الهلال القطري يُكثّف الجهود الإغاثية لأهل غزة
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
كثف الهلال الأحمر القطري جهوده الإنسانية لحشد الدعم وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني الشقيق، سواءً من خلال مقره الرئيسي في الدوحة، أم مكتبه التمثيلي في قطاع غزة، أم فرقه الإغاثية الموجودة حالياً في مدينتي العريش والقاهرة بجمهورية مصر العربية لمتابعة استلام شحنات المساعدات في مطار العريش الدولي، وتجهيزها وإدخالها إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح، بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري والهلال الأحمر الفلسطيني.
وأعلنت وزارة الخارجية أمس الاول إرسال 3 طائرات إغاثية جديدة إلى مدينة العريش المصرية، محملة بإجمالي 116 طناً من المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، وهي تشمل مواد غذائية وطبية مقدمة من صندوق قطر للتنمية، والهلال الأحمر القطري، وقطر الخيرية.
وبذلك، يصل مجموع الطائرات التي حملت المساعدات القطرية لغزة حتى تاريخ 10 ديسمبر 2023 إلى 42 طائرة، بإجمالي 1,362 طناً من المساعدات المتنوعة، مثل المواد الغذائية وغير الغذائية، والأدوية والمستلزمات طبية، ومستشفى ميداني، بجهد مشترك من صندوق قطر للتنمية والهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية، بالإضافة إلى إجمالي 12 سيارة إسعاف، منها 8 سيارات إسعاف مقدمة من وزارة الصحة العامة القطرية، و4 سيارات إسعاف مقدمة من الهلال الأحمر القطري.
وفيما يتعلق بمساهمة الهلال الأحمر القطري ضمن الجسر الجوي القطري، فقد أرسل شحنات مساعدات على متن 36 طائرة من إجمالي 42 طائرة المرسلة من دولة قطر، كما وفر فريقاً إغاثياً متخصصاً لمرافقة الشحنات الإغاثية واستلامها وتخزينها في مطار العريش، ومن ثم نقلها إلى معبر رفح بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري.
وكانت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، قد التقت الفريق الإغاثي التابع للهلال الأحمر القطري أثناء زيارتها لمدينة العريش مؤخراً، حيث تعرفت سعادتها على آلية استلام المساعدات الإنسانية عبر طائرات الجسر الجوي القطري، وإجراءات تفريغها وفرزها وتعبئتها وتجهيزها للشحن إلى معبر رفح.
وقد بادر الهلال الأحمر القطري في وقت سابق إلى رفع القيمة المخصصة من صندوق الاستجابة للكوارث إلى 3.5 مليون دولار، كمرحلة أولى من التدخل الإغاثي العاجل، الذي يستهدف أكثر من 257,000 مستفيد في مراكز الإيواء بقطاع غزة، حيث قام الهلال الأحمر القطري منذ بداية الحرب على غزة حتى تاريخه بتنفيذ مجموعة متنوعة من الاستجابات العاجلة، مقسمة على 10 مراحل في قطاعات الأمن الغذائي والصحة والإيواء والمياه والإصحاح، وكانت لصندوق قطر للتنمية مساهمة مقدَّرة في تمويل جزء كبير من هذه الاستجابات في مجالات الأمن الغذائي، بإرسال إجمالي 306 أطنان من المواد الغذائية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الهلال الأحمر المساعدات الإنسانية إغاثة قطاع غزة الهلال الأحمر القطری
إقرأ أيضاً:
وداع بلا مقدمات.. عندما حمل متطوع الهلال الأحمر الفلسطيني والدته دون أن يعرفها
عبد العزيز البرديني والذي يعمل متطوعاً في الهلال الأحمر الفلسطيني، اعتاد على مسح الدماء واحتضان الألم، كجزء من وظيفته في إنقاذ الأرواح وسط أصوات القصف وأزيز الطائرات، وفي ذلك اليوم، تلقى إشعاراً عن استهداف سيارة في مخيم المغازي للاجئين، تحرّك بسيارة الإسعاف على الفور، وفي قلبه نبض سريع ينبئه بأن هذه اللحظة تحمل شيئاً مختلفاً.
عندما وصل، كان المكان مليئاً بالفوضى والدمار. وجد جثة امرأة هامدة وثلاثة مصابين آخرين، بينهم طفل لم يتجاوز الثانية عشرة، مصاب بإصابة خطيرة تهدد حياته. كرّس جهده للطفل، عالماً أن عليه إنقاذ من بقي على قيد الحياة أولاً، وحمل جسد الشهيدة في الإسعاف ليتم التعامل معه لاحقاً في المستشفى.
عند وصوله إلى المستشفى، بدأ عبد العزيز بتسجيل بيانات الجثة، وفي خانة الاسم كتب "مجهول". ولكن شيئاً ما دفعه للنظر مجدداً في وجهها. وعندما نظر، تجمدت ملامحه للحظة؛ لقد كانت والدته، جسدها بين يديه، ووجهها الذي احتضنه بعينيه مراراً بات الآن صامتاً.
في تلك اللحظة، كأن الزمن توقف، والمكان ضاق، وتجمعت الكلمات في حلقه دون أن تخرج، سوى صرخات مخنوقة: "ما عرفتكِ، والله ما عرفتكِ، يما.. كنت بدي أسجلك مجهولة". لم يكن هذا حلماً أو كابوساً، بل حقيقة قاسية، أن يحمل جسد أمه شهيدة، غير مدرك أن الموت قد وصل إليها قبله.
هذه ليست المرة الأولى التي يمر فيها عبد العزيز بتجربة مشابهة؛ فقد عايش ألم فقدان زملائه، وحتى زميله المسعف نادر البحيصي عاش مأساة فقدان ابنه بين ضحايا القصف. لكن هذه المرة، كانت الفاجعة تخصه، حيث جسدت له قسوة الحروب التي طالت أغلى الناس على قلبه.
في لحظات الوداع الصامتة تلك، وقف عبد العزيز أمام جسد والدته، يحاول استيعاب الفاجعة بكل ما تحمله من ألم وفقدان. لم يكن هنالك كلمات تكفي، ولا دموع تخفف من ثقل اللحظة. رفع رأسه إلى السماء، كمن يودع روحه فيها، وحمل على عاتقه أن يمضي في عمله رغم الخسارة. فقد أدرك أن واجبه لم ينتهِ، وأن تضحياته لا تزال تحمل رسالة أكبر من الألم نفسه، رسالة حياة وحب لآخرين قد يجدون في يديه عوناً وأملاً جديداً.
ومع رحيل والدته، زاد تعلقه برسالته الإنسانية، وأقسم بينه وبين نفسه أن يكمل الطريق، ليس فقط لأجل أولئك الذين يحتاجون إليه، بل لأجل ذكرى أمه التي غادرت بصمت، تاركةً له في قلبه قوة لمواجهة كل الصعاب.
المصدر : وكالة سوا