهم يحتكمون لأعراف وتقاليد القبيلة وطقوسها الخاصة والتي تنطوي في معظمها على قيم العفو والتسامح والتسامي فوق الجراحات والآلام.
وللقبيلة اليمنية وأعرافها الأصيلة حيث يجعلون من شهر رمضان شهرا للتسامح والعفو والتي تعد بمثابة القوانين غير المكتوبة حضورا واسعا في الوقت الراهن كما كان في الماضي البعيد على صعيد إرساء السلام وتعزيز الأمن والسكينة العامة بين القبائل وأفرادها والتغلب على كثير من التحديات والصعوبات الناجمة عن الصراعات والثارات وغير ذلك من الظواهر الاجتماعية السلبية التي عادة ما تكون من أعظم العوائق والعقبات أمام استقرار وتقدم الأمم والشعوب.
وظل ذلك الحضور الإيجابي بالتسامح في شهر رمضان -كما يقول الدكتور محمد السعيدي أخصائي علم النفس التربوي- موجودا ومازال في كل المناطق.
ويضيف الدكتور السعيدي بأن التسامح والعفو قبل شهر رمضان في العرف القبلي ظل على الدوام الرديف والداعم الفعلي للاستقرار على صعيد إصلاح ذات البين وإنهاء الخلافات بين أبناء المجتمع وصيام شهر رمضان ببدن خال من الأحقاد.
ويلجأ معظم اليمنيين إلى العرف القبلي وأحكامه السريعة والحاسمة لحل خلافاتهم وخصوماتهم نظرا لما يوفره هذا القانون غير المكتوب من معالجات عاجلة ومرضية لكل الأطراف مع تغليب قاعدة التسامح وجبر الضرر ونزع البغضاء وتصفية القلوب قبل الصيام
هذه الأعراف القبلية لا يقتصر وجودها وسريان مفعولها على أبناء القبائل وشيوخ العشائر وإنما تمثل ثقافة مجتمعية واسعة، ويقول الشيخ/ حميد الضاوي -وهو احد مشايخ منطقة الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء- إن أي مسؤول في القضاء أو الأمن لا يمكن أن يباشر النظر في أي قضية خصومة إلا بعد أن يعرض على المتخاصمين الصلح والاحتكام إلى العرف القبلي كونه اكثر نجاعة في الحسم والفصل وهذا العرض بمثابة النصيحة الثمينة للفرقاء لتوفير كثير من الجهد والمال، ويشير الشيخ الضاوي إلى أن غالبية قضايا الخصومات يتم حلها قبليا بعد وصولها مباشرة إلى الأقسام والمحاكم بسبب ما يحققه العرف القبلي من حلول وسطية تعلو فيها قيم ومبادئ التسامح الإنساني وذلك بقناعة وتراض من قبل جميع الأطراف وعادة لا يحل شهر رمضان إلا وقد انتهت العديد من القضايا.
الضرورة الغائبة
وعلى كل مناحي الحياة العامة والخاصة يجب أن يكون التسامح هو المبدأ الإنساني الذي نستقبل به شهر رمضان المبارك وجعل هذا الشهر الكريم تذكيرا للتسامح وجعله واقعا معاشا في حياة الناس ليعم السلام والاستقرار كل ربوع البلاد التي عُرفت على مدى العصور بأنها بلاد العربية السعيدة
ويؤكد المختصون الاجتماعيون أن اليمن في الوقت الحالي في حاجة ماسة وأكثر من أي وقت مضى إلى التمسك بثقافة التسامح في جميع المجالات وبالتالي توحيد الجهود للعمل في سبيل نشر وإشاعة ثقافة التسامح مشيرين إلى أنه لا يمكن فهم ثقافة التسامح بمعزل عن إطار الحياة العامة والمجتمعية والفكرية باعتبار أن التسامح يؤدي إلى السلام وإنهاء النزاع والخلاف بين الناس وإزالة البغضاء وليكون الجميع يدا واحدة في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن الذي يتطلب تكاتف جهود جميع أبناء اليمن الشرفاء.