بحث وزير الخارجية التونسي نبيل عمار، مع جليبرت هونجبو المدير العام لمنظمة العمل الدولية، جملة من الإجراءات والاستراتيجيات والإصلاحات التي تهدف إلى تحقيق وتفعيل العدالة الاجتماعية.

وذكرت وزارة الخارجية التونسية في بيان أن اللقاء تناول مناقشة تجربة بعض الشركات الأهلية، وتأكيد اهتمام الحكومة التونسية بالعدالة الاجتماعية خلال المناقشات والمفاوضات مع المؤسسات المالية الدولية.

وجدد الوزير التونسي -وفق البيان- تأكيد دعم تونس لمبادرة هونجبو الخاص بـ«التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية» وحرصها على المساهمة فيه بصفة إيجابية.

بدوره، أعرب المدير العام لمنظمة العمل الدولية عن شكره لتونس على دعمها لمبادرة «التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية»، مُثنيا على الجهود التي تبذلها الحكومة التونسية للنهوض ببرنامجها الاجتماعي، ومؤكدا استعداد المنظمة الدولية للعمل على مواصلة تقديم دعمها لتونس، لا سيما في مجالات خلق فرص عمل لائقة وتعزيز قدرة المؤسسات الصغرى والمتوسطة والشركات الناشئة على الصمود وكذلك في مجال التنمية المحلية.

وفي شأن آخر، تمكنت السلطات التونسية من إحباط 147 محاولة اجتياز للحدود البرية وضبط 2001 مجتاز، وإحباط 14 محاولة اجتياز للحدود البحرية وضبط 305 مجتازين.

وأوضح المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي، أنه تم إتلاف 9 مراكب بحرية معدة لاستغلالها في الهجرة غير النظامية، وإنقاذ مركب تعرض للغرق و45 مجتازا أجنبيا.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية التونسي يبحث مع مسئول أممي سبل مكافحة الهجرة غير الشرعية

إلهام شاهين تدلي بصوتها في الانتخابات الرئاسية 2024 من تونس

واجب وطني.. المصريون في تونس يشيدون بإجراءات تسهيل التصويت (فيديو)

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المدير العام لمنظمة العمل الدولية تونس وزارة الخارجية التونسية وزير خارجية تونس العدالة الاجتماعیة

إقرأ أيضاً:

محاكم بلا نفوذ: كيف تُفشل واشنطن العدالة الدولية؟

لطالما كانت محكمة الجنايات الدولية (ICC) محل جدل في الأوساط السياسية، خصوصا بين الدول الكبرى التي تخشى أن تُستهدف قياداتها أو جيشها بتهم جرائم الحرب، بالنسبة لدولة الاحتلال الاسرائيلي فإن المحكمة تمثل تهديدا محتملا بسبب تحقيقاتها في الانتهاكات التي يتم ارتكابها في الضفة الغربية وقطاع غزة. أما الولايات المتحدة الأمريكية فلطالما كانت علاقتها بمحكمة الجنايات معقدة، حيث لم تصادق بالأساس على ميثاق روما المؤسس لها، أحيانا تدعمها في قضايا معينة كما حصل مع روسيا، بينما تهاجمها في قضايا أخرى تمس مصالحها أو حلفاءها كما يحصل مع إسرائيل.

في الآونة الأخيرة أصبح هنالك تطور مثير للجدل على الساحة الدولية، عندما أعلنت إسرائيل والولايات المتحدة عن خطوات تصعيدية ضد مؤسسات حقوق الإنسان، خصوصا فيما يتعلق بمحكمة الجنايات الدولية، هذه الخطوات تشمل تهديدات بفرض عقوبات على المحكمة وعرقلة إجراءاتها، وحتى انسحابات من مؤسسات حقوقية، هذه التحركات تثير العديد من التساؤلات حول تأثيرها على العدالة الدولية، ومبادئ حقوق الإنسان، وعلاقات القوى العالمية خاصة بعدما أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب عن سلسة إجراءات وعقوبات ستفرض على محكمة الجنايات الدولية لأنها استمرت في تحقيقاتها وادانتها لإسرائيل. ومن بين هذه العقوبات قيود مالية، وقيود على التأشيرات، وحتى ملاحقة قضائية ضد المسؤولين في المحكمة، هذه الخطوة جاءت بعد أن وسّعت المحكمة تحقيقاتها لتشمل جرائم حرب في ابادتها للفلسطينيين في غزة، وهو ما أثار غضب تل أبيب وواشنطن.

من جهة أخرى، سبق للولايات المتحدة أن انسحبت من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 2018، متهمة المجلس بالتحيز ضد إسرائيل. واليوم، تتزايد الدعوات داخل إسرائيل لاتخاذ خطوة مماثلة، ووقف التعاون مع مؤسسات حقوق الإنسان الدولية، هذه السياسات تعكس اتجاها عالميا متزايدا من بعض الدول نحو تقليل التزاماتها تجاه المؤسسات الحقوقية، مما قد يؤدي إلى إضعاف النظام الدولي لحقوق الإنسان وعدم فاعليتها.

التداعيات المحتملة

محكمة الجنايات الدولية تمثل واحدة من الأدوات القليلة لمحاسبة مرتكبي الجرائم الكبرى، مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، لكن في حال استمرت الضغوط والعقوبات ضدها، فقد تخسر المحكمة قوتها وتصبح غير قادرة على تنفيذ ولايتها، مما يفتح الباب أمام الإفلات من العقاب ويصبح العالم يحكمه قانون الغاب، فإن تم انسحاب الدول الكبرى على غرار قرار الولايات المتحدة وإسرائيل من المؤسسات الحقوقية، فإن ذلك يرسل رسالة إلى بقية العالم بأن هذه الهيئات مهمتها إدانة الدول الضعيفة فحسب، مما يشجع الدول الاستبدادية على ارتكاب المزيد من الانتهاكات دون خوف من العواقب.

تراجع الثقة في النظام الدولي

القوانين والمؤسسات الدولية تهدف إلى تحقيق العدالة وحفظ الأمن والاستقرار، لكن عندما تتحدى دول كبرى هذه المؤسسات، فإن ذلك قد يؤدي إلى تقويض ثقة الشعوب والمجتمعات بها، مما قد يشجع على مزيد من الفوضى الدولية، بالرغم من الضغوط التي تمارسها واشنطن وتل أبيب، إلا أن العديد من الدول والمنظمات الحقوقية الدولية تعارض هذه التحركات على استحياء، وتدعو إلى تعزيز دور محكمة الجنايات الدولية بدلا من معاقبتها (الاتحاد الأوروبي مثلا)، عبّرت عن دعمها للمحكمة، مؤكدة أنها مؤسسة مستقلة يجب أن تعمل دون ضغوط سياسية وهي تعلم أن الأساس في مهاجمتها نابع من المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

اليوم تدرك العديد من الدول أن التصعيد ضد محكمة الجنايات الدولية قد يؤدي إلى مزيد من التوترات، مع ذلك لم تتخذ إجراءات عملية لمعاقبة من يقوّض عمل المحكمة لأن الطرف الآخر هي الولايات المتحدة وإسرائيل وتدعمها دول أخرى، خصوصا الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة وإسرائيل، وتفضل الصمت أو حتى دعم هذه التحركات، بحجة أن المحكمة قد تتجاوز صلاحياتها أو تتدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، لذا لا داعي للمؤسسات الدولية لعدم وجود أي آلية دولية تضمن محاسبة إسرائيل على الانتهاكات وجرائم الإبادة الحاصلة في فلسطين.

تحديات النظام العالمي؟

التهديدات والانسحابات من المؤسسات الحقوقية الدولية تعكس تحديات كبيرة تواجه النظام العالمي القائم على القانون الدولي، فبعض الدول ترفض التعاون في إنفاذ القانون بحجة انتهاك مصالحها وسيادتها وهو ما يعطّل التحقيقات الدولية. الإصلاحات قد تكون ضرورية لضمان استقلالية محكمة الجنايات الدولية من الضغوط السياسية، لكن في الوقت نفسه، يجب أن يكون هناك التزام دولي بدعم هذه المؤسسات، وليس معاقبتها عند اتخاذ قرارات غير مرغوبة من بعض القوى الكبرى كما هو حاصل الآن.

خاتمة

تنفيذ إسرائيل وأمريكا بمعاقبة محكمة الجنايات الدولية والانسحاب من مؤسسات حقوق الإنسان تمثل تهديدا خطيرا لمبدأ العدالة الدولية، هذا التصعيد أدى إلى إضعاف النظام الحقوقي العالمي، وعمل على تشجيع الانتهاكات وزيادة التوترات الدولية، لذا فإن لم يتكاتف المجتمع الدولي لحماية هذه المؤسسات وضمان استمرارها في أداء دورها الأساسي في تحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي الجرائم الكبرى، فإن العالم سيكون مقبل على ارتكاب العديد من المجازر دون حسيب أو رقيب.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يصل إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول G20
  • سمو وزير الخارجية يصل إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين
  • المرصد العمالي: تعديلات القانون ستضعف العدالة الاجتماعية
  • أسطورة الترجي التونسي من النجومية والأضواء إلى الفقر والاستجداء
  • الإيسيسكو: العدالة الاجتماعية أساس استقرار وتطور المجتمعات
  • وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية المتعددة ووزير خارجية موريشيوس يستعرضان التعاون الثنائي
  • ولد الرشيد يؤكد أن الحماية الاجتماعية "عِمَاد الحقوق" خلال افتتاح منتدى العدالة الاجتماعية
  • “هند رجب” تقدم شكوى إلى الجنائية الدولية ضد وزير الخارجية الإسرائيلي
  • وزير الزراعة يبحث الاستفادة من البحث العلمي والخبرات الدولية في تحقيق التنمية المستدامة
  • محاكم بلا نفوذ: كيف تُفشل واشنطن العدالة الدولية؟