الدرسي: منْ يعتقد أن البعثة الأممية ستجد حلاً للأزمة الليبية فهو واهم
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
قال عضو مجلس النواب، إبراهيم الدرسي، إن من يعتقد أن المجتمع الدولي أو البعثة الأممية سيمكنهما إيجاد حل في ليبيا فهو واهم.
وأكد الدرسي، في تصريحات متلفزة، أن المبعوث الأممي عبدالله باتيلي أتى بأحلام كبيرة ولكنه اصطدم بالواقع وفشل مثل المبعوثين السابقين، ولا يتم حاليًا إلا إعادة تدوير للأزمة من قبل الدول الكبرى.
ولفت إلى أن باتيلي يعلم جيدًا أن خطوة عقد لقاء للأطراف الخمسة “ميتة”.
وأشار إلى أن المليشيات تُعرقل إجراء الانتخابات ليتمكنوا من السيطرة المستمرة على النفط والغاز ومصرف ليبيا المركزي.
وتابع:” هناك مخطط لإفشال أي توافق، وهو ما حدث باستبدال المشري بتكالة في مجلس الدولة، حتى يتم تغيير الواقع بالكامل، خاصة وأن خالد المشري رئيس مجلس الدولة السابق كان يسير في درب التوافق بإقرار القوانين.
وشدد على أن مجلس الدولة لا يقوده حاليًا إلا تيار واحد، وهو التيار المعارض للانتخابات ولأي توافق مع مجلس النواب.
ونوه بأن القوانين الانتخابية تم اعتمادها بناء على توافق بين “النواب والدولة”، ولا عزاء لمن يقول غير ذلك.
وأوضح أن ما يحدث حاليًا ليس إلا مساومة سياسية، لأنه لا يستطيع أحد أن يخرج خارج سرب العمل التشريعي، حال إقرار أي قانون.
وأشار إلى أن التعديل الدستوري الـ13، أقر بلجنة 6+6 وما تقوم به من أعمال، وأن مخرجاتها قاطعة ولا يجوز الطعن عليها، لذلك القوانين الانتخابية نافذة.
وتابع:” لم يتم حتى الآن تسمية أي لجنة أو ممثلين عن مجلس النواب للمشاركة في طاولة حوار باتيلي”.
وشدد على أن الانقسام يضرب البلاد بصورة كبيرة، قد لا يدرك البعض حجم الانقسام، لكننا نراه بصورة خطيرة.
الوسومالأزمة الليبية البعثة الأممية الدرسي واهمالمصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: الأزمة الليبية البعثة الأممية الدرسي واهم
إقرأ أيضاً:
النويري والدعوة لإجراء انتخابات برلمانية في ليبيا
فاجأ النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي، فوزي النويري، المنتظم الليبي بالدعوة إلى التعجيل بالانتخابات البرلمانية، ودون إشارة إلى الانتخابات الرئاسية، التي من المفترض أن تجري بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية، وفق ما هو متداول ومعلوم.
لم يوضح النويري ملابسات دعوته لإجراء انتخابات برلمانية وعدم الإشارة للأخرى الرئاسية، إلا إنه برر موقفه هذا بالوضع الخطير الذي تمر به البلاد ويواجه المواطن الليبي، وتمترس مسؤولوا الداخل حول مناصبهم، وتغريد البعثة الأممية خارج السرب وبعيدا عن المصلحة الوطنية وبشكل يطيل من عمر الأزمة، كما أوضح في بيانه.
والحقيقة أن الفصل بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية هو مطلب الكتلة السياسية العريضة المناوئة لمجلس النواب، والتي نقطة ارتكازها المنطقة الغربية، فهؤلاء يرون أن تصاعد وتيرة التأزيم اقترن بالانتخابات الرئاسية، وأن التجديد في الأجسام الراهنة سيكون أيسر من خلال انتخاب مجلس نواب جديد.
موقف النويري قد يكون منفردا ومعزولا ضمن مجلس النواب، وتحديدا الكتلة المؤثرة فيه والتي تدور حول رئاسة المجلس وتشد عضد رئيسه، وهؤلاء يصرون على التزامن بين الانتخابات، بل كانوا خلف مسألة إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية في حال فشلت الأخرى الرئاسية، وقد كانت هذه النقطة المضمنة في قوانين الانتخابات التي مررها مجلس النواب أحد أهم أسباب الخلاف الراهن بين أطراف النزاع.
دعوة النويري قد لا تجد صدى واسعا يجعلها قابلة للتطبيق في المدى القصير، إلا أن صدورها عن شخصية سياسية محسوبة على الطرف الرافض للفصل بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية له دلالته ووزنه، وإذا استطاع الرجل التحرك بها داخل مجلس النواب وشكل رأيا له وضعه في المجلس، فساعتها قد يتغير الوضع، وسيكون الموقف التفاوضي للكتلة الداعية لإجراء انتخابات برلمانية منفردة أقوى، وقد نرى تعديلا في قوانين الانتخابات يعزز هذا التوجه.إلا أن الموقف الجديد للنويري يمكن أن يكون بمثابة رمي حجر في الماء الراكد، والظاهر أن امتداد الأزمة واتساعها إنما اقترن بالانتخابات الرئاسية الموجهة والمصممة بشكل يلائم أبرز شخصية سياسية وعسكرية في الشرق الليبي، وهو خليفة حفتر، حتى بات التبرير لتخطي ما هو معلوم بطلانه موقفا للكتلة المؤثرة في مجلس النواب ومن خلفها شريحة من النشطاء وغيرهم، والذين يقبلون بترشح مزدوج الجنسية للانتخابات الرئاسية، بعد أن كانوا يعتبرون حملة الجنسيات الأجنبية من الساسة الليبيين المعارضين للنظام السابق والذين شاركوا في الحياة السياسية بعد العام 2011م ، سببا في إفسادها.
قد يكون في كلام النويري اتجاها لقطع الطريق على مبادرة البعثة الأممية التي كلفت لجنة استشارية لإعداد مقترح للخروج من الأزمة الراهنة، أو هكذا بدا الأمر للبعض، وقد يكون موقفه ردة فعل على تدافع داخل ضمن مجلس النواب، إلا إنه اتجه إلى خيار يمكن أن يكون الحل الأكثر قابلية للتنفيذ في ظل التخندق الراهن واستعصاء الأزمة عن الحل.
النويري استند إلى سير العملية الانتخابية للمجالس البلدية، ورأى أنها تشكل حافزا للتقدم خطوات على المسار الانتخابي وإجراء الانتخابات البرلمانية، وهذه مسألة لا خلاف حولها، إلا إن الوضع أكثر تعقيدا من أن تتجاوزه دعوة النويري وصداها محليا، ولا يقتصر التعقيد على المسار السياسي ومخرجاته والتي جعلت الربط بين البرلمانية والرئاسية لازما، فالتعقيد يكمن في التدافع ذاته، والتطور الذي وقع في اتجاهات وأدوات الصراع، فمنذ فشل عملية السيطرة على طرابلس من قبل حفتر وقواته العام 2019م، صار الاهتمام بالانتخابات الرئاسية أكبر، وانطلقت الحملات الانتخابية مبكرة، واحتدم التنافس على كسب المؤيدين عبر مشروعات التنمية، وقد كان عبد الحميد ادبيبة واضحا وهو يدشن مشروعات تنموية وخدمية في فهمه لطبيعة المرحلة بقوله أن زمن الحروب قد انتهى، ويؤكد القول بأن الراهن على الأنصار بات سلمي كلام حفتر بعد افتتاح ملعب بنغازي، فالرجل الذي كان اعتماده على القوة لفرض الإرادة، تحول إلى ما يفعله الساسة المدنيين الذين يخطبون ود الرأي العام بالبناء والتشييد والاحتفالات والزينة.
دعوة النويري قد لا تجد صدى واسعا يجعلها قابلة للتطبيق في المدى القصير، إلا أن صدورها عن شخصية سياسية محسوبة على الطرف الرافض للفصل بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية له دلالته ووزنه، وإذا استطاع الرجل التحرك بها داخل مجلس النواب وشكل رأيا له وضعه في المجلس، فساعتها قد يتغير الوضع، وسيكون الموقف التفاوضي للكتلة الداعية لإجراء انتخابات برلمانية منفردة أقوى، وقد نرى تعديلا في قوانين الانتخابات يعزز هذا التوجه.