شبكة انباء العراق:
2024-09-09@13:01:50 GMT

مشروع نيمبوس للتجسس على الفلسطينيين

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

مشروع خبيث تبنته شركتا جوجل وأمازون منذ عام 2021 لكن نشاطاته توسعت وتعمقت وعاد إلى المواجهة الآن مع تصاعد وتيرة الحرب المعلنة على غزة. .
جاءت ولادة المشروع في بداية الأمر على شكل عقود أبرمتها جوجل وأمازون مع وزارة الدفاع الأمريكية، وهيئة الهجرة والجمارك (Ice)، وإدارات الشرطة الفيدرالية في الولايات المتحدة.

وتضمن المشروع إبرام عقود ثانوية مع إسرائيل بقيمة 1.2 مليار دولار لتزويدها بمعلومات وتقنيات خطيرة عن العرب بشكل عام والفلسطينيين على وجه الخصوص، فحصلت على 3 مراكز للبيانات يستهلك كل منها 16 ميغاواط من الكهرباء. وحصلت على تقنيات التعرف على أصوات الناشطين الفلسطينيين ووجوههم، وإمكانية التقاط الصور ثم مطابقتها مع قواعد البيانات الاستخبارية لتسهيل عمليات التتبع والملاحقة عن طريق الوجوه، بما في ذلك التعلم التلقائي للمراكز نفسها. فتسبب المشروع في مقتل ما يقرب من 250 فلسطينيا في عام 2021 وحده. أما الآن فلا توجد لدينا احصائية دقيقة لقوافل المعتقلين الذين ساقتهم إسرائيل إلى السجون والمعتقلات. .
وهذا يعني إن مشروع (Nimbus) جعل الإدارة الإسرائيلية أكثر ضراوة وفتكاً بالفلسطينيين، وفتح لها المزيد من النوافذ والمراصد الخفية لمراقبتهم وجمع البيانات غير القانونية عنهم من دون أن يعلموا. .
الأمر الذي دفع العاملون في الشركتين إلى تقديم لائحة احتجاجية. قالوا فيها: (نحن نؤمن بأن التكنولوجيا التي نبنيها يجب أن توفر الخدمات للناس، وترتقي بهم في كل مكان ولكل المستخدمين. ولما كنا مكلفين بالحفاظ على استمرارية العمل الآمن، فإننا ملزمون أخلاقياً بإعلان احتجاجنا ضد انتهاكات القيم الإنسانية. ولهذا السبب، نحن مضطرون إلى دعوة قادة أمازون وجوجل إلى الانسحاب من مشروع نيمبوس، وفسخ العقود المبرمة مع الجيش الإسرائيلي). وقد تفجرت الاحتجاجات قبل بضعة اشهر في مؤتمر Google Cloud المنعقد في سان فرانسيسكو، حيث عبّر المنتقدون عن شجبهم للعقود التجسسية المبرمة مع الجيش الإسرائيلي، وطالبوا بتكثيف الضغوط على قادة الشركتين، ومنعهم من كشف اسرار المستخدمين. . ووعلى هذا السياق تجمع مئات المتظاهرين في مكان انعقاد مؤتمر Google Cloud Next السنوي. ورفعوا لافتات كبيرة كتبوا عليها: (مشروع جوجل نيمبوس يغذي الفصل العنصري الإسرائيلي). .
الغريب بالأمر ان المتحدث باسم Google Cloud قال لمجلة Wired في سبتمبر 2022: (إن الشركة تدعم بفخر الحكومة الإسرائيلية، وقال أيصاً: إن النقاد أساءوا تمثيل مشروع Nimbus. وأن العقد سيوفر للجيش الإسرائيلي إمكانية الوصول إلى بيانات المعارضين). .
وبالتالي فان الفلسطينيين الذين يستخدمون شبكة جوجل اصبحوا خاضعين من حيث لا يعلمون لمراقبة إسرائيلية مشددة، وان شبكة جوجل هي التي تتجسس عليهم لصالح إسرائيل. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

مشروع طريق التنمية التركي.. تغيير جيوسياسي في طور التكوين

في أغسطس الماضي، استضافت تركيا قمّة إسطنبول لمناقشة الخطوات القادمة في مشروع طريق التنمية الإقليمي والعقبات التي من الممكن أن تعيق تقدّم هذا المشروع. جمعت القمّة ممثلين عن الأطراف الرئيسية في المشروع وهي تركيا، والعراق، وقطر، والإمارات ممّن أبدوا التزامهم بما يترتب عليهم من خطوات للمضي قدماً. ويُعتبر مشروع طريق التنمية بمثابة شبكة من مشاريع البينية التحتيّة والمواصلات لاسيما الطريق السريع وخط سكّة الحديد وخط النقل البحري، ويهدف إلى ربط آسيا ومنطقة الخليج العربي بتركيا وأوروبا، وذلك عبر ميناء الفاو العراقي قيد التطوير والخط البري العراقي ـ التركي.

وعلى الرغم من أنّ المشروع يبدو ذو طبيعة اقتصادية بحتة، إلا أنّ تأثيراته ذات طابع سياسي ودبلوماسي ومالي وأمني واجتماعي أيضاً. يوفّر المشروع طريق تجارة أقصر وأكثر كفاءة من المشاريع الأخرى. حجم المبادرة وتكلفتها والآثار المترتبة عنها يجعلها من المشاريع الطموحة التي تحظى بالقدرة على إعادة تعريف الديناميات الإقليمية، نظراً لقدرتها على ربط هذه المناطق بفعالية وبشكل يضع العراق وتركيا في قلب شبكة اللوجستيات العالمية. ومع ذلك، فإن تحقيقها يتطلب التزامات بعيدة المدى والقدرة على مواجهة التحديات والمصاعب التي ستواجهها وذلك لضمان نجاحها.

مشروع التنمية التركي سيكون بإمكانه تقصير الوقت والتكلفة بحوالي 10 أيام مقارنة بالطريق الأقصر حاليا وهو طريق قناة السويس. كما من المتوقع أن يقلل التكلفة ويزيد من كفاءة التجارة ممّا من شأنه أن يخلق فرصًا جديدة للشركات للمشاركة في التجارة عبر الحدود.ومن المتوقع أن يحقق المشروع حال إنجازه الكثير من الفوائد والامتيازات للدول المنخرطة فيه، كما من المتوقع أن يترك تأثيره على المنطقة برمتها وعلى المناطق الواقعة خارج نطاقها لاسيما لناحية مضاعفة حجم التبادل التجاري، وتجارة الترانزيت، وتدفق الاستثمارات، والسلع، وازدياد مشاريع البنى التحتية والخدمية. كما من المتوقع أن يحقق المشروع الازدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي والانفتاح الاجتماعي على دول المنطق.

تمّر السفن التجارية التي تريد أن تنقل البضائع من الخليج إلى أوروبا عبر قناة السويس التي تعتبر بمثابة الطريق الأقصر مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح. لكن مشروع التنمية التركي سيكون بإمكانه تقصير الوقت والتكلفة بحوالي 10 أيام مقارنة بالطريق الأقصر حاليا وهو طريق قناة السويس. كما من المتوقع أن يقلل التكلفة ويزيد من كفاءة التجارة ممّا من شأنه أن يخلق فرصًا جديدة للشركات للمشاركة في التجارة عبر الحدود.

بالنسبة للعراق، يعد المشروع بإنعاش الاقتصاد المدمر بسبب الحرب، من خلال تحويل العراق إلى شبكة مواصلات ومركز عبور رئيسي بحيث يؤمّن له ذلك أيضا جذب المزيد من الاستثمارات لاسيما في مجالات تطوير البنية التحتية والطاقة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر المشروع للعراق فرصة لتنويع اقتصاده بعيدًا عن الاعتماد على النفط، مما يخلق مصادر دخل جديدة وفرص عمل وهو الأمر الذي تطمح الدول الخليجية المشاركة فيه أن تحصل عليه أيضاً إلى جانب مضاعفة حجم التبادل الاقتصادي. وبالمثل، ستستفيد تركيا من موقعها الاستراتيجي كبوابة إلى أوروبا. يمكن أن يعزز المشروع أيضًا دور تركيا كقوة اقتصادية إقليمية، مما يعزز نفوذها في كل من الشرق الأوسط وأوروبا.

بعيدًا عن الفوائد الاقتصادية، من المتوقع أن يلعب المشروع دورًا جيوسياسيًا مهمًا نظراً لكونه يتمتع بالقدرة على تعزيز التكامل الإقليمي، وربط الاقتصادات والشعوب من خلال بنية تحتية مشتركة. من خلال القيام بذلك، يمكن أن يساعد في استقرار المنطقة من خلال تشجيع التعاون بدلاً من المنافسة. مع تعزيز العراق وتركيا روابطهما من خلال هذا المشروع، قد تتبع دول مجاورة أخرى نفس النهج، مما يؤدي إلى تعاون أوسع يمكن أن يقلل من التوترات في منطقة تاريخية مضطربة.

واحدة من الآثار الجيوسياسية الرئيسية للمشروع هي قدرته على العمل كـممر للطاقة. يتمتع الشرق الأوسط باحتياطيات ضخمة من النفط والغاز، يتم تصدير الكثير منها إلى أوروبا. من خلال توفير طريق بري آمن وفعال لنقل هذه الموارد، يمكن أن يقلل المشروع من اعتماد أوروبا على الطرق البحرية، بما في ذلك قناة السويس المعرضة للخطر. لن يعزز هذا من امن الطاقة لأوروبا فحسب، بل سيمنح العراق وتركيا أيضًا نفوذًا استراتيجيًا في أسواق الطاقة الإقليمية والعالمية.

بالمقارنة مع المشاريع الأخرى الموجودة لاسيما مشروع الهند ـ الخليج ـ أوروبا، فإنّ المشروع التركي يعتبر أكثر واقعية وأقل تكلفة وأكثر فعالية وتوفيرا للوقت والمال والجهد وأكثر فائدة كذلك.على الرغم من العديد من الفوائد، يواجه المشروع تحديات كبيرة يجب معالجتها لضمان نجاحه. واحدة من القضايا الرئيسية هي الأمن. يمر الطريق عبر العراق الذي يعاني منذ فترة طويلة من عدم الاستقرار السياسي، والإرهاب. سيتطلب ضمان سلامة البنية التحتية والسلع المنقولة على طول الممر استثمارات كبيرة في تدابير الأمن، بالإضافة إلى جهود مستمرة لاستقرار المنطقة سياسيًا. بالإضافة إلى المخاوف الأمنية، فإنّ نفوذ إيران الكبير في العراق قد يشكّل عائقاً أمام تنفيذ المشروع خاصة إذا ما رأت إيران انّه لا يصب في صالحها. علاوة على ذلك، فإن الحجم الكبير للبنية التحتية المطلوبة للمشروع بالإضافة الى تأمين التمويل اللازم لها يمثل تحديًا.

لكن بالمقارنة مع المشاريع الأخرى الموجودة لاسيما مشروع الهند ـ الخليج ـ أوروبا، فإنّ المشروع التركي يعتبر أكثر واقعية وأقل تكلفة وأكثر فعالية وتوفيرا للوقت والمال والجهد وأكثر فائدة كذلك. ولهذا السبب، فإنّه إذا ما كتب للمشروع النجاح بالفعل، فإنه قد يغيّر وجه المنطقة بالكامل ويفتح المجال كذلك للمزيد من الدول للإنضمام إليها. لكن قبل ذلك، سيتعيّن على الدول الأعضاء أو توجه التحديات بحزم وأن تتغلب على المصاعب التي من شأنها أن تمنع أو تعرقل قيامه حتى يتحول إلى حقيقة.

مقالات مشابهة

  • سلطان يزور مشروع «مسار» ويطّلع على خدماته ومرافقه ومزاياه
  • حاكم الشارقة يزور مشروع مسار
  • حاكم الشارقة يزور مشروع “مسار”
  • ممارسات جوجل في تكنولوجيا الإعلان تضر بالمنافسة
  • مذكرة تفاهم لتنفيذ مشروع حيوي مع مصر وتشاد
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم قرية في رام الله ويطلق قنابل الصوت تجاه الفلسطينيين
  • إصابة عشرات الفلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة
  • مشروع عائلة ترمب للعملات المشفرة يعد بـ"ضمان هيمنة الدولار الأميركي"
  • مشروع طريق التنمية التركي.. تغيير جيوسياسي في طور التكوين
  • «مقابر الأرقام».. الصندوق الأسود لجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين