تحت أنظار نتانياهو.. لماذا سمحت إسرائيل لقطر بإرسال ملايين لحماس على مدار سنوات؟
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
واجهت قطر انتقادات لاذعة من مسؤولين إسرائيليين في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر، التي شنتها حركة حماس الفلسطينية، وذلك بسبب إرسال الدوحة ملايين الدولارات على مدار سنوات، على هيئة مساعدات إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة.
لكن رغم الانتقادات، كانت تلك المساعدات "تصل بموافقة إسرائيل وتحت أعين رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، الذي واصل العمل بتلك السياسة على الرغم من التحذيرات التي صدرت من داخل حكومته"، وفق تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية".
وفي هذا الصدد، أكدت قطر أنها ستواصل إرسال الأموال إلى غزة، وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، محمد الخليفي، في تصريحات للشبكة الأميركية: "لن نغير التزامنا، وسنواصل تقديم المساعدة والدعم لإخوتنا وأخواتنا الفلسطينيين، وسنواصل القيام بذلك بشكل منظم كما فعلنا من قبل".
ماذا نعرف عن تلك الملايين؟بدأت قطر عام 2018 دفع نحو 15 مليون دولار شهريا إلى قطاع غزة، بعدما قررت السلطة الفلسطينية وقف رواتب الموظفين الحكوميين في غزة منذ عام 2017.
وكانت تلك الأموال "تصل في حقائب إلى إسرائيل، قبل وصولها إلى القطاع"، وفق "سي إن إن".
وعارضت السلطة الفلسطينية تلك الخطوة آنذاك، في حين أشارت حماس إلى أن الأموال هي "رواتب الموظفين الحكوميين ولأغراض طبية". أما إسرائيل فوافقت على الصفقة خلال اجتماع حكومي في أغسطس 2018، حينما كام نتانياهو رئيسا للحكومة في ولاية سابقة، حسب الشبكة الأميركية.
وتعرض نتانياهو حينها لانتقادات من تحالفه الحكومي بسبب الصفقة، وما وُصف بأنه نهج "ناعم جدا" مع حماس، لكنه أشار حينها إلى أن الخطوة "تمت بالتنسيق مع خبراء أمنيين، بهدف إعادة الهدوء إلى البلدات (الإسرائيلية) جنوبي البلاد، ولمنع كارثة إنسانية (في غزة)".
فشل "ترويض حماس"وأشارت تقارير إسرائيلية ودولية إلى أن خطة نتانياهو كانت تهدف إلى "استمرار بقاء حماس كقوة موازية للسلطة، ومنع تأسيس دولة فلسطينية"، فيما اعتبر مسؤولون بالسلطة أن الهدف منها كان "تعزيز الانقسام بين الفلسطينيين"، وفق الشبكة الأميركية.
وقال المسؤول البارز السابق بوزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، للشبكة الأميركية: "نتانياهو دعم الخطة، لكنها لم تحظ بدعم المجتمع الاستخباراتي الإسرائيلي".
وأضاف أن هناك بعض الآراء التي أشارت إلى أن الخطة "ستضعف السيادة الفلسطينية"، بجانب وجود "وهم" يقول إنه "لو تم تغذيتهم (حماس) بالمال، سيتم ترويضهم".
وشنت الحركة الفلسطينية هجمات في السابع من أكتوبر الماضي ضد بلدات جنوبي إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل بقصف جوي مكثف على القطاع ترافق مع توغل بري منذ 27 أكتوبر، مما أوقع أكثر من 18 ألف قتيل، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بحسب سلطات غزة الصحية.
من جانبه، أوضح نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، شلومو بروم، في تصريحات، الأحد، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن "صفقة نتانياهو مع قطر لإرسال أموال إلى حماس، ساعدته على تجنب التفاوض بشأن إقامة دولة فلسطينية".
وأضاف أن "الانقسام بين الفلسطينيين دعم روايته عن عدم وجود شريك سلام بين الفلسطينيين، وبالتالي تجنب الضغوط من أجل الدخول في مفاوضات سلام تقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وفي تصريحات لشبكة "سي إن إن"، قال رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، إنه "بعد سنوات من تعبيره عن مخاوفه لحكومة نتانياهو حينما كان وزيرا للتعليم، قرر بنفسه حينما صار رئيسا للحكومة عام 2021 وقف عملية وصول الأموال إلى غزة"، وأوضح: "لماذا نزودهم بالمال ليقتلوننا؟".
نتانياهو في مرمى الانتقاداتانتقد السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، مارتن إنديك، نتانياهو، ووصفه، الأحد، بأنه "خطر واضح وقائم" على بلاده، ودعاه إلى الاستقالة "قبل أن يلحق المزيد من الضرر بإسرائيل".
وقال الدبلوماسي الأميركي السابق، في منشور على منصة إكس، إن "إصرار نتانياهو على البقاء في السلطة مهما كان الثمن هو خطر واضح وقائم على إسرائيل. عليه أن يستقيل بالأمس!".
وكتب إنديك، الذي تم تكليفه بالعمل على صياغة اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني خلال فترة عمله كمبعوث خاص للرئيس، باراك أوباما، للشرق الأوسط بين عامي 2013 و2014، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"حاجة إلى الاستقالة قبل أن يلحق المزيد من الضرر بإسرائيل".
في المقابل، سبق أن نفى نتانياهو بشدة الاتهامات التي تقول إنه سمح لقطر بتمويل وتقوية حماس بهدف "تقسيم الفلسطينيين إلى معسكرات سياسية متنافسة"، واصفا هذه المزاعم بأنها "سخيفة".
وقال نتانياهو في مقابلة مع "أكسل سبرينغر"، الشركة الأم لـ"بوليتيكو"، إنها "كذبة كبيرة القول إني أردت بناء قدرات حماس"، مضيفا لنفي هذه المزاعم: "لن تخوض الحرب 3 مرات مع حماس أو تقوم بعمليات عسكرية كبيرة إذا كنت تريد بناء حماس".
وواصل جلعاد حديثه لشبكة "سي إن إن"، بالتأكيد على أنه "كان من بين المعارضين لإرسال الأموال إلى حماس"، ووصف تدفقها عبر سنوات أنه "خطأ مأساوي".
كما أشار إلى أن الأموال القطرية "ساعدت حماس على تعزيز قبضتها في غزة، وكانت بالنسبة لها (حماس) مثل الأكسجين".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: رئیس الوزراء سی إن إن إلى أن
إقرأ أيضاً:
حماس توافق على الإفراج عن جندي يحمل الجنسية الأميركية وويتكوف يقدم مقترحات جديدة
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها تسلمت يوم أمس مقترحا من الوسطاء لاستئناف المفاوضات وأنها تعاملت معه بمسؤولية وإيجابية، في حين كشف فيه موقع أكسيوس الأميركي تفاصيل مقترح أميركي جديد.
وقالت الحركة إنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته، وإن ردها تضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.
وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق، رحبت حماس، بأي مقترحات من شأنها أن تدفع باتجاه تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة بمراحله المختلفة.
وقال القيادي بالحركة حسام بدران، في بيان، الجمعة، إن الحركة مصرّة على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله المختلفة الثلاثة، وذلك بعد تعثر البدء بالمرحلة الثانية جراء التنصل الإسرائيلي من الاتفاق.
وحذّر من أن خروج إسرائيل عن ما تم الاتفاق عليه سيعيد الأمور إلى الصفر، ومبينا أن الحركة طالبت الوسطاء بإلزام الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار ووقف الخروقات، واستكمال كافة البنود التي تم إقرارها.
إعلانوقبل ذلك، قال الناطق باسم الحركة حازم قاسم إن التقارير الإعلامية الإسرائيلية عن تقديم مقترحات جديدة تهدف للقفز على اتفاق غزة، وأكد التمسك بما تم الاتفاق عليه سابقا والدخول في تنفيذ المرحلة الثانية، وتطبيق استحقاقاتها بالتعهد بعدم العودة للحرب والانسحاب من كامل القطاع.
وشدد قاسم على ضرورة تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي تعهداته بالانسحاب من غزة، وبدء الانسحاب من محور فيلادلفيا، متهما إسرائيل بعدم تنفيذ البروتوكول الإنساني لاتفاق غزة.
وأشار إلى أن اللقاءات ما زالت مستمرة مع الوسطاء في الدوحة بهدف الدفع باتجاه بدء المرحلة الثانية، مؤكدا في الوقت ذاته أن حماس لا تريد العودة للحرب مجددا، لكنها لا تملك إلا الدفاع عن الشعب الفلسطيني في حال استئناف الاحتلال عدوانه على غزة.
وضمن السياق ذاته، شددت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، على التزام المقاومة باستمرار التطبيق الأمين لما وقعت عليه في اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وجاهزيتها التامة لاستكمال هذا التطبيق.
وأوضحت الحركتان أنهما أكدتا ضرورة الالتزام الكامل ببنود وقف إطلاق النار ومراحله المختلفة، خصوصا الانسحابَ من محور فيلادلفيا وفتحَ المعابر وتطبيقَ البروتوكول الإنساني وإدخالَ كل احتياجات قطاع غزة والشروعَ في تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق دون قيد أو شرط.
وقالت حركة حماس إن وفدين من الحركة برئاسة محمد درويش رئيس مجلس القيادة للحركة، وكل من الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النَخّالة ونائبِه محمد الهندي، بحثا خلال لقاء في الدوحة مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وخروقَ الاحتلال المتكررة، واللقاءات التي تمت خلال اليومين الماضيين من أجل استئناف المفاوضات.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت الخميس أنّ إسرائيل عرضت تمديد وقف إطلاق النار لمدة 50 يوما مقابل أن تطلق حماس سراح قسم من الأسرى الأحياء والأموات الـ58 الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
إعلانلكنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف هذه التقارير بأنها "كاذبة".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو سيجري السبت المقبل مشاورات لبحث صفقة تبادل الأسرى.
مقترح أميركي جديديأتي ذلك في وقت كشف فيه موقع أكسيوس الأميركي أن المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف قدم خلال محادثات الدوحة اقتراحا أميركيا مُحدَّثا لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عدة أسابيع، واستئناف المساعدات الإنسانية، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الأحياء وجثث لأموات، من قبل حماس.
ونقل أكسيوس عن مصدر مطلع أن الوسطاء التقوا بمسؤولي حماس في الدوحة مساء أول أمس الأربعاء، وقدموا لهم مقترح ويتكوف المحدث الذي يتضمن تمديد وقف إطلاق النار حتى الـ20 من الشهر المقبل مقابل الإفراج عن 5 أسرى أحياء على الأقل ورفات نحو 9 أسرى متوفين في اليوم الأول من وقف إطلاق النار المُمدّد.
ووفقا للاقتراح المُحدّث ستستخدم إسرائيل وحماس تمديد وقف إطلاق النار للتفاوض على هدنة طويلة الأمد في غزة، وفي حال التوصل إليها سيتم إطلاق سراح الأسرى المتبقين في اليوم الأخير من وقف إطلاق النار الممدد قبل الهدنة طويلة الأمد.
وحسب الموقع، فإن مقترح ويتكوف يتضمن إدخال المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة خلال فترة تمديد وقف إطلاق النار.
كما نقل أكسيوس عن مصدر مطلع أن إسرائيل أعطت ويتكوف ردا إيجابيا على مقترحه، وأن وسطاء قطريين ومصريين التقوا بمسؤولي حماس في الدوحة مساء الأربعاء وقدموا لهم المقترح المُحدّث وأنهم ينتظرون ردها.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلت في وقت سابق عن مسؤول إسرائيلي أن الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع لم تثمر، وسط خلافات متجذرة بشأن الخطوات التالية للاتفاق.
العائلات: الوقت ينفد
من جانبها، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة إن الوقت ينفد، وإن الأسرى "بحاجة إلينا الآن، وهذا هو الوقت المناسب للتحرك، ولن يكون هناك موعد آخر لإطلاق سراح الأسرى".
إعلانوأضافت أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريب، فقد يموت الأحياء من الأسرى.
وكانت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة قالت خلال مظاهرات في تل أبيب إن التقارير عن مقترح إطلاق سراح عدد محدود منهم تثير قلقا عميقا لديها.
وأضافت أنه يجب الاستمرار في المفاوضات حتى التوصل إلى صفقة تشمل الجميع، مشددة على ضرورة التوصل لاتفاق فوري يعيد جميع الأسرى الـ59 دفعة واحدة دون استثناء.
استطلاعوفي السياق، أفاد استطلاع رأي أجرته صحيفة معاريف الإسرائيلية، أن غالبية الإسرائيليين يدعمون خيار إعادة جميع الأسرى دفعة واحدة مقابل وقف الحرب على غزة والانسحاب منها.
وكشف الاستطلاع أن 10% من الإسرائيليين يدعمون عودة الأسرى في صفقة شبيهة بالصفقة الأخيرة أي على مراحل.
وفي المقابل، يؤيد 27% من الإسرائيليين فقط، العودة للحرب بكل قوة لإجبار حركة حماس على إعادة الأسرى.
ويشير الاستطلاع إلى أن 53% من أنصار الائتلاف الحكومي يدعمون العودة للحرب بغزة بقوة، في حين يؤيد 83% من أنصار المعارضة عودة الأسرى دفعة واحدة مقابل وقف الحرب والانسحاب من القطاع.