في مثل هذا اليوم.. مذبحة مروعة في معرة النعمان
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
ما جرى في معرة النعمان بدءا من 12 ديسمبر في عام 1098، يعد نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين الشرق والغرب لا تزال مائلة حتى الآن. في تلك المناسبة حدثت فظائع لا تنسى إلى الأبد.
إقرأ المزيد وعد تشي غيفارا تحقق بعد 3 سنوات من خطابه الأممي.. فما قصة النافورة والمرأة بطلة الخطة "ب"؟جرت تلك الأهوال في إطار الحملة الصليبية الأولى "1096 – 1099" التي دعا إليها البابا أوربان الثاني بهدف رئيس يتمثل في السيطرة على القدس وانتزاعها من المسلمين.
كانت الدول الإسلامية متمثلة في العباسيين والسلاجقة والفاطميين في حالة من الضعف الشديد، وكانت سيطرتها على أغلب المناطق الهامة وخاصة في الشام اسمية فقط.
بعد هجوم طويل، سيطر الصليبيون بقيادة ريمون دو تولوز وبوهيموند الأول في عام 1098، على معرة النعمان الواقعة في سوريا حاليا، ومنح أهلها بعد مفاوضات الأمان، إلا أن المهاجمين أخلوا بالمواثيق والعهود وقتلوا جميع السكان تقريبا. ويتراوح عدد الضحايا بين 15 إلى 20 ألفا، ودمروا المدينة تماما، ولم تتوقف الفظائع عند هذا الحد، حيث شرع الغزاة في أكل جثث القتلى من سكان المدينة المتناثرة في الشوارع. هذا الأمر الرهيب أرجع إلى نقص الطعام وحدوث مجاعة كبرى!
في التفاصيل، سيطرت الحملة الصليبية الأولى في يونيو عام 1098 على أنطاكية الواقعة في تركيا الحالية، بعد حصار دام عاما، وجاء الدور على مدينة معرة النعمان الحصينة الواقعة في الطريق إلى دمشق.
المدينة الحصينة والمنيعة قاومت ببسالة الصليبيين وتمكنت من دحر قواتهم، فانتقلت قوات الصليبيين على الجنوب لنهب المدن والبلدات الصغيرة، وبنهاية عام 1098 عاد الصليبيون مرة أخرى على معرة النعمان وكان فصل الشتاء على الأبواب، وكان الصليبيون يفتقرون إلى المؤنة.
صمد المدافعون عن المدينة لمدة أسبوعين، من الحصار الخانق، وبعد أن تمكن المهاجمون من السيطرة على مواقع دفاعية هامة في المدينة، تفاوضت الحامية مع بوهيموند الأول الذي ضمن لها السلامة في حالة استسلام المدينة، إلا أن الصليبيين دخلوا المدينة وأعملوا السيوف في أهلها وارتكبوا مذبحة كبرى تحدث عنها المؤرخون الغربيون أنفسهم برعب وهلع.
المؤرخ رادولف كاين كتب يروي تفاصيل تلك الفظائع قائلا: "قال بعض الناس إنهم بسبب نقص الطعام قاموا بطهي الوثنيين البالغين في القدور، وطعنوا الأطفال بالأسياخ والتهموهم على الشواية".
الوقائع أكدها المؤرخ فوشيه الشارتري، الذي كتب يقول: "أرتعد وأنا أقول إن العديد من أناسنا، المنهكين من جنون الجوع المفرط، انتزعوا قطعا من (...) الموتى المسلمين، وقاموا بطهيها".
ألبرت آخن أضاف إلى هذه الصورة السوداوية المزيد، مشيرا إلى أن "الصليبيين لم يقتصروا على أكل الأتراك والمسلمين القتلى فقط، بل وأكلوا الكلاب".
بعد أن انتشرت هذه القصص المروعة عن وحشية الصليبيين، يقول المؤرخون إن الغزاة لم يجدوا في طريقهم وهم يسيرون نحو القدس أي أحد تقريبا، ولم يقابلوا أي مقاومة، واختبأ الجميع!
وعن ذلك اليوم المرعب للمذبحة في 12 ديسمبر 1098، أفيد بأن الصليبيين أدركوا أن الطعام لم يتبق منه إلا القليل، فانطلقوا هائجين في شوارع معرة النعمان، وسجل واحد شهد الأحداث قائلا: " بالكاد يمكن أن يتجول الشخص في الشوارع إلا من خلال الدوس على جثث المسلمين".
الصليبيون تقدموا بسرعة على وقع مجزرة "معرة النعمان" الرهيبة، وكانت الجائزة السيطرة على القدس في 15 يوليو عام 1099. المدينة بقيت تنتظر 88 عاما إلى ان اختمرت الظروف واستعادها المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين.
مدينة نعرة النعمان، حصلت على اسمها تكريما للصحابي النعمان بن بشير، وعلى أرضها دفن العديد من الصحابة بمن فيهم حاول اللواء بلال بن رباح.
إضافة إلى ذلك، فقد عاش الفيلسوف والشاعر الكبير أبو العلاء المعري "973 – 1057" في هذه المدينة، وفي هذا المكان تحديدا الذي شهد واحدة من أفظع الوقائع والمحن أنجز، رسالة الغفران التي يعتقد أنها كانت الأساس الذي ارتكز عليه الشاعر الإيطالي دانتي في كتابة "الكوميديا الإلهية".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف
إقرأ أيضاً:
الإمارات تضم صوتها إلى الدول المدينة للعنف ضد البعثات الدبلوماسية
ضمت دولة الإمارات صوتها، في اجتماع اللجنة السادسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى جميع الدول التي أعربت عن إدانتها لكافة أعمال العنف ضد المباني والبعثات الدبلوماسية والقنصلية.
وألقت عائشة المنهالي عضو البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، بيان الإمارات أمام اللجنة السادسة للأمم المتحدة بشأن النظر في التدابير الفعّالة لتعزيز حماية وأمن وسلامة البعثات الدبلوماسية والقنصلية والممثلين الدبلوماسيين والقنصليين".
وقالت المنهالي، في كلملة الإمارات أمام اللجنة: "تُعتبر حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية من القواعد الأساسية للعلاقات الدبلوماسية، ومبدأً مقدس يتعين على جميع الدول احترامه والالتزام به، ومن هذا المنطلق، تضم الإمارات صوتها إلى جميع الدول التي أعربت وبشدة عن إدانتها لكافة أعمال العنف المرتكبة ضد المقرات الدبلوماسية والقنصلية، والممثلين الدبلوماسيين، والقنصليين.. أعمال العنف هذه تتنافى مع الممارسة المتبعة التي تقضي بسلمية العلاقات الدبلوماسية، والتي تفرض على الدول المستضيفة حماية وأمن وسلامة البعثات الدبلوماسية والقنصلية، بما في ذلك مبانيها".
وأضافت "تشدد الإمارات على أن مسؤولية حماية هذه المباني تظل ساريةً حتى في أوقات النزاعات المسلحة، ونؤكد على ضرورة أن تتخذ الدول كافة التدابير المناسبة لحماية البعثات الدبلوماسية والقنصلية، بما في ذلك مقرات إقامة رؤساء البعثات الدبلوماسية، وتشمل هذه التدابير اعتماد الآليات الوقائية والعمل بمبدأ المُساءلة لتوفير هذه الحماية، وأن تضمن الدول المُستضيفة إجراء التحقيقات الشاملة والوافية في أعمال العنف التي تتعرض لها المقرات أو الأفراد المشمولين باتفاقيات فيينا، بهدف تقديم الجُناة إلى العدالة، وإشراك الأمم المتحدة حسب الاقتضاء".
وتابعت: "في هذا الصدد، تؤكد الإمارات التزامها بمسؤولياتها وفقاً لاتفاقيات فيينا، ونحرص على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتعزيز حماية وأمن وسلامة البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الإمارات، والممثلين الدبلوماسيين والقنصليين العاملين فيها، إلى جانب الحفاظ على التواصل المنتظم مع هذه البعثات:.
واختتم المنهالي بيان الإمارات، قائلة: "تُدين بلادي بأشد العبارات استهداف الجيش السوداني مقر إقامة رئيس بعثة الإمارات في الخرطوم في 29 سبتمبر (أيلول) 2024، في انتهاك صارخ لمبدأ حرمة المباني الدبلوماسية، على النحو المنصوص عليه في القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية".
ضمت دولة الإمارات صوتها في اجتماع اللجنة السادسة للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى جميع الدول التي أعربت وبشدة عن إدانتها لكافة أعمال العنف ضد المباني والبعثات الدبلوماسية والقنصلية.
إن من واجب الدول المضيفة حماية هذه المباني، بما يتضمن مقرات إقامة رؤساء البعثات الدبلوماسية، ويظل… https://t.co/0j8u0sTBvc pic.twitter.com/2br5f2nBHk