موقع 24:
2025-04-23@04:39:04 GMT

الصين.. كذبة اخترعها الغرب وصدقها العالم

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

الصين.. كذبة اخترعها الغرب وصدقها العالم

في يوم 25 ديسمبر(كانون الأول) 1991 أعلن مجلس السوفييت الأعلى للاتحاد السوفييتي الاعتراف باستقلال الجمهوريات السوفييتية السابقة، وفي الساعة 7:32 مساء بتوقيت موسكو تم إنزال علم الاتحاد السوفييتي عن مبنى الكرملين.

بعد 32 عاماً فشلت روسيا، التي تحولت إلى قوة معزولة، في أن تكون جزءا من الكيان الغربي، مما دفعها إلى اختيار الحلول العسكرية.


اليوم هناك إمكانية أن يتكرر ما حصل لروسيا مع الصين التي تواجه حربا تجارية من الولايات المتحدة تفقدها أسس نفوذها الاقتصادي الجديد لتصبح أكثر خطورة وحرصا على تأكيد "عظمتها" من خلال مغامرات عسكرية تتضاءل بالمقارنة معها مغامرات فلاديمير بوتين.
لقد فشل الغرب في احتواء روسيا، فهل يفشل في احتواء الصين؟

نقطة التشابه الوحيدة بين الاتحاد السوفييتي والصين هي الأيديولوجيا الشيوعية، مع ضرورة التنويه هنا أيضا إلى الخلافات بين النموذجين. أحد أسباب انهيار الاتحاد السوفييتي هو فشله على الصعيد الاقتصادي.
ما إن انهار الاتحاد السوفييتي حتى تبينت هشاشة وضعه الاقتصادي، بعيدا عن التكنولوجيا العسكرية، التي ثبت أيضاً أنها لم تكن بكفاءة التكنولوجيا الأمريكية في أكثر من مناسبة، لم يساهم الاتحاد  السوفييتي بأي منتج يمكن الإشادة به.
في أفضل مراحله لم يتجاوز حجم الناتج المحلي الإجمالي لروسيا ناتج بلد مثل إيطاليا، وها هي مغامرتها العسكرية في أوكرانيا تثبت أن قوتها الاقتصادية وهم كاذب، وأن كل ما تستطيع فعله هو الدخول في مغامرات ستؤدي إلى المزيد من ضعضعة وضعها الاقتصادي.
تفكك الاتحاد السوفييتي كان المرحلة الأولى لانهيار روسيا، يمكن الآن التنبؤ بانهيار آخر، سيضع نهاية لأحلام العظمة الوطنية الروسية التي فقدتها منذ عام 1917 مع سقوط روسيا القيصرية بأيدي البلاشفة.
للوهلة الأولى تبدو الصين في وضع أفضل بكثير مما هو عليه الوضع في روسيا، ولكن نظرة متأنية سرعان ما تكشف عن تشابه بين الحالتين. حتى هذه اللحظة لم تكن الصين أكثر من ورشة اختارتها الشركات الأجنبية لتصنيع منتجاتها. ومع تنامي النزعة الوطنية وعودة الدولة إلى الحضور بقوة، تخاطر الصين بفقدان مصدرها الوحيد للقوة الاقتصادية القائم على السوق المفتوح على الاقتصاد العالمي.
وكما يقول المحلل الأمريكي جون أوستن، مدير مركز ميتشجان الاقتصادي وزميل غير مقيم في مؤسسة بروكنغز ومجلس شيكاغو للشؤون الدولية، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية إن "الصين تحاول تأكيد نموذجها الخاص بالعظمة الوطنية لمواجهة الحرب التجارية التي أعلنتها الولايات المتحدة ضدها".

يرى أوستن في توجه حكومة بكين إلى دول الجنوب والبحث عن تحالفات جديدة خطوة تهدف من ورائها إلى "هدم النظام الدولي الذي صاغته الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد الحرب العالمية الثانية، وهو نظام دولي مفتوح قائم على قواعد جلب الرخاء للعديد من الدول بما في ذلك الصين بمجرد أن تبنته بكين".
حتى وقت قريب تركزت التوقعات والنبوءات على أن الصعود الاقتصادي للصين سيطغى على الاقتصاد الأمريكي، وأن الصين ستزيح الولايات المتحدة جانبا لتتبوأ المرتبة الأولى عالميا.
مثل هذه النبوءات كانت مبررة. ولكن، مع دخول عوامل جديدة بدأت المبررات تتساقط، ومعها تراجع توجه المستثمرين وقل اهتمام الشركات الغربية بالصين.
أوّل هذه العوامل هو اليد العاملة الشابة الآخذة في التراجع، بسبب النمو الاقتصادي السريع مع التحول إلى اقتصاد السوق، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على العمالة الماهرة والمؤهلة في قطاعات مثل التكنولوجيا والابتكار، وترافق ذلك مع انخفاض حاد في معدل الخصوبة وزيادة في متوسط العمر.
العامل الثاني هو الأتمتة وحلول الروبوتات محل الجهد البشري في المصانع وفي تقديم الخدمات، والتفوق الأمريكي في ابتكار الرقائق السريعة والذكاء الاصطناعي.
لسنوات طويلة سمعنا عن الاتحاد السوفييتي بوصفه قوة معادلة لقوة الولايات المتحدة إلى أن تهاوى وتفكك. ويبدو اليوم جليا أن التنين الصيني، كما هو الدب الروسي، كذبة اخترعها الغرب وصدقها العالم.
هناك عوامل عديدة أدت إلى فشل روسيا في الانتقال من الاقتصاد الاشتراكي المركزي إلى اقتصاد السوق الرأسمالي، وهو ما أدى إلى تفاقم الفقر وانتشار البطالة والفساد والتضخم، إضافة إلى العقوبات والضغوط الدولية التي فرضتها عليها الدول الغربية بسبب سياساتها الخارجية والداخلية.
ورغم ضعفه الاقتصادي واعتماده الزائد على النفط والغاز كمصدر رئيسي للدخل تسبب الدب الروسي الجريح في خلق أزمات عالمية طالت دول العالم، نذكر منها الاستيلاء على شبه جزيرة القرم عام 2014، وتدخله في سوريا عام 2015، وغزوه أوكرانيا في 24 فبراير 2022، إلى جانب تصديره المرتزقة إلى مناطق ملتهبة في العالم.

من المؤكد أن باستطاعة الغرب الرأسمالي اليوم أن يدفع الاقتصاد الصيني إلى الانهيار، ولكن بأي ثمن؟
هل ستقبل الصين بالهزيمة وتنكفئ على نفسها، أم تختار سقوطا مدويا يكون شعارها فيه "عليّ وعلى أعدائي"؟
على عكس الاتحاد السوفييتي، ليس في الصين ما يتفكك، فهي ليست مجموعة كيانات، وتحالفات بكين مع دول أخرى لم تتم بالإكراه بل هي تحالفات أملتها الضرورة، على عكس مجموعة دول أوروبا الشرقية، التي لم تنس يوما انتماءها إلى أوروبا.
أي محاولة لعزل الصين ودفعها إلى الانهيار ستقسم العالم.
في عيد ميلاده المئوي وقبل وفاته بأشهر اختار عطار التقارب الصيني هنري كيسنجر زيارة بكين. جميع الأطراف ادعت أن زيارة "الثعلب العجوز" إلى الصين مبنية على علاقات صداقة تربطه بأطراف صينية. ولكن يجب ألّا ننسى أن الزيارة جاءت بعد تحذير لكيسنجر جاء فيه أن "حرباً بين واشنطن وبكين يمكن أن تسقط الحضارة، إن لم تدمرها بالكامل".
تجنب الحرب يتطلب توازناً دقيقاً كما يقول أوستن الذي يضيف "علينا أن نقول للصين: نرحب بنهضتكم كأمة عظيمة وثقافة وشعب عظيم. ليس لدينا رغبة في إبقائكم محبطين. لكننا لا نقبل الإكراه السياسي والاقتصادي للدول والشعوب الأخرى، وأعمال القوة العسكرية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الصين الاتحاد السوفییتی الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الكرملين راضٍ عن موقف الولايات المتحدة بشأن الناتو.. وترامب يضغط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى أن يتذكره الناس باعتباره صانع سلام، وقال مرارا وتكرارا، إنه يريد إنهاء "حمام الدم" في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا - والذي تصوره إدارته على أنه حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا.

 وقال الكرملين،  إن موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن استبعاد عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي يبعث على الرضا لدى موسكو لكنه رفض التعليق على آمال ترامب في التوصل إلى اتفاق سلام هذا الأسبوع.

ترامب يريد إنهاء حمام الدم 


قال المبعوث الأمريكي الجنرال كيث كيلوج يوم الأحد إن عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) "غير واردة" بالنسبة لأوكرانيا. وكان ترامب قد صرّح بأن الدعم الأمريكي السابق لذلك كان سببًا للحرب.


وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين: "سمعنا من واشنطن على مختلف المستويات أن عضوية أوكرانيا في حلف الناتو مستبعدة. بالطبع، هذا أمر يُسعدنا ويتوافق مع موقفنا".

تهديد المصالح الروسية


وأضاف بيسكوف أن انضمام أوكرانيا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من شأنه أن يهدد المصالح الروسية. "وفي الواقع، هذا أحد الأسباب الجذرية لهذا الصراع".


في عام 2022، أمر الرئيس فلاديمير بوتن بإرسال قوات إلى أوكرانيا، مما أدى إلى أسوأ مواجهة بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.


ووصف الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وزعماء أوروبا الغربية وأوكرانيا الغزو بأنه استيلاء على الأراضي على الطريقة الإمبراطورية وتعهدوا مرارا وتكرارا بهزيمة القوات الروسية.


الحرب لحظة فاصلة في علاقات موسكو مع الغرب


ويرى بوتن أن الحرب كانت بمثابة لحظة فاصلة في علاقات موسكو مع الغرب الذي يقول إنه أذل روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي في عام 1991 من خلال توسيع حلف شمال الأطلسي والتعدي على ما يعتبره مجال نفوذ موسكو.


في قمة بوخارست عام ٢٠٠٨، اتفق قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) على أن أوكرانيا وجورجيا ستصبحان عضوين في الحلف يومًا ما. وفي عام ٢٠١٩، عدّلت أوكرانيا دستورها، ملتزمةً بمسار العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
 

شروط روسيا لإنهاء الحرب مع أوكرانيا


وقال بوتن مرارا وتكرارا إن روسيا ستكون مستعدة لإنهاء الحرب إذا تخلت أوكرانيا عن طموحاتها في حلف شمال الأطلسي وسحبت قواتها من المناطق الأربع الأوكرانية التي تطالب بها روسيا وتسيطر على معظمها.


وذكرت وكالة رويترز في نوفمبر أن بوتن مستعد للتفاوض على صفقة مع ترامب، لكنه سيرفض تقديم تنازلات إقليمية كبيرة وسيصر على أن تتخلى كييف عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.


وقال ترامب، إنه يأمل أن تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق هذا الأسبوع لإنهاء الصراع.

قال ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال": "سيبدأ كلاهما بعد ذلك في إقامة علاقات تجارية ضخمة مع الولايات المتحدة الأمريكية المزدهرة، وتحقيق ثروة طائلة!".


تم تداول الروبل الروسي عند مستوى يقارب 80 روبل مقابل الدولار الأمريكي يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى مقابل الدولار منذ يونيو 2024. وارتفع الروبل بأكثر من 40% مقابل الدولار منذ بداية العام وسط توقعات بالسلام.


وعندما سُئل عن تصريحات ترامب، قال بيسكوف: "لا أريد الإدلاء بأي تعليقات الآن، وخاصة فيما يتعلق بالإطار الزمني".


لا يزال الرئيس بوتين والجانب الروسي منفتحين على السعي للتوصل إلى تسوية سلمية. ونواصل العمل مع الجانب الأمريكي، ونأمل بالطبع أن يُثمر هذا العمل نتائج.

سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم 


ورفض التعليق بشكل مباشر على تقرير بلومبرج الذي أفاد بأن الولايات المتحدة مستعدة للاعتراف بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم كجزء من اتفاق سلام أوسع نطاقا. 


وقال بيسكوف: "لا يجوز، ولا ينبغي، العمل على إيجاد تسوية سلمية علنًا. بل يجب أن يتم ذلك بسرية تامة.

مقالات مشابهة

  • (نيويورك تايمز): الصين تحذر الدول من التعاون مع الولايات المتحدة ضدها في التجارة
  • الصين تخفض وارداتها من أهم سلع الولايات المتحدة وتوقف استيراد الغاز المسال
  • الكرملين راضٍ عن موقف الولايات المتحدة بشأن الناتو.. وترامب يضغط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا
  • باتروشيف: الصين أصبحت الآن القوة الاقتصادية البحرية الأولى في العالم
  • الصين تحذّر الدول من إبرام صفقات تجارية مع الولايات المتحدة على حسابها
  • الصين: نرفض أي اتفاقات أمريكية على حساب مصالحنا..ومستعدون لمواجهة التنمر الاقتصادي
  • طائرة بوينغ تعود إلى الولايات المتحدة من الصين بسبب حرب ترامب الجمركية
  • رسوم جمركية تعيد طائرة بوينغ من الصين إلى الولايات المتحدة
  • عاجل:- تصاعد الحرب التجارية يعيد طائرة "بوينغ 737 ماكس" من الصين إلى الولايات المتحدة
  • الصين: تصرفات الولايات المتحدة بفرض الرسوم الجمركية قد تؤثر على مجالات متعددة