3 أحداث كبرى دفعت الذهب إلى مستوى قياسي خلال العام
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
تجاوز الذهب العام الحالي مستوياته التاريخية، عندما سجل 2074 دولاراً للأوقية في يوليو (تموز) 2020، إذ صعد المعدن الأصفر مختبراً هذا المستوى مرتين هذا العام،
المرة الأولى كانت في مايو (أيار) 2023 عندما ارتفع سعر الأوقية لمستوى 2062 دولاراً بعد أزمة المصارف الأميركية التي خلفت انهيار ثلاثة بنوك، مما تسبب في موجة هلع دفعت المستثمرين إلى الاتجاه نحو الملاذ الآمن.
المرة الثانية أما المرة الثانية، فعندما اشتعلت المواجهات بين إسرائيل وحركة "حماس" في غلاف قطاع غزة، إذ تحركت أسعار الذهب تبعاً لهذه الأخطار وبدأت موجة صعود لمدة ثلاثة أسابيع ليقفز من مستوى 1810 دولارات إلى مستوى 2010 دولارات للأوقية.
إلى ذلك حدث اختراق كبير لحظي للذهب الأسبوع الجاري عندما سجل المعدن الثمين مستوى قياسياً جديداً عند 2144 دولاراً للأوقية وحصلت القفزة السريعة خلال تداولات أول من أمس الإثنين مع جلسة الافتتاح في أستراليا وسرعان ما خسر هذه المكاسب خلال اليوم ليهبط إلى 2020 دولاراً للأوقية.
بداية التيسير النقدي وبدأت الأسواق تسعر بداية تيسير السياسة النقدية في مارس (آذار) 2024 بعد تصريحات مختلفة من أعضاء مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، بداية مع العضو المتشدد كرستوفر ووالر (أحد صقور الفيدرالي من أشد المطالبين بالاستمرار في رفع الفائدة العام الماضي) بعدما قال الأسبوع الماضي إن "السياسة النقدية الأميركية في وضع جيد وإن صناع السياسة قد لا يحتاجون إلى رفع الفائدة مجدداً في الوقت الحالي".
وتبعه رئيس "الفيدرالي" جيروم باول بتصريحات معاكسة الهدف منها تخفيف توقعات السوق باقتراب بداية التيسير النقدي، إذ قال "من المبكر القول إن البنك حقق أهدافه بخفض التضخم للمستوى المستهدف ومن المبكر التكهن باقتراب الانتقال إلى سياسة نقدية تيسيرية".
وتفاعلت الأسواق مع هذه التصريحات وسط توقعات تشير إلى أن الخطوة المقبلة هي خفض الفائدة وربما تكون خلال الفصل الأول من 2024، مقارنة بتقديرات سابقة بأن أول خفض لسعر الفائدة سيكون في يوليو 2024.
إلى ذلك يمكن تلخيص الأحداث الكبرى التي دفعت أسعار الذهب إلى تسجيل مستوى قياسي جديد بثلاثة، فالحدث الأول يتمثل بخطر حصول أزمة مصرفية كبيرة في أميركا، بينما السبب الثاني هو اندلاع المواجهات العسكرية حول غلاف غزة
وأخيراً السبب الثالث هو تغير مرتقب في السياسة النقدية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
البنوك المركزية تواصل الشراء في غضون ذلك، لا تزال البنوك المركزية تشتري الذهب خلال عام 2023، إذ بلغت مشتريات البنوك نحو 42 طناً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وكان بنك الشعب الصيني (البنك المركزي الصيني) المشتري الأكبر للذهب يليه البنك المركزي التركي ولا يزال البنك المركزي البولندي مستمراً في الشراء.
وأعلنت الصين إضافة 23 طناً من الذهب لاحتياطاتها الدولية وهي الإضافة الـ12 على التوالي ليرتفع احتياط الذهب لبكين إلى 2215 طناً، أما "المركزي التركي" فرفع احتياطاته من الذهب إلى 498 طناً، في حين رفع "المركزي البولندي" احتياطاته من الذهب إلى 340 طناً بزيادة قدرها 100 طن هذا العام، وبإضافة تلك الأرقام إلى إجمالي مشتريات البنوك المركزية حتى نهاية الفصل الثالث من 2023 التي بلغت 800 طن، يصل الإجمالي إلى 842 طناً حتى نهاية أكتوبر الماضي بنسبة زيادة 14 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من 2022، وسط توقعات بأن تسجل البنوك المركزية مشتريات قياسية هذا العام.
في تلك الأثناء تشير توقعات المتداولين للعقود الآجلة إلى أن أول خفض لـ"الفيدرالي" لسعر الفائدة سيكون في مارس 2024، إذ تعتمد هذه التقديرات على تكهنات السوق في شأن سعر الفائدة المستقبلية.
أما تاريخياً فعندما تزيد الاحتمالات على الـ50 في المئة تصدق هذه الأرقام بنسبة كبيرة، فمثلاً توقعات اجتماع الـ20 من مارس 2024 تشير بنسبة 55.7 في المئة إلى أن "الفيدرالي" سيخفض سعر الفائدة ربع نقطة مئوية، ليكون ذلك أول تحرك عكسي من البنك الأميركي بعد آخر رفع لسعر الفائدة في يوليو الماضي.
وتفيد توقعات المتداولين في سوق العقود الآجلة أيضاً بنسبة 99.9 في المئة بأن يبقي "الفيدرالي" أسعار الفائدة من دون تغيير عندما يجتمع في الـ13 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وهذه الاتجاهات لمسار السياسة النقدية تؤثر في أسعار الذهب إيجاباً وتفسر لنا الأسعار الحالية لأونصة الذهب التي نتوقع أن تشهد ارتفاعات أيضاً خلال الفصل الأول من 2024 وربما نشهد مستوى 2250 دولاراً للأوقية قبل مارس المقبل
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
بعد تهدئة المخاوف بشأن الإمدادات.. النفط يتراجع والذهب إلى مستوى قياسي جديد
انخفضت أسعار النفط بنحو واحد بالمئة خلال التعاملات الآسيوية، الاثنين، بعد إحراز تقدم في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران مما قلل من المخاوف من أن يؤدي النزاع إلى تقليص إمدادات المنتج الرئيسي في الشرق الأوسط.
ووفق وكالة “بلومبرغ”، “تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 70 سنتا أو 1.03 بالمئة إلى 67.26 دولار للبرميل عند الساعة 0030 بتوقيت غرينتش بعد أن أغلقت على ارتفاع 3.2 بالمئة، الخميس، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 68 سنتا أو 1.05 بالمئة إلى 64 دولارا للبرميل بعد أن أغلق على ارتفاع 3.54 بالمئة في الجلسة السابقة”. وكان يوم الخميس هو آخر يوم للتسوية الأسبوع الماضي بسبب عطلة الجمعة العظيمة.
و”دفعت المخاوف بشأن نقص إمدادات النفط الإيراني والآمال في التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كلا من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى الارتفاع بنحو 5 بالمئة الأسبوع الماضي، مسجلين أول مكسب أسبوعي لهما في ثلاثة أسابيع”، بحسب بيانات وكالة رويترز.
الذهب يطرق باب 3400 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه
في سياق متصل، “ارتفع الذهب ليسجل مستوى تاريخيا جديدا ومقتربا من كسر حاجز 3400 دولار للأونصة، خلال تعاملات الاثنين المبكرة، في ظل تراجع الدولار إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات ومخاوف الركود الناجمة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين، وهو ما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو الملاذ الآمن”.
وبحسب بيانات وكالة رويترز، “ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1.6 بالمئة إلى 3382 دولارا للأونصة (الأوقية) بحلول الساعة 07:03 بتوقيت غرينتش، وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب بأكثر من 2 بالمئة إلى 3395 دولارا”.
ووفق البيانات، “هبط الدولار خلال تعاملات الاثنين المبكرة، مع تراجع ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأميركي مرة أخرى بسبب خطط الرئيس دونالد ترامب لإعادة هيكلة مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) والتي من شأنها أن تثير الشكوك في استقلالية البنك، وصل مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات مما زاد من جاذبية الذهب لحائزي العملات الأخرى”.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، “ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 32.63 دولار للأونصة، بحلول الساعة 0037 بتوقيت غرينتش، وصعد البلاتين 0.2 بالمئة إلى 969.20 دولار، بينما انخفض البلاديوم 0.3 بالمئة إلى 959.20 دولار”.
بدوره، هبط الدولار خلال تعاملات الاثنين المبكرة، و”انخفض الدولار إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات مقابل اليورو، وبلغ أدنى مستوى له في سبعة أشهر مقابل الين، كما انخفض بنسبة 0.9 بالمئة مقابل الفرنك السويسري، ليسجل 0.8119، بينما ارتفع الدولار النيوزيلندي 0.46 بالمئة ليصل إلى 0.5964 دولار”.
وبحسب بيانات وكالة رويترز، “سجل اليورو أعلى مستوى في ثلاث سنوات عند 1.1476 دولار، بينما انخفض الدولار في أحدث التعاملات 0.58 بالمئة إلى 141.40 ين ياباني، وبلغ الجنيه الإسترليني ذروته وسجل 1.3339 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ أول أكتوبر. كما سجل الدولار الأسترالي أعلى مستوى له في شهرين عند 0.6396 دولار، وارتفع اليوان الصيني بنحو 0.1 بالمئة إلى 7.2966 للدولار، وارتفعت بتكوين أكثر من اثنين بالمئة إلى 86.838 دولار”.