عدن الغد:
2025-01-11@07:28:04 GMT

تفجير المنازل.. سلوك حوثي يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

تفجير المنازل.. سلوك حوثي يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب

(عدن الغد)متابعات:

رغم أن الجماعة الحوثية عدلت من سلوكها تجاه ممتلكات خصومها، وتحولت إلى نهبها بدلا من تدميرها؛ فإنها فجرت مئات المنازل وهجرت سكانها، وبلغ عدد الذين قضوا تحت الركام 27 ضحية، في سلوك يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب.

وأفاد تقرير حقوقي حديث بسقوط 51 ضحية جراء تفجير 713 منزلا تملكها 1123 عائلة، خلال سنوات الحرب في مختلف المحافظات اليمنية التي شملتها، منهم 27 قتيلا، بينهم 11 طفلا وخمس نساء، بينما جرح 24 آخرون، بينهم تسعة أطفال وسبع نساء، وبلغت نسبة المهجرين من ملاك هذه المنازل 89 في المائة.

ووفقاً للتقرير الصادر عن «المركز الأميركي للعدالة»؛ فإن 65 في المائة من المهجرين نزحوا إلى مخيمات في محافظات مأرب وتعز والضالع وحجة أو إلى مساكن مهجورة، وتسببت أعمال تفجير المنازل في إجهاض 25 امرأة بسبب الخوف والاضطرار إلى الهروب، فيما تعرضت الأطفال للانتهاكات الستة الجسيمة للطفولة.

ويشمل ذلك الفترة التي يغطيها التقرير من مارس (آذار) 2011 وحتى سبتمبر (أيلول) 2023، وتعرض خلالها 513 منزلا، من إجمالي المنازل التي جرى تفجيرها لنهب جميع محتوياتها قبل تفجيرها من قبل الجماعة الحوثية.

ووفقاً للتقرير فإن أعمال تفجير المنازل شملت 15 محافظة يمنية، تصدرتها محافظة البيضاء بـ118 منزلا، تليها محافظة تعز بـ105، ثم الجوف بـ76، وصعدة بـ73، وإب بـ62، وصنعاء بـ57، ومأرب بـ53، وذمار بـ37، وحجة بـ31، والضالع بـ23، ولحج بـ22، وعمران بـ21، والحديدة بـ14، وشبوة بـ6 منازل، وأبين بـ5 منازل.

وذكر معدو التقرير أن ملاك هذه المنازل تعرضوا لعدد من الانتهاكات التي طالت حقوقهم في السكن والأمن والسلامة والحق في الاستقرار والحق في الملكية، والصحة الجسدية والنفسية، دون أن يتلقوا أي تعويضات من أي جهات حكومية أو دولية، خصوصاً الضحايا الذين أصبحوا يعيشون في مخيمات النزوح.

ودعا المركز الذي يعمل من ولاية ميتشيغان الأميركية في تقريره الحكومة الشرعية إلى توفير مأوى مناسب لضحايا تفجيرات المنازل بشكل عاجل، وتأمين الإغاثة الطارئة لتلك الأسر، وإدراج الضحايا على قائمة التعويض العادل وجبر الضرر الكامل في أي تسوية سياسية قادمة، وتقديم الدعم النفسي الكامل للضحايا، وخاصة فئات الأطفال والنساء.

وينبه السياسيون والمتابعون للشأن اليمني إلى أن نسف المنازل، نهج تتبعه الجماعة الحوثية بوصفه تقليداً لمثيلاتها من الجماعات المتشددة سواء في اليمن أو العراق أو سوريا أو ليبيا أو أفغانستان وغيرها من دول الصراع، للتعبير عن التطرف والفجور في الخصومة.

ومنذ أسبوعين أعلنت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادّعاءات انتهاكات حقوق الإنسان أن الجماعة الحوثية فجرت خلال الفترة من بداية أغسطس (آب) 2022 وحتى نهاية يوليو (تموز) الماضي 20 منزلاً؛ انتقاماً من أصحابها المناوئين للجماعة، وهو ما ذهب إليه تقرير المركز الأميركي للعدالة، الذي وجد أن دافع الانتقام يقف خلف ممارسات الحوثيين في تفجير المنازل، دون أي ضرورة عسكرية.

وقالت اللجنة في تقريرها الدوري الحادي عشر إن تفجير المنازل هو أحد الانتهاكات التي تنفرد بها الجماعة الحوثية، واتهمتها بارتكابها في مختلف المناطق التي اجتاحتها منذ سبتمبر (أيلول) 2014.

وسبق للجنة أن رصدت وتحقّقت في تقريرها الدوري العاشر من إقدام الجماعة على تفجير 36 منزلاً في محافظات مختلفة خلال العامين الماضيين.

وفي أبريل (نيسان) الماضي اتهمت منظمة «ميون» لحقوق الإنسان الجماعة الحوثية بمواصلة تفجير منازل خصومها السياسيين والمعارضين لممارساتها القمعية والاستيلاء على ممتلكاتهم العينية، منددة بتفجير منازل 3 مواطنين في مديرية صرواح التابعة لمحافظة مأرب شمال شرقي صنعاء.

وشددت على ضرورة وقف هذه الجريمة التي تمثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني فورا، مشيرة إلى أن المنازل التي فجرتها الجماعة في المديرية بلغ 13 منزلا خلال شهرين.

غير أن مراقبين ومثقفين يمنيين يرون أن سلوك الجماعة الحوثية في تفجير ونسف المنازل يطابق أفعال أسلافها الأئمة الذي حكموا البلاد على مدى مئات السنين، واتسمت سياساتهم تجاه المناوئين لهم من السكان بحرق منازلهم ومزارعهم وطردهم والتنكيل بهم.

ويعدّ أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة عدن، قاسم المحبشي، هدم المنازل على رؤوس أهلها أقصى أنواع العنف والقسوة في تاريخ الطغيان ولا تمارسه إلا القوى الشديدة الدموية والوحشية، مساويا «بين ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي والميليشيات الحوثية التي وصف ممارساتها بالإبادة الجماعية».

ويرى المحبشي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن جريمة تفجير المنازل من وجهة نظر سوسيولوجية ونفسية ذات معنى مزدوج؛ فمن جهة هي تعبير عن وحشية مرتكبها ونزعته السادية في الإمعان في تعذيب ضحاياه، ومن جهة أخرى تعني ضعف وخوف من يرتكبها واعترافه المضمر بعدم دوام سيطرته طويلا، فتفجير منازل الرعايا (المواطنين) من قبل من يدعي أحقيته بحكمهم ورعايتهم تضعه في موقف المغتصب والمستعمر والغازي الأجنبي.

وفي اليمن يمثل البيت والمنزل والدار، أقدس أقداس الحياة الاجتماعية، طبقا لرأي المحبشي، ولا يأتي إلى البيت إلا الموت، كما يقول المثل الشعبي اليمني، أما أن يأتي من يهدم البيوت على رؤوس أهلها فهذا جرح لن يندمل أبدا، وبالتالي فإن ما يرتكبه الحوثي سيظل وصمة عار أسود لن تُمحى أبداً.

وتطالب المنظمات والتقارير الحقوقية بتشديد العقوبات المجرمة للاعتداء على الممتلكات الخاصة في القانون اليمني، وتحريك الدعوى الجنائية لملف تفجيرات المنازل أمام القضاء الوطني، وإلزام الجماعة الحوثية باحترام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق والمعاهدات الدولية، لا سيما ما يتعلق باحترام وحماية الممتلكات الخاصة، وتطبيق القرارات الدولية الصادرة من مجلس الأمن بشأن اليمن.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الجماعة الحوثیة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل وجرائم الحرب.. نجاح بالبرازيل وفشل عبر العالم

أفلحت إسرائيل في تخليص الجندي يوفال فاغداني، المتهم في البرازيل بارتكاب جرائم حرب من شباك العدالة الدولية التي كادت تمسك به في البرازيل بعد إصدار أمر اعتقال بحقه بتهمة المشاركة في ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. ورغم فرحة أهله بهروبه إلى الأرجنتين ونجاحه أيضا في الهرب من أمر اعتقال جديد هناك أيضا، فإن الشعور بالإرباك كان سائدا في الدولة العبرية. فقد نجحت هذه المرة جهود المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في إخراج فاغداني من المأزق، ولكن من سينقذ مئات آلاف الإسرائيليين الذين شاركوا في حرب الإبادة الجماعية في غزة من مثل هذا المأزق لاحقا؟

ومعروف أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت أيضا مذكرتي اعتقال بحق كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق، يوآف غالانت. وتراهن إسرائيل حتى الآن على تشريع أميركي في عهد الرئيس ترامب يقيد العدالة الدولية ويمنع مواصلة الملاحقة لمقترفي جرائم الحرب في إسرائيل. لكن هذه المراهنة لم تمنع تصاعد الجدل داخل إسرائيل حول جرائم الحرب واستمرار الحرب.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3محللون: جنود وضباط إسرائيل سيُلاحقون قضائيا حتى لو أوقفت حرب غزةlist 2 of 3إسرائيل تدق ناقوس الخطر بعد فرار جندي متورط بجرائم حرب من البرازيلlist 3 of 3رفع دعوى قضائية ضد جنديين إسرائيليين بالأرجنتين لارتكاب جرائم حرب بغزةend of list 10 دول

وكانت هيئة البث العبرية نشرت، نقلا عن مصادر أمنية، أن نحو 50 شكوى رفُعت ضد جنود إسرائيليين في 10 دول مختلفة، بتهمة المُشاركة في ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. وأن تحقيقات جرت وتجري على الأقل في دول بينها جنوب أفريقيا وسريلانكا والبرازيل وفرنسا .وقالت إن محاولات استهداف جنود الجيش قانونيًا في الخارج آخذة في الارتفاع، مشيرة إلى أنه "يجري التعامل مع حالات فردية بشكل خاص، كالجنود الذين يحملون جنسية مزدوجة، أو حالات تتوفر بشأنها معلومات استخباراتية". وتعمل على ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين العديد من المنظمات الحقوقية الفلسطينية والدولية وفي مقدمتها صندوق "هند رجب" الذي اتخذ اسم طفلة فلسطينية من ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.

مؤسسة هند رجب تواصل ملاحقة مرتكبي الإبادة في غزة (مؤسسة هند رجب)

وحسب ما توفر من معلومات فإن مؤسسة "هند رجب" تقدمت بشكاوى ضد ما لا يقل عن ألف جندي إسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية، بتهم ارتكاب إبادة جماعية، إضافة إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة. وتقول المؤسسة على موقعها الرسمي إن الشكوى التي تم تقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا، مقدمة بأسماء المتهمين الألف ومدعومة بالأدلة والبراهين التي تم التحقق منها، وتثبت مشاركتهم بشكل فعال ودوري في ارتكاب جرائم حرب خلال الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام. وتشمل التهم الموجه إلى هؤلاء الجنود الألف، تدمير البنية التحتية ومنازل المدنيين والمدارس والمستشفيات، وأيضا تهمة المشاركة في حصار القطاع ومنع دخول المساعدات الإغاثية والمياه والغذاء. وكذلك استخدام تكتيكات حربية لاإنسانية باستهداف مخيمات النازحين وتجويع الأسر المشردة. وتقول مؤسسة "هند رجب" إن من بين المتهمين ضباطا ومسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي، متهمين بتخطيط والتنفيذ والإشراف على الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين في القطاع.

إعلان صيغتان

وتختلف الملاحقة القضائية للجنود الإسرائيليين في مختلف الدول التي يسمح قانونها عن الملاحقة القائمة في المحكمة الجنائية الدولية. إذ إنها حينا تتخذ صيغة الملاحقة الشخصية من أناس فلسطينيي الأصل وقع أهلهم ضحية جرائم الحرب ، وحينا آخر تتخذ صفة الملاحقة الدولية إذا كان قانون الدولة يسمح بالولاية القانونية الدولية على جرائم الحرب. وفي كثير من الحالات لا يعرف الجندي الإسرائيلي الملاحق أنه عرضة للاعتقال في دول أجنبية. ولذلك بدأ الجيش الإسرائيلي حملة واسعة ليس فقط لتعريف الجنود في القوات النظامية والاحتياطية بما يمكن أن ينتظرهم في بلاد العالم، وإنما كذلك بوجوب عدم التباهي بما كانوا يفعلون في قطاع غزة.

وبعد نجاح جهود إنقاذ فاغداني من الاعتقال بعثت منظمة "أم يقظة"، وهي تجمع لأمهات الجنود الإسرائيليين رسالة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، حذرت فيها من الخطر القانوني الذي يواجه الجنود من المحاكم الدولية. وأوضحت المنظمة بحسب صحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه "رغم التحذيرات المتكررة من الخطر القانوني الذي يواجه الجنود من المحاكم الدولية، فإن الحكومة لم تتخذ خطوات كافية لحمايتهم". وأضافت "لقد دفنت الحكومة الإسرائيلية رأسها في الرمال وسمحت لدوامة الفوضى التي أثارها وزراؤها المتطرفون بالخروج عن السيطرة".

أمهات الجنود الإسرائيليين المهددين بالملاحقة تتهم حكومة نتنياهو بدفن رأسها في الرمال (وكالة الأنباء الأوروبية)

وفي أعقاب قضية فاغداني، أعلن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتين، عن وجوب إجراء نقاش عاجل حول موضوع "الحماية من الملاحقات القانونية لجنود الجيش الإسرائيلي في الخارج". وقال إن المناقشة ستكون سرية، وإنه "منذ أشهر عديدة، حذرت أنا وأعضاء لجنة الخارجية والأمن مرارا وتكرارا من أن الملاحقة القانونية تحت ذرائع كاذبة بارتكاب "جرائم حرب" لن تقف عند رئيس الحكومة وقادة الأمن بل سوف تتغلغل وتصل إلى جنود الجيش أيضًا". وأضاف "أشعر بالحرج من البرازيل وحكومتها التي خضعت للإرهاب القانوني المؤيد للفلسطينيين. وأنا أتطلع إلى الاستماع من ممثلي الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية إلى خطة عملهم فيما يتعلق بحماية جنودنا ضد العقوبات الجنائية والملاحقات".

إعلان مناقشة عاجلة

كما دعا وزير الخارجية غدعون ساعر إلى مناقشة عاجلة عقدت في لجنة فرعية تابعة للمجلس الوزاري السياسي الأمني ​​حول مسألة حماية الإسرائيليين واليهود في العالم. وسيشارك في المناقشة وزراء الحكومة وممثلو الحكومة والأجهزة الأمنية والجيش.

وكان زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، قد أعلن أن "اضطرار جندي إسرائيلي للفرار من البرازيل لتجنب القبض عليه لأنه قاتل بغزة فشل سياسي هائل لحكومة غير مسؤولة"، وتساءل "كيف وصلنا إلى أن الفلسطينيين أفضل من الحكومة الإسرائيلية على الساحة الدولية؟". واعتبر أن الجنود يجب ألا يخافوا من السفر للخارج خشية من الاعتقال، وقال إن الحادث كان يمكن تجنبه لو تم "تشكيل لجنة تحقيق رسمية تحمينا قانونيا من جهة، وتفعيل نظام دعاية فعال ومنسق من جهة أخرى".

ورد وزير الخارجية غدعون ساعر قائلا "لبيد الدجال يعرف جيدا أن مثل هذه الحالات حدثت خلال فترة ولايته كوزير للخارجية ورئيس الوزراء. وأن الأشخاص الذين عملوا معه في ذلك الوقت يعرفون ذلك. صحيح أنها لم تكن بهذه الشدة، لأنه لم تكن هناك حرب كهذه ولم يتم القيام بجهد ضدنا بهذا الحجم ".

ساعر: لبيد دجال لأن الملاحقات جصلت خلال ولايته (الفرنسية)

وفي مقابلة مع موقع "يديعوت" بعد انكشاف قضية فاغداني كرر وزير الحرب الأسبق موشيه يعالون تحذيراته من مغبة مواصلة الحرب واستمرار ارتكاب جرائم الحرب. وقال: "يجب على المقاتلين الذين يسافرون إلى الخارج اليوم أن يشعروا بالقلق الشديد. أولاً، ينبغي الكف عن نشر كل مقاطع الفيديو والتصريحات، لكن هذا لن يساعدهم – سيتحدث السياسيون عن ذلك. فالحقيقة أننا ننوي تقليص عدد السكان في غزة.  وهذه جريمة حرب، وهذا يجعلهم مكشوفين.  ويجب أن يشعر المقاتلون أيضًا بالقلق من حقيقة أن الدولة لا تعرف حاليًا كيف تحميهم". وأضاف "هذا ما يسمى بمبدأ التكامل؛ إذا اهتمت دولة ديمقراطية بنفسها، على سبيل المثال من خلال لجنة تحقيق حكومية، فيمكن أن يساعد ذلك كثيرًا. بمجرد أن نتجاهل كل هذا، كل جندي ورئيس أركان وسياسي… سيكونون عرضة لمذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي  لدينا بالفعل رئيس حكومة انضم إلى قافلة غير مريحة مع القذافي وميلوسوفيتش وبوتين. نحن هناك بالفعل".

إعلان أمام الكاميرا

وحذر المحامي يوفال كابلينسكي، مدير القسم الدولي في مكتب المدعي العام الإسرائيلي سابقا الجنود الذين قاموا بالتقاط الصور في ميادين غزة ونشروا فيديوهات عما كانوا يفعلون من السفر للخارج. وأضاف "إذا لم تتفاخر أمام الكاميرا، ولم تخبر بصوت عال ميكروفون التسجيل عن أعمال العنف التي قمت بها أو لم تقم بها أو التي تنوي القيام بها، إذا لم تفكروا أن تنشروا على وسائل التواصل الاجتماعي أنفسكم تتفاخرون بالإجراءات التي تتم ضد سكان قطاع غزة، أو باختصار، إذا كنتم قادة منضبطين ومسؤولين وجنودًا مخلصين، دون "ضجيج وأجراس"، فسافروا بسلام، استمتعوا بإجازة في الخارج".

وقال كابلينسكي "إذا كنا قد تعلمنا أي شيء إيجابي مما نشر حول سلسلة الأحداث التي تورط فيها جنود في الخارج حتى الآن، فهو أن أيا من الدول المعنية لم تبدأ فعليا أي نوع من التحقيق.. كل ما سمعناه هو عن السلطات التي تلقت، دون مبادرتها، أدلة معدة من الكاميرا النشطة للجندي المحدد الذي وقع لاحقًا في مشاكل بسببها. وكانت سلطات التحقيق في هذه الدول سلبية تماما، حيث كانت تتلقى المعلومات من المنظمات المؤيدة للفلسطينيين التي تقوم بجمع المعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي المرئية، حيث قدم لها الجنود أنفسهم الأدلة على صينية التيك توك والإنستغرام".

الجنود الإسرائيليون قدموا الأدلة على ممارساتهم في غزة عبر منشوراتهم على وسائل التواصل(رويترز-أرشيف)

ويوضح نيك كوفمان، محامي الدفاع في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أن الضباط أكثر عرضة لخطر الملاحقة من الجنود لأنهم "أقرب إلى صناع القرار الذين يحددون سياسة الجيش الإسرائيلي في اختيار الأهداف وإدارة الحرب". ويشدد على أن الخطر أكبر على الجنود الذين وثقوا أفعالهم ونشروها على وسائل التواصل الاجتماعي لأنها الدليل الذي يثبت الشكوك ضدهم. ويميز كوفمان بين الدول التي تطبق مبدأ "الولاية الدولية" -وبينها دول مثل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا- والدول التي لا تطبق هذا المبدأ. وحسب رأيه فإنه "في ضوء المداولات التي بدأتها جنوب أفريقيا في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فإن هناك دولاً سيكون من دواعي سرورها أن تتعامل حتى مع توثيق الجنود الذين يرددون الأغاني العنصرية باعتبارها تحريضا على الإبادة الجماعية".

إنشاء مكتب

وكانت "هآرتس" كشفت مؤخرا عن إنشاء مكتب مشترك بين النيابة العسكرية ووزارة الخارجية وهيئة الأمن القومي والشاباك، لتحليل مستوى الخطر على الجنود في دول مختلفة، وتفحص إذا كانت تنوي فتح تحقيقات على أساس دعاوى مثلما حدث في البرازيل. في الأشهر الأخيرة لاحظوا في إسرائيل انتظام عدد من المنظمات المؤيدة للفلسطينيين لإنشاء قاعدة بيانات شهادات (صور وأفلام فيديو) شاركها جنود الجيش الإسرائيلي في الشبكات الاجتماعية أثناء القتال في غزة. كما أوضحت مؤخرا جهات رفيعة في جهاز القضاء الإسرائيلي، المدني والعسكري، لجهات رفيعة في المستوى السياسي بأن تصريحاتهم في وسائل الإعلام وفي الشبكات الاجتماعية لها تداعيات على الإجراءات القانونية ضد جنود الجيش الإسرائيلي في العالم. فتصريحات الوزراء وأعضاء الكنيست الذين يطالبون بتجويع سكان القطاع من أجل الضغط على حماس، تؤدي إلى المس بإسرائيل في الساحة القضائية الدولية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • أكثر من 100 منظمة تدعو لتحرك دول عاجل لوقف جرائم الحوثيين في البيضاء
  • اليمن يدين «جرائم الحرب» الحوثية في البيضاء
  • 115 منظمة وشبكة حقوقية تطالب بتحرك دولي عاجل لوقف جرائم الحوثيين في البيضاء
  • تفاصيل جديدة عن حريق زرايب منشأة ناصر.. وكيف انتشرت النيران بسرعة؟
  • بسبب حريق المنازل .. فصل الكهرباء عن منطقة الزرايب بمنشية ناصر
  • الدخان وصل للسماء.. الحماية المدنية تخلي 20 منزلا بمحيط حريق الزرايب بمنشأة ناصر
  • حرائق لوس أنجلوس تدمّر منازل مشاهير هوليوود وتؤثر على موسم الجوائز
  • السيد القائد: جرائم الإبادة التي أرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة بلغت أكثر من 4 آلاف مجزرة منها 30 مجزرة هذا الأسبوع
  • إسرائيل وجرائم الحرب.. نجاح بالبرازيل وفشل عبر العالم
  • طائرات إسرائيلية تستهدف منزلا في مخيم البريج وإصابة 10 فلسطينيين