أثار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إضاءة شموع الحانوكا (عيد الأنوار اليهودي) في الإليزيه جدلا في فرنسا باعتباره خروجا عن العلمانية، وذلك في حفل بمناسبة مؤتمر الحاخامات الأوروبيين الذي قدم للرئيس جائزة اللورد جاكوبوفيتس، مكافأة على مكافحة "معاداة السامية".

وتحدثت مجلة لوبوان حول موضوع هذا الجدل، مع بنجامين موريل، وهو محاضر في القانون العام في جامعة باريس الثانية، وقد أكد أن إضاءة الشموع "عمل ديني" مهما قال عنه ماكرون.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4انتقادات حادة.. ماكرون يحتفل بعيد يهودي في الإليزيهlist 2 of 4عيد الأنوار اليهودي.. مسيرة استيطانية بالقدس واقتحامات للأقصىlist 3 of 4نحو 1800 مستوطن متطرف اقتحموا ساحاته.. انتهاكات بالجملة للمسجد الأقصى في “عيد الأنوار” العبريlist 4 of 4بحماية الشرطة وبمشاركة عضو بالكنيست.. 249 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصىend of list

وأضاف أستاذ القانون أن هذا كان "هجوما على العلمانية"، وأن رئيس الدولة خالف بالفعل تشريع (جورج بنجامين) كليمنصو، الذي يبيح للرئيس والوزراء حضور القداس بصورة شخصية، لا كونهم موظفين عامين، وهذا ما فعله الرئيسان السابقان شارل ديغول وجاك شيراك، وحتى ماكرون نفسه لم يلق كلمة ولم يرسم إشارة الصليب أمام التابوت عندما حضر قداسا لتكريم أيقونة الروك الفرنسي جوني هاليداي.

ودافع ماكرون عن حياد الدولة وقال إن "العلمانية لا تعني محو الأديان أو التدخل في الدين، بل تعني مطالبة المواطنين، مهما كانت ديانتهم، باحترام قوانين الجمهورية احتراما مطلقا، هذا كل شيء، لا أكثر ولا أقل".

وعند سؤاله هل يُظهر هذا الاحتفال مفهوما "مفتوحا" وموسعا للعلمانية؟ رد أستاذ القانون بأن الأمر لا يتعلق بالعلمانية فحسب، بل بالعالمية التي تحمل هذه العلمانية، ويعطي ماكرون الانطباع بأن العالمية الجمهورية مستحيلة، لأن المجتمع مجموعات متجانسة تعيش متجاورة، رغم أن الدستور لا يعترف بوجود مجتمعات مختلفة، بل بمجتمع واحد ينصهر فيه الجميع.

أما العواقب السياسية التي قد تترتب على هذا الاحتفال، فيعد الأستاذ منها تفاقم التهديدات ضد المواطنين الفرنسيين من الديانة اليهودية، لأن هذا الحفل سيكون بمثابة وقود لكل المؤامرات المعادية للسامية، وسيفتح صندوق "باندورا" (صندوق الشرور بالميثولوجيا الإغريقية)، لماذا لا يكون هناك احتفال مسيحي أو إسلامي؟ وإذا لم أكن مؤمنا فمن يمثلني؟، يتساءل موريل.

وأخيرا -كما يقول بنجامين موريل- "سيكون من الصعب جعل الطلاب يفهمون مبدأ العلمانية، بعد حظر العباءة في المدرسة، وماذا يمكننا أن نقول لرؤساء البلديات الذين أدان القاضي الإداري حضاناتهم، عندما يقبل الرئيس الاحتفالات الدينية في الإليزيه؟".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

نقل "الموناليزا".. ماكرون يطلق مشروعاً لتجديد اللوفر

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الثلاثاء، عن مشروع "ضخم" لمتحف اللوفر، أكثر متاحف العالم استقطاباً للزوار والذي يواجه مشكلات صيانة مقلقة، بما يشمل استحداث مدخل كبير جديد وغرفة مخصصة للوحة الموناليزا وزيادة سعر تذكرة الدخول للزائرين غير الأوروبيين.

وقال ماكرون في خطاب ألقاه من القاعة التي تعرض فيها الموناليزا داخل المتحف، إن "التجديدات ستشمل مدخلاً جديداً بالقرب من نهر السين، سيفتتح بحلول عام 2031، بالإضافة إلى إنشاء غرف تحت الأرض".

ولم يكشف ماكرون عن تكلفة هذه التحديثات التي يتوقع أن تصل إلى مئات الملايين، بهدف تحديث المتحف الأكثر زيارة في العالم والذي يعاني من الازدحام والمرافق القديمة.

???? Nouvelle entrée au musée du Louvre

???? "L'intégralité des travaux de ce nouvel accès sera financée par les ressources propres du musée, les billetteries, les mécénats, sans peser sur le contribuable" précise Emmanuel Macron pic.twitter.com/2US6FUOiQW

— LCI (@LCI) January 28, 2025 فصل الموناليزا 

وأكد ماكرون أن لوحة الموناليزا الشهيرة ستنتقل إلى قاعة جديدة تماماً تحت الساحة المركزية لتسهيل وصول الزوار إلى المعرض بشكل مستقل عن المتحف.

ويعود آخر تجديد رئيسي للمتحف إلى ثمانينيات القرن الماضي، عندما تم الكشف عن الهرم الزجاجي الشهير. واليوم، أصبح المتحف لا يتماشى مع المعايير الدولية.
وتقع لوحة الموناليزا حالياً في قسم اللوحات الإيطالية، مقابل لوحة "عرس قانا" للإيطالي باولو فيرونيزي.

ولم يتم الإعلان عن موعد نقلها مما قد يثير عدداً كبيراً من التعليقات وردود الأفعال، وقد أطلقت رئيسة المتحف لورانس دي كار، صرخة استغاثة وصلت إلى قصر الإليزيه بسبب تدهور حالة مبنى أكبر متحف فى العالم، على أمل الحصول على الدعم المالي الكافي.
وقدمت لورانس دي كار، مشروعاً في عام 2022 يقترح نقل اللوحة وتسهيل وصول الزوار إليها، وهي الخطوة التي ينبغي أن تتم قريباً.

مقالات مشابهة

  • ماكرون يؤكد لنيجيرفان بارزاني مواصلة دعم فرنسا للعراق والكيان الدستوري لكوردستان
  • من داخل المحكمة.. كيف تدار المحاكمة الجنائية بمشروع القانون الجديد؟
  • بن جامين ستورا: ماكرون أشعل فتيل الأزمة بين الجزائر وفرنسا
  • لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون قبل نهاية ولايته
  • "انشر" يفتح باب الترشح لمسار "النمو" في الشارقة
  • (انشر) يفتح باب استقبال طلبات الترشح لمسار «النمو»
  • نقل "الموناليزا".. ماكرون يطلق مشروعاً لتجديد اللوفر
  • محمد صبحي يفتح صندوق الأسرار في سبوت لايت
  • هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
  • محمد صبحي يفتح صندوق الأسرار في سبوت لايت مع شيرين سليمان