موقع 24:
2024-09-30@18:46:37 GMT

"النظام الدولي الأمريكي"

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

'النظام الدولي الأمريكي'

يدأب الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من المسؤولين الأمريكيين على استخدام مصطلح "النظام الدولي القائم على القواعد"، وذلك في مؤتمراتهم الصحفية واللقاءات الدولية، مؤكدين الحاجة للحفاظ عليه، من دون أن يُفصحوا عن ماهية هذا النظام، وما هي قواعده بالضبط.

لكن من الواضح أنه يعني الإبقاء على النظام الدولي القائم الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، ورفض قيام نظام دولي جديد أكثر عدلاً ومساواة وإنسانية وأخلاقية، فالنظام الذي تريده الولايات المتحدة هو نظام القوة والحروب الدائمة والهيمنة والانتقائية، الذي يلغي القانون الدولي ودور المنظمة الدولية، ويُعلي من القواعد والقوانين الأمريكية ويفرضها على العالم.


 
هذا المصطلح ليس جديداً في الواقع، فقد استخدمته الولايات المتحدة إبّان الحرب على العراق وغزوه عام 2003، لتبرير الغزو من دون تفويض من الأمم المتحدة، وهي تعاود استرجاعه الآن، لتبرير رفضها قيام نظام دولي جديد، والمضي في ممارسة سياسة الهيمنة، وشن الحروب بالوكالة كما في أوكرانيا، وتصعيد الصراعات كما الحال مع الصين، وفرض العقوبات الاقتصادية الجائرة على الدول التي ترفض سياساتها.
 
لقد فضحت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هذا المصطلح، وعرّته من كل معانيه أمام المجتمع الدولي؛ إذ اتضح أن مصطلح "النظام القائم على القواعد"، هو نظام بديل للقانون الدولي ويهدده.
 ويرى ستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد، أن الولايات المتحدة مستعدة دائماً "لتجاهل القانون والقواعد، أو التهرب منها أو إعادة صياغتها متى بدت غير ملائمة لها".
 
وهذا ليس عامل قوة، إنما هو عامل ضعف، ذلك أن الولايات المتحدة التي تشهد انحداراً في دورها ونفوذها وقوتها في مواجهة قوى دولية أخرى صاعدة، تبدأ في الحديث عن القواعد، تلافياً لقيام نظام دولي متعدد الأقطاب.
 
إن السلوك الأمريكي الأخير في مجلس الأمن في تعطيل مشروع قرار قدّمته دولة الإمارات باسم المجموعة العربية والإسلامية وبتأييد أكثر من مئة دولة، لوقف إطلاق النار في غزة لدواعٍ إنسانية، يؤكد أن "القواعد الأمريكية" المشار إليها هي قواعد لا إنسانية ولا أخلاقية، وتتعارض بالمطلق مع القانون الدولي والإنساني، وتشكل تحدياً للرأي العام العالمي، وحتى لجزء وازن من الرأي العام الأمريكي الذي يرفض حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة.
 
لذلك جاء موقف دولة الإمارات من "الفيتو" الأمريكي واضحاً في تفسيره باعتباره "أضاع فرصة لوقف نزيف الخسائر البشرية، وألقى بظلال سلبية حول قدرة المجتمع الدولي على حماية المدنيين خلال الصراعات المسلحة"، مؤكداً "حاجة العالم إلى توحيد معاييره الأخلاقية وانحيازه إلى الإنسانية"، باعتبار أن الفيتو الأمريكي قوّض دور الأمم المتحدة كضامن للأمن والسلام الدوليين، وأهدر كل المفاهيم الأخلاقية والإنسانية التي تعزز القيم الإنسانية.
وهكذا بات مصطلح "النظام الدولي القائم على القواعد" يعني أيضاً دعم العدوان، وإعطاء تصريح بمواصلة حرب الإبادة، وتقديم كل أسلحة الدمار والقتل لتحقيق هذا الهدف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة النظام الدولی

إقرأ أيضاً:

طهران: النظام الأمريكي إلى جانب الكيان الصهيوني شريك في جريمة الضاحية ويجب محاسبته

الثورة نت/..
أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بشدة الهجوم الجوي الوحشي والإرهابي الذي شنه الكيان الصهيوني على عدد من المباني السكنية في منطقة الضاحية ببيروت بعد ظهر اليوم.

ونقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء مساء اليوم الجمعة، عن كنعاني، قوله: إن هذا الهجوم الهمجي الذي تم تنفيذه بالقنابل التي أهداها النظام الأمريكي للكيان الصهيوني المتمرد، إلى جانب كونه يعتبر انتهاكًا صارخًا لقواعد وأنظمة القانون الدولي وكذلك سيادة لبنان ووحدة أراضيه وأمنه الوطني، يعتبر جريمة حرب واضحة لا يمكن إخفاءها، وبالتالي، ومن دون أدنى شك، فإن النظام الأمريكي، إلى جانب الكيان الصهيوني، شريك في الجريمة ويجب محاسبته.

وأضاف: إن استمرار جرائم الكيان الصهيوني بحق شعبي فلسطين ولبنان يظهر بوضوح أن دعوة أمريكا وبعض الدول الغربية لوقف إطلاق النار هي خداع واضح بهدف شراء الوقت لاستمرار جرائم الكيان الصهيوني بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وتابع كنعاني: إن تصعيد هجمات الصهاينة المسعورة ضد فلسطين ولبنان وقتل المواطنين والأبرياء بلا خوف هو نتيجة تقاعس المجتمع الدولي أمام كل هذه الجرائم والوحشية.

واعتبر كنعاني الاعتداءات الجنونية التي شنها الصهاينة قتلة الأطفال اليوم على بيروت مؤشراً على عمق حقد العصابة الإجرامية الصهيونية على المقاومة اللبنانية ويأسها وعجزها عن مواجهة قوى المقاومة الإسلامية اللبنانية الباسلة في ساحة المعركة.

وأشار إلى التاريخ المشرق للصمود الشجاع والبطولي للمقاومة الإسلامية اللبنانية ضد الصهاينة وطرد المحتلين بشكل مذل من جنوب لبنان، فضلاً عن هزيمة الصهاينة في حرب تموز.. قائلا: إن المقاومة وشعب لبنان سيخرجان من مرحلة مقاومة العدو الصهيوني والدفاع المشرف عن الشعب الفلسطيني المظلوم مرفوعي الرأس، ولن يتمكن الصهاينة من تحقيق أهدافهم الشريرة وغير مشروعة من خلال لجوئهم إلى تصعيد جرائمهم.

وفي الختام، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عن تضامن بلاده مع لبنان.. مؤكدا دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الراسخ للشعب اللبناني وحكومته ومقاومته.

مقالات مشابهة

  • Turbo تطلق نظام Auto Handling لتعزيز تجربة العملاء
  • زيادة قيمة الدعم النقدي في مصر.. ضرورة ملحة لتحقيق العدالة الاجتماعية
  • تدشين نظام إلكتروني للعمليات التقنية بـ"إدارة التربية" في شناص
  • الخارجية الإيرانية: نتائج تقاعس المجتمع الدولي تجاه جرائم الصهاينة ستنعكس على العالم قريبًا
  • نص البيان العراقي – الأمريكي حول إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي
  • وزير الخارجية الأمريكي: الولايات المتحدة لا تزال تجمع المعلومات عن أحداث الساعات الماضية في الضاحية الجنوبية
  • وزير الخارجية الأمريكي يحذر من مغبة استهداف مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
  • طهران: النظام الأمريكي إلى جانب الكيان الصهيوني شريك في جريمة الضاحية ويجب محاسبته
  • نتانياهو يقطع رحلته إلى الولايات المتحدة بعد الغارة التي استهدفت نصرالله
  • الخزانة البريطانية تحذر: خطة حزب العمال للضرائب قد ترتد سلبا