مجزرة بالقنابل الحارقة في مستشفى "اليمن السعيد" بغزة
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في "مستشفى اليمن السعيد" الواقع على أطراف مخيم جباليا صباح السبت الماضي، مستخدماً القنابل الحارقة في قصف الخيام التي تؤوي مئات النازحين في وسط المستشفى الذي يوجد فيه عشرات من ذوي المرضى والمصابين وعدد من المسنين.
وزاد من فداحة المجزرة اقتحام قوات الاحتلال محيط المستشفى، لتخلف 13 شهيداً من بينهم ثلاثة من ذوي الإعاقة، والذين لم يتمكنوا من الهرب من تحت القذائف والقنابل، وتم نقل عشرات المصابين إلى مدارس وكالة أونروا القريبة، وتولى إسعافهم المتطوعون والمسعفون الموجودون.
يقيم محمود البطران (30 سنة) مع أسرته التي تشمل والدته المسنة، وعدد من الأقارب في المستشفى منذ منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد نزوحهم من بلدة جباليا المحاذية للمخيم، وهو أحد الناجين من المجزرة، ويشير إلى أن "العدد الأكبر من النازحين إلى مستشفى اليمن السعيد هم من سكان مخيم وبلدة جباليا، وعدد آخر من سكان بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، وغالبيتهم من كبار السن الذين عجزوا عن النزوح إلى جنوبي قطاع غزة".
يقول البطران لـ"العربي الجديد" إن "مبنى المستشفى جديد، لكن الكثير من القذائف ورصاصات القناصة استهدفته. كان القتل مقصوداً، وهناك من حاولوا الهرب خلال القصف، لكنهم استشهدوا أو أصيبوا، وقد أصبت بشظايا في ظهري، لكن تابعت السير للهرب. غادر جميع النازحين المستشفى لأن الاحتلال حرقه ودمره تماماً. أحد الشهداء كان مسناً لا يستطيع الحركة، وكان يصرخ طالباً إنقاذه، لكن أحداً لم يستطع ذلك نتيجة شدة القصف، في حين ظلت الطواقم الطبية عاجزة لساعات عن الوصول إلى المنطقة".
اختار محمود الشيخ زاوية على أطراف "مستشفى اليمن السعيد" لدفن جثمان شقيقته نائلة الشيخ (45 سنة)، وهي من ذوي الإعاقة الحركية، وكتب اسمها على حائط قريب حتى يتمكن من نقل الجثمان بعد نهاية العدوان، لكنه يشعر بحسرة كبيرة لأنها استشهدت على كرسيها المتحرك.
يقول محمود لـ"العربي الجديد": "أصاب القصف شقيقتي، وشاهدتها تحترق، لكني لم أكن أملك إنقاذها، واضطررت للهرب للنجاة، وعندما عدت وجدت جثمانها متفحماً. كان يتم إطلاق النار على كل من يحاول دخول المستشفى، وتم قصف المبنى المجاور بعشرات القذائف".
ويشير مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، إلى أن المستشفى كان يتم تجهيزه لاستقبال حالات الولادة في شمالي قطاع غزة، وتقديم خدمات رعاية النساء، لكن مع بدء العدوان، وتوقف العمل في مستشفى بيت حانون، تم تخصيصه لإسعاف المصابين. يضيف لـ"العربي الجديد": "كان المستشفى يضم ما لا يقل عن 7 آلاف نازح حسب ما وصلنا من بيانات، وقد تكون الأعداد زادت خلال الأيام الأخيرة لأن غالبية مستشفيات شمالي القطاع خرجت عن الخدمة. بعد القصف، لم تستطع الطواقم الطبية الدخول إلا بعد إخماد الحريق، وبعد الدخول وجدوا بعض الجثث متفحمة".
ويؤكد البرش أن "بعض الشهداء تم دفنهم في داخل المستشفى، وبعض الأشخاص اضطروا إلى خلع البلاط من أجل دفن ذويهم. مناطق شمالي قطاع غزة كلها محاصرة، ولا يستطيع أحد الوصول إلى أي مقبرة، كما أن جميع المقابر ممتلئة، والمقبرتان الشرقية والغربية محاصرتان من الاحتلال الإسرائيلي".
كان أحمد التري (35 سنة) يقيم في شارع الهوجا بوسط مخيم جباليا، وبعد تكرار قصف المخيم، نزح مع أسرته إلى مستشفى اليمن السعيد، وكان شاهداً على المجزرة الإسرائيلية في المستشفى. يقول لـ"العربي الجديد": "نزحنا إلى مستشفى اليمن السعيد ظناً أنه المكان الآمن الوحيد بعد اقتحام الاحتلال المستشفى الإندونيسي الذي نزح إليه شقيقي، والذي انتقل للبقاء معنا أيضاً خلال الهدنة الإنسانية. فوجئنا بوصول دبابات الاحتلال إلى بوابات المستشفى المطل على الشارع الكبير، وبدأت تدمر كل شيء من حولها بينما كنا نياماً، وتطايرت الشظايا فوقنا".
يضيف: "نزح غالبية الموجودين في المستشفى إلى مدارس وكالة أونروا في المخيم، رغم أنها مكتظة بالنازحين، وقد سمح لهم بالدخول لأنها حالة طوارئ، وقد نزحوا تحت قذائف مدفعية الاحتلال التي ضربت حدود المخيم. لا أحد يستجيب لكارثة مخيم جباليا، وما يحصل في شمالي القطاع أكبر بكثير من مجازر. خلال فترة الهدنة وجدنا جثثاً محروقة، وقد تكرر هذا في المستشفى. عندما قصفت روسيا أوكرانيا تضامن العالم كله معها، ربما لأن أطفالها عيونهم ملونة، بينما نحن نقتل يومياً، وأطفالنا يموتون تحت الأنقاض، ولا أحد يهتم بنا".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فلسطين غزة اسرائيل مستشفى اليمن السعيد مجزرة مستشفى الیمن السعید العربی الجدید فی المستشفى
إقرأ أيضاً:
الإعلام الحكومي بغزة يدق ناقوس الخطر بعد تفاقم أزمة المياه والغذاء
#سواليف
مع استمرار إسرائيل في إغلاق معبر كرم أبو سالم ومنع إدخال #المساعدات لليوم التاسع، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة من المخاطر المترتبة على ذلك، بعد تفاقم #أزمة_المياه جراء قطع الاحتلال #الكهرباء عن محطة التحلية الوحيدة بالقطاع، ونفاد التموين و #الوقود وتراكم #النفايات وازدياد معاناة #المرضى.
وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن #السلع_التموينية والمواد الغذائية الأساسية بدأت تنفد من أسواق القطاع، وأوضح أن ذلك جزء من تداعيات جريمة إسرائيل المتمثلة في منع إدخال المساعدات لغزة منذ 9 أيام.
وأكد المكتب أن هناك شحا كبيرا في مياه الشرب في القطاع بسبب منع الوقود الذي تشغل به الآبار ومحطات التحلية. كما أكد توقف إمداد #النازحين بالخيام وعدم القدرة على إنشاء #مخيمات إيواء جديدة.
مقالات ذات صلةوأوضح رئيس المكتب الإعلامي، سلامة معروف، في بيان، أن محطة الجنوب هي المحطة الوحيدة التي تُغذى حاليا بالكهرباء من جانب الاحتلال.
وأدان المكتب القرار؛ وقال إن الاحتلال قطع الكهرباء بشكل كامل عن قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، مع بداية الحرب، لكن جرت تغذيتها بالكهرباء الإسرائيلية قبل أشهر قليلة، بعد جهود من مؤسسات دولية لتخفيف المعاناة الإنسانية.
تحذير
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة من تداعيات استمرار إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعابر القطاع؛ وقال إن الأيام المقبلة ستحمل معها مزيدا من تدهور الواقع الإنساني المنكوب، على الصعيد المعيشي والصحي والبيئي، مع عودة شبح المجاعة، وانعدام الأمن الغذائي والمائي، وانهيار المنظومة الصحية بشكل شبه تام؛ وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بالتدخل لإنهاء الحصار، وضمان إدخال كل احتياجات القطاع.
ودعا الدول العربية والإسلامية لإنفاذ قراراتها بشأن كسر الحصار والضغط من أجل فتح معبر رفح.
وحسب بيانات الحكومة الفلسطينية، فإن توزيع المساعدات الإنسانية انخفض بنسبة 80%، مقارنة بالأسبوع الماضي، بسبب قرار الاحتلال إغلاق المعابر.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر في 2 مارس/آذار الجاري بوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة، وذلك تزامنا مع نهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة.
ويأتي قرار نتنياهو بعد عرقلته الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأمس الأحد، أعلنت إسرائيل أنها قررت وقف تزويد غزة بالكهرباء فورا، وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين قرر وقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء.
وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل -بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025- إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.