لبنان ٢٤:
2024-11-17@07:45:12 GMT
توافق أميركي - فرنسي كامل حول لبنان
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
كتب جوني منير في" الجمهورية": الجنون الدامي في غزة من المفترض أن ينتهي الشهر المقبل، لتبدأ مرحلة الترتيبات السياسية ومعها الافتراق بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، وليس أبدا افتراقاً بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والفرق كبير.
وهو ما يعني أنّ الملف اللبناني سيجد مكانه في العام الجديد، كأحد ركائز إعادة رسم خارطة النفوذ في المنطقة.
وخلال الاسابيع الماضية، ارتفعت الحماوة خصوصاً في البحر الأحمر، لتطال السفن التجارية، وفي جنوب لبنان، وطالت هذه الحماوة القواعد الأميركية في سوريا والعراق، إضافة لاستهداف السفارة الأميركية في بغداد.
وهنا سيأتي دور لبنان » المزنوق « بين إعادة رسم خارطة النفوذ السياسي وبين » حشرة « الحكومة الإسرائيلية.
ولذلك باشرت الحكومة الإسرائيلية في توجيه رسائلها الى لبنان باكراً. فهي تطمح لواقع جديد في جنوب لبنان. وهي قد تكون تعتبر أنّ الخارطة السياسية الجديدة في المنطقة سترتكز على مبدأ فك الارتباط بين اسرائيل وإيران، من خلال إزالة كل خطوط التماس بينهما، ويبقى حزب الله صاحب النفوذ الأقوى والحضور الأفعل والقدرة الأكبر على مستوى حلفاء إيران.
من هنا، تبدو الحدود اللبنانية كآخر خطوط التماس ما بين ايران واسرائيل، والتي تدفع اسرائيل لإدخالها في الترتيبات القائمة قبل إقفال ملف الحرب نهائياً. ويبدو أنّ واشنطن موافقة على ضرورة إدخال لبنان في الترتيبات الجديدة، ولكن ليس وفق المنظار الذي تطرحه إسرائيل.
فعلى سبيل المثال، فإنّ الاقتراح بجعل منطقة عازلة في لبنان، والذي اقترحه قائد المنطقة الشمالية للجيش الاسرائيلي على ما يبدو، لا يحظى بمواففة واشنطن التي ترى فيه اقتراحاً غير واقعي. وفي الوقت نفسه فإنّ ما جرى ترويجه عن اختلاف في النظرة حيال الملفات اللبنانية بين واشنطن وباريس ليس صحيحاً البتة. ففي الداخل اللبناني الكثير من » الغبار « سببه التناحر الداخلي، ولا علاقة له بحقيقة الواقع. وتشدّد الاوساط الديبلوماسية، أنّ التنسيق قائم بين واشنطن وباريس، وبينهما وبين بقية عواصم الدول الخمس المهتمة بالملف اللبناني. وتؤكّد هذه الأوساط، أنّ لودريان تحدث بما جرى التفاهم حوله بين العواصم الخمس، وأنّ برنارد إيمييه جرى تحوير كلامه في بيروت والخلط بين ما نقله
عن الاسرائيليين وبين التوجّه الدولي.
أما بالنسبة للحرص القائم على وجوب ضمان استقرار الجيش، فهو حرص دولي ثابت لأنّه يشكّل ضمانة لعدم انهيار وتفتت لبنان، لا بل ضمانة لاستقرار الجوار، وهو ما يشكّل إجماعاً دولياً بما فيه روسيا. وأنّ محاولة اللعب باستقرار الجيش هو عمل غير مسؤول، كانت ستنتج منه عواقب كبيرة.
في أي حال، ثمة مرحلة جديدة ستكون دقيقة وصعبة للبنان مع انطلاق العام المقبل، وقد يواكبها وصول السفيرة الأميركية الجديدة الى بيروت، بعدما أتمّت جلسة الاستماع اليها، وهو ما يعني قرب استلامها مسؤولياتها الجديدة.
وتبقى الإشارة الى خطورة الجرح المفتوح في الجنوب وأبواب المخاطر المشرّعة، خصوصاً أنّ اسرائيل التي حصلت ولا تزال على دعم أميركي مفتوح للذخائر النوعية، كانت قد حازت على 100 قنبلة زلزالية متخصّصة باختراق التحصينات، وهي
لم تستعمل أياً منها حتى الآن في غزة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الخماسية في استراحة وحديث فرنسي عن إطلالة رئاسية بعباءة سعوديّة!
كتب الان سركيس في" نداء الوطن": تأخذ "اللجنة الخماسية" التي تتعاطى في الشأن الرئاسي والتي تضمّ العواصم الآتية: واشنطن والرياض وباريس والقاهرة والدوحة قسطاً من الراحة في انتظار جلاء صورة الميدان. وتتحرّك المملكة العربية السعودية على صعيد المنطقة ككل ولا يقتصر حراكها على لبنان وفلسطين فقط، وهذا الأمر ظهر من خلال استضافتها القمة العربية- الإسلامية التي ناقشت أوضاع لبنان وغزة.وإذا كانت الرياض تعمد إلى تبريد الجبهات المباشرة مع طهران، إلّا أن هذا التبريد لا ينسحب على أجنحة إيران في المنطقة وخصوصاً في اليمن ولبنان. وفي هذا السياق، يتمّ الحديث عن اتصالات من أجل الوصول إلى تسوية سياسية تكفّ بموجبها إيران نشاط أجنحتها عن المنطقة مقابل ضمانات باستمرار النظام الإيراني في الداخل وعدم التعرّض له.
وتطلّ فرنسا مجدّداً على الساحة اللبنانية عبر حراك دبلوماسي يقوم به قصر الإليزيه من جهة والسفارة الفرنسية في بيروت. وتشير المعلومات إلى حصول اتصالات بين الإليزيه وكبار المسؤولين السعوديين، طُرحت من خلالها الأزمة اللبنانية، سواء السياسية أم العسكرية. وثمّة اتفاق على متابعة الاتصالات وتأمين بيئة مناسبة لإبرام تسوية متوازية تعيد لبنان إلى حضنه العربي والعالمي.
ومن جهة ثانية، تشير معلومات "نداء الوطن" إلى أن السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو يقوم بجولة على عدد من المسؤولين والكتل، ويعرض مخاطر استمرار الأزمة السياسية والرئاسية، ويؤكّد استعداد بلاده لمساعدة اللبنانيين للوصول إلى حلّ للأزمات.
وتروّج الدبلوماسية الفرنسية لوجود تنسيق بين باريس والرياض، وأن باريس لا تتحرّك بمفردها على الساحة اللبنانية، بل تنسّق خطواتها مع المملكة التي تملك نفوذاً كبيراً على الساحة السنية واللبنانية. وقد يصل هذا التنسيق إلى مراحل متقدّمة خصوصاً أن الدبلوماسية الفرنسية تروّج لعودة سعودية إلى لبنان بعد الانتهاء من الأزمة وعودة الوضع اللبناني إلى ما كان عليه قبل تغيير وضعية لبنان السياسية.
تولّت باريس في فترات سابقة التواصل مع إيران وحاولت مدّ الجسور من أجل الوصول إلى حلول في لبنان والمنطقة، لكنها باءت بالفشل لأن طهران تريد إبرام التسوية مع الولايات المتحدة الأميركية وليس مع فرنسا. وانطلاقاً من هذه الوضعية يغيب التواصل بين باريس وطهران.
وتؤكّد الإدارة الفرنسية أن التنسيق الحالي يتمّ مع المملكة العربية السعودية، والرياض قد تتفاوض مع طهران عندما يحين زمن التسوية الرئاسية، لكن للرياض حساباتها، وهي لا تريد الغرق في الوحول اللبنانية قبل انجلاء صورة الحرب الكبرى في المنطقة وإبرام تسوية شاملة تُحلّ بموجبها الملفات العالقة.
لا تستبعد الدبلوماسية الفرنسية زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان أو أي مسؤول فرنسي إلى بيروت إذا اقتضت الحاجة، لكن التركيز في هذا التوقيت على وقف إطلاق النار وإنهاء التدمير الذي يشهده لبنان. وتفرض الواقعية على باريس عدم الحماسة قبل استلام ترامب مقاليد الحكم في واشنطن لكي لا تتكرّر تجارب الفشل الفرنسي السابق.