نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقال رأي للكاتب شادي حميد قال فيه إن الجمهوريين يهتمون بحرية التعبير إلا عندما يتعلق الأمر بـ"إسرائيل".

وأضاف أن "ثقافة الإلغاء عادت، وما يختلف هذه المرة أن اليسار هو المستهدف، ويعمل المسؤولون الجمهوريون والمعلقون اليمينيون المتطرف وقتا إضافيا لتجريم ومعاقبة الخطاب المؤيد لفلسطين الذي يختلفون معه ويتهمون بطريقة عشوائية أي شخص لا يدعم بشكل كاف الحرب الإسرائيلية على غزة بمعاداة السامية.



وبهذا المعنى الواسع للكلمة، فأي شيء بسيط وأخلاقي مثل دعم الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، هو محل اتهام".

وعندما بدأ النزاع الحالي، يقول حميد: "كان هناك، غضب مفهوم بشأن عدم استعداد المناصرين لفلسطين شجب عمليات حماس ، حيث أصدرت عدة جميعات طلابية بيانات "تثير الاشمئزاز" وتبرر لحماس وتحمل إسرائيل مسؤولية القتل، على حد وصفه.

وقد تم استخدام هذه الحوادث ولا تزال تستخدم، لنزع الشرعية عن المشاعر المؤيدة لفلسطين" كما تقدم الجمهوريون بفيض من القرارات والتصريحات العامة والتي خلطت دعم القضية الفلسطينية بدعم حماس،  بحسب الكاتب 

وفي تشرين الأول/أكتوبر دعم السناتور عن فلوريدا، ماركو روبيو وشركاه، قرارا جمع ما بين كراهية حماس الصريحة لليهود مع ما أسموه "معاداة السامية الخفية التي تتعامل مع إسرائيل بمعايير مختلفة وتفوق أي دولة أخرى".

وتتزايد هذه الجهود، فالسناتور الجمهوري عن اركنساس، توم كوتون دعا قبل فترة لتعليق عمل مسؤولة في سي آي إيه لأنها نشرت صورة للعلم الفلسطيني وقارنه بعلم النازية في الحرب العالمية الثانية.

وفي جلسة استماع مشحونة في الكونغرس الأسبوع الماضي، حققت النائبة الجمهورية عن نيويورك، إليس ستيافينك مع رئيسة جامعة هارفارد كلودين غي بشأن "معاداة السامية" في حرم الجامعة.

وفي جدال انتشر بشكل واسع، هاجمت ستيفانيك استخدام الطلاب كلمة "انتفاضة" وقالت إنها هي دعوة لإبادة اليهود، ولسوء الحظ لم تتحدى غي أساس وفرضية ستيفانيك، فكلمة انتفاضة التي تعني التمرد بالعربية، دخلت الخطاب العام في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، خلال الإنتفاضة الفلسطينية الأولى، والتي شملت على احتجاجات واسعة وإضرابات ومقاطعة اقتصادية ضد الإحتلال الإسرائيلي.

وهناك بعض الإنتفاضات تتميز بالعنف، لكن هذه لم تحتو على وسائل تقتضي العنف. وهذا يقتضي من الناشطين الدعوة للثورة أو المصادقة على الإرهاب لأن كلا من الثورة الفرنسية والروسية اشتملت على الإرهاب.


وما اختفى وراء التبجح الجمهوري هو الجهد بعيد المدى لمعاقبة الخطاب المؤيد لفلسطين، وقانون يبدو غير ضار في الكونغرس من أجل إنشاء لجنة للتحقيق في معاداة السامية بالولايات المتحدة.

ويستخدم التشريع تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست وهو أن معاداة السامية "هي مفهوم معين عن اليهود والذي ربما تم التعبير فيه عن الكراهية تجاه اليهود". ولم يحدد القانون ما يشتمل عليه "مفهوم معين عن اليهود" ويتجاهل ذكر تعريف التحالف الذي يشتمل على أن "استهداف دولة إسرائيل التي ينظر إليها كمجموع اليهود" وتطبيق "معايير مزدوجة" على إسرائيل باعتبارها أمثلة محتملة عن معاداة السامية.

وبناء على هذا المنطق، فسيكون لدى اللجنة سلطات واسعة للتحقيق في أي نقد لإسرائيل ينظر إليه على أنه غير منصف أو صارم للغاية، بما في ذلك دعوات لوقف إطلاق النار أو الإستشهاد بعدم احترام إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في عمليات القصف.

وكما قالت مديرة مؤسسة الشرق الأوسط للسلام، لارا فريدمان والتي ترصد نشاطات التشريع المتعلقة بالنزاع الفلسطيني- "الإسرائيلي": "يريد الحزب الجمهوري أن يفتح وبشكل رسمي مكارثية حديثة حيث يصبح نقد اسرائيل ومظاهر القلق المزيفة عن معاداة السامية كخطافات تستهدف التقدميون الأمريكيون".

ويقول حميد ألا حاجة للتكهن بشأن النوايا، فقد عبر قادة الجمهوريين وبوضوح أن شيئا لا يثير الإعتراض مثل رفع العلم الفلسطيني، أمر غير مقبول. وقال الكاتب إنه تعرض لهجمات كهذه، ووجد السناتور عن تكساس تيد كروز وقتا لكتابة تغريدة من "أنني "أدعم" حماس لقولي إن الجيش الإسرائيلي لا يتحرى الدقة في حملته بغزة".

و "أسلم أن بعض الأصوات المؤيدة لإسرائيل ستجد أن المطالبة بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية او استخدام الكلمات العربية، قد تكون مؤذية، ولكن الأذى يختلف عن كونك معاد للسامية. وأن تخلط الإثنين هو تحويل معاداة السامية لسلاح لأهداف حزبية وأيديولوجية. لأن"معاداة السامية" هي مشكلة نامية، وبحوادث متزايدة في الغرب، والتقليل من معناها هو امر خطير، وهي سبة لحرية التعبير".

وعلى الجميع عدم تجاهل المفارقة، فلطالما صوّر الجمهوريون أنفسهم بأنهم المنافحون عن حرية التعبير وعندما يتعلق الأمر بقضايا الجندر والهوية والعرق. وكان لديهم سبب مشروع لعدم رفع راية ثقافة الإلغاء.

ووجد كل من غريغ لوكيانوف و ريكي شولوت "إلغاء العقل الامريكي" في 2022 أن نسبة 72%من اساتذة الجامعة المحافظين خافوا من أن التعبير عن مواقف غير شعبية وبالتالي خسارة وظائفهم، فيما عبرت نسبة 45% من الليبراليين عن استعدادهم للتمييز ضد المحافظين في الأقسام الجامعية.

كل هذا يثير الحزن من قيام المحافظين اليوم بإلغاء الأشخاص الذين لا يتفقون معهم في داخل وخارج حرم الجامعات. ولكن الحقيقة لا يتم القتال عليها إلا من خلال الأخذ والرد في النقاشات، وربما كانت هذه غير مريحة في بعض الأحيان ومؤذية، نعم، وهذه هي الحياة.

فـ "الأمريكيون مثلي، المشاعر الكارهة للإسلام والتي أمقتها إلا أنها محمية بحرية التعبير، ولا أشجع الطلاب المسلمين للشكوى إلى إداريي الجامعات عندما يسمعوا أمورا مضرة لهويتهم وانتمائهم.

وعليهم تشديد معرفتهم للحوار في نقاشات حرة وخلافية. وهذا ليس علم صواريخ، فهو يحتاج إلى تطبيق مبادئ حرية التعبير والوضوح الأخلاقي والإنسجام. وإذا لم تنج مبادئنا في الموضوعات الصعبة، وبالتأكيد النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني واحد منها، فعندها ما النفع منها؟".

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الفلسطيني حرية التعبير فلسطين الاحتلال الإسرائيلي حرية التعبير صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة معاداة السامیة

إقرأ أيضاً:

إلى أعلى مستوى..ارتفاع حوادث الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا

قفزت حوادث معاداة الإسلام وكراهية المسلمين إلى أعلى مستوى في أكثر من عقد، وفق جمعية خيرية متخصصة.

وقالت منظمة "تل ماما"، إنها سجلت 4971 حادثة كراهية وتمييز ضد المسلمين في العام الماضي منذ هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ضد إسرائيل.
وتابعت أن الحوادث، حتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، أخذت شكل سلوك مسيء بنسبة 63%. وأوضحت أن نحو 27% من هذه الحوادث شملت ما وصفته بتهديد.

Exc - In exclusive figures shared with the Guardian, Tell Mama UK said it recorded 4,971 incidents of anti-Muslim hate between 7 October 2023 and 30 September 2024, the highest total in the past 14 years.https://t.co/SnWqkwuEv4

— Neha Gohil (@nehagohil24) October 4, 2024

ونقلت وكالة الأنباء البريطانية بي ايه ميديا عن المنظمة أن معظم الحوادث، كانت في لندن وفي شمال غرب البلاد، ويوركشاير، وميدلاندز.
وفي المقابل أعلن جمعية خيرية يهودية تسجيل أكثر من 5500 حادثة معاداة السامية في بريطانيا منذ هجمات حماس على إسرائيل، واندلاع الحرب على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • إلى أعلى مستوى..ارتفاع حوادث الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا
  • تعهد بحماية إسرائيل.. بايدن يستبعد الحرب الشاملة وأنباء عن هجوم إسرائيلي وشيك على إيران
  • الرئيس الفلسطيني: تدمير 90% من مرافق غزة في العدوان الإسرائيلي
  • عن حرية الكلمة و الدفاع عن صوت أحمد حسن الزعبي وحق التعبير في الأردن
  • ماسك: الحزب الديمقراطي يريد حرمان الأمريكيين من حرية التعبير
  • شاهد بالفيديو| عندما تمطر السماء صواريخ.. هل يردع الهجوم الإيراني “إسرائيل”
  • حرب مأساوية.. ودموع مُنهمرة
  • بعد التوغل الإسرائيلي..ميقاتي يكلف قائد الجيش بحماية البلاد
  • لقاء رئيس الوزراء بالمفكرين.. بدراوي: يجب زيادة سعة صدر الإعلام في حرية التعبير
  • فائق زيدان ومؤيد اللامي يبحثان تعزيز ثقافة حرية التعبير عن الرأي