نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تقريرًا صباح اليوم قالت فيه إن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار التقى المحتجزين الإسرائيليين في أحد الأنفاق وقد تحدث معهم باللغة العبرية، مؤكدا لهم «أكثر أمنًا هنا» وأنه لن يحدث لهم شيء.

وكانت المحتجزة التي تم الإفراج عنها واحدة ممن احتجزتهم الفصائل الفلسطينية بعد هجوم السابع من أكتوبر على مستوطنات غلاف قطاع غزة، وقد تم الإفراج عنها في إطار عملية تبادل المحتجزين والأسرى التي جرت في إطار هدنة إنسانية استمرت 7 أيام برعاية مصرية – قطرية – أمريكية.

رسالة من «السنوار» للمحتجزين

وروت إحدى المحتجزات الإسرائيليات المفرج عنها أنه في الأيام الأولى للحرب، تم نقلها مع محتجزين آخرين إلى خان يونس في الجزء الجنوبي من قطاع غزة، وبعد حوالي ساعة من السير على الأقدام، دخلوا إلى النفق ثم ساروا لمدة ساعتين تقريبًا حتى وصلوا إلى قاعة كبيرة.

ولفتت إلى أن عناصر حركة حماس كانوا يرافقونهم، ثم دخل «السنوار» وأبدى اهتمامًا بهوياتهم، وبعد أن هدأهم أكد لهم أنه لن يحدث لهم شيء وأنهم آمنون في ذلك المكان، وحدثهم باللغة العبرية قائلًا: «مرحبًا، أنا يحيى السنوار، أنتم أكثر أمانًا هنا، لن يحدث لكم شيء»، لافتة إلى أنه بعد هذه الكلمات القصيرة رحل.

المطلوب الأول للاحتلال الإسرائيلي

ويحيى السنوار هو المطلوب الأول لدى الاحتلال الإسرائيلي، إذ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال في بداية العدوان إن على رأس أهدافه مقتل «السنوار» والقضاء على حركة حماس واسترداد المحتجزين بشكل كامل، لكن أيًا من تلك الأهداف لم يتحقق بعد.

والأسبوع الماضي حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل رئيس حركة حماس في منطقة خان يونس ودخلته، لكنها وجدته فارغًا، وقد ذكرت مصادر إسرائيلية أن «السنوار» كان في شمال قطاع غزة، لكنه فر من هناك مع بداية المعارك متسترًا في قافلة إنسانية كان الجيش الإسرائيلية أطلقها، بحسب زعم تلك المصادر.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السنوار غزة محتجزة إسرائيلية رئيس حماس حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

ماذا تكشف استقالات قادة الجيش الإسرائيلي؟

في تطور لافت يعكس تصاعد التوتر داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أعلن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، استقالته والتي ستدخل حيز التنفيذ في 6 مارس/آذار المقبل، لتصبح الحدث الأبرز بعد أيام قليلة من وقف الحرب في غزة.

استقالة هاليفي ليست الوحيدة، بل تأتي ضمن سلسلة من الاستقالات المتتالية داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية، إذ تبعتها بساعات قليلة استقالة قائد القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، يارون فنكلمان، كما تم الإعلان بعدها عن توقع تقديم كل من قائد سلاح الجو الجنرال تومر بار، وقائد سلاح البحرية الجنرال ديفيد ساعر استقالتيهما، وقبل ذلك كانت استقالة أمير برعام نائب رئيس هيئة الأركان.

وتأتي هذه الاستقالات في ظل تحديات كبرى تواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، واللافت أن ما كان يعتبر في الماضي مسألة داخلية ضمن صراعات محدودة، أصبح اليوم يطرح بشكل واضح ومكشوف، هذا المشهد المتأزم يطرح تساؤلات حول قدرة جيش الاحتلال على استعادة توازنه بعد موجة إخفاقات عصفت به.

اعتراف بالفشل

في اعتراف صريح يعكس عمق التصدع داخل الجيش الإسرائيلي، أقرّ هاليفي وفنكلمان بفشل الجيش في التصدي لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان

هذا الاعتراف، أعاد تسليط الضوء على أكبر الإخفاقات الأمنية التي واجهتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث أكد هاليفي تحمّله المسؤولية الكاملة عن ما وصفها بـ"الانتكاسة"، مشيرًا إلى أن قراره بالاستقالة جاء بعد تقييم شامل للوقائع وتداعياتها.

وقبيل استقالة هاليفي، كانت رسالة الاستقالة التي بعث بها نائبه، أمير برعام، الأسبوع الماضي، قد أثارت موجة من التساؤلات داخل إسرائيل، وأشار خلالها إلى قضايا إستراتيجية وأمنية حساسة تتعلق بمستقبل الجيش.

شكّلت هذه الخطوة تمهيدًا واضحًا لتفاقم الأزمة، التي بلغت ذروتها مع استقالة قادة الجيش، وقد أشار برعام في رسالته إلى ضرورة إجراء تغييرات جذرية في السياسات العسكرية من أجل مواكبة التحديات المستقبلية، وهو ما فسره البعض كتعبير عن عدم توافقه مع القيادة العسكرية المستقيلة.

ويُعتبر ما حدث من استقالات، بمنزلة إشارة قوية لما يجري داخل صفوف القيادة العليا للجيش الإسرائيلي، وفقًا لما أكده.

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، أيمن البراسنة أن هذه الاستقالات نادرة الحدوث في الجيش الإسرائيلي، وهي تعكس حجم الفشل الذي تشهده المؤسسة العسكرية.

يقول البراسنة في حديثه لـ"الجزيرة نت" إن نهاية الحرب في غزة كان لها تأثير كبير على الأوضاع الداخلية في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، مضيفا أن هذه الاستقالات لم تكن مجرد تعبير عن اختلافات في وجهات النظر حول كيفية إدارة الحرب، بل كانت مؤشرا إلى انعدام الاستقرار الداخلي الذي عانت منه القيادة العسكرية على مدار 15 شهرا من الحرب، وهو ما كان يتم إخفاؤه سابقا.

ووفقا لمراقبين فإن الأزمة ليست جديدة، ومن المؤشرات الدالة عليها التوتر الواضح في العلاقة بين برعام وهاليفي بسبب خلافات حول مسار الحرب على غزة، والذي ظهر بوضوح في التسريبات الصحفية السابقة.

إعلان

فقد أشار برعام في رسالة استقالته، إلى أن قدرته على تقديم المساعدة كقائد نائب قد أصبحت محدودة، مما دفعه إلى اتخاذ قراره في الوقت المناسب، حيث كانت شدة الحرب قد تراجعت ولم يكن هناك قتال نشط في لبنان أو سوريا.

ويصف الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد الحكيم القرالة توالي الاستقالات السابقة، وما قد يليها في الأيام القادمة، بأنه تحول دراماتيكي وخطوة غير مسبوقة في التاريخ العسكري الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هجمات حماس مثلت حدثًا أمنيًا كبيرًا لا تزال إسرائيل تدفع ثمنه وتتخبط به حتى الآن.

أمير برعام (وسط) يعد من بين 4 مرشحين بارزين لتولي رئاسة الأركان في الجيش الإسرائيلي (الفرنسية) إعادة هيكلة محتملة

يتفق الخبراء الذين قابلناهم على أن استقالة هاليفي ونائبه، وكل ما قد يليها من استقالات، تشير إلى بداية تغييرات جذرية في هيكلية الجيش الإسرائيلي وقيادته العليا. هذه التغييرات قد تشمل اختيار قيادة جديدة برؤية مغايرة، مما قد يؤدي إلى تعديل السياسات الأمنية والعسكرية.

وترى صحيفة معاريف في تقرير لها أن من أهم المكتسبات التي حققها وزير الدفاع يسرائيل كاتس من استقالة هاليفي، هو التمهيد لتجنيد المتشددين الحريديم في الجيش الإسرائيلي، إذ مثل هاليفي العقبة الأصعب أمام وزير الدفاع للقيام بهذه المهمة بعد يوآف غالانت، الذي سبق وقدم استقالته.

ومع ذلك، قد تكون هذه التغييرات مجرد محاولة لتحسين صورة الجيش الإسرائيلي داخليًا، دون معالجة جذرية للفشل العسكري والسياسي في مواجهة التحديات في غزة، مما يعكس فشلًا مستمرًا في إدارة الصراع بشكل فعال.

يقول ضيف الله الدبوبي، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن جيش الاحتلال يتبع تقليدًا يتمثل في تغيير رئيس هيئة الأركان كل 3 سنوات، وهي فترة كافية لتنفيذ إستراتيجيات وتحقيق أهداف عسكرية، مع إمكانية تمديد فترته لمدة عام بناءً على قرار من مجلس الحرب المصغر، إلا أن استقالة هرتسي هاليفي جاءت بعد فترة قصيرة من توليه المنصب مما يشير إلى وجود ضغوط كبيرة وصراعات داخلية جميعها بالضرورة متعلقة بالحرب الإٍسرائيلية.

إعلان

وتدور التقديرات حول أن رئيس الأركان المقبل سيكون واحدا من 4 مرشحين، اثنان سبق وخدما في منصب نائب رئيس الأركان وهما الجنرالان إيال زامير وأمير برعام وقائدا الجبهة الشمالية أوري جوردين والجبهة الداخلية رافي ميلو.

ومع ذلك، تشير التحقيقات إلى إدانتهم جميعًا في الإخفاق في وقف هجمات حماس، باستثناء قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري جوردين. وبناءً على ذلك، يبقى اللواء جوردين المرشح الأقوى لاستلام المنصب، بحسب تقديرات الدبوبي.

من جانب آخر، يشير ضيف الله الدبوبي إلى أن استقالة برعام المبكرة وقبل صدور نتائج التحقيقات تعكس غضبه واستياءه من طريقة تعامل الإدارة السياسية مع الوضع العسكري، وهي بمثابة رسالة احتجاج قوية ضد إدارة الحرب والسياسات التي أسفرت عن فشل إستراتيجي في التعامل مع التهديدات الأمنية.

ومع ذلك، يقول الدبوبي إن الظروف الحالية، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة واختلاف الآراء بشأنه تشير إلى أن عملية التعيينات في هيئة الأركان قد تتأجل، مما يعقد الأمور بشكل أكبر. إلا أن المؤكد هو أن هيئة الأركان تمر بمرحلة عصيبة وغير مسبوقة.

ويتوقع البراسنة، أن يتصاعد التوتر داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، وقد ينعكس ذلك على مستوى التنسيق بين الشاباك والجيش، ومع الضغوط المتزايدة لإصلاح الهيكلية الأمنية، يُتوقع أن يشهد الشاباك سلسلة من التغييرات في قيادته، هذه التوترات قد تؤثر على قدرته على مواجهة التهديدات المستقبلية بشكل فعال.

أوري جوردين المرشح الأقوى لتولي رئاسة الأركان بحسب تقديرات الدبوبي (الفرنسية) تنصل من المسؤولية

وعلى ضوء هذه التطورات، فإنه من المحتمل أن يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاستفادة من الاستقالات داخل المؤسسة العسكرية عبر استخدامها كأداة لإلقاء اللوم على القيادة العسكرية، في محاولة للتهرب من الاتهامات بالتقصير التي تلاحقه منذ طوفان الأقصى.

إعلان

وأشار الكاتب يوسي فيرتر في صحيفة هآرتس إلى ذلك، حين قال إنه باستقالة هاليفي، فإن الحكومة لم تنجُ من الفشل فحسب، بل نجحت أيضا في تعزيز أهدافها، وعلى رأسها تطهير القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي، وتعزيز الرواية التي بموجبها يتحمل الجيش وحده المسؤولية عن الإخفاقات.

وفي السياق، يرى القرالة أن الاستقالات قد تصب في مصلحة نتنياهو، والواضح من مسار التطورات أن هناك "انعدام للثقة" بين المستويين السياسي والعسكري وأن الانتقادات الموجهة لهاليفي تعكس بوادر "حرب جنرالات" داخل الجيش الإسرائيلي.

يتفق البراسنة مع ذلك، ويشير إلى أن نتنياهو قد يسعى إلى تعزيز مكانته من خلال دعم وزير الدفاع وتعيين رئيس أركان يتماشى مع رؤيته، مما يمنحه فرصة أكبر للسيطرة على القرارات العسكرية المستقبلية وخلق توافق سياسي وعسكري يخدم أجندته.

ويشير الخبيران إلى أن بنيامين نتنياهو لطالما سعى إلى إبعاد من يختلفون معه في الرأي والتوجهات بشأن إدارة الصراع في غزة ولبنان، وهو ما تجسد بالفعل في استقالة رئيس الأركان الإسرائيلي.

ومع ذلك، تتجه آراء الخبراء إلى أن استقالة الجنرالات، بما في ذلك استقالة رئيس الأركان، تشير إلى أن الوضع في إسرائيل على موعد مع مزيد من الانقسامات، وقد نشاهد سيناريو متعلقا بحل الكنيست والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، مع احتمال عدم إعادة انتخاب نتنياهو، وصولًا إلى محاكمات متعددة قد تقوده إلى السجن، وربما تشمل أيضًا جنرالات عسكريين كبارا.

وفي هذا الصدد، يقول البراسنة إن النزاعات انعكست بشكل كبير على حالة الاستقرار الداخلي، وعمقت شعور الإسرائيليين بالقلق إزاء فعالية الحكومة في حماية أمنهم، بينما يرى آخرون أن الجيش فقد قدرته على توفير الحماية المطلوبة.

خبيران: نتنياهو (وسط) سعى إلى إبعاد من يختلفون معه في الرأي وهو ما تجسد في استقالة هاليفي (يمين) (الأناضول) صراعات مكشوفة

كان من المعتاد أن تُدار مثل هذه الخلافات بعيدًا عن الأضواء، إلا أن الإعلام الإسرائيلي بدأ مؤخرًا في تسليط الضوء عليها وجعلها جزءًا من النقاش العام. هذا التحول يعكس تغيرًا في مواقف الرأي العام الإسرائيلي، وزيادة في الحساسية تجاه القضايا الداخلية التي كانت تُعتبر في السابق من المواضيع المحظورة والممنوعة من النقاش.

إعلان

ويقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أيمن البراسنة إن العلنية في نشر الخلافات تعكس أيضًا تآكل "القداسة" العسكرية التي لطالما حافظت عليها إسرائيل في المجال العام، وهو أمر يضعف من هيبة المؤسسة العسكرية ويبعث برسالة ضعف إلى المجتمع الإسرائيلي أولًا ثم إلى خصومها.

وكانت صحيفة "معاريف" قد وصفت استقالة نائب رئيس الأركان الإسرائيلي بأنها "زلزال"، وهو وصف يعكس حجم الصدمة التي أحدثتها في صفوف الجيش.

فهذه الاستقالات لم تكن مجرد انتقال لشخص من منصب إلى آخر، بل هي مؤشر على مشكلة داخلية دفعت الإعلام الإسرائيلي إلى تجاوز الصمت والتكتم.

يعزو البراسنة، السبب الرئيسي لهذا التحول، إلى الضغط الشعبي المتزايد، بالإضافة إلى ذلك، فإن تراشق الاتهامات بين القادة أثار اهتمام الإعلام، الذي وجد نفسه أمام فرصة لفتح ملف الشفافية والمساءلة. هذه الديناميكية الجديدة لا تعكس فقط تغيرًا في طريقة تناول الإعلام للقضايا العسكرية، بل أيضًا أزمة عميقة في الثقة بين القيادة والجمهور الإسرائيلي.

كما أن هذه التحولات تكشف ضعفا كبيرا في إدارة الصراع، إذ كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة صغر الإدارة الإسرائيلية وعجزها عن تحقيق أهدافها الأمنية والسياسية، كما لعب الإعلام الإسرائيلي دورًا بارزًا في فضح هذه الإخفاقات، حيث لم يعد قادرًا على إخفاء التصدعات الداخلية والضغوط التي يتعرض لها الكيان على الصعيدين العسكري والسياسي.

مقالات مشابهة

  • ماذا تكشف استقالات قادة الجيش الإسرائيلي؟
  • حركة حماس تنشر أهم نقاط اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يقر بأنه لم يتمكن من اغتيال أحد قيادات حركة "حماس"
  • استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ومناوشات مع نتنياهو .. ماذا يحدث؟
  • حركة حماس تدعو لمُواجهة العدوان الإسرائيلي على جنين
  • حركة حماس تكشف عن زعيمها الجديد في غزة بعد مقتل يحيى السنوار
  • لأول مرة.. حماس تكشف اسم خليفة السنوار
  • تفعيل صفارات الإنذار في مدينة جنين بعد اكتشاف قوة إسرائيلية خاصة
  • عاجل.. خليل الحية يعلن نفسه رئيساً لحركة حماس في قطاع غزة
  • صحف إسرائيلية: حماس هي غزة وغزة هي حماس