يغفل الكثيرون ممن يريدون إنشراح الصدر وغفران الذنب عن كلمة عظيمة فرضت من فوق سبع سماوات، بل نالت عظيم الشريف أن كان ملك الملوك وعلام الغيوب أول من فعلها، وفي التقرير التالي فضل هذا العمل مع الفجر.

عمل عظيم لـ إنشراح الصدر وغفران الذنب 

يقول الحق تبارك وتعالى:«إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»، وهذه الصلاة هي أعظم ما يشفى به القلب وينشرح الصدر ويغفر الذنب وتقضى الحاجات، يقول سلطان العلماء العز بن عبد السلام -رحمه الله- :  "ليست صلاتنا على النبي ﷺ شفاعة منا له، فإن مثلنا لا يشفع لمثله، ولكن الله أمرنا بالمكافأة لمن أحسن إلينا وأنعم علينا، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء، فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا إلى الصلاة عليه؛ لتكون صلاتنا عليه مكافأة بإحسانه إلينا، وأفضاله علينا، إذ لا إحسان أفضل من إحسانه ﷺ، وفائدة الصلاة عليه ترجع إلى الذي يصلي عليه دلالة ذلك على نضوج العقيدة، وخلوص النية، وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام".

‏يقول ابن القيم : من أراد انشراح الصدر، وغُفران الذنب، وتفريج الكرب، وذهاب الهَم فليُكثر من الصلاة على النبي.

ومن صيغ الصلاة على النبي:

(اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ ، وَصَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمِّدٍ ،كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَآلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

أخرج النميري عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: إذا صليتم على النبي ﷺ فأحسنوا الصلاة ؛ فإنكم لا تدرون لعل ذلك يُعرض عليه. قال: قلنا : فعلمنا. قال رضى الله عنه: قولوا : اللهم اجعل صلواتك، وبركاتك ورحمتك، على سيد المرسلين، وإمام المتقين، سيدنا محمد عبدك ورسولك، إمام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون. اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على آل سيدنا إبراهيم، إنك حميد مجيد «. [الإعلام بفضل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام]. 

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً تُوَصِّلُنِي إِلَيْهِ، وَتَـجْمَعُنِي عَليْهِ، وَتُقَرِّبُنِي لِـحَضْرَتِهِ، وَتُـمَتِّعُنِي بِرُؤْيَتِهِ، فَأُشُاهِدَهُ عَيَانًا، وَأَرَاهُ يَقَظَةً وَمَنَامًا، وَتَقَعَ عَيْنُ قَلْبِي عَلَى عَيْنِ ذَاتِهِ، وَأَحْظَى بِعَطْفِهِ، وَأَفُوزَ بِـمُنَاجَاتِهِ ، وَاهْدِنِي بِنُورِكَ نُورِ الْيَقِينِ ، وَأَيَّدْنِي بِرُوحٍ مِنْكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِـمِينَ، وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِـحِينَ. هذه الصلاة للشيخ عبد المقصود محمد سالم -رضى الله عنه- مؤسس جماعة تلاوة القرآن الكريم من كتابه (أنوار الحق).

هل يجوز الصلاة على النبي بالقلب أو بدون تحريك الشفاه.. الإفتاء تجيب ما المقصود بقول النبي «أرحنا بها يا بلال»..وكيف تحافظ على طريق الاستقامة؟

اللهم صَلِّ عَلَى أَشْرَفِ مَوْجُودٍ، وَأَفْضَلِ مَوْلُودٍ ، وَأَكْرَمِ مَخْصُوصٍ وَمَحْمُودٍ ، سَيِّدِ سَادَاتِ بَرِيَّاتِكَ، وَمَنْ لَهُ التَّفْضِيلُ عَلَى جُمْلَةِ مَخْلُوقَاتِكَ، صَلاَةً تُنَاسِبُ مَقَامَهُ الْعَالِيَ وَمِقْدَارَهُ، وَتَعُمُّ أَهْلَهُ وَأَزْوَاجَهُ وَأَوْلِيَاءَهُ وَأَنْصَارَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، وَعَلَى جُمْلَةِ رُسُلِكَ وَأَنْبِيَائِكَ، وَزُمَرِ مَلاَئِكَتِكَ وَأَصْفِيَائِكَ، صَلاَةً تَعُمُّ بَرَكَاتُهَا الْمُطِيعِينَ مِنْ أَهْلِ أَرْضِكَ وَسَمَائِكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ، وَعَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ، وَسَيِّدِنَا مِيكَائِيلَ، وَسَيِّدِنَا إِسْرَافِيلَ، وَسَيِّدِنَا مَلَكِ الْمَوْتِ، وَسَادَتِنَا حَمَلَةِ الْعَرْشِ، وَعَلَى الْمَلَائِكَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى الْأَوْلِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَعَلَى جَمِيعِ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، فِي كُلِّ لَمْحَةٍ وَنَفَسٍ عَدَدَ مَا وَسِعَهُ عِلْمُكَ. آمِينَ.

اللَّهـُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ النَّبِيِّ الأُمـِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا (ثلاثًا) عَدَدَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَخَطَّ بِهِ قَلَمُكَ وَأَحْصَاهُ كِتَابُكَ وَالرِّضَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعِيِ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصلاة على النبي صيغ الصلاة على النبي تفريج الكرب الصلاة على النبی

إقرأ أيضاً:

مجاعة غزة وحصار شعب أبي طالب

يعجز اللسان عن وصف الحزن الذي أشعر به إزاء مشاهد زحام الأطفال والنساء والكبار على منصات توزيع الطعام في مناطق شمال غزة، التي تصل إلينا يوميا من وسائل الإعلام، ويتمزق قلبي وأشكو بثي وحزني إلى الله لعجزي عن فعل شيء سوى الدعاء لرفع الظلم وزوال الغمة عن إخواننا المكلومين والثكالى والمشردين واليتامى في القطاع.

توزيع الوجبات المطبوخة، التي يجمعوها من نباتات الأرض، ليس بها أرز ولا مكرونة ولا خضراوات ولا فواكه، وتهافت العشرات من الأطفال والنساء للحصول على نصيبهم منها في أطباق يحملونها، تعبر عما وصل إليه وضع إخواننا في غزة عامة، وشمالها خاصة، من ضيق وكرب، نتيجة الحصار المحكم المطبق على القطاع من كل الجهات.

وما أشبه الليلة بالبارحة، عندما حاصر كفار قريش النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بني عبد المطلب وبني هاشم، في شِعب أبي طالب، للضغط عليهم ومنعهم من نشر الإسلام، فالظروف واحدة والحصار واحد والضحية أبرياء، والجاني جاحد لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة.

في بداية انتشار الدعوة، كانت قريش تشعر بتهديد كبير من انتشار الإسلام، وتعتقد أن مكانتها الدينية والاقتصادية في مكة، ستتأثر بتلك الدعوة، فقررت مقاطعة بني هاشم وبني عبدالمطلب، لدعمهما النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسعت لإجبار النبي وأصحابه على التراجع عن الدعوة.

وحاصرت قريش النبي وأنصاره من القبيلتين لمدة 3 سنوات تقريبًا، من السنة السابعة حتى السنة العاشرة من البعثة النبوية، بوثيقة مجحفة لمنع التعامل مع النبي والقبيلتين، ومقاطعتهما اقتصاديا واجتماعيا، وحظر التجارة معهما ومنع الزواج منهما، ما تسبب في ظروف صعبة ونقصا حادا في الطعام والموارد، واشتدَّ الحصار حتَّى اضطر المسلمون إلى أكل ورق الشَّجر، وجلود البعير، وسمعت أصوات الأطفال المقهورين من وراء الشِّعْب، وهم يئنون جوعا.

ومع أن كفار قريش بلغوا من القسوة في حصارهم لضعفاء أبناء القبيلتين، إلا أنهم لم يصلوا إلى ما وصل إليه اليهود الآن، من غلظة وجحود بحق الأبرياء، في قطاع غزة، فكفار قريش لم يقتلوا طفلا أو امرأة أو كهلا، ولم يهدموا بيتا أو يحرقوا أرضا أو يقتلوا حيوانا، كما حدث ويحدث الآن، منذ 7 أكتوبر، فأي جحود هذا الذي يملأ قلوب الصهاينة، أمام  قتل أكثر من 40 ألف شخص، وإصابة أكثر من 70 ألف شخص، وغيرهم ممن واراهم ثرى الركام والبيوت المهدمة، في 8 أشهر فقط، ولم يشعروا بندم،

تلك القسوة التي نراها اليوم من اليهود، لم تكن في كفار قريش وقت حصار بني عبد المطلب وبني هاشم، فقد تعاطفوا مع الضعفاء، ومن ذلك ما فعله كل من هشام بن عمرو، وزهير ابن أمية، والمطعم بن عدى، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، وهم من أكابر كفار قريش وقتها، من نقضهم الصحيفة، حتى قال زهير بن أبي أمية، بعدما طاف بالبيت سبعا، ثم أقبل على الناس: يا أهل مكة؟ أنأكل الطعام ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى لا يباع ولا يبتاع منهم، والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة.

ونحن نرى الآن، كل هذه الدماء ولم يرق قلب أي يهودي، ويقول كفى بربكم ماذا فعلنا وما هذا الجرم الذي نرتكب، ولكنها لعنة الله عليهم مصداقا لقوله في سورة البقرة عنهم: «ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة».

ورغم قساوة الحصار الذي فرضه كفار قريش، وانتهى بنقض الكفار للوثيقة، التي شملت شروط المقاطعة، التي أكلها النمل الأبيض إلا اسم الله، إلا أن المسلمين ازدادوا تماسكا وإصرارا على الدعوة، وانتصروا لمبادئهم ودينهم، حتى مكنّهم الله بعد ذلك، وهو ما أراه بإذن الله سيحدث في أزمة غزة،

نعم ما أقسى المشاهد، وما أقبح الظلم، وما أفجر العالم المتفرج، دعاة حقوق الإنسان كذبا وزورا، ولكن مع ذلك والله ما ساورنا الشك لحظة في انتصار الله للمظلومين، ولكنها فترة للتمحيص وفرز الغث من الثمين، والمناصر للحق من المثبط، تطول أو تقصر ولكنها ستنتهي بنصرة الحق.

ومخطئ من يعتقد أن حصار غزة وليد 7 أكتوبر، فالقطاع يواجه أصعب عملية حصار في تاريخ البشر، منذ منتصف عام 2007، عقب تولي حركة حماس السيطرة على القطاع، برا وبحرا وجوا، وسط قيود شديدة على حركة الأفراد والبضائع، بدعوى الحفاظ على الأمن ومنع تهريب الأسلحة إلى الفصائل المسلحة.

إن من يقرأ التاريخ جيدا وقبل ذلك يؤمن بالله حقا، سيعلم أن تلك الأيام شديدة الظلمة التي يعيشها أبناء القطاع، ستنتهي وستتبعها انفراجة كبيرة بأمر الله، ونصر وتمكين، فهذا وعد رباني ونثق به ونوقن بأنه سيتحقق، فالآية الكريمة «وتلك الأيام نداولها بين الناس» كفيلة بتلخيص القصة، وكذلك «إن مع العسر يسرا» تخبرنا بأن الظلمة إلى انقشاع، فالله عادل، وقوله حق، والنصر قادم لا محالة ولو كره الكافرون والمثبطون والمداهنون.

مقالات مشابهة

  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • من فاتته الكثير من الصلوات وعجز عن ترتيب أكثرها.. كيف يرتبها في القضاء؟.. الشيخ “عبدالله المنيع” يوضح
  • سنة مهجورة كان يفعلها النبي بعد الانتهاء من الضيافة.. احرص عليها
  • مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 1 يوليو 2024 في المدن والعواصم العربية
  • دعاء التوبة من الذنب.. «اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة»
  • مجاعة غزة وحصار شعب أبي طالب
  • محامية: مكان العمل باب رزق لا يلعبون عليك ويقولون أسرة واحدة
  • ما هي أول صلاة صلاها الرسول؟.. الظهر أم العصر
  • بالقاهرة والمحافظات.. ننشر مواقيت الصلاة اليوم الأحد 30 يونيو 2024
  • هل تصح الصلاة في المساجد التي بها أضرحة؟.. «الإفتاء» تُجيب