اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، حديث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حول محاصرة جيشه آخر معاقل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة "رسالة داخلية للمجتمع الإسرائيلي ولا تجسد الواقع".

وقال الدويري في تحليله العسكري لقناة الجزيرة، إن الفيديو الأخير الذي بثته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، كان واضحا، مؤكدا أن القتال لا يزال يجري في المناطق الشمالية الشرقية لحي الشجاعية.

وأضاف أن المعارك تقع في الإطار الخارجي لحي الشجاعية، ولم يتم الوصول إلى عمقه حيث الكتلة السكانية والعمرانية، وشدد على أن المناطق التي دخلها من السياج تعد أراضي ميتة وفارغة؛ وصولا إلى شارع بغداد.

ولا يزال القتال محتدما رغم أن حجم القوة الإسرائيلية التي تهاجم الشجاعية -وفق الدويري- قوامها بحدها الأدنى لواء مدرع؛ ما يعني 97 إلى 105 آليات مقاتلة؛ 70% منها دبابات مقابل 30% عربات النمر المدرعة، مدعومة بالجارفات، ويصل الإجمالي إلى 150 آلية إسرائيلية.

وأكد أن القتال يجري من المسافة الصفرية التي تتراوح من صفر إلى 130 متر؛ وهي مدى المسافة الفعالة لأسلحة المقاومة كالقذائف المضادة للدروع والأفراد، وعمليات القنص وإسقاط القنابل اليدوية، والإجهاز على الجنود من نقطة صفر.

ونوه إلى أن كتيبة الشجاعية تاريخيا مع كتيبة التفاح تعد من كتائب القوة الضاربة بالقسام، ولها صولات كبيرة في الحروب السابقة وخاصة في حرب 2014.

وحول شخصية غالانت، قال الدويري إن وزير الدفاع الإسرائيلي يتعامل بأنفة وفوقية عسكرية، لكنه "مهزوم داخليا ويكذب على نفسه، رغم كل ما يظهره من عنجهية ومفردات قذرة في خطاباته"، على غرار وصف الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية".

ولفت إلى أن شبكة الأنفاق مجهولة ولا يعلمها سوى المقاتلين ولها فتحات موزعة يخرج منها عناصر المقاومة ثم يدخلون مبان مهدمة بعد عمليات رصد واستخبارات لتحركات جنود الاحتلال.

وأكد أن من يقوم بعمليات الرصد يعلم يقينا أنها قد تكون المهمة الأخيرة لكونه مقدما على عمل بمنتهى الخطورة ولكن عليه إنجازه من خلال الحصول على المعلومات وتوصيلها عبر هاتف سلكي؛ ما يؤكد أن منظومة التحكم والسيطرة لا تزال فاعلة.

ويوضح الدويري أن المسؤول الذي تصله هذه المعلومات حول وجود الآليات الإسرائيلية يعكف على إعداد القوة وتحديد عددها بناء على الهدف المرصود، ومن ثم تخرج القوة لتنفيذ المهمة.

يذكر أن صور أقمار صناعية حصلت عليها الجزيرة تؤكد أن جيش الاحتلال لم يتمكن من محاصرة حي الشجاعية حتى العاشر من ديسمبر/كانون الأول الجاري، كما بثت القناة مشاهد لاستهداف القسام دبابات وآليات إسرائيلية من مسافات مختلفة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

رسالة مفتوحة إلى شباب وشابات المقاومة: لا تتراجعوا… الثورة لم تنتهِ بعد

وين أنتو؟ كنتم موحّدين حتى يونيو ٢٠١٩، ثم تفرّقتم أيدي سبأ.

حكى لي أحد الأصدقاء، ممن اختارتهم بعض قيادات لجان المقاومة للمساهمة في مراجعة مسودات دساتير سلطة الشعب، قصة تهزّ القلب والعقل. قال لي، حين سُئلوا: "لماذا تتواصلون مع شخص لا تعرفونه مثلي؟"، أجابوا ببساطة: "نعرفك، ونقرأ لك."

قال له أحدهم إن لجان المقاومة، في بداياتها، كانت تتكوّن من ١٤٩ شابًا وشابة، جميعهم من خريجي الجامعات أو طلابها. بدأوا العمل في سرية تامة منذ ما قبل عام ٢٠١٣، بإصرار على أن يمثل هذا العدد كل ألوان الطيف السوداني.

ورغم أنهم عملوا في صمت، فقد خسروا قرابة الخمسين شهيدًا في انتفاضة سبتمبر ٢٠١٣. وكانت استراتيجيتهم تقوم على الانتشار في كل أرجاء السودان، وبعضهم كان في الشتات والمنافي.

قال صديقي إن تجربة هذا الشاب القيادي كانت خطرة، مؤلمة، ومضيئة في آن واحد:
عمل مزارعًا (ولا يزال)، واغترب لفترة قصيرة، وسُجن في معظم السجون وبيوت الأشباح. ورغم ذلك، لم يتمكن جهاز أمن النظام الكيزاني من انتزاع جملة مفيدة منه أو من رفاقه.
وفي نهاية المطاف، جمعهم صلاح قوش تحت رقابته الشخصية، وفرض عليهم عقوبات رادعة... دون جدوى.

وقبل عام تقريبًا من اندلاع الثورة، أمر قوش معاونيه قائلاً:
"فكوهم… لكن ديل الحيغطسوا حجرنا!"
وفعلًا، غطّسوا حجر الكيزان… لكن إلى حين، لأن "الكبار" خذلوهم.
نعم، الكبار خذلوا هؤلاء الشباب والكنداكات.
وفي إحدى الرسائل التي وجّهها صديقي إلى قادة قحت، طُلب منهم النظر في أوضاع هؤلاء، لا لمجرد الاعتراف الرمزي، بل لدعمهم ماديًا.
ضاقت بهم سبل العيش بعد أن نكصت قوى الحرية والتغيير عن مسؤولياتها في توظيفهم أو مساعدتهم على إيجاد مصادر دخل، وهم الذين ظلّوا يؤدون واجبهم في حماية الثورة.
فمثلًا، حين أغلقوا طريق التجارة مع مصر، احتجاجًا على تهريب السلع بالعملات المزورة، أو على غياب العائد للمنتج الزراعي والحيواني، تم اعتقالهم وزُجّ بهم في سجن دنقلا. لم يكن لديهم حتى حق الضمان، فتم جمع المبالغ لهم بالملاليم.
ومع ذلك، ربط بعض "الكبار" الدعم لهؤلاء الشباب والكنداكات بشرط الولاء السياسي، حتى لو تعلّق الأمر بقوت أطفالهم.
خذلوهم، وأداروا ظهورهم، بل ساوموهم على الكرامة والخبز.

لكن الثورة لم تكن يومًا وقفًا على مناصب أو مكاسب.

الآن، لا بدّ من نهوض جديد.
قطعًا سيتوحد الشباب والشابات من جديد. وسوف يعدّون البدائل، لمن أصابتهم القناصة، من بين مناضلي الصفوف الخلفية.
هم مؤمنون بأن الثورة لن تتوقف عند باب الخذلان، ولن تُختزل في تحالفات جوفاء.

قال لي صديقي إنه، في الموقع الذي هو فيه الآن، مصمّم على العمل من أجل توحيد الصف الثوري، مع شباب وشابات لا تحرّكهم العقائد الجامدة – لا كيزان، ولا شيوعيين، ولا أي ولاءات جهوية أو قبلية تُعمي البوصلة الوطنية.

الثورة مستمرة… والواجب لم ينتهِ.

د. أحمد التيجاني سيد أحمد
٢٣ أبريل ٢٠٢٥ – روما / نيروبي

 

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الدويري: المقاومة جاهزة للاشتباك لكنها تتحين الفرص حرصا على المدنيين
  • خبير عسكري: استهداف دبابات بحي التفاح يؤكد قدرة المقاومة على الفعل
  • وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية قيادي عسكري في حماس
  • الدويري: الاحتلال يستخدم بصمة الصوت والعين لتعقّب مقاتلي المقاومة بغزة
  • “إسرائيل” تغرق برسائل الجيش لإيقاف حرب غزة
  • الكيان الصهيوني يغرق برسائل احتجاج تطالب بوقف الحرب على غزة
  • البنتاغون تعلن عن صفقة عتاد عسكري للكيان الإسرائيلي بـ180 مليون دولار
  • خبير عسكري: مخطط تهجير الفلسطينيين مستمر.. وحماس لن تتخلى عن سلاحها
  • رسالة مفتوحة إلى شباب وشابات المقاومة: لا تتراجعوا… الثورة لم تنتهِ بعد