وإلى حرب الفتاوئ.. مفتي سلطنة عمان يصدر بيانا يرد فيه على فتاوى تحرم قتال الفلسطينيين ضد الجيش الإسرائيلي
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
أصدر مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي بيانا رد فيه على الفتاوى التي "تُحرّم قتال الفلسطينيين ضد الإسرائيليين".
ونشر الشيخ أحمد بن حمد الخليلي البيان على حسابه في منصة "إكس"، معلقا عليه بالقول: "نسمع فتاوى بما لم يأذن به الله: كتحريم مقاتلة الصهاينة، وهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، وكمنع الجهاد مطلقا إلا بإذن قيادة معينة، مع أن الله لم يُنِط الجهاد بقيادة أحد بعينه.
وجاء في البيان: "إن أسوأ ما يقدم عليه العبد التدخل في أحكام الله تعالى بتبديل ما شرع، فإن من فعل ذلك فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، فالله تعالى يقول: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِن وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾ الأحزاب، ٣٦".
وأضاف: "وإنا لنسمع فتاوى تلقى على الجمهور بما لم يأذن به الله، كتحريم مقاتلة اليهود الصهاينة، ومنع الجهاد مطلقا إلا بإذن من قيادة معينة، فاليهود الصهاينة هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، وقد ظهر ذلك في انتهاك مقدسات الإسلام واحتلال وطن المسلمين والعدوان على حرمات المسلمين والمسلمات، فأي ذمة تبقى لهم مع ذلك ؟!"
وأردف مفتي سلطنة عمان في بيانه: "على أن الله تعالى عندما شرع الجهاد لم ينطه بقيادة أحد بعينه أو بإذن خاص منه، فإذا انتظم أمر جماعة من المسلمين وتسنى لهم الجهاد لم يصح لهم التخلف عنه، فهو في الأصل فرض كفاية لتأمين إبلاغ دعوة الإسلام عندما تحول دون ذلك عوائق، وإذا هجم العدو على المسلمين كان فرضا عينيا أن يدفعوه عن أنفسهم، ونص في كتابه بأن الذين يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد بأموالهم وأنفسهم من غير أعذار تمنعهم منه ليسوا من الإيمان في شيء كما هو صريح قوله: ﴿لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾ التوبة، ٤٤ - ٤٥، وبين أن هؤلاء مخذولون بما أتبع ذلك من قوله: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمُ بِالظَّالِمِينَ﴾ التوبة، ٤٦ - ٤٧".
وأكمل البيان: "على أن هؤلاء محرومون من عناية الله تعالى وفضله على المجاهدين في سبيله، إذ لا هم لهم إلا الإيضاع خلال صفوف المسلمين لإيقاع الفتنة بينهم وخضد شوكتهم وثنيهم عن الجهاد، ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ محمد ٢٤؟!
فإن كانوا المخالفة الحق متعمدين فهم يصدق عليهم قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَبِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ﴾ إبراهيم ٣، وإن كانوا بهذا الحكم جاهلين فإن قولهم على الله بغير علم مقرون بالشرك بالله ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الأعراف، ٣٣،
وناهيك أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعد ما أبرم صلح الحديبية مع المشركين الذي كان من بنوده أن لا يؤوي فارا بدينه من قريش إليهم؛ لم يعنف من تصرف بنفسه فدافع عن دينه وحياته، كما كان ذلك مع أبي بصير رضي الله عنه، فقد فر من قريش، فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَا نَبِيَّ الله، قَدْ وَالله أَوْهَى اللَّهُ ذِمَّتَكَ، قَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ، ثُمَّ أَنْجَانِي اللهُ مِنْهُم".
وقد استمر هو ومن معه في مواجهة المشركين إلى أن طلب المشركون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤويهم".
وتابع: "فهل وعى أولئك المتخبطون هذا الدرس من الكتاب والسنة، أو أن الهوى غلب عليهم فأعمى أبصارهم وأصم أسماعهم عن قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ؟!" نسمع فتاوى بما لم يأذن به الله: كتحريم مقاتلة الصهـ.ـاينة، وهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا؛ وكمنع الجهـ.ـاد مطلقا إلا بإذن قيادة معينة، مع أن الله تعالى لم يُنِط الجهـ.ـاد بقيادة أحد بعينه.. فهل غلب الهوى على هؤلاء المفتين؛ فأعمى أبصارهم وأصم أسماعهم عن قول الله ورسوله؟!
هذا وارتفعت حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 18205 قتلى، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة يوم الاثنين.
وتستمر القوات الإسرائيلية في قصف مدن ومحافظات شمال وجنوب قطاع غزة مع دخول الحرب يومها الـ66، وسط اشتباكات عنيفة ومخاوف دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
قصة صحابي اهتز لوفاته عرش الرحمن.. بكى عليه النبي حتى ابتلت لحيته
الصحابة رضي الله عنهم هم من أعظم الشخصيات في تاريخ الإسلام، فقد كانوا الأعمدة التي قامت عليها دعائم الدين بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واختارهم الله ليكونوا مع النبي في أوقات السلم والحرب، وكانوا الرفقاء الذين حملوا الرسالة بعد وفاته، وشهدوا الغزوات الكبرى، مثل بدر وأحد والخندق، وأظهروا شجاعةً وإيمانًا لا يتزعزع، ولم يكونوا فقط جنودًا في المعارك، بل كانوا قدوة في العلم والدعوة، ويزخر التاريخ الإسلامي بمئات المواقف التي توضح مكانة الصحابة، لكن واحدًا منهم فقط هو من اهتز عرش الرحمن لموته؛ فمن هو؟
صحابي اهتز عرش الرحمن فرحا به وبقدوم روحهالصحابي الذي اهتز لوفاته عرش الرحمن هو سعد بن معاذ رضي الله عنه، فجاء في صحيح البخاري حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ»؛ وكان ذلك بعد أن استشهد سعد في غزوة الخندق بسبب إصابته في معركة الأحزاب، وفقًا لما نشرته دار الإفتاء المصرية.
وعندما توفي سعد بن معاذ، اهتز عرش الرحمن تعبيرًا عن عظمة مكانته عند الله، وجاء ذلك في الحديث الشريف ليُبين مكانة هذا الصحابي الجليل في الإسلام، إذ كان سعد بن معاذ كان من أبرز القادة في معركة الخندق وواحدًا من أنصار النبي الأوفياء، وهو الذي أسلم في وقت مبكر وشهد العديد من الغزوات المهمة.
أسلم سعد بن معاذ رضي الله عنه في السنة 5 من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، أي بعد الهجرة بثلاث سنوات تقريبًا، وكان إسلامه في السنة التي شهد فيها بيعة العقبة الثانية، إذ أسلم مع مجموعة من قومه من الأوس وكانوا من الأنصار الذين دعموا النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وقد أسلم سعد بعد أن استمع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن، وكان إسلامه من أبرز الأحداث في تاريخ الدعوة، إذ كان أحد القادة البارزين في غزوة بدر وغزوة الخندق.
شهد غزوات بدر وأحد والخندق، وعندما استشار النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة يوم بدر، قال سعد بن معاذ رضي الله عنه: «قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به حق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا واحد، وما نكره أن نلقى عدونا غدا، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله»، فسار بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم على سعد بن معاذرمي سعد بن معاذ رضي الله عنه بسهم يوم الخندق، عاش بعدها شهرا ثم انتفض جرحه فتوفي بذلك، ودفنه النبي صلى الله عليه وسلم وبكى عليه حتى جعلت دموعه تحادر على لحيته، فرضي الله عنه.