إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

يتجه مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الذي كان يُفترض أن يُختتم صباح الثلاثاء نحو تمديد أعماله بسبب غياب توافق حول الوقود الأحفوري وفي حين يرى الكثير من الأطراف والمراقبين أن مسودة الاتفاقية الأخيرة ضعيفة جدا ولا تستجيب للأزمة المناخية الطارئة.

اقترحت الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الاثنين نصا جديدا بدا أنه يراعي مطالب الدول المنتجة للنفط وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ولكن سرعان ما جاءت ردود الفعل لتعبر عن عدم كفايته على لسان الأوروبيين والأمريكيين فيما استنكرته الدول الجزرية الصغيرة المهددة بالغرق مع ارتفاع مياه المحيط.

وتترك الوثيقة التي اقترحها رئيس مؤتمر كوب28 سلطان الجابر ورئيس شركة النفط والغاز الإماراتية "أدنوك"، للدول الحرية في اختيار طريقتها "لخفض" استهلاك الوقود الأحفوري وانتاجه، فيما خلت صفحاتها الإحدى والعشرون من تحديد أي هدف مشترك يتمثل في "الاستغناء" عن النفط والغاز والفحم الذي ورد في مسودات سابقة.

وقال جوزيف سيكولو، المسؤول عن منطقة المحيط الهادئ في منظمة 350.org غير الحكومية، إن النص "غير مقبول وأقل بكثير من الطموح اللازم لإبقاء جزرنا فوق سطح الماء. ... إنه إهانة لمن أتوا إلى هنا ليناضلوا من أجل البقاء".

نص "غير كاف"

صباح الثلاثاء، كان الدبلوماسيون والوزراء الذين وصلوا الليل بالنهار يبحثون عن سبل تمكنهم من إحراز تقدم مع توقع صدور نسخة جديدة بعد المفاوضات الليلية في اليوم الثالث عشر لمؤتمر دبي، كما توقع مندوبون. لكن يبدو أن سلطان الجابر لن يتمكن من تحقيق وعده باختتام المؤتمر في الحادية عشرة صباحا (07:00 ت غ) في ذكرى اتفاق باريس 2015.

ومن ثم يتوقع أن يتم تمديد الوقت مثلما حصل في مؤتمرات سابقة للأطراف. وهذا ليس بالنبأ السار للمفاوضين المنهكين وللوفود الصغيرة التي لا تملك دائما الوسائل اللازمة لتمديد فترة إقامتها. لكن مندوبة من جزر مارشال قالت إنهم باقون "حتى النهاية".

بدورها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "نحن مستعدون للبقاء لفترة أطول قليلا".

ويتعين حاليا إيجاد صيغة توافقية بين حوالي 200 دولة مشاركة في مؤتمر الأطراف فيما تعارض أقلية من الدول المنتجة للنفط والغاز، وعلى رأسها السعودية، أي تطرق صريح إلى الوقود الأحفوري الذي يعد مصدرا رئيسيا لعائداتها.

من جهته اعتبر الاتحاد الأوروبي النص "غير كاف" فيما دعت الولايات المتحدة إلى "تقويته". أما المنظمات غير الحكومية والخبراء فاستنكروا إدراج خيارات غير ملزمة تشبه "قائمة تسوق" أو "قائمة انتقائية" لأنها تضع كل التقنيات على مستوى واحد سواء تعلق الأمر بتطوير تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية والهيدروجين أو تكنولوجيا احتجاز الكربون. وهذه التكنولوجيا الأخيرة ما زالت غير ناضجة وتأثيرها سيكون ضعيفًا خلال العقد الحالي الحاسم. ولكن قطاع النفط هو أكبر المروجين لها.

  

"غياب الطموح"

وقال أحد المفاوضين الغربيين "أستغرب غياب الطموح".

لكن مصدرا في الرئاسة الإماراتية لمؤتمر كوب28 رأى في كل هذا "حركة أولى ينبغي الانطلاق منها والبناء عليها"، مشبها الأمر بلعبة الشطرنج.

وأقر سلطان الجابر خلال مؤتمر صحافي مساء الإثنين "نعم حققنا تقدما ولكن ما زال أمامنا الكثير من العمل".

ويسعى الجابر منذ أيام إلى تقريب المواقف بين السعودية وحلفائها من جهة وأكثر من مئة دولة تطالب بدعوة صريحة إلى التخلي عن الوقود الأحفوري.

وتتجه الأنظار أيضا إلى الصين والولايات المتحدة، البلدين المسؤولين عن 41% من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم. ففي تشرين الثاني/نوفمبر، أصدرت الدولتان إعلانا مشتركا تجنب التطرق إلى "الاستغناء" عن الوقود الأحفوري واستعاض عن ذلك بالقول إن الطاقات المتجددة من طاقة شمسية وطاقة الرياح... ينبغي أن تحل محل الطاقات الأحفورية تدريجا.

 

اقرأ أيضاالتمويه الأخضر، إزالة الكربون، الحياد المناخي... مفاتيح لفهم تحديات قمة المناخ "كوب28"

كذلك، ما زال التقدم في تحقيق أهداف الطاقة معلقا وخصوصا فيما يتصل بالتكيف مع تداعيات الاحترار العالمي وتوفير المساعدات المالية للدول النامية لإقناع دول الجنوب بقبول الاتفاق.

وقالت كايسي فلين المديرة العالمية للتغير المناخي لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الثلاثاء إنه لا بد أن يتضمن النص "تعهدات على المستوى الذي يساعد البلدان النامية على التحول نحو الطاقة النظيفة والقدرة على التكيف مع تأثيرات المناخ. في الوقت الحالي لا نرى هذا".

وأضافت "أزمة المناخ على الأبواب والدول النامية تحتاج إلى الدعم لتكون قادرة على الصمود... ويجب أن يشكل هذا النص بداية حقبة طموحة تضع فيها الدول تعهداتها على الطاولة".

 

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج أوبك نفط قمة المناخ 28 دبي السعودية الحرب بين حماس وإسرائيل غزة حماس إسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الوقود الأحفوری

إقرأ أيضاً:

البيئة: نسعى لتسهيل التفاوض حول تمويل المناخ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بدأت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بصفتها مسئولة عن تسهيل التفاوض حول تمويل المناخ مشاوراتها غير الرسمية حول الهدف الكمي الجمعي الجديد لتمويل المناخ  مع مختلف الوزراء من الدول المتقدمة والنامية.

جاء ذلك خلال الجلسة الوزارية غير الرسمية التي يديرها مختار باباييف وزير البيئة والموارد الطبيعية بأذربيجان ورئيس مؤتمر الأطراف القادم COP29، وذلك ضمن فعاليات أسبوع المناخ المقام على هامش أعمال الدورة الـ ٧٩ للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك خلال الفترة من ٢٢ إلى ٢٩ سبتمبر الجارى بحضور جيهون بيرموف وزير خارجية جمهورية أذربيجان، ورئيس الوفد الأسترالى نيابة عن وزير الطاقة والمناخ الأسترالى.

وأكدت وزيرة البيئة، في بيان لها اليوم، أن الحوار يهدف إلى زيادة الوعي بين الوزراء وخلق الظروف المواتية لتعزيز المشاركة السياسية في الهدف الكمي الجمعي الجديد لتمويل المناخ قبل انعقاد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين بدولة أذربيجان cop29 ، كما يهدف إلى تعزيز الطموح وتسريع العمل في أول عملية تقييم عالمي، والجولة التالية من المساهمات المحددة وطنيا المستحقة في عام 2025.

وأضافت وزيرة البيئة أنه من المتوقع أن يقدم الوزراء خلال الجلسة أفكارًا وحلولًا حول كيفية سد الفجوات لتحقيق نتيجة ناجحة في باكو،  وأن يساهم الحوار فى زيادة الطموح وتسريع العمل بهدف تطوير سيناريوهات لمزيد من المشاركات السياسية، مقدمة الشكر للرئاسة الأذربيجانية على ثقتها فى مصر لقدرتها على القيام بمهمتها والتى تمثل الهدف الرئيسى للمؤتمر.

وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن الاتفاق على هدف كمي جمعي جديد عادل وطموح لا بد أن يكون مناسب ويأخذ في الاعتبار احتياجات وأولويات البلدان النامية هو أولوية التفاوض الأولى لرئاسة مؤتمر الأطراف القادم COP29، لافتةً إلى أن النظام المتعدد الأطراف يتعرض لضغوط لإظهار قدرته على تحقيق النتائج بالسرعة والحجم المطلوبين، لذا فإن مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين سيكون بمثابة اختبار حاسم لاتفاق باريس وللعمل المناخي العالمي والتعاون على نطاق واسع.

وأشارت وزيرة البيئة إلى أنه خلال مؤتمر المناخ السابق الذى عقد بدولة الأمارات أكدت الأطراف المتعاقدة على أن المداولات الخاصة بالهدف الجمعى الكمى الجديد ستختتم هذا العام في باكو، كما تم التأكيد في القرار على الحاجة إلى المشاركة السياسية الفعالة والشاملة والهادفة، بما في ذلك  الحوار الوزاري رفيع المستوى بشأن الهدف الجديد، وقبل بدء مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، من المتوقع أن يحرز الأطراف تقدماً كبيراً فى هذا الهدف وأن يشاركوا في تطوير الإطار الموضوعي لمسودة نص تفاوضي يتضمن التقدم المحرز، مشددة ً على ضرورة التقدم فى المسارين الفني والسياسي، لافتةً إلى أن مداولات فريق العمل وحوار الخبراء الفنيين أظهرت أن بعض القضايا تتطلب مشاركة وتوجيهاً سياسياً مكثفاً، لذا ستقوم الدكتورة ياسمين فؤاد والوزير الأسترالى السيد كريس باون بعقد مشاورات وزارية لتسهيل التفاوض حول تمويل المناخ نيابة عن رئيس مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، وذلك بالتعاون الوثيق  مع الرؤساء المشاركين لفريق العمل المخصص المعني بمجموعة العمل الوطنية.

مقالات مشابهة

  • COP28 وCOP29 تعقدان حدثًا لمناقشة الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ
  • إعادة افتتاح المدرج الشمالي في مطار زايد قبل الموعد المحدد
  • قيادي بحماس: ما ذكره الإعلام الإسرائيلي عن قرب التوصل لاتفاق غير صحيح
  • البيئة: نسعى لتسهيل التفاوض حول تمويل المناخ
  • توقعات مزيج الطاقة العالمي في 2050.. الوقود الأحفوري يسيطر رغم تراجع حصته
  • وزيرة البيئة: الدول النامية تواجه صعوبات كبيرة لتحقيق المساهمات المحددة وطنيًا
  • نتنياهو يُصدر توضيحا بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار
  • الجابر: يجب التوصل إلى هدف جماعي بشأن التمويل المناخي خلال COP29
  • رئيس COP28 يدعو الدول إلى الربط بين العمل المناخي والنمو الاقتصادي
  • ضمن مبادرة بداية.. مؤتمر الدقهلية الأدبى الـ١٣ بعنوان "النص والملتقى بين الأزمة والتقويم"