يدأب الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من المسؤولين الأمريكيين على استخدام مصطلح "النظام الدولي القائم على القواعد"، وذلك في مؤتمراتهم الصحفية واللقاءات الدولية، مؤكدين الحاجة للحفاظ عليه، من دون أن يُفصحوا عن ماهية هذا النظام، وما هي قواعده بالضبط.
لكن من الواضح أنه يعني الإبقاء على النظام الدولي القائم الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، ورفض قيام نظام دولي جديد أكثر عدلاً ومساواة وإنسانية وأخلاقية، فالنظام الذي تريده الولايات المتحدة هو نظام القوة والحروب الدائمة والهيمنة والانتقائية، الذي يلغي القانون الدولي ودور المنظمة الدولية، ويُعلي من القواعد والقوانين الأمريكية ويفرضها على العالم.هذا المصطلح ليس جديداً في الواقع، فقد استخدمته الولايات المتحدة إبّان الحرب على العراق وغزوه عام 2003، لتبرير الغزو من دون تفويض من الأمم المتحدة، وهي تعاود استرجاعه الآن، لتبرير رفضها قيام نظام دولي جديد، والمضي في ممارسة سياسة الهيمنة، وشن الحروب بالوكالة كما في أوكرانيا، وتصعيد الصراعات كما الحال مع الصين، وفرض العقوبات الاقتصادية الجائرة على الدول التي ترفض سياساتها.
لقد فضحت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هذا المصطلح، وعرّته من كل معانيه أمام المجتمع الدولي؛ إذ اتضح أن مصطلح "النظام القائم على القواعد"، هو نظام بديل للقانون الدولي ويهدده.
ويرى ستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد، أن الولايات المتحدة مستعدة دائماً "لتجاهل القانون والقواعد، أو التهرب منها أو إعادة صياغتها متى بدت غير ملائمة لها".
وهذا ليس عامل قوة، إنما هو عامل ضعف، ذلك أن الولايات المتحدة التي تشهد انحداراً في دورها ونفوذها وقوتها في مواجهة قوى دولية أخرى صاعدة، تبدأ في الحديث عن القواعد، تلافياً لقيام نظام دولي متعدد الأقطاب.
إن السلوك الأمريكي الأخير في مجلس الأمن في تعطيل مشروع قرار قدّمته دولة الإمارات باسم المجموعة العربية والإسلامية وبتأييد أكثر من مئة دولة، لوقف إطلاق النار في غزة لدواعٍ إنسانية، يؤكد أن "القواعد الأمريكية" المشار إليها هي قواعد لا إنسانية ولا أخلاقية، وتتعارض بالمطلق مع القانون الدولي والإنساني، وتشكل تحدياً للرأي العام العالمي، وحتى لجزء وازن من الرأي العام الأمريكي الذي يرفض حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة.
لذلك جاء موقف دولة الإمارات من "الفيتو" الأمريكي واضحاً في تفسيره باعتباره "أضاع فرصة لوقف نزيف الخسائر البشرية، وألقى بظلال سلبية حول قدرة المجتمع الدولي على حماية المدنيين خلال الصراعات المسلحة"، مؤكداً "حاجة العالم إلى توحيد معاييره الأخلاقية وانحيازه إلى الإنسانية"، باعتبار أن الفيتو الأمريكي قوّض دور الأمم المتحدة كضامن للأمن والسلام الدوليين، وأهدر كل المفاهيم الأخلاقية والإنسانية التي تعزز القيم الإنسانية.
وهكذا بات مصطلح "النظام الدولي القائم على القواعد" يعني أيضاً دعم العدوان، وإعطاء تصريح بمواصلة حرب الإبادة، وتقديم كل أسلحة الدمار والقتل لتحقيق هذا الهدف.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة النظام الدولی
إقرأ أيضاً:
التدفق الكثيف على "نظام نور" يبطئ إعلان النتائج - عاجل
مع بدء إعلان نتائج الطلاب والطالبات في العديد من المدارس، يواجه أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة وأولياء أمورهم، تحديات كبيرة في الدخول واستخدام نظام "نور" الإلكتروني. ويشهد النظام ضغطًا كبيرًا، حيث يحاول الملايين الدخول في وقت واحد للاطلاع على النتائج، مما يؤدي إلى بطء النظام وصعوبة الوصول إلى البيانات.
ويُعد هذا التدفق الكثيف من أكبر الأسباب وراء بطء النظام، إذ تتزامن محاولات ملايين المستخدمين مع توقيت نشر النتائج، مما يضع ضغطًا هائلًا على الخوادم ويؤدي إلى تعقيد عملية الدخول.
أخبار متعلقة 4 فئات يحق لها الاطلاع على معلومات المادة الوراثية بالبنك المركزيتمكّن 5 آلاف شخص من استعادة حياتهم عبر الأطراف الصناعية بالرياض تعزيز بنية النظامتتطلب هذه التحديات حلولًا تقنية مستمرة، بما في ذلك تعزيز بنية النظام وتحديثها، وربما تبني تقنيات السحابة الإلكترونية للتعامل مع الأحمال المتزايدة. كما يمكن توزيع أوقات نشر النتائج على مراحل مختلفة لتخفيف الضغط وتسهيل الوصول.
على الرغم من أن نظام "نور" ساهم في تطوير العملية التعليمية وربط الطلاب وأولياء الأمور بالخدمات التعليمية المختلفة، إلا أن تزايد أعداد المستخدمين يتطلب تحديثات مستمرة لضمان استمرارية النظام وسهولة الوصول خاصة في فترات إعلان النتائج.