ارتقاء 73 صحفيا شهيدًا في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
الرؤية- غرفة الأخبار
تخطى عدد قتلى الصحفيين جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة في أقل من شهرين، حصيلة قتلاهم خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) التي راح ضحيتها عشرات الملايين وتوصف بالحرب الأكثر دموية في التاريخ الحديث، بحسب إحصاء مؤسسات معنية رصدته الأناضول.
وبحسب إحصاء مؤسسات معنية رصدته الأناضول، فقد 69 صحفيا حياتهم خلال 6 سنوات خلال الحرب العالمية الثانية، فيما بلغت حصيلة القتلى الصحفيين منذ حرب غزة في 7 أكتوبر 73 صحفيا
ويواصل الجيش الإسرائيلي، استهداف المدنيين والصحفيين وعائلاتهم في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، رغم اعتبار الاستهداف المتعمد للصحفيين والمدنيين جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي.
وأعلنت منظمة مراسلون بلا حدود، في مطلع نوفمبرالمنصرم، تقدمها بطلب لدى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب المرتكبة ضد الصحفيين خلال العنف الإسرائيلي في فلسطين.
فيما قالت القوات الإسرائيلية في بيان لوكالات الأنباء العالمية خلال الأيام الأولى لحربها على غزة، أنها "لا تستطيع ضمان سلامة الصحفيين العاملين في قطاع غزة"، علاوة على فرض الجيش الإسرائيلي رقابة على الأخبار المتعلقة بغزة في رسالة بعثها إلى وسائل الإعلام في 26 أكتوبر/تشرين الأول.
- مقتل صحفي واحد على الأقل يوميا
بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الجمعة، ارتفع عدد الصحفيين القتلى جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 73، منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث أن صحفيا واحدا على الأقل قتل على أيدي القوات الإسرائيلية كل يوم في فلسطين ولبنان منذ بداية الحرب.
وجاء استهداف القوات الإسرائيلية للصحفيين رغم أنهم يتمتعون بالحصانة بموجب القوانين الدولية، ويسعون إلى إيصال جرائم الحرب وهجمات الإبادة الجماعية في غزة إلى العالم.
ويفوق عدد الصحفيين الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية في قطاع غزة خلال شهرين تقريبا، عدد الإعلاميين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وحرب فيتنام (1955-1975) والحرب الكورية (1950-1953).
ووفقا لمؤسسة "منتدى الحرية"، مقرها واشنطن وتدافع عن حرية الصحافة، فقد 69 صحفيا حياتهم خلال 6 سنوات خلال الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة عشرات الملايين من البشر والمعروفة بأنها الحرب الأكثر دموية شهدها العالم الحديث.
كما فقد 63 صحفيا حياتهم في الحرب خلال الاحتلال الأمريكي لفيتنام، الذي استمر قرابة 20 عاما، كما فقد 17 صحفياً حياتهم في الحرب الكورية التي استمرت 3 سنوات، فوق "منتدى الحرية".
وكذلك، بحسب لجنة حماية الصحفيين، ومقرها نيويورك، فقد 17 صحفيا حياتهم خلال الحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير/ شباط 2022.
- إسرائيل تتعمد استهداف الصحفيين وعائلاتهم
اتجهت إسرائيل إلى استهداف الصحفيين مع بدء هجماتها على قطاع غزة ولبنان في 7 أكتوبر.
كما تعرض الصحفيون لحالات كالاعتقال والرقابة وقتل أفراد عائلاتهم على يد إسرائيل خلال الفترة نفسها.
ففي 13 أكتوبر الماضي، استهدف الجيش الإسرائيلي منزل المصور الصحفي بوكالة الأناضول علي جاد الله في غزة، فقد فيها جاد الله ما لا يقل عن 8 أفراد من أسرته بمن فيهم والده وإخوته.
وفي التاريخ نفسه، فقد مصور وكالة رويترز للأنباء عصام عبد الله في لبنان حياته وأصيب 6 إعلاميين جراء استهدافهم من قبل القوات الإسرائيلية جنوبي لبنان.
فيما أكدت منظمة مراسلون بلا حدود في تحقيقاتها بالحادثة تعمد القوات الإسرائيلية استهداف الصحفيين رغم وضعهم إشارة "صحافة" على ملابسهم.
كما قتل عدد من أفراد أسرة مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح جراء هجوم نفذه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في 23 أكتوبر، فراح ضحيته زوجته وابنه وابنته وحفيده البالغ من العمر 18 شهرا.
وفي القصف الذي استهدف مدينة خان يونس في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قتل مراسل التلفزيون الفلسطيني محمد أبو حطب و11 فردا من عائلته.
وأيضا في قصف إسرائيلي يوم الخامس من نوفمبر، فقد مصور الأناضول محمد العالول أبنائه الأربعة، وثلاثة من إخوته.
وفي 21 نوفمبر قتلت مراسلة قناة الميادين فرح عمر، والمصور ربيع المعماري جراء غارة جوية إسرائيلية في بلدة طيرحرفا خلال متابعتها التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وأيضا، قتلت الصحفيتان آلاء طاهر الحسنات، وآيات خضورة جراء قصف إسرائيلي على غزة، فيما حفرت في الأذهان اللحظات الأخيرة للصحفية آيات خضورة مراسلة قناة الغد، حينما ظهرت في آخر ظهور لها وقالت "قد يكون هذا الفيديو الأخير".
كما قتل مدير رابطة بيت الصحافة الفلسطيني بلال جاد الله، من بين أكثر الصحفيين المرموقين في غزة، جراء قصف إسرائيلي بالدبابات في حي الزيتون خلال توجهه نحو جنوب غزة.
وبعد انتهاء "الهدنة الإنسانية" واستئناف الجيش الإسرائيلي هجماته على قطاع غزة في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الحالي، قتل 3 صحفيين في واحد، بينهم مصور وكالة الأناضول منتصر الصواف الذي كان قد فقد والدته وأباه والعديد من أقاربه في هجوم إسرائيلي يوم 18 نوفمبر، وأصيب هو بجروح.
وفي معرض استهداف القوات الإسرائيلية الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، تدمرت مكاتب صحيفة الأيام وإذاعة غزة ووكالة شهاب للأنباء، ووكالة معا الفلسطينية، وكتب قناة برس تي في وقناة العالم الإيرانيتين، ومكتب الوكالة الفرنسية كليا أو جزئيا.
** الصحفيون المعتقلون في إسرائيل
على صعيد متصل، أعلن اتحاد الصحفيين الفلسطينيين، في بيان يوم 28 نوفمبر، عن اعتقال 41 صحفيا منذ 7 أكتوبر، ولم يطلق سراح سوى 12 منهم لاحقا بعد فترات اعتقال مختلفة.
وبحسب الاتحاد، فإن 44 صحافيا فلسطينيا يقبعون في السجون الإسرائيلية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الحرب العالمیة الثانیة القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی على قطاع غزة فی قطاع غزة خلال الحرب فی غزة غزة فی
إقرأ أيضاً:
16 نوفمبر خلال 9 أعوام.. 88 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن
يمانيون – متابعات
تعمَّدَ العدوانُ السعوديُّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 16 نوفمبر خلال الأعوام، 2015م، 2016م، و2018م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بحق النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء، في منازلهم، وطرقاتهم ومزارعهم، مستهدفاً بغاراته الوحشية، وقصفه الصاروخي والمدفعي وقنابله العنقودية المحرمة دوليًّا، الأعيان المدنية والبنية التحتية، والمنازل والمخيمات وناقلات الوقود ووسائل النقل، بتعز وصعدةَ، والحديدة، في جرائم موثقة، وعشرات الجرائم غير مكتملة التوثيق بالمشاهد الحية في مأرب والجوف وصنعاء.
أسفرت عن 48 شهيدًا، وأكثر من 40 جريحاً، جلهم نساء وأطفال، وتدمير المنازل، وتهجير عشرات الأسر، وحرمانها من مأويها ومعيليها وأفراد أسرها، وتدمير شبكات الطرقات، ومنع وصول المواد الغذائية والدوائية والمساعدات الإنسانية، وحركة النازحين، والمزارعين، والمسافرين والمرضى، وطلاب العلم، في جرائم تنتهك القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
16 نوفمبر 2015.. 11 شهيداً وجريحاً بينهم أطفال في جريمة حرب بقصف طيران العدوان منزل مواطن بتعز:
في يوم 16 نوفمبر عام 2015م، أضاف العدوان السعوديّ الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، بغارات وحشية لطيرانه الحربي وقصف دبابات مرتزقته، على منزل المواطن عبد الله منصور هادي بمديرية صالة، أسفرت عن 8 شهداء و3 جرحى، بينهم 4 أطفال، وتحويل البيت إلى مقبرة جماعية، على رؤوس 3 أسر، وترويع النساء والأطفال المجاورين، وأضرار في ممتلكات ومنازل، وموجة من الحزن والألم، والتشرد ومضاعفة المعاناة.
قبل أن يلفظ الفجر أنفاسه، كانت العائلات في القرية تغط في نوم عميق، تحلم بأيام أفضل، لكن فجأة، سمعت أصوات طيران العدوان الحربي يعربد في سماء المديرية ويخترق النوافذ والجدران ومسامع الأطفال والنساء النائمين، تلتها أصوات أشد لدوي غاراته الوحشية على منزل المواطن عبدالله منصور، تبعها صراخ خافت للأطفال والنساء من تحت الإنقاض وتصاعد أعمدة الدخان والغبار والنيران، وتلاطم الدمار والشظايا المتطايرة على الممتلكات، وتساقط النوافذ وبعض السقوف، ففزعت كلّ العائلات في حالة رعب وذهول، وهروب جماعي من الداخل، تاركة خلفها منازلها، لتشاهد أمامها مجزرة دموية بحق 3 عوائل بريئة، وسط كومة من الأنقاض والدماء.
يستمر الطيران في التحليق ويحاول الأهالي رفع الأنقاض وإسعاف الجرحى، لكن دبابات مرتزقته في الجهة المقابلة قصفت المكان بقذائفها ومنعتهم عن نجدة الصرخات الخافتة هناك، ساعات ظل الجرحى عالقين ينزفون الدماء ويستنجدون ولا مجيب، فمن لم يستشهد بالغارة المباشرة، فارقت روحه جسده من هول الجريمة وبشاعة اللحظات، وما أن غادر الطيران الأجواء وهدأت ضربات المرتزقة، بدأ الأهالي بجموع غفيرة الإسراع في رفع الدمار وانتشال الضحايا وإسعاف الجرحى، في مشهد مأساوي يندى له جبين البشرية.
–
وعند طلوع الشمس تجمع الأهالي والأقارب مكتشفين حجم الجريمة، هنا نساء يبكين إخوتهن، وجدة تنوح على فقد أبنائها، وأحفادها، والكل يبكي من فراق أهله وجيرانه، والأطفال الصغار يبكون على فقدان آبائهم وأمهاتهم، والنساء يصرخن من هول الصدمة، والدماء تغطي الأرض، والأنقاض تعلو الجثث، والدماء تسقي الأرض، وما بقي منها سال على صدور وأيادي المسعفين.
عائلة عبد الله منصور كغيرها من العوائل غير مدركة بأنها هدف لقيادات العدوان، وأولوية لغاراته الوحشية، ففقدت حقها في الحياة، وتحولت حياة من بقي منهم إلى جحيم، الأطفال الصغار لا يدركون بعد حجم الفاجعة، لكنهم يشعرون بفقدان الحنان والحماية، أما الأمهات والأخوات فلم يستطعن استيعاب ما حدث، فكان الابتهال إلى الله والنواح والدموع سلاحهن الوحيد.
إحدى النساء بعين دامعة وغصة بكاء مبحوح، ولسان يبتهل إلى الله داعياً “قتلوا إخواني، وعيالهم ونسائهم، الله يقتلهم بحق لا إله إلا الله محمد رسول الله” متابعةً “الطيران السعوديّ، عدونا وغريمنا نحن نرحم الله لا ذنب لنا يا الله”.
مسنة هي الأخرى من فوق الأنقاض تبكي وتنوح وبكفيها تمسح دموعها وتضرب على رأسها مرددةً دعوتها “يا رب عيالي قتلوا كلهم، يا رب، يا الله ساروا حقي الرجال والأطفال دون ذنب، الله ينتقم السعودية الظالمة”.
بدوره يقول أحد الأهالي: “معيلو هذه الأسر سائقي دراجات نارية يقصدون الله بعد لقمة العيش لا علاقة لهم بأي حزب أو جماعة سياسية، ضباحا يشقون بقيمة البطاط والطماط، والدقيق، أيش يشتي منهم سلمان، والله ما يقتل غير الأبرياء، بعد الغارات ضرب مرتزقة العدوان المكان بالدبابات ومنعوا المسعفين من انتشال الشهداء والجرحى وبينهم نساء وأطفال”.
ويتابع “ثلاث أسر داخل المنزل المستهدف أسرة طه عبدالله منصور وأسرة عبدالله منصور وأسرة خطاب علي ناجي، جاء طيران العدوان وأنهاهم من الحياة، لا هم حوثة ولا هم مع أي أحد أبرياء ومن أضعف الناس”.
شيع الشهداء، وعاد الجرحى، وتجمع المعزون، وفي زاوية من المنزل المدمر، تجلس امرأة عجوز تبكي بصمت، هي جدة الأطفال الذين استشهدوا، تشعر بأن جزءاً منها قد مات معهم، تتذكر أيامهم السعيدة، وأحلامهم التي تبخرت في لحظة واحدة.
16 نوفمبر 2015.. غارات وحشية تستهدف المدنيين والطرق الحيوية بمران صعدة:
وفي 16 نوفمبر 2015م، استهدف العدوان السعوديّ الأمريكي بأكثر من 15 غارة مباشرة، سيارات المواطنين والطريق الرابط بين منطقة مران ومركز مديرية حيدان في محافظة صعدة، أسفرت عن دمار واسع في الطرقات والممتلكات، وقطع الطريق وتعطيل حركة المرور، وتنقل المسافرين ووصول الإمدادات الغذائية والدوائية، وإسعاف المرضى والجرحى، وتسويق منتجات المزارعين، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمه بحق المدنيين الأبرياء والأعيان المدنية والبنية التحتية، كشفت عن وحشيته وحقده على الشعب اليمني.
آثار هذه الجريمة امتدت لقطع أرزاق الكثير من سكان المنطقة المعتمدين على الزراعة والتجارة، ولم يتمكنوا من نقل منتجاتهم إلى الأسواق، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، وزاد من معاناة السكان، ومنع الإسعاف حيث لم يتمكن المرضى والجرحى من الوصول إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وسادت حالة من الخوف والرعب بين السكان، خاصة مع تكرار الغارات الجوية، مما دفع الكثيرين إلى النزوح عن ديارهم، وعزل العديد من القرى والمناطق، مما صعب عملية إيصال المساعدات الإنسانية إليهم.
يقول أحد الأهالي العالقين على الطريق العام: “نعاني في تسويق الخضار والفواكه، والطيران ما ترك أي شيء على صعدة من استهدافه بغاراته الوحشية، لكن هذه المعاناة، لن تذهب هدراً ولن تمر جرائمه بحق شعبنا مرور الكرام، ونحن له بالمرصاد، ولن ينفعه العالم والأمم المتحدة والمجتمع الدولي إذا ما أخذنا بحقنا وردينا الصاع صاعين إن شاء الله”.
تدل هذه الجريمة أن الأهداف الحقيقية للعدوان هي تدمير اليمن وتشريد شعبه، واحتلال أرضه، في جريمة حرب متكررة في مختلف المحافظات والمناطق الحدودية، خلال 9 أعوام.
16 نوفمبر 2016.. عدد من الجرحى بغارات العدوان على منطقة غافرة بصعدة:
وفي 16 نوفمبر، عام 2016م، استهدف جيش العدوان السعوديّ الأمريكي، ومرتزقهم، بقصف صاروخي ومدفعي كثيف منطقة غافرة بمديرية الظاهر الحدودية في صعدة، أسفرت عن جرح عدد من المدنيين الأبرياء، لتضيف فصلاً جديدًا إلى سجل جرائم الحرب المستمرة على الشعب اليمني.
قبل القصف الغاشم كانت الحياة تسير ببطء في قرى غافرة، فجأة، هزت أصوات الانفجارات المدوية المكان، وتحولت لحظات السكون إلى صراخ وذعر، الصواريخ والمدفعية كانت تستهدف عشوائياً المنازل والمزارع، محولة حياة الأهالي إلى جحيم.
الجرحى كانوا ينزفون بغزارة، والصراخ يملأ المكان، لم يكن هناك من يستطيع تقديم الإسعافات الأولية، فالطرق مقطوعة والمستشفيات بعيدة، كان الأهالي يحاولون جاهدين إنقاذ من يستطيعون إنقاذه، ولكن دون جدوى.
صرخة ألم تصدر من كل بيت في غافرة، بجراحات طالت أطفالهم ومحبيهم، وأضرار في المنازل والمزارع والممتلكات، وتوقف الحياة وتعطيل الحركة، وقطع الأرزاق، كلها عوامل زادت من معاناة السكان، وفاقمت أوضاعهم المعيشية.
يقول أحد الجرحى: “العدوان استهدفنا ونحن في الطريق ماشيين، نحو المزرعة نقصد الله، ونحرث الأرض، لكن هذه الجراحات اليوم، سيدفع ثمنها سلمان غالية بعد اليوم، ولن توهن عزائمنا وثقتنا بنصر الله لشعبنا اليمني، مهما كانت التضحيات”.
16 نوفمبر 2018..16 شهيداً وجريحاً بينهم أطفال في جريمتي حرب لغارات العدوان على الحديدة:
وفي 16 نوفمبر 2018م، أضاف العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي، إلى سجل جرائمه في اليمن، جريمتي حرب منفصلتين، في محافظة الحديدة، أسفرت عن استشهاد 11 مدنياً، وجرح 5 آخرين بينهم نساء وأطفال، باستهداف غاراته الجوية على منازل المواطنين.
التحيتا: 6 شهداء و3 جرحى
في قرية الحسن الرضي بالطريق العام الرابط بين مديريتي، زبيد والتحيتا، استهدف طيران العدوان منازل المواطنين، بغارات وحشية، أسفرت عن 6 شهداء و3 جرحى، من المدنيين الأبرياء، وتدمير المساكن وأضرار في المنازل والمزارع والممتلكات، وحالة رعب في نفوس الأطفال والنساء، وموجة من النزوح المتجدد نحو المجهول.
مشاهد مأساوية يندى لها جبين الإنسانية من الدماء والأشلاء، والجثث والجرحى والدمار، وصرخات الأهالي، ودموع المكلومين والضحايا والأطفال والنساء، والمسعفين، أثر المجزرة المروعة، أجبر عشرات الأسر على النزوح والحرمان من مأويها، وقطعت أرزاقها.
تقول إحدى الأمهات كبيرة في السن من جوار ابنها الجريح على سرير المشفى: “دمروا منازلنا بغاراتهم، الله يدمرهم، ما فعلنا بهم، خوفونا، قتلونا، سفكوا دماء أطفالنا ورجالنا ونسائنا، ما ذنبنا، الطيران ضربنا من الصباح، يا عرب كسرونا، من أين نأكل ونشرب، حرام عليكم، نحن مسلمين مصليين صائمين، حرام عليهم، ابني فلذة كبدي استشهد وهو ساع الخشبة، وهذا الثاني جريح، سلمان الله لا غفر له ولا رحمه، الله يزلزل عرشه، ويدمر دولته، تعبنا أين ما نزحنا ضربونا”.
الحالي: 5 شهداء أطفال ونساء وجرح امرأتين بغارات العدوان على أسرة الواحدي:
فيما أسفرت، جريمة الحرب الثانية، لغاراته الوحشية -على منزل المواطن ماجد غالب الواحدي في المدينة الطبية بمديرية الحالي- عن استشهاد 5 نساء وأطفال وإصابة امرأتين، وتحويل المنزل إلى مقبرة جماعية، وأضرار في ممتلكات ومنازل المواطنين المجاورة، ومشاهد مأساوية تدمي القلوب، وحالة من الخوف والحزن والبكاء وصرخات تصاعدت من تحت الإنقاض ووسط أعمدة الدخان والنيران والغبار، ورائحة الموت والبارود، مشكلة لوحة وحشية لجريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان وعن سابق أصرار وترصد.
قبل الغارات كان المنزل يسوده جواً من الأمان والسكينة، إلا أن صوت الطائرات حطمت هذا الجو، وحولت الدفء إلى نار، والأمان إلى رعب، ونزعت خمسة أرواح بريئة حرمتها من حقها في الوجود، بينهم أطفال لم يذوقوا طعم الحياة، ونساء كنّ يزرعن الأمل في قلوب أزواجهن وأبنائهن، وجرح امرأتين، ظلت جراحاتهن شاهد على وحشية العدوان، ودجل المجتمع الدولي والمتشدقين بحقوق الإنسان والطفل والمرأة.
نحن ندفع ثمن حريتنا
بهذه العبارة يعبر رب الأسرة الواحدي عن موقفه من الإبادة: “نحن ندفع ثمن حريتنا وصمودنا من دماء أطفالنا، وهناك استهداف للإنسان في اليمن، وما يقوم به العدوان جرائم حرب لا يمكن نسيانها بتقادم الأيام والأعوام، كان لي قبل دقائق، 6 بنات و2 أبناء ذكور، الكبرى رفيدة تليها أمة السلام وبعدها التوأم استشهدت واحدة منهن، وملكة وحكيمه، وأمة الوهاب استشهدت، ونزيهة، أنا مدرس أكاديمي، لم يكن للعدوان عندي قيد أنملة، لا أملك قطعة سلاح في منزلي، العدوان يستهدف الجميع، لا يعنيه أي مواطن أياً كان انتماؤه”.
استهداف المدنيين والأعيان المدنية بغارات مباشرة، جريمة حرب وإبادة ضد الإنسانية، ووصمة عار في جبين المجتمع البشري، وفضيحة مجلجلة كشفت زيف القوانين الإنسانية والحقوقية الدولية، وهيئاتها المختصة، ومن يديرها ويتحكم في قراراتها.
16 نوفمبر 2019..56 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب غير مكتملة التوثيق بعدد من المحافظات:
وفي 16 نوفمبر خلال الأعوام التسعة الماضية ارتكب طيران العدوان عشرات جرائم الحرب غير الموثقة بمشاهد حية، في محافظات مأرب والجوف وصنعاء وصعدة وتعز، بغارات وحشية أسفرت عن 29 شهيداً و27 جريحاً، كما هو موضح في الجدول التالي:
وبحسب الجدول استهدف العدوان عشرة منازل وحقول زراعية ومخيمات نازحين، وطرقات وجسور ووسيلة نقل، وناقلة وقود، وبين الضحايا نساء وأطفال.
جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان في اليمن، منذ 9 أعوام، تكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها المجتمع البشري، في ظل الهيمنة الأمريكية الغربية على العالم، وتواطؤ المجتمع الدولي والأمم المتحدة وازدواجية المعايير، وحجم التلاعب بمصير ومستقبل الشعوب.