صحيفة أثير:
2024-11-08@10:09:52 GMT

القلب الفلسطيني لا يموت ولا يُكسر

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

القلب الفلسطيني لا يموت ولا يُكسر

أثير – مكتب أثير في دمشق

كالهائم ِعلى وجههِ، المتعطشِ لقطرةِ ماءٍ في عُمقِ الصحراء، يركض لاهثاً وعيناه تقلّب الوجوه، تتفحصها، تنظرُ للجثامين المسجّاةِ على الأرضِ الباردة، يُبعد طرف الكفن، ويداهُ ترتعدانِ خَشية أن يرى من يبحث عنهم، يتنفس الصُعداء قليلاً وهو يحدّثُ نفسه قائلاً: “لا ليسوا هم”
يُغمضُ عينيهِ المُتعبتينِ ثمَّ يعود ليبحثَ من جديد وهو يركضُ في متاهات المشفى وإحساسُهُ يُخبرهُ أنّه لن يجدهم أحياء.

قلبهُ يسبقهُ ويعتلي الدرج قبله وينتظره ليعود إلى صدره من جديد، دقات قلبه تصمُّ أذنيه، يقف مقطوعَ النفس، ينحني ليتكىء على ركبتيه قليلاً، رِجلاه عاجزتانِ عن حمله، تقاومان الانهيارَ المؤكدَ بعد قليل، وعقلهُ يُدركُ قدْرَ المصيبةِ التي تنتظره، الانهيار قدرهُ لكن ليس الآن، لا يصرخ، لا يبكي مع أنَّ طاقة العالمِ كلّها في داخلهِ للانفجار ببكاءٍ يمتدّ لنهايةِ الحياة. رجلٌ يبحثُ عن أسرةٍ كاملةٍ كان يتوقع أنها بين جثامينَ منتشرةً في متاهاتِ ما يشبه المشفى بعد قصفِ الطيران.

يقفُ من جديد، وعلى غير هدىً يعود للانغماسِ بين الباحثين عن أحبائهم وأصدقائهم وأهلهم، لكنه لا ينتبه ولا يسمع ما يدور حوله أو ما يقال، وكأمواجِ البحر المتلاطمةِ يندفع بينهم، ولا أمل بشاطئ نجاةٍ من غرقٍ محتّم في حزنٍ هو بحجم وطن.

عيناه تستنطقانِ الجدران والفراغ والهواء ..
أين هم؟
هل ما زالوا أحياءً أم زالو؟

وفي زاويةٍ قصيّةٍ تجمّع فيها كلُّ وجعِ الدنيا وألمه، سُجّيت أجسادٌ كُفّنت بالأبيض الذي أحالتهُ الدماءُ الزكيةُ إلى لونِ شقائقِ النعمان الحمراء، تحلّق حولها باحثونَ عن أحبتهم، والعويل يزلزل الأرضَ حزناً وقهراً، رأى (بعضاً) من ولده، توقفَ كلّ شيء لهُ صِلة ٌ بالحياة، إلاّ التصميم على حَضن هذا البعض.

مدّ يديهِ الاثنتين دفعةً واحدةً، وفي هذه اللحظة بدأ قلبهُ يضعف ..ينتحر.. يرفضُ الاستمرارَ بالحياة، رفعَ بقايا ولدهِ راجياً الآخرين وهم مِثلُهُ يضمونَ بقايا من أحبائهم ليسمعوه.. “شوفوا شوفوا هذا ابني.. إيه هذا ابني.. ويخاطبُ القطعَ المتفحمةَ التي كانت ابناً “يابا وين أمك وأخواتك وينهم”
فجأةً وضعَ بقايا ابنه بكلّ هدوء، كمن يضعُ وليدهُ في مهدهِ لينامَ آمناً هانئاً.
ثمّ ضمَّ قبضةَ يده، وضربَ بها على مكمن قلبه، على صدره قائلاً: “لا..لا تضعف ياقلب لا تمت الآن فثأر أولادي بعنقي.. الفلسطيني ما بينكسر.. وما بيموت من الحزن، الفلسطيني بيستشهد بالمعركة وبس”.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

كريم خان عن طلب اعتقال نتنياهو: هل علي الانتظار حتى يموت الجميع؟

دافع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، عن طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلا: "هل يجب أن أنتظر حتى يموت الجميع؟"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة.

وأكد خان في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية، أن المسؤولين الإسرائيليين "ليسوا فوق القانون الدولي".

وفي أيار/ مايو الماضي، كشف مدعي عام المحكمة كريم خان أنه طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت وثلاثة من قيادات "حماس"، هم إسماعيل هنية ويحيي السنوار ومحمد ضيف؛ بتهم "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" و"إبادة" مرتبكة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.



ونفت "حماس" صحة مزاعم خان بحقها، وحذرت من أن أوامر تصدر عن المحكمة بحق قادة المقاومة "تخالف المواثيق والقرارات الأممية، التي أعطت الشعب الفلسطيني وكافة شعوب العالم الواقعة تحت الاحتلال الحق في مقاومة الاحتلال بكافة الأشكال".

وأعلن مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون رفضهم تحرك خان، وأكدوا أنهم لا يعترفون بولاية المحكمة، وزعموا أنها "تعادي السامية"، ودعوا حلفاء تل أبيب إلى وقف تمويل المحكمة، بل وتفكيكها، وشددوا على ضرورة تصعيد الحرب على غزة.

كما طلب خان مرة أخرى في أغسطس/ آب الماضي من الجنائية الدولية سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

ودافع خان عن ضرورة قيام المحكمة الجنائية الدولية باتخاذ إجراءات ضد المسؤولين الإسرائيليين.
وردا على سؤال مراسل دير شبيغل: "أليس من الأفضل تأجيل التحقيق؟"، أجاب خان: "هل يجب أن أنتظر حتى يموت الجميع؟ إذا كان والدك أو والدتك أو جدك هو الذي تم أخذه كرهينة، فهل كنت تريدني حقا أن أنتظر؟ إذا كان طفلك أو أختك هي التي تمزقت إلى أشلاء، هل كنت تريد مني أن أنتظر؟".




وأضاف: "لماذا لا يُطبق القانون الذي يُطبق على الأوكرانيين والسودانيين على الفلسطينيين؟ وهل يصح استثناء منطقة جغرافية معينة من القانون؟".

وذكر خان أن جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، باستثناء كندا، تعترف بفلسطين كدولة.

اتهامات معاداة السامية

وردا على أسئلة المراسل المتكررة بأن "إسرائيل دولة ديمقراطية وأنه لا ينبغي المساواة بين المسؤولين الإسرائيليين وحماس"، قال خان: "كل الضحايا متساوون، سأظهر نفس الاهتمام والحب للطفل الفلسطيني كما أفعل للطفل اليهودي، هذه مسألة مساواة أمام القانون".

ورفض خان اتهامات المسؤولين الإسرائيليين ضده بمعاداة السامية، قائلاً: "هناك الكثير من الإساءات والتهديدات والألاعيب التي تدور بين القادة السياسيين ووكالات الاستخبارات وجماعات المصالح، لكنني أعرف نفسي".




وتابع: "هناك ميل متزايد لتهميش الناس بمجرد وصفهم بمعادين للسامية. بصراحة، ما يهمني حقا هو ما ينتظره الضحايا من القانون ومطالبتهم بتطبيق القانون بالتساوي في كل مكان في العالم".

ولفت خان إلى مقتل المدنيين في غزة، قائلا: "ماذا كان سيحدث لو أنني أصدرت مذكرة اعتقال بحق حماس فقط، بينما هناك ما بين 30 إلى 40 ألف قتيل وأمهات يعانين من الإجهاض والجوع؟ عندها سيقال: هذه المحكمة غير المحترمة هي في جيب الولايات المتحدة وألمانيا وغيرها من الدول القوية".

إسرائيل لا تحقق

وردا على قول المراسل الألماني إنه يجب محاكمة المسؤولين الإسرائيليين في محاكمهم الخاصة، وفي حال لم يحدث ذلك، حينها يمكن أن تتخذ المحكمة الجنائية الدولية الإجراءات اللازمة، أشار خان إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يقوم بالمساءلة عما يرتكبه عناصره في الأراضي المحتلة.

وأردف: "السؤال الحقيقي هو: هل يطبق القانون الدولي في الأراضي المحتلة؟ إذا قرأت ما يكتبه الخبراء ونظرت إلى ما يحدث على الأرض، فإننا لا نرى تحقيقات، لا نرى مساءلة".

استمرار التهديدات للمحكمة

ولفت خان إلى تعرض المحكمة وموظفيها للعديد من التهديدات ومحاولات الترهيب.

واستطرد: "تردد صدى بعضها على الرأي العام، والبعض الآخر لم يتردد صداها، وأخشى أن تستمر هذه التهديدات. مع ذلك، فإننا يجب ألا نستسلم، قد يختلف البعض مع قراراتي، لكنني أعتقد أننا متحدون في الرغبة في الحفاظ على التطبيق المستقل للقانون".

يذكر أن هذه التهديدات ليست الأولى في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية، إذ منعت الولايات المتحدة المدعية العامة السابقة فاتو بنسودا ونائبيها من دخول البلاد وجمدت أصولهم أثناء إجراء تحقيقات بشأن أفغانستان.

مقالات مشابهة

  • إصابة 4 مشاركين برالي “تي تي الصحراوي” جراء انفجار بقايا حروب
  • المسعف "البرديني".. حمل جثمانها بقلبه ويديه ليتفاجأ "هذه الشهيدة أمي"
  • المسعف "البرديني".. حملها بقلبه ويديه ليتفاجأ "هذه الشهيدة أمي"
  • سر غريب في بقايا البُن قد يغير علاج الزهايمر وباركنسون
  • العثور على بقايا أكبر “طائر رعب” في التاريخ
  • اكتشاف بقايا أكبر طائر رعب في التاريخ.. حجم ضخم وأسرار جديدة
  • كريم خان: هل علي الانتظار حتى يموت جميع أهالي غزة؟
  • من أجل المشاهدات..مراهق يموت على سطح قطار
  • كريم خان عن طلب اعتقال نتنياهو: هل علي الانتظار حتى يموت الجميع؟
  • بقايا دلفين مذبوح تصدّم روّاد شاطئ نيوجيرسي