كتبت سابين عويس في" النهار": يشارك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والى جانبه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في مؤتمر حول النازحين السوريين، ينعقد في جنيف ويمتد لثلاثة ايام، في توقيت لا يخدم كثيراً هذا الملف الشائك الذي يعاني منه لبنان مع تجاوز عدد النازحين فيه المليوني نازح. ذلك ان انفجار حرب غزة طغى على كل الاهتمامات الاخرى وتقدم على باقي الاولويات، ولا سيما تلك التي كان يمثلها هذا الملف، فبدت الامور كأنها لا تزال تدور في المربع الاول للأزمة، من دون اي إمكان لإحراز تقدم على هذا الصعيد.




وعلى رغم الخرق الذي حققته زيارة بو حبيب إلى سوريا قبل نحو شهرين ولقائه نظيره السوري فيصل المقداد والمحادثات التي اجراها هناك، لم يسجل أي تطور إيجابي حتى الآن، ولم يتضح مصير اللجان المشتركة التي كان يفترض تشكيلها للبحث في ملف النازحين وامكانات تسهيل عودتهم إلى بلادهم. والسبب بسيط ويعود إلى ان دمشق لا ترغب في هذه العودة ولا تسهّل بالتالي حصولها، مقابل استمرار الموقف الأوروبي على حاله والداعم لبقاء هؤلاء في لبنان، مع كل ما يتطلبه ذلك من توفير مقومات هذا البقاء. لبنان وحده يعاني من تبعات النزوح الاقتصادية والاجتماعية على مجتمعه وبنيته التحتية التي لم تعد قادرة على تحمّل الاعباء والضغوط الناجمة عنها. وعليه، فإن التواصل مع سوريا لا يزال يدور في حال المراوحة والبطء. وقد جاءت حرب غزة والتهديدات الاسرائيلية المستمرة للبنان لتقلب الأوراق على نحو تراجع فيه التركيز على هذا الملف، وتسليط الضوء على المخاطر الوجودية التي تتهدد البلاد في حال نفّذت إسرائيل تهديداتها ووجهت ضرباتها إلى العمق اللبناني، الأمر الذي ستكون له ارتدادات كارثية على اللبنانيين، كما على السوريين الموجودين فيه.

يحمل ميقاتي إلى جنيف إلى جانب الموقف اللبناني الرسمي الداعي إلى دعوة المجتمع الدولي إلى المساعدة على وضح حد لهذه الأزمة التي تلقي بثقلها على الداخل اللبناني، وتفقد لبنان كل قدرة على التحمل، وهو الذي يتخبط تحت وطأة أسوأ ازمة اقتصادية ومالية شهدها، يحمل أيضاً بعض الاقتراحات المنبثقة من الخلاصات التي وصلت اليها اللجنة الوزارية المكلفة البحث في هذا الملف، إضافة الى نتائج محادثات بو حبيب في دمشق، علماً ان مشاركة وزير الخارجية في عِداد الوفد المرافق لميقاتي إلى مؤتمر جنيف من شأنها ان توسع دائرة البحث، سيما وان بو حبيب يتابع الموضوع مع الجانب السوري.

والمؤتمر الذي ينعقد في مركز باليكسبو في مدينة جنيف، يتزامن مع إقامة فعاليات أخرى مرتبطة به في اماكن متفرقة اعتباراً من يوم امس، وهو ينعقد كل أربع سنوات، وهو أكبر تجمّع دولي في العالم حول اللاجئين. ويهدف كما جاء في تعريف الامم المتحدة الى دعم التنفيذ العملي للأهداف المنصوص عليها في الميثاق العالمي في شأن اللاجئين والتي تتمثل بــ: تخفيف الضغوط على البلدان المضيفة، تعزيز اعتماد اللاجئين على أنفسهم، توسيع نطاق الوصول إلى حلول البلدان الثالثة، دعم ظروف بلدان الأصل من أجل العودة بأمان وكرامة. وهو يتيح الفرصة للدول وأصحاب المصلحة للإعلان عن تعهدات ومساهمات ملموسة وتسليط الضوء على التقدم المحرز وتبادل الممارسات الجيدة، إضافة إلى الوقوف على التحديات والفرص المقبلة.


وتشارك في عقد منتدى عام 2023 خمس دول هي: كولومبيا وفرنسا
واليابان والاردن وأوغندا، وتشترك في استضافته حكومة سويسرا ومفوضية اللاجئين. وسيحضره إلى جانب ميقاتي ملك الأردن عبد الله الثاني، والأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس.

وتؤكد اوساط ميقاتي ان رئيس الحكومة حرص على الحضور والمشاركة نظراً إلى اهمية المؤتمر الذي يعالج ازمة يعاني لبنان في شكل اساسي، وذلك حتى لا يغيب عن الطاولة ويكون ممثلاً لأنه معني مباشرة بهذا الموضوع، وربما هو اكثر الدول المعنية نظراً إلى الحجم الكبير للنازحين السوريين على ارضه. وتشير إلى ان ميقاتي الذي ستكون له كلمة في المؤتمر ، سيعيد التأكيد على موقف لبنان من هذا الملف والمخاطر التي تتهدده إذا لم يلجأ المجتمع الدولي إلى مساعدته، ذلك ان الأزمة ستتجاوز حدود لبنان لتنتقل مخاطرها إلى دول اخرى.

لا يعوّل لبنان الرسمي كثيراً على المؤتمر، ولكنه يحرص على عدم الغياب عن اي فعالية تطرح هذا الموضوع الهام والملحّ، حتى وانْ لم يكن يتوقع اي حلول سحرية!

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا الملف بو حبیب

إقرأ أيضاً:

ميقاتي: السعودية كانت وستبقى الشقيق الأكبر للبنان ونتطلع الى رعايتها ليتمكن من النهوض من جديد

أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان المملكة العربية السعودية كانت وستبقى الشقيق الأكبر للبنان وتسعى في كل المحافل العربية والدولية للمحافظة على أمنه واستقراره وسلامته ووحدة أبنائه.

ولفت ميقاتي في كلمة له خلال مراسم توقيع مذكرة التعاون المشترك بين مركزِ الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهيئة العليا للإغاثة اللبنانية إلى ان "العلاقة الأخوية المتينة التي تجمع بين لبنان والمملكة العربية السعودية الشقيقة زادتها السنوات عمقا ورسوخا وكانت فيها المملكة الى جانب لبنان وصمام الأمان الذي حفظ وحدة اللبنانيين".

وقال ميقاتي: "نتمسك بتنفيذ اتفاق الطائف كاملا والذي لا يزال يُشكّل الإطار المناسب لإدارة شؤون البلاد وعمل المؤسسات الدستورية".

وأشار إلى انه في كل اللقاءات التي عقدها مع الأمير محمد بن سلمان عبّر عن دعمه للبنان للخروج من أزمته ودعم مؤسساته ولكن شرط تنفيذ الإصلاحات البنيوية المطلوبة وقيام المؤسسات اللبنانية بدورها الكامل لا سيما لجهة انتخاب رئيس جديد للبنان، معتبرا ان هذه المسؤولية تقع علينا حكما نحن اللبنانيين والمطوب منا أولا وأخيرا أن نقوم بواجباتنا بدعم من الدول الصديقة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية".

وأضاف ميقاتي: "من استطاع نقل المملكة وشبابها الى المواقع القيادية والريادية التي وصلوا إليها وتحويل المملكة الى بلد منتج بكل ما للكلمة من معنى في فترة قصيرة ليس صعباً عليه أن يكون العضد لأشقائه في لبنان"

وختم بالقول: "نتطلع الى رعاية المملكة ولفتتها الأخوية تجاه بلدي لبنان ليتمكن من النهوض من جديد".

إليكم كلمة رئيس الحكومة خلال توقيع مذكرة التعاون المشترك كاملة:  
 
"أيها الحفل الكريم
يسعدنا أن نلتقي اليوم هنا في رحاب السرايا لمناسبة توقيع "مذكرة التعاون المشترك" بين "مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية" و"الهيئة العليا للاغاثة".وهذه المناسبة تشكل حكما  تعبيرا عن حرص المملكة العربية السعودية بشخص خادم الحرمين الشريفين وولي العهد على لبنان واستقراره،وعلى دعمه في كل المجالات.وإنني واثق أن المملكة كانت وستبقى الشقيق الأكبر للبنان، وتسعى في كل المحافل العربية والدولية للمحافظة على أمنه واستقراره، وسلامته، ووحدة أبنائه.
أيها الحفل الكريم
 العلاقة الأخوية المتينة التي تجمع بين لبنان والمملكة العربية السعودية الشقيقة، زادتها السنوات عمقا ورسوخا وكانت فيها المملكة الى جانب لبنان دائما، السند والعضد في الملمات، وصمام الأمان الذي حفظ وحدة اللبنانيين، الى أي طائفة أو مذهب أو فريق سياسي انتموا.  
تلك الثوابت الاساسية ، ترجمتها المملكة العربية السعودية الشقيقة وقائع وأفعالا،من خلال "اتفاق الطائف"،الذي نتمسك بتنفيذه كاملا والذي لا يزال يُشكّل الإطار المناسب لإدارة شؤون البلاد. وفي كل اللقاءات التي عقدتها مع سمو ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان عبّر عن دعمه للبنان للخروج من أزمته، ودعم مؤسساته، ولكن شرط تنفيذ الإصلاحات البنيوية المطلوبة، وقيام المؤسسات اللبنانية بدورها الكامل، لا سيما لجهة انتخاب رئيس جديد للبنان.وهذه المسؤولية تقع علينا حكما نحن اللبنانيين، والمطلوب  منا أولا وأخيرا أن  نقوم بواجباتنا بدعم من الدول الصديقة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية.

إن ما يحصل في المملكة أحدث ثورة  بناءة، من خلال القيام بورشة إصلاحات طوّرت مفهوم الحداثة في المملكة، وحققت قفزات نوعية كبيرة يشهد لها الجميع. ومما لا شك فيه أن التفاهمات الإقليمية التي عقدتها المملكة، سوف تساهم في إرساء الاستقرار في المنطقة، وتدفع قدماً بعملية النهوض والتطور.
ومن استطاع نقل المملكة العربية السعودية وشبابها الى المواقع القيادية والريادية التي وصلوا إليها وتحويل المملكة الى بلد منتج بكل ما للكلمة من معنى، في فترة قصيرة، ليس صعباً عليه أن يكون العضد لأشقائه في لبنان. من هنا فإننا نتطلع الى رعاية المملكة ولفتتها الأخوية تجاه بلدي لبنان ليتمكن من النهوض من جديد.
اخير شكرا لكل من سعى الى هذه العبة ولا سيما سعادة السفير النشيط والديبلوماسي العريق واهلا  وسهلا بكم."

مقالات مشابهة

  • “خيارنا كان ولا يزال السلام”.. ميقاتي يحذر من تمدد حرب غزة إلى لبنان ومنه إلى المنطقة
  • الحشيمي نوه بجهود الحلبي وميقاتي اجراء الامتحانات الرسمية غم الظروف القاسية
  • عبدالله شكر السعودية وميقاتي على ترميم مهنية شحيم
  • ميقاتي يؤكد متانة العلاقات الأخوية بين لبنان والسعودية
  • ميقاتي: السعودية كانت وستبقى الشقيق الأكبر للبنان ونتطلع الى رعايتها ليتمكن من النهوض من جديد
  • محطة ديبلوماسية وسياسية في السرايا اليوم.. ميقاتي: مطمئن اننا سنصل الى حل في الايام المقبلة
  • مدارس مؤقتة في مخيمات النزوح بغزة تتحدى الحرب
  • انطباعات إيجابية لزيارة ميقاتي الجنوبية.. وتخبط اسرائيلي بشأن الحرب على لبنان
  • رئيس مؤسسة الأسرى والمحتجزين يحذر من ملف خطير في مفاوضات مسقط
  • توكل كرمان تنتقد الحكومة الألمانية ومواقفها تجاه اللاجئين وتعلق: ألمانيا النازية تطل علينا مجددا