يتعين على الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يتوقف عن تدليل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (بيبي)، وأن يمارس بدلا من ذلك الضغوط من أجل وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ثم أن تصبح واشنطن جادة فيما يتصل بحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.

هذا الرؤية قدمها روبرت هنتر، السفير الأمريكي لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بين عامي 1993 و1998، في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft) ترجمه "الخليج الجديد".

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على خلّفت حتى مساء الاثنين 18 ألفا و205 شهداء و49 ألفا و645 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

ومنذ اندلاع الحرب، قدمت إدارة بايدن لإسرائيل أقوى دعم عسكري ودبلوماسي ممكن؛ ما جعله بحسب كثيرين شريكا في جرائم الاحتلال بغزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

وقال هنتر إنه "بعد انتهاء فترة الهدنة (استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري)، اقتصرت نداءات الولايات المتحدة لإسرائيل على محاولة تقليل الخسائر بين المدنيين.

واستدرك: "لكن طالما استمرت إسرائيل في السعي إلى استئصال "حماس"، فإن الحد بشكل كبير من الخسائر في صفوف المدنيين أمر مستحيل، وهذا ما يجب أن يدركه فريق بايدن".

وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال الهدنة الإنسانية، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

وأضاف هنتر أن "العالم يرى أن نتنياهو يرفض نداءات بايدن؛ ما يؤثر على مصداقية الولايات المتحدة في أماكن أخرى، لا سيما وأنه يُنظر إليها عالميا باعتبارها الراعي الوحيد لإسرائيل، ومن المؤكد أن سمعة أمريكا تضررت بشدة".

وتابع أن هذا الوضع يجب أن يدفع بايدن إلى "الضغط على إسرائيل فورا لإعلان وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب".

اقرأ أيضاً

لا تخدم السلام.. 61% من الأمريكيين لا يوافقون على تعامل بايدن مع حرب غزة

حل الدولتين

كما "لا يمكن للولايات المتحدة العودة إلى اللامبالاة عندما تنتهي الحرب، وقد أظهر بايدن أنه يدرك ذلك، وأعاد التزامه بمتابعة ما يُسمى "حل الدولتين (فلسطينية بجوار إسرائيلية)"، كما أضاف هنتر.

وتوقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ أبريل/ نيسان 2014 لأسباب بينها تمسك الاحتلال باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصله من إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لمبدأ حل الدولتين.

واستدرك هنتر: "لكن لسنوات عديدة، كان حل الدوالتين مجرد شعار، وقد أصبحت آفاقه الآن أكثر بعدا نظرا للمخاوف الإسرائيلية المتجددة التي أثارها هجوم 7 أكتوبر، والمرارة الفلسطينية المتزايدة إزاء الدمار الهائل والخسائر في الأرواح بغزة".

وتابع: "وقد أصبح خطر اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية قائما بالفعل، حيث فقد أغلب الفلسطينيين أي أمل في استعداد إسرائيل للاعتراف بحقوقهم الإنسانية الأساسية، ناهيك عن السماح بإقامة دولة فلسطينية".

واستطرد: "كما يرون أن إسرائيل لا تمنع مستوطني الضفة الغربية من تهجير وحتى قتل المدنيين الفلسطينيين. ولا يمكن للفلسطينيين أيضا الاعتماد على دعم الدول العربية، فلا يوجد زعيم عربي يهتم حقا بالفلسطينيين، ولم يقم أحد حتى بالتشكيك في معاهداتهم القائمة مع إسرائيل".

ومن أصل 22 دولة عربية تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية مع إسرائيل، التي تواصل من عقود احتلال أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان.

و"ليس من المتصور أن تتمكن الأمم المتحدة أو دولة أخرى غير الولايات المتحدة، من القيام بالعمل الدبلوماسي الضروري (لتحقيق حل الدولتين)، ولذلك يجب على واشنطن أن توضح لإسرائيل أنها، باعتبارها القوة المحتلة، يجب أن تغير سياساتها وممارساتها تجاه الفلسطينيين"، وفقا لهنتر.

اقرأ أيضاً

بعد الفيتو.. إدارة بايدن تستخدم سلطة الطوارئ لتزويد إسرائيل بقذائف دبابات  

شريك في المذبحة

وقد استخدمت الولايات المتحدة، كما أردف هنتر، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار، ولم ينضم إليها سوى امتناع بريطانيا عن التصويت.

وزاد بأنه "هكذا ربطت إدارة بايدن نفسها بشكل أكبر بالمذبحة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، وتم تنفيذ جزء كبير منها بقنابل زودتها بها الولايات المتحدة".

وتابع: "كما أدى استخدام حق النقض إلى التقليل من شأن المكانة السياسية والأخلاقية للولايات المتحدة وجعل من الصعب على بايدن أن يُنظر إليه على أنه ذو مصداقية كزعيم دبلوماسي بمجرد انتهاء الحرب".

ومضى هنتر قائلا إنه "حتى 7 أكتوبر، أعطى بايدن وفريقه العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية اهتماما محدودا، والجميع محظوظين حتى الآن لأن الأزمة لم تنتشر في جميع أنحاء المنطقة، مع احتمال نشوب حرب أوسع نطاقا".

وشدد على أنه "على بايدن أن يدرك أن الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية لا يمكن تنحيتها جانبا مرة أخرى عندما تنتهي هذه الحرب".

و"بايدن بحاجة إلى إعادة بناء الثقة في الولايات المتحدة من حيث الكفاءة الاستراتيجية ومن ثم كوسيط نزيه، وإظهار أنها ستضع مصالحها الخاصة في المقام الأول، وليس مصالح أي طرف آخر (إسرائيل)"، كما زاد هنتر.

وأكد أنها "أجندة صعبة، ولكن لا شيء أقل من ذلك سيمّكن بايدن من حماية وتعزيز المصالح الاستراتيجية والسياسية والأخلاقية للولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً

وول ستريت جورنال: خان يونس تضع إسرائيل على "مسار تصادمي" مع إدارة بايدن

المصدر | روبرت هنتر/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مذبحة غزة بايدن بيبي نتنياهو حماس فلسطين الولایات المتحدة إدارة بایدن حل الدولتین بایدن أن

إقرأ أيضاً:

جوزيب بوريل: لا أحد قادرا على وقف نتنياهو.. بما فيهم الولايات المتحدة

عبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن أسفه لعدم وجود أي قوة، بما في ذلك الولايات المتحدة، قادرة على وقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال بوريل أثناء حضوره الجمعية العامة للأمم المتحدة، "ما نفعله هو ممارسة كل الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، لكن لا يبدو أن أحدا يملك القدرة على وقف نتنياهو، لا في غزة ولا في الضفة الغربية المحتلة".

كما رحب بوريل بمبادرة فرنسا والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوما في لبنان.



وقال بوريل إن "نتنياهو كان واضحا في أن الإسرائيليين لن يتوقفوا حتى يتم تدمير حزب الله، تماما كما يحدث في الحرب المستمرة منذ قرابة عام في غزة ضد حركة حماس".

وأضاف بوريل: "إذا كان تفسير التدمير هو نفسه ما حدث مع حماس، عندها نحن ذاهبون إلى حرب طويلة".

ودعا المسؤول الأوروبي مرة أخرى إلى تنويع الجهود الدبلوماسية بعيدا عن الولايات المتحدة، التي فشلت في التوسط من أجل هدنة في غزة تتضمن إطلاق سراح المحتجزين.

وقال: "لا يمكننا الاعتماد على الولايات المتحدة فقط. الولايات المتحدة حاولت مرات عدة لكنها لم تنجح".

وأضاف: "لا أرى أنها على استعداد لبدء عملية تفاوضية جديدة يمكن أن تؤدي إلى كامب دافيد أخرى"، في إشارة إلى المحادثات التي جرت في المنتجع الرئاسي الأميركية عام 2000 وسعى فيها الرئيس الأسبق بيل كلينتون، من دون جدوى، إلى التوسط في اتفاق تاريخي لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي في وقت مبكر اليوم السبت، عشرات الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية.

من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ إن طائراته هاجمت العشرات من منصات إطلاق الصواريخ ومستودعات يتم فيها تخزين الأسلحة في الضاحية الجنوبية.

وسبق أن دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي أهالي العاصمة بيروت إلى إخلاء أحياء في الضاحية الجنوبية فورا، والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر.



ومساء الجمعة شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية في بيروت، في إطار عدوان متواصل على لبنان.

وقالت مصادر محلية؛ إن الانفجارات بلغت أكثر من 10 وكانت عنيفة جدا، واستهدفت منطقة العاملية في حارة حريك الواقعة في قلب الضاحية الجنوبية.

وأضافت المصادر أن الغارات أدت إلى أضرار هائلة جدا في البنايات السكنية والمحال التجارية في المنطقة اللمستهدفة، وأدت إلى انهيار بعضها بالكامل.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة التخطيط لعملية برية محدودة بلبنان
  • الوزير صباغ: استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 بما فيها الجولان السوري وارتكابه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا يزال شاهداً ماثلاً على إخفاق الأمم المتحدة في إنهاء هذا الاحتلال العنصري التوسعي ويمثل دليلاً دامغاً على منع الولايات
  • إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة منع إيران من الرد على اغتيال حسن نصر الله
  • إسرائيل: الولايات المتحدة كانت على علم بالغارات على الحديدة
  • كيف يسير بايدن نحو الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط؟
  • "أكسيوس": إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة ردع إيران بعد اغتيال زعيم حزب الله
  • لافروف: إسرائيل تريد جر الولايات المتحدة للحرب
  • الاحتلال يخشى من هجوم إيران.. ويطلب من الولايات المتحدة التدخل لمنعه
  • بيبي و"سايكس بيكو 2"!
  • جوزيب بوريل: لا أحد قادرا على وقف نتنياهو.. بما فيهم الولايات المتحدة