فايننشال تايمز: إسرائيل وفلسطين وسراب حل الدولتين
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
قالت صحيفة فايننشال تايمز إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل عدوان لدودان ولكنهما متفقتان على بعض الأشياء، فلا حكومة تل أبيب أو الحركة لديها أي مصلحة حقيقية في "حل الدولتين"، كما لا يريد أي منهما وقف القتال في غزة رغم الدمار، كما يزعم الكاتب.
ومع ذلك -يقول جدعون راشمان في مقاله بالصحيفة- سوف يتوقف القتال في مرحلة ما، وفي اليوم التالي يواجه العالم سلسلة من الأسئلة الملحة، من سيعيد بناء المنطقة ومن سيحكمها وكيف سيتم إمدادها؟.
ومع أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تقبل بأن تعيد إسرائيل احتلال قطاع غزة، فإن العلاقات بين إسرائيل والأمم المتحدة قد انهارت وبالتالي من المفهوم أن تكون الأمم المتحدة حذرة من توسيع مسؤولياتها في غزة، يضيف المقال.
وفي ظل الافتقار إلى بديل أفضل، وفق الكاتب الذي يضيف بأن الولايات المتحدة تعمل على إعادة السلطة الفلسطينية، المسؤولة "اسميا" عن أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، إلى إدارة غزة مرة أخرى، رغم أنها "ضعيفة وفاسدة ولا تتمتع إلا بقدر ضئيل من المصداقية، وذلك ما تتفق عليه إسرائيل وحماس أيضا"، بحسب تعبيره.
أما بالنسبة للأموال –يقول جدعون راشمان- فقد سمعت مسؤولين كبارا في الاتحاد الأوروبي يقولون بشكل لا لبس فيه إن أوروبا لن تدفع تكاليف إعادة إعمار غزة، وفي نفس الوقت يبدو أن الكونغرس الأميركي بدأ ينقلب على كافة أشكال المساعدات الخارجية.
اتفاق سياسي طويل الأمد
لذا قد لا تكون هناك طريقة للتعامل مع الكارثة في غزة دون التوصل إلى اتفاق على حل سياسي طويل الأمد، مثل حل الدولتين.
ولكن شروط حل الدولتين اليوم أسوأ بكثير مما كانت عليه عام 1991 عندما كان هناك أقل من 100 ألف مستوطن في الضفة الغربية مقابل أكثر من 500 ألف اليوم، وعندما كان "معسكر السلام" مزدهرا على الجانبين، بدل أن يكون دعاة الحوار من الإسرائيليين يتحدثون عن "محو غزة"، فما بالك بالفلسطينيين بعد استشهاد أكثر من 18 ألفا منهم.
غير أن حكومة إسرائيل -كما يرى الكاتب- لم تقم بوضع أي نوع من الرؤية الجديدة طويلة المدى للمسألة الإسرائيلية الفلسطينية منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ربما بسبب التركيز على تدمير حماس، وربما لأن خطة الحكومة تتضمن إجبار سكان غزة على النزوح إلى مصر، وذلك ما رفضته إدارة بايدن ومصر مرارا وتكرارا.
وخلص الكاتب إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ربما يأمل أن تفتح فرص جديدة، عندما يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في حال فوزه بانتخابات الرئاسة المقبلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حل الدولتین
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل بعثات الإغاثة في غزة
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلة مسؤول أممي لـ«الاتحاد»: 50% من نظام الرعاية الصحية في سوريا خارج الخدمة ليبيا.. اجتماعات مرتقبة بين «النواب» و«الدولة» لحل الأزمة السياسيةأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» بأن السلطات الإسرائيلية تواصل رفض وإعاقة غالبية بعثات المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة.
فمن بين 12 طلباً للأمم المتحدة لتنسيق التحركات الإنسانية، الأربعاء، تم رفض 6 طلبات بشكل قاطع، وتم إلغاء ثلاثة من قبل المنظمين بسبب التحديات الأمنية أو اللوجستية، فيما تمت الموافقة على طلب واحد لكنه واجه عوائق، وتم تسهيل وإنجاز اثنين آخرين.
وقالت «الأوتشا» إنه تم رفض محاولتين للوصول إلى الأجزاء المحاصرة من محافظة شمال غزة.
وعلى الرغم من القيود المفروضة على الوصول وانعدام الأمن، تعمل منظمات الإغاثة بجد لمساعدة الأكثر ضعفاً، مع استمرار تدهور الوضع الإنساني في غزة.
وفي بيان صدر أمس الأول، أشارت الأمم المتحدة إلى أن معظم أسر القطاع لا تستطيع تحمل تكلفة المواد الغذائية الأساسية الباهظة، حيث يتراوح سعر كيس دقيق القمح الذي يزن 25 كيلوغراماً بين ما يعادل 160 و190 دولاراً.
وقالت إن الشركاء الإنسانيين العاملين على معالجة الجوع في غزة يقدرون أنه اعتباراً من منتصف ديسمبر، هناك حاجة إلى 10 آلاف طن متري من دقيق القمح لتوزيع كيس واحد من الدقيق على جميع الأسر في دير البلح وخان يونس ورفح. ومن دون ذلك، فإن انعدام الأمن الغذائي في المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع سوف يتفاقم.
وفي الوقت نفسه، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إنه لا يزال يتلقى تقارير يومية عن مقتل وإصابة المدنيين في جميع أنحاء غزة بسبب الأعمال العدائية المستمرة، والتي تتسبب أيضاً في دمار واسع النطاق وتؤدي إلى النزوح.
وأكدت الوكالة الأممية مجدداً ضرورة حماية وتجنب استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات.
وفي سايق متصل، أعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس، أن الجوع منتشر في غزة وأنهم لم يتمكنوا من تأمين أكثر من ثلث الغذاء الذي يحتاجونه لدعم الفلسطينيين بالقطاع، جراء الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين منذ نحو 15 شهراً.
وفي منشور عبر منصة «إكس»، ذكر البرنامج الأممي أن «الجوع منتشر بأنحاء غزة، ولم تتمكن فرقنا من تأمين سوى ثلث الغذاء الذي نحتاجه لدعم الفلسطينيين بالقطاع».
وجدد البرنامج دعوته إلى «توفير وصول آمن ومستدام للمساعدات، واستعادة النظام».
وشدد على أن وقف إطلاق النار أصبح ضرورياً أكثر من أي وقت مضى.
واستفحلت المجاعة في معظم مناطق قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي المطبق، لا سيما في محافظة الشمال.
وفي 5 أكتوبر الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة تحت وطأة قصف متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وفي سياق متصل، قال المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» إدوارد بيجبيدر، إن التهديدات القاتلة لحياة الأطفال في قطاع غزة «لا تبدو لها نهاية في الأفق».
وأضاف، في بيان، أنه على مدى الأيام الثلاثة الماضية، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 11 طفلاً في هجمات، والآن نشهد أيضاً وفاة أطفال بسبب البرد القارس وعدم وجود المأوى المناسب.