مذبحة غزة.. لكل هذا يجب على بايدن التوقف عن تدليل بيبي
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
يتعين على الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يتوقف عن تدليل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (بيبي)، وأن يمارس بدلا من ذلك الضغوط من أجل وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ثم أن تصبح واشنطن جادة فيما يتصل بحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
هذا الرؤية قدمها روبرت هنتر، السفير الأمريكي لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بين عامي 1993 و1998، في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft) ترجمه "الخليج الجديد".
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على خلّفت حتى مساء الاثنين 18 ألفا و205 شهداء و49 ألفا و645 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.
ومنذ اندلاع الحرب، قدمت إدارة بايدن لإسرائيل أقوى دعم عسكري ودبلوماسي ممكن؛ ما جعله بحسب كثيرين شريكا في جرائم الاحتلال بغزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
وقال هنتر إنه "بعد انتهاء فترة الهدنة (استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري)، اقتصرت نداءات الولايات المتحدة لإسرائيل على محاولة تقليل الخسائر بين المدنيين.
واستدرك: "لكن طالما استمرت إسرائيل في السعي إلى استئصال "حماس"، فإن الحد بشكل كبير من الخسائر في صفوف المدنيين أمر مستحيل، وهذا ما يجب أن يدركه فريق بايدن".
وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط غزة.
وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال الهدنة الإنسانية، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
وأضاف هنتر أن "العالم يرى أن نتنياهو يرفض نداءات بايدن؛ ما يؤثر على مصداقية الولايات المتحدة في أماكن أخرى، لا سيما وأنه يُنظر إليها عالميا باعتبارها الراعي الوحيد لإسرائيل، ومن المؤكد أن سمعة أمريكا تضررت بشدة".
وتابع أن هذا الوضع يجب أن يدفع بايدن إلى "الضغط على إسرائيل فورا لإعلان وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب".
اقرأ أيضاً
لا تخدم السلام.. 61% من الأمريكيين لا يوافقون على تعامل بايدن مع حرب غزة
حل الدولتين
كما "لا يمكن للولايات المتحدة العودة إلى اللامبالاة عندما تنتهي الحرب، وقد أظهر بايدن أنه يدرك ذلك، وأعاد التزامه بمتابعة ما يُسمى "حل الدولتين (فلسطينية بجوار إسرائيلية)"، كما أضاف هنتر.
وتوقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ أبريل/ نيسان 2014 لأسباب بينها تمسك الاحتلال باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصله من إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لمبدأ حل الدولتين.
واستدرك هنتر: "لكن لسنوات عديدة، كان حل الدوالتين مجرد شعار، وقد أصبحت آفاقه الآن أكثر بعدا نظرا للمخاوف الإسرائيلية المتجددة التي أثارها هجوم 7 أكتوبر، والمرارة الفلسطينية المتزايدة إزاء الدمار الهائل والخسائر في الأرواح بغزة".
وتابع: "وقد أصبح خطر اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية قائما بالفعل، حيث فقد أغلب الفلسطينيين أي أمل في استعداد إسرائيل للاعتراف بحقوقهم الإنسانية الأساسية، ناهيك عن السماح بإقامة دولة فلسطينية".
واستطرد: "كما يرون أن إسرائيل لا تمنع مستوطني الضفة الغربية من تهجير وحتى قتل المدنيين الفلسطينيين. ولا يمكن للفلسطينيين أيضا الاعتماد على دعم الدول العربية، فلا يوجد زعيم عربي يهتم حقا بالفلسطينيين، ولم يقم أحد حتى بالتشكيك في معاهداتهم القائمة مع إسرائيل".
ومن أصل 22 دولة عربية تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية مع إسرائيل، التي تواصل من عقود احتلال أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان.
و"ليس من المتصور أن تتمكن الأمم المتحدة أو دولة أخرى غير الولايات المتحدة، من القيام بالعمل الدبلوماسي الضروري (لتحقيق حل الدولتين)، ولذلك يجب على واشنطن أن توضح لإسرائيل أنها، باعتبارها القوة المحتلة، يجب أن تغير سياساتها وممارساتها تجاه الفلسطينيين"، وفقا لهنتر.
اقرأ أيضاً
بعد الفيتو.. إدارة بايدن تستخدم سلطة الطوارئ لتزويد إسرائيل بقذائف دبابات
شريك في المذبحة
وقد استخدمت الولايات المتحدة، كما أردف هنتر، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار، ولم ينضم إليها سوى امتناع بريطانيا عن التصويت.
وزاد بأنه "هكذا ربطت إدارة بايدن نفسها بشكل أكبر بالمذبحة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، وتم تنفيذ جزء كبير منها بقنابل زودتها بها الولايات المتحدة".
وتابع: "كما أدى استخدام حق النقض إلى التقليل من شأن المكانة السياسية والأخلاقية للولايات المتحدة وجعل من الصعب على بايدن أن يُنظر إليه على أنه ذو مصداقية كزعيم دبلوماسي بمجرد انتهاء الحرب".
ومضى هنتر قائلا إنه "حتى 7 أكتوبر، أعطى بايدن وفريقه العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية اهتماما محدودا، والجميع محظوظين حتى الآن لأن الأزمة لم تنتشر في جميع أنحاء المنطقة، مع احتمال نشوب حرب أوسع نطاقا".
وشدد على أنه "على بايدن أن يدرك أن الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية لا يمكن تنحيتها جانبا مرة أخرى عندما تنتهي هذه الحرب".
و"بايدن بحاجة إلى إعادة بناء الثقة في الولايات المتحدة من حيث الكفاءة الاستراتيجية ومن ثم كوسيط نزيه، وإظهار أنها ستضع مصالحها الخاصة في المقام الأول، وليس مصالح أي طرف آخر (إسرائيل)"، كما زاد هنتر.
وأكد أنها "أجندة صعبة، ولكن لا شيء أقل من ذلك سيمّكن بايدن من حماية وتعزيز المصالح الاستراتيجية والسياسية والأخلاقية للولايات المتحدة".
اقرأ أيضاً
وول ستريت جورنال: خان يونس تضع إسرائيل على "مسار تصادمي" مع إدارة بايدن
المصدر | روبرت هنتر/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مذبحة غزة بايدن بيبي نتنياهو حماس فلسطين الولایات المتحدة إدارة بایدن حل الدولتین بایدن أن
إقرأ أيضاً:
مجزرة جديدة جنوب غزة والأونروا تتهم إسرائيل بانتهاك قواعد الحرب
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في منطقة المواصي -التي وصفتها سابقا بأنها آمنة- غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في حين اتهمت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إسرائيل بانتهاك جميع قواعد الحرب في غزة.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين -بينهم أطفال- إثر قصف طائرات مسيرة إسرائيلية خيام النازحين في المواصي.
وأظهرت مقاطع مصورة النيران تلتهم عددا من الخيام، بينما كان فلسطينيون يحاولون بوسائل بدائية السيطرة على الحرائق في الموقع المستهدف.
تغطية صحفية| 7 شــهــداء وعدد من الجرحى بقصف مُسيّرات إسرائيلية خيام النازحين بمنطقة المواصي غرب خانيونس جنوب قطاع غزة. pic.twitter.com/pZ4OWpam3U
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 22, 2024
وأضاف المراسل أن غارة إسرائيلية أخرى استهدفت سيارة بمنطقة المواصي، مما أسفر عن سقوط شهيدين وعدد من المصابين.
وأفادت مصادر طبية للجزيرة باستشهاد 50 فلسطينيا في الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وفي شمال القطاع، واصل جيش الاحتلال نسف المربعات السكنية في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف طوال ساعات الليل.
إعلانوقالت قناة الأقصى الفضائية إن طائرات الاحتلال المسيّرة "الكواد كابتر" تطلق النار بكثافة على منازل المواطنين في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، وفي شارع النزهة ومحيط دوار فيشارا في جباليا البلد.
حصار المستشفىفي الأثناء، واصلت قوات الاحتلال استهداف مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي القطاع، وقال محاصَرون من الطواقم الطبية والمرضى في المستشفى للجزيرة إنهم "معرضون لخطر الموت جوعا بعد نفاد كل مقومات الحياة الأساسية".
وأضافوا أنهم متكدسون في الممرات الداخلية للمستشفى خشية كثافة النيران الإسرائيلية وعشوائيتها.
وأوضح المحاصرون أنهم غارقون في الظلام، بسبب قصف الاحتلال لمولدات الكهرباء، ولا يعرفون بعضهم بعضا إلا بأصواتهم، كما أكدوا وجود عدد من الشهداء لا يستطيع أحد دفنهم منذ يوم السبت خشية القصف المستمر.
وقال مدير المستشفيات الميدانية بـ"صحة غزة" مروان الهمص، في بيان الأحد، إن الوضع في المستشفى "صعب"، وإن الاتصال مقطوع مع الطواقم الطبية.
وأشار الهمص إلى أن الجيش الإسرائيلي أنذر بإخلاء المستشفى دون إعطاء وسائل لإخراج المرضى.
بدورها، دعت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس إلى وقف الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف المرافق الصحية والعاملين فيها بقطاع غزة.
وأضافت -في مقابلة سابقة مع الجزيرة- أن المنظمة لم تتمكن من تقديم المساعدات الطبية المطلوبة، بسبب القصف الإسرائيلي العنيف.
وتابعت هاريس "نحاول يوميا إيصال المساعدات الطبية لقطاع غزة، لكن سلطات الاحتلال ترفض السماح لنا بذلك".
انتهاك قواعد الحربمن جانبه، أكد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني أن إسرائيل تنتهك جميع قواعد الحرب في قطاع غزة، الذي يتعرض لإبادة إسرائيلية مستمرة منذ أكثر من 14 شهرا.
وقال في منشور على موقع إكس "لكل الحروب قواعد، إلا أنه تم انتهاك جميع هذه القواعد في غزة، الهجمات على المدارس والمستشفيات باتت أمرا شائعا، ولا ينبغي للعالم التعود على ذلك".
إعلانوأضاف لازاريني "لقد تأخر وقف إطلاق النار في غزة كثيرا".
وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على غزة خلفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.