RT Arabic:
2024-11-27@03:25:08 GMT

في مثل هذا اليوم.. مذبحة مروعة في معرة النعمان

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

في مثل هذا اليوم.. مذبحة مروعة في معرة النعمان

ما جرى في معرة النعمان بدءا من 12 ديسمبر في عام 1098، يعد نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين الشرق والغرب لا تزال مائلة حتى الآن. في تلك المناسبة حدثت فظائع لا تنسى إلى الأبد.

إقرأ المزيد وعد تشي غيفارا تحقق بعد 3 سنوات من خطابه الأممي.. فما قصة النافورة والمرأة بطلة الخطة "ب"؟

جرت تلك الأهوال في إطار الحملة الصليبية الأولى "1096 – 1099" التي دعا إليها البابا أوربان الثاني بهدف رئيس يتمثل في السيطرة على القدس وانتزاعها من المسلمين.

كانت الدول الإسلامية متمثلة في العباسيين والسلاجقة والفاطميين في حالة من الضعف الشديد، وكانت سيطرتها على أغلب المناطق الهامة وخاصة في الشام اسمية فقط.

بعد هجوم طويل، سيطر الصليبيون بقيادة ريمون دو تولوز وبوهيموند الأول في عام 1098، على معرة النعمان الواقعة في سوريا حاليا، ومنح أهلها بعد مفاوضات الأمان، إلا أن المهاجمين أخلوا بالمواثيق والعهود وقتلوا جميع السكان تقريبا. ويتراوح عدد الضحايا بين 15 إلى 20 ألفا، ودمروا المدينة تماما، ولم تتوقف الفظائع عند هذا الحد، حيث شرع الغزاة في أكل جثث القتلى من سكان المدينة المتناثرة في الشوارع. هذا الأمر الرهيب أرجع إلى نقص الطعام وحدوث مجاعة كبرى!

في التفاصيل، سيطرت الحملة الصليبية الأولى في يونيو عام 1098 على أنطاكية الواقعة في تركيا الحالية، بعد حصار دام عاما، وجاء الدور على مدينة معرة النعمان الحصينة الواقعة في الطريق إلى دمشق.

المدينة الحصينة والمنيعة قاومت ببسالة الصليبيين وتمكنت من دحر قواتهم، فانتقلت قوات الصليبيين على الجنوب لنهب المدن والبلدات الصغيرة، وبنهاية عام 1098 عاد الصليبيون مرة أخرى على معرة النعمان وكان فصل الشتاء على الأبواب، وكان الصليبيون يفتقرون إلى المؤنة.

صمد المدافعون عن المدينة لمدة أسبوعين، من الحصار الخانق، وبعد أن تمكن المهاجمون من السيطرة على مواقع دفاعية هامة في المدينة، تفاوضت الحامية مع بوهيموند الأول الذي ضمن لها السلامة في حالة استسلام المدينة، إلا أن الصليبيين دخلوا المدينة وأعملوا السيوف في أهلها وارتكبوا مذبحة كبرى تحدث عنها المؤرخون الغربيون أنفسهم برعب وهلع.

المؤرخ رادولف كاين كتب يروي تفاصيل تلك الفظائع قائلا: "قال بعض الناس إنهم بسبب نقص الطعام قاموا بطهي الوثنيين البالغين في القدور، وطعنوا الأطفال بالأسياخ والتهموهم على الشواية".

الوقائع أكدها المؤرخ فوشيه الشارتري، الذي كتب يقول: "أرتعد وأنا أقول إن العديد من أناسنا، المنهكين من جنون الجوع المفرط، انتزعوا قطعا من (...)  الموتى المسلمين، وقاموا بطهيها".

ألبرت آخن أضاف إلى هذه الصورة السوداوية المزيد، مشيرا إلى أن "الصليبيين لم يقتصروا على أكل الأتراك والمسلمين القتلى فقط، بل وأكلوا الكلاب".

بعد أن انتشرت هذه القصص المروعة عن وحشية الصليبيين، يقول المؤرخون إن الغزاة لم يجدوا في طريقهم وهم يسيرون نحو القدس أي أحد تقريبا، ولم يقابلوا أي مقاومة، واختبأ الجميع!

وعن ذلك اليوم المرعب للمذبحة في 12 ديسمبر 1098، أفيد بأن الصليبيين أدركوا أن الطعام لم يتبق منه إلا القليل، فانطلقوا هائجين في شوارع معرة النعمان، وسجل واحد شهد الأحداث قائلا: " بالكاد يمكن أن يتجول الشخص في الشوارع إلا من خلال الدوس على جثث المسلمين".

الصليبيون تقدموا بسرعة على وقع مجزرة "معرة النعمان" الرهيبة، وكانت الجائزة السيطرة على القدس في 15 يوليو عام 1099. المدينة بقيت تنتظر 88 عاما إلى ان اختمرت الظروف واستعادها المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين.

مدينة نعرة النعمان، حصلت على اسمها تكريما للصحابي النعمان بن بشير، وعلى أرضها دفن العديد من الصحابة بمن فيهم حاول اللواء بلال بن رباح.

إضافة إلى ذلك، فقد عاش الفيلسوف والشاعر الكبير أبو العلاء المعري "973 – 1057" في هذه المدينة، وفي هذا المكان تحديدا الذي شهد واحدة من أفظع الوقائع والمحن أنجز، رسالة الغفران التي يعتقد أنها كانت الأساس الذي ارتكز عليه الشاعر الإيطالي دانتي في كتابة "الكوميديا الإلهية".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف

إقرأ أيضاً:

زنّار نار لفّ الضاحية الجنوبية وبيروت.. غارات إسرائيلية عنيفة تطال مناطق واسعة وتسفر عن مجازر مروعة

نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة من لبنان، في تصعيد عسكري كبير وعنيف، وذلك وسط محاولات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، إذ أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنّه من المتوقع الإعلان عن وقف النار بين الجانب اللبناني وإسرائيل الليلة الساعة العاشرة بتوقيت بيروت.

وتعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت وبعض المناطق في العاصمة لغارات متزامنة، مما أثار حالة من الهلع بين السكان ودفعهم إلى الإخلاء سيرًا على الأقدام.   وشنّت طائرات العدوّ غارة على مركز القرض الحسن، في منطقة النويري - بربور.
 
كما أفادت مندوبة "لبنان 24" أنّ غارة إسرائيليّة استهدفت مبنى في شارع الحمرا قرب وزارة الداخلية ومصرف لبنان.
 
وقصف العدوّ أيضاً مبنى في محلة السفارة الكويتية.
 
كما شنّت طائرات العدوّ غارة على حيّ سكنيّ في منطقة المزرعة.
  وفي الجنوب، استُهدف مبنى تابع لجمعية "القرض الحسن" في مشغرة، وسيارة في بلدة عيتيت بمنطقة صور. كما نفذت غارة على منطقة الخريبة في أطراف راشيا الفخار، وأخرى على بلدة تول.

وفي بعلبك، استهدفت الغارات منزلاً مأهولاً في حي الشراونة، ما أسفر عن استشهاد أم وأطفالها من عائلة مظلوم، وفقًا لمعلومات "لبنان 24". كما طالت الغارات حي الشيخ حبيب في بعلبك وبلدة شعت، وسط تقارير عن مجزرتين جديدتين. وامتد القصف ليشمل بلدة حورتعلا شرقي بعلبك وبلدة طاريا، بالإضافة إلى غارة على منزل في محلة مصنع الزهرة على طريق عيون السيمان، حيث سُجل سقوط ضحايا في مجزرة مروعة.


أما في صيدا، استُهدف مبنىة مباشرة، مما أسفر عن أضرار كبيرة، دون معلومات مؤكدة حول وقوع إصابات.

التصعيد الإسرائيلي يترافق مع نداءات إنسانية عاجلة لرفع الأنقاض وإنقاذ العالقين، في وقت تتزايد فيه حصيلة الضحايا وسط أجواء من الخوف والدمار.





مقالات مشابهة

  • بعد أكثر من ربع قرن من الصمت... إدانة مسؤول سابق بجريمة اغتصاب مروعة داخل مركز للشباب في أمريكا
  • شرطة المدينة المنورة تقبض على عدد من المتسولين .. فيديو
  • شهادات مروعة للفلسطينيات فى سجون إسرائيل
  • زنّار نار لفّ الضاحية الجنوبية وبيروت.. غارات إسرائيلية عنيفة تطال مناطق واسعة وتسفر عن مجازر مروعة
  • أسلحة إيران تقتل النساء.. الحوثي يرتكب انتهاكات مروعة والوية العمالقة تعلق
  • خلاف بولندا- أوكرانيا يستعر: نكء جراح مذبحة فولين
  • دفنا تحت الركام.. لحظات مروعة لانهيار مقلع رخام في تركيا (فيديو)
  • أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإمارات
  • في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعنيف النساء
  • لبنان تحت القصف المستمر.. غارات إسرائيلية مكثفة ومجازر مروعة في بيروت وضواحيها