وصل مندوبو عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي يوم الإثنين إلى مدينة العريش في شمال سيناء، ومن المقرر أن يتوجهوا إلى الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع غزة، تزامناً مع معارك عنيفة تدور رحاها في القطاع. وزيارة الدبلوماسيين تأتي بعد أيام من إسقاط الولايات المتحدة مشروع قرار في المجلس يدعو إلى وقف إطلاق نار في الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".

والزيارة غير الرسمية تستمر يوماً واحداً ونظمتها الإمارات ومصر، في خضم أزمة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة المحاصر والذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه "مقبرة للأطفال".

ويشارك في الزيارة أكثر من عشرة سفراء لدول بينها روسيا وبريطانيا التي امتنعت عن التصويت على مشروع القرار الداعي لوقف إطلاق النار.

وغاب مندوب الولايات المتحدة التي استخدمت حق النقض (الفيتو) الأسبوع الماضي ضد مشروع قرار طرحته الإمارات، ومثله فعل مندوب فرنسا.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية المصرية للمبعوثين خلال إحاطة صحافية عقب وصولهم، "لا يوجد مبرر لغض الطرف عن الألم والمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة".

وقالت المندوبة الإماراتية لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة إن بعض الدول تشارك في الزيارة "بصفة وطنية وشخصية"، موضحة أنها تهدف إلى مساعدتهم "ليس فقط على فهم المعاناة والدمار الذي يعيشه سكان غزة، ولكن أيضاً أملهم وقوتهم".

 وأطلع فيليب لازاريني، مدير وكالة اللاجئين الفلسطينية التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، المندوبين على الوضع الإنساني المروع في غزة قبل أن يتوجه إلى القطاع المحاصر في زيارته الثالثة منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول).

وذكر لازاريني بعد الاجتماع إن هناك "شعوراً عميقاً بالإحباط وخيبة الأمل، وبعض الغضب أيضاً لأننا... لم نتمكن حتى من التوصل إلى توافق في الآراء في شأن وقف إطلاق النار". وتابع، "لا يوجد مكان آمن حقاً في قطاع غزة، حتى إن مقار الأمم المتحدة التي تستضيف حالياً أكثر من مليون شخص تعرضت للقصف".

ومن المقرر أن يتوجه الدبلوماسيون إلى الجانب المصري من معبر رفح وأن يزوروا مستشفى يعالج مرضى فلسطينيين في مدينة العريش القريبة من الحدود مع القطاع.

قتال دام ويشهد قطاع غزة، اليوم الإثنين، غارات جوية إسرائيلية دامية ومعارك عنيفة بعد تأكيد حركة "حماس" أن الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم منذ هجومها على إسرائيل لن يتم سوى من خلال مفاوضات وتبادل أسرى.

في الأثناء، تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، غداً الثلاثاء، اجتماعاً خاصاً لمناقشة الوضع في غزة حسبما أعلنت المتحدثة باسم رئيس الجمعية، بعد فشل مجلس الأمن في التصويت على "وقف إطلاق نار إنساني" في القطاع الفلسطيني بسبب عرقلة واشنطن مشروع قرار في هذا الاتجاه.

وشن الجيش الإسرائيلي أمس الأحد غارات جوية مكثفة مع تواصل المعارك الميدانية مع مسلحي "حماس" في جنوب قطاع غزة المحاصر الذي نزح إليه مئات الآلاف من الفلسطينيين، فيما أكدت الحركة أن الرهائن الذين تحتجزهم لن يخرجوا "أحياء" من دون "تفاوض". وشقت الدبابات الإسرائيلية طريقها إلى وسط خان يونس أمس الأحد في توغل جديد كبير في قلب أكبر مدن جنوب قطاع غزة.

وقال قادة إسرائيليون إن عشرات من عناصر "حماس" استسلموا وشجعوا مزيداً منهم على الاستسلام، لكن الجماعة الفلسطينية المسلحة نفت ذلك ووصفته بأنه "ادعاء كاذب" ولا أساس له من الصحة.

ويضطر السكان في القطاع إلى العيش في منطقة تكتظ بصورة متزايدة، وحيث النظام الصحي "ينهار"، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، مع استمرار ارتفاع حصيلة القتلى. ووفقاً لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، قتل 17997 شخصاً، نحو 70 في المئة منهم من النساء والأطفال.

وأمس الأحد، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى مزيد من الهدن والممرات الإنسانية و"عمليات عسكرية تأخذ في الاعتبار حماية المدنيين"، قائلاً في الوقت نفسه إن إسرائيل يجب أن "تحمي نفسها" في مواجهة "منظمة إرهابية". ولا يظهر الجيش الإسرائيلي أية نية للتهدئة.

وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي أمس الأحد إن الحرب ستستمر "حتى ضمان عدم قدرة (حماس) على إيذاء شعبنا مجدداً".

وأمس الأحد، دعا نتنياهو مسلحي "حماس" إلى "الاستسلام الآن" قائلاً إن نهاية الحركة أصبحت قريبة مع اتساع نطاق الحرب.

من جهتها، حذرت "حماس" من بأنه ما من رهينة سيغادر القطاع "حياً" ما لم تتم الاستجابة لمطالبها عبر مفاوضات وتبادل أسرى.

وقال أبو عبيدة المتحدث باسم "كتائب القسام"، الذراع العسكرية للحركة، في تصريح مصور، "لا العدو الفاشي وقيادته المتعجرفة، ولا داعموه، يستطيعون أخذ أسراهم أحياءً من دون تبادل وتفاوض ونزول عند شروط (القسام)".

وأتاحت هدنة استمرت أسبوعاً في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيلياً معظمهم نساء وأطفال، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجيناً فلسطينياً.

الجبهة الشمالية وتصاعدت أعمال العنف على الحدود اللبنانية مع إسرائيل أمس الأحد، إذ أطلق "حزب الله" طائرات مسيرة ملغومة وصواريخ قوية على مواقع إسرائيلية، بينما هزت غارات جوية إسرائيلية بلدات وقرى عدة في جنوب لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إن "أهدافاً جوية مشبوهة" عبرت من لبنان، وتم اعتراض اثنين منها.

وأضاف أن جنديين إسرائيليين أصيبا بجروح متوسطة، فيما أصيب عدد آخر بجروح طفيفة جراء الشظايا واستنشاق الدخان.

وذكر أن طائرات مقاتلة إسرائيلية نفذت "سلسلة واسعة من الضربات على أهداف إرهابية لـ(حزب الله) في الأراضي اللبنانية".

ودوت صفارات الإنذار في إسرائيل في مواقع عدة على الحدود. وفي بيروت، رأى السكان ما يبدو أنهما طائرتان حربيتان تحلقان.

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بيروت ستتحول "إلى غزة" إذا شن "حزب الله" حرباً شاملة.

وقالت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) في بيان، "تتزايد احتمالات حدوث خطأ في التقدير يمكن أن يؤدي إلى نزاع أوسع

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

حماس تنتظر الرد الإسرائيلي على اقتراح وقف إطلاق النار

قال مسؤولان في حركة حماس، اليوم الأحد، إن الحركة تنتظر ردا إسرائيليا على اقتراحها لوقف إطلاق النار، وذلك بعد 5 أيام من قبولها لجزء رئيسي من خطة أميركية تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 9 أشهر في قطاع غزة.

وقال أحد مسؤولَي حماس لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "نحن تركنا ردنا مع الوسطاء وننتظر سماع رد الاحتلال".

وطرح الرئيس الأميركي جو بايدن في نهاية مايو الماضي الخطة المكونة من 3 مراحل والتي تضطلع فيها قطر ومصر بدور الوساطة.


وتهدف الخطة إلى إنهاء الحرب وتحرير نحو 120 محتجزا إسرائيليا لدى حماس موجودون في مكان ما قطاع غزة.

وأفاد مسؤول فلسطيني آخر، مطلع على المداولات الجارية بشأن وقف إطلاق النار، بأن هناك محادثات مع إسرائيل عبر وسطاء قطريين.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز اليوم الأحد "ناقشوهم في رد حماس ووعدوهم يرجعوا برد خلال أيام".
ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية بعد على توقيت المداولات.

وتخلت حماس، التي تدير قطاع غزة، عن مطلب رئيسي بأن تلتزم إسرائيل أولا بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع اتفاق.

وقال مصدر من حماس لرويترز، أمس السبت مشترطا عدم الكشف هويته نظرا لسرية المحادثات، إن الحركة ستسمح بدلا من ذلك بتحقيق هذا عبر المفاوضات خلال المرحلة الأولى التي تستمر 6 أسابيع.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على الجهود الرامية لتحقيق السلام إن المقترح قد يؤدي إلى اتفاق إطاري، إذا وافقت عليه إسرائيل، وإلى إنهاء الحرب.

وذكر مصدر مطلع أن مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز سيسافر إلى قطر من أجل المفاوضات.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يصدم الإسرائيليين بإعلان جديد حول غزة
  • سموتريتش: وقف حرب غزة الآن سيكون خطأ فادحا
  • نتانياهو تحت الضغط.. الإفراج عن الرهائن أم استمرار الحرب؟
  • الحرب الإسرائيلية على غزة تدخل شهرها العاشر
  • مقترح وقف إطلاق النار في غزة.. نتانياهو يدلي بتصريحات جديدة
  • مصادر: حماس تتخلى عن مطلب رئيسي بمفاوضات غزة
  • حماس تنتظر الرد الإسرائيلي على اقتراح وقف إطلاق النار
  • موافقة حماس وانتظار المفاوضات.. تطورات وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس: ننتظر الرد الإسرائيلي على اقتراح وقف إطلاق النار
  • مقاومة واستبسال في رفح والشجاعية