لبنان ٢٤:
2025-03-10@06:10:09 GMT
كلفة الحرب باهظة... فمن يقدر أن يتحمّل تبعاتها؟
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
بعد مرور شهرين وأربعة أيام على اشتعال جبهة الجنوب بين "حزب الله" وإسرائيل، على صدى صرخات الأطفال وأنين الشيوخ في قطاع غزة الجريح، لم تعد الخسائر محصورة بنتائجها المباشرة في المناطق التي تتعرض لقصف إسرائيلي، بل يشمل التأثير السلبي كل القطاعات الاقتصادية والإنتاجية في لبنان، أي التجارة والصناعة والزراعة والسياحة والخدمات، فخسر لبنان في شهري المناوشات في الجنوب كثيراً من مردود النشاط الاقتصادي الذي سجّله منذ بداية العام 2023.
فإذا كانت كلفة المناوشات حتى الآن ما يقارب المليار دولار فكم ستكون عليه هذه الكلفة في حال تدّرج الوضع الميداني من مناوشات بدأت تتوسّع لتصل إلى حرب شاملة، وهذا ما يخشاه اللبنانيون، الذين يسعون إلى أن ينأ لبنان بنفسه عن حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، من دون أن يعني ذلك عدم التضامن مع أهل غزة في نكبتهم ومصابهم الجلل، ولكن لهذا التضامن وجوهًا كثيرة، خصوصًا أن المناوشات على طول الخط الأزرق لم تمنع الإسرائيليين من استمرار حربهم على غزة، ولم تخفّف الضغط على القطاع، بل تقتصر مفاعيل هذه المناوشات على حدود جبهات المواجهة، مع خشية البعض من أن تتحوّل هذه المناوشات إلى حرب شاملة، مع ما تعنيه هذه الحرب، وما يمكن أن ينتج عنها من خسائر بشرية ومادية. وقد يكون ما يحصل في غزة مؤشرًا لما هو مهيّأ للبنان في حال لم تنجح المساعي الديبلوماسية، والهادفة إلى تبريد الجبهتين الجنوبية والشمالية تمهيدًا للبحث عن صيغة معينة لتسوية تُطبخ في "المطابخ" الدولية، بالتنسيق والتشاور مع طهران، التي يُقال إنها غير مغيّبة عن الاتصالات القائمة على أكثر من خطّ، وذلك لأن الساعين إلى تجنيب لبنان انزلاقه إلى حرب لا هوادة فيها يعرفون مدى تأثير ايران على "حزب الله" بعدما بات طرفًا أساسيًا في الصراع القائم في المنطقة، وبالتالي لا يمكن إلاّ أن يكون مشاركًا في أي تسوية يمكن التوصّل إليها في مراحل لاحقة بعد أن ينجلي غبار الحرب الدائرة في غزة، وهي حرب طويلة وفق ما يجمع عليه الخبراء العسكريون.
فإذا كانت كلفة مناوشات الشهرين بلغت مليارًا من الدولارات، التي أصبحت شحيحة في الأسواق، فكم ستكون عليه كلفة الحرب الواسعة والشاملة؟
سؤال يُسأل. وهو بات على كل شفة ولسان في لبنان وفي غير لبنان. لكن الإجابة عنه تبقى في أدراج، الذين يتحكّمون بقرار التوسعة. فإذا اقتضت ظروف الحرب في غزة أن تُفتح "أبواب جهنم" في الجنوب، ومنه إلى كل لبنان، تتخذ المواجهة أشكالًا جديدة. وهذا ما تسعى إليه إسرائيل المربكة "غزّاويًا"، وهي تحاول بكل الوسائل الخروج من حفرة حفرتها لغيرها فوقعت فيها، وهي لا تعرف بالتالي كيف السبيل للخروج منها.
ويعتقد أركان الحرب في تل أبيب أن أفضل السبل لهذا "الخروج" هو اللجوء إلى فتح جبهة جديدة مع لبنان انطلاقًا من جنوبه. وهذا ما يفسّر توسيع دائرة القصف ليطال مناطق كانت تُعتبر حتى الأمس القريب خارج "ساحة قواعد الاشتباك"، التي لن تعود صالحة بعد أن تُعتبر منتهية الصلاحية عندما يضطرّ "حزب الله" الردّ بقوة على أي ردّ خارج المألوف، ولو مكرهًا. وهذا الوضع المستجدّ والمرتقب والمحتمل سيقود حتمًا إلى انزلاق لبنان في حرب يحاول الجميع، في الداخل والخارج، أبعاد كأسها عنه.
وفي حال وقعت هذه الحرب المحظورة فإن فاتورتها ستكون مرتفعة جدًّا على لبنان، وعلى غيره بالطبع، ولكن وقع تداعياتها سيكون أشدّ على اللبنانيين أكثر، لأنهم يرزحون في الأساس تحت أثقال لا طائل لهم على حملها. ومن بين هذه الأحمال الثقيلة والضاغطة التي تفوق قدرة اللبنانيين على تحمّلها لوحدهم، يأتي عبء النزوح السوري، وهو في طليعة المشكلات التي ترهق كاهلهم. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
سعد: على الحكومة أن تدرك أن الدبلوماسية وحدها لن تزيل الاحتلال
شدد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد في الذكرى 50 لاستشهاد معروف سعد على أن "من حقِّ شعبِنا اتّباعُ كلِّ الوسائلِ لتحريرِ أرضِه إنْ لم تقمْ مؤسساتُ الدولةِ بذلك، وعلى الحكومةِ أنْ تُدرِكَ أنًّ الدبلوماسيةَ وحدَها لنْ تُزيلَ احتلالًا ولنْ تحفظَ أمنًا".وقال: "سنواتٌ خمسونَ وذكرُك بين الناسِ عصيٌّ على النسيانِ حبًا واعتزازًا. روحُكَ الطاهرةُ الطيبةُ لا تغادرُ الوجدانَ وفي شغافِ القلبِ وثنايا العقلِ تسكنُ. وجعُ الغيابِ وإنْ طالَ لخمسين، فكأنّه اليومَ وكلَّ يومٍ يتجدّدُ. لا تخبو مشاعلُ الحقِّ وإنْ طالَتِ الأزمانُ بها، وأنتَ يا معروفُ مشعلٌ للحقِّ لا ينطفئُ. مثلُكَ وإنْ نالَتْ أقدارُ الموتِ منه فأنوارُ نضالِه تَسطَعُ وتُلهِمُ. للناسِ حكاياتٌ، ومعروفُ، حكايةُ الناسِ التي لا تندثرُ. حكايةُ ثورةٍ على ظلمٍ واستبدادٍ، حكايةُ كفاحٍ ضدَّ عدوٍّ غاصبٍ، حكايةُ حلمٍ بعدلٍ وحريةٍ وكرامةٍ. رصاصةٌ غادِرَةٌ من سلطةٍ مجرمةٍ أرْدَتْكَ شهيدًا. فصرْتَ أنتَ الثورةَ وأنتَ الكفاحَ وأنتَ الحُمَ الجميلَ وصرْتَ أنتَ أصلَ الحكايةِ. رحلْتَ ونبقَى على ثورتِكَ وكفاحِكَ وحلمِكَ. نكابدُ النضالَ حبًا والتزامًا كما كنتَ وأردْتَ. وطنيتُنا جامعةٌ، عروبتُنا تقدّميّةٌ، انحيازاتُنا للناسِ المنتجينَ، وثورتُنا على كلِّ معتدٍ آثم. راياتُنا خفّاقةٌ، هاماتُنا شامخةٌ، كرامتُنا موفورةٌ وأحلامُنا الكبرى لم ولن تنكسر. ذلك هو العهدُ".
أضاف: "لم يكسرِ الإجرامُ والحقدُ الاسرائيليان إرادةَ شعبِنا. مقاومونَ بواسلٌ لم تثنِهم فوارقُ السلاحِ عن مواصلةِ القتالِ فاستشهدُوا واقفينَ ذَودًا عن كرامةِ الوطن. صيدا عاصمةُ الجنوبِ تحييكُم أيُّها البواسلُ. في الوقتِ الذي كان فيه شعبُنا اللبنانيُّ وشعبُنا الفلسطينيُّ يدفعان فواتيرَ الحربِ الباهظةَ دمًا ودمارًا وتهجيرًا. كانت أميركا وسَطَ الحربِ تقلبُ الموازينَ العسكريةَ والسياسيةَ. قدَّمَتِ الدعمَ العسكريَّ المطلقِ للعدوانِ وأدارَتْ بقدراتِها الدبلوماسيةِ الحربَ السياسيةَ. كانت تلك واحدةٌ من أخطرِ حقائقِ الحرب. وكان لها ما بعدَها من حقائق. نفوذٌ أميركيٌّ متعاظمٌ في لبنانَ والعالمِ العربي. مسعى أميركي إسرائيلي لإسرائيلَ عظمى وسَطَ عالمٍ عربيٍّ متهالك. فلسطينُ أمامَ مشروعٍ كبيرٍ لتصفيةِ قضيتِها وتهجيرِ شعبِها. لبنان قد أُخضِعَ لاتفاقِ إذعانٍ ولمحاولاتٍ متواصلةٍ لفرضِ سلامِ الاستسلامِ عليه. إعمارُ ما دمّرَهُ العدوانُ خاضعٌ للابتزازِ السياسي. سوريا تحت احتلالاتٍ اسرائيليةٍ متجددةٍ ونفوذٍ أميركيٍّ تركيٍّ ومخاطرَ الفوضى والاضطرابِ والتفككِ. العالمُ العربيُّ بإجمالِه بين استبدادِ حكّامٍ وحروبٍ أهليةٍ وخرائطَ جديدةٍ. أوضاعٌ تدفعُ الشعوبُ العربيةُ أكلافَها دمًا وتشريدًا وخرابًا. الفجورُ الأميركيُّ الاسرائيليُّ بلغَ مداهُ وغيبوبةُ الحكّامِ العربِ فاقَتْ كلَّ تصوّرٍ. استفاقةٌ رسميّةٌ عربيّةٌ متأخرةٌ ربما تكونُ عابرةً عبّرَتْ عنها الخطّةُ المصريّةُ العربيةُ لإنقاذِ غزة في القمّةِ العربيةِ الأخيرةِ ردًا على مشروعِ ترامبِ العقاريِّ التهجيريِّ. خطةٌ لا تتوفرُ لها ركائزُ القوّةِ لتحقيقِها. تلك حقائقُ ماثلةٌ يَصْعَبُ بأيِّ حسابٍ إنكارُها. حقائقُ تفرِضُ على القوى الوطنيةِ العروبيّةِ التقدميّةِ جَمْعَ شتاتِها انتصاراً لوحدةِ أوطانِها وكرامةِ شعوبِها".
وتابع: " في ملفاتِ لبنان الصعبةِ، على الحكومةِ أنْ تُدرِكَ أنًّ الدبلوماسيةَ وحدَها لنْ تُزيلَ احتلالًا ولنْ تحفظَ أمنًا. من حقِّ شعبِنا اتّباعُ كلِّ الوسائلِ لتحريرِ أرضِه إنْ لم تقمْ مؤسساتُ الدولةِ بذلك. السياسةُ الدفاعيةُ لا تُستعارُ ولا تجيّرُ ولا تُستجدى، بل تصوغُها إراداتٌ وطنيةٌ جامعةٌ لتحررَ الأرضَ وتحفظَ الأمنَ الوطنيَّ. حاجتنا ملحة إلى توافقات ومعالجات وطنية لملفات لبنان الصعبة".
وقال: "أنهكَتِ الأزَماتُ شعبَنا ودفعَتْ به نحو الفقرِ والعَوَزِ والهجرةِ. جديّةُ المعالجةِ ونجاحِها تفرضانِ انحيازاتٍ حاسمةً لحقوقِ الغالبيةِ العظمى من شعبِنا في الحريّةِ والصحةِ والتعليمِ والغذاءِ والضماناتِ والخدماتِ. إنّ ثقةَ الناسِ بالحكومةِ رهنُ قدرتِها على توفيرِ موجباتِ الأمنِ الوطنيِ وموجباتِ الأمنِ الاجتماعيّ. فلا تخسَروا ثقةَ الناسِ وإنْ ربحتُم ثقةَ النوابِ وثقة الدول. شعبُ فلسطينَ الذي يواجِهُ أعتى عدوانٍ على شعبٍ في التاريخِ، لم يَكِلِّ الصمودَ ولم يَكِلِّ المقاومةَ. الانتصارُ لقضيتِه واجبٌ وطنيٌّ وأخلاقيٌّ. تحيةً لصمودِه الأسطوريِّ وهو يواجِهُ حربَ إبادةٍ وتهجيرٍ".
أضاف: "صيدا على أبوابِ انتخاباتٍ بلديةٍ واختياريةٍ. إنتخاباتٌ لها أهميتُها وضروراتُها التنمويةُ والخدماتيّةُ. للبلديةِ وظائفُ تنمويةٌ وخدماتيّةٌ وإداريّةٌ، إنْ غابَتْ عنها ضاعَتْ فُرَصُ التنميةِ وتردّتِ الخدماتُ. بعد خمسةَ عشَرَةَ سنةٍ عجافٍ صيدا تحتاجُ لتغييرِ المشهدِ التنمويِّ والخدماتيِّ برمّتِه. المحاصصةُ السياسيةُ لا تفيدُ المدينةَ ولم تُفِدْها يوماً. الاستئثارُ السياسيُّ أيضًا لا يفيدُها. البلديةُ ليست مِنصةً لتلبيةِ مطالبٍ سياسية. وهي أيضاً ليست مكانًا للوجاهة. دعوتي اليومَ للشبابِ الصيداويِّ للعبِ أدوارٍ تنتظرُه في مجالِ العملِ البلديِّ والتنموي. ليقدّمَ للمدينةِ مشهدًا بلديًا وتنمويًا جديدًا ومختلفاً. هي دعوةٌ لشبابٍ وشاباتٍ متحررينَ من سطوةِ السياساتِ وإغراءاتِ الوجاهة. ومتسلحينَ بالانتماء الوطني وبالحماسةِ والاختصاصِ والبرامجِ والابداعِ يتنافسون لزمنٍ بلديٍّ جديد. لنتجاوزِ التقليدَ السياسيَّ ونطلقْ عملاً بلدياً مستقلاً تتصدرُه الأجيالُ الجديدة".
وختم: "معروفُ باقٍ فينا".