قال سعادة المهندس جمال عيسى اللوغاني الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك» إن المؤتمر يتطرق إلى التطورات الدولية التي تشهدها أسواق الطاقة وما تحدثه من انعكاسات على الصعيدين العربي والدولي. ونظرا لارتباط صناعة الطاقة بموضوع البيئة وانعكاساتها على التنمية المستدامة في المنطقة العربية، وما يثار حولها في المحافل الدولية، فقد تضمن برنامج جلسات المؤتمر ما يتيح مناقشتها من مختلف جوانبها.


وأوضح أن تلك القضايا تتطلب التعامل معها بالوعي والإدراك في إطار الواقع، وأضاف: «في اعتقادي أن المؤتمر يوفر فرصة طيبة لتحقيق ذلك حيث يجمع بين مخططي ومنفذي سياسات الطاقة، وبين النخبة المتميزة ممن توفرت لديهم الدراية، والاختصاص، والخبرة، سواء في مؤسساتنا العربية أو المؤسسات العالمية».

تحديات المستقبل
وأضاف الأمين العام أن الدول العربية المنتجة والمصدرة للنفط والغاز تواجه العديد من التحديات في المستقبل تتمثل في كيفية بناء أنظمة طاقة مستدامة وموثوقة، وهو ما يتطلب توازنا دقيقا بين الأهداف المختلفة، مثل خفض الانبعاثات، وتوافر الطاقة والقدرة على تحمل تكاليفها، فضلا عن أمن الطاقة.
وتابع: «في هذا الصدد تقوم العديد من دولنا العربية بتطبيق المعايير الدولية للحفاظ على بيئة خالية من الملوثات وتستخدم تقنيات من شأنها الحصول على نوعية من الوقود والطاقة منخفضة الانبعاثات، ولذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال الربط بين بيئة خالية من الانبعاثات وبين استهلاك الوقود الأحفوري وعلى الأخص النفط والغاز».

المصادر الهيدروكربونية
وأكد أن استغلال المصادر الهيدروكربونية مع التحكم في انبعاثاتها من خلال التقنيات النظيفة سيعزز بدون شك إمكانية وصول العالم إلى الحياد الصفري المنشود في عام 2050، وبذلك ستكون هذه المصادر جزءا من الحل نحو التحول المتوازن والمتدرج والمسؤول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة بشكل يأخذ في الاعتبار الظروف والأولويات الوطنية لكل دولة.
وتابع «إن التحول نحو اقتصاد دائري للكربون يوفر فرصا تمكن من تطوير أنظمة طاقة جديدة قائمة على الابتكار والتقنيات التي تستخدم جميع مصادر الطاقة، مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومعالجة تغير المناخ. وفي هذا الإطار، تبذل الدول العربية جهودا كبيرة في مجال الاقتصاد الدائري للكربون من خلال نشر تقنية احتجاز واستخدام وتخزين الكربون».

مكافحة التغير المناخي
وفي السياق أيضا أكد عدد من وزراء الطاقة والنفط المشاركين ضرورة التركيز على التقنيات التي تعمل على إزالة ثاني أكسيد الكربون من كامل سلاسل الإنتاج والاستهلاك للوقود الأحفوري، وذلك في إطار العمل على مكافحة التغير المناخي والذي بدأت أثاره تظهر في منطقتنا العربية، ما يستدعي التوجه نحو التحول الطاقي خلال المرحلة القادمة، و إيجاد مصادر جديدة للطاقة صديقة للبيئة، وتحسين كفاءة استخدامها.
وقال الدكتور سعد حمد ناصر البراك نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار في دولة الكويت إن المؤتمر الثاني عشر، جاء ليبرز أهمية التعاون بين الدول العربية في مختلف قطاعات الطاقة، ومواجهة الأعباء والمسؤوليات المفروضة على الدول المنتجة والمصدرة، والمطالبة بالمساهمة في تحقيق أمن إمدادات الطاقة ودعم النمو العالمي وازدهاره، وذلك في الوقت الذي يواجه فيه النفط كمصدر رئيسي للطاقة العديد من التحديات التي تؤثر على نمو الطلب العالمي عليه وعلى أسعاره، نتيجة لبعض السياسات التي تتبعها الدول المستهلكة الرئيسية، داعيا إلى تفعيل التعاون العربي المشترك في شتى مجالات الطاقة، وتشجيع الاستثمار وإقامة المشاريع الجديدة.
من جانبه أشاد المهندس محمد عون وزير النفط والغاز في دولة ليبيا بدور هذا المؤتمر في توحيد الرأي حول أهداف المنظمة، والدفع بمشاريعها النفطية العربية، مؤكدا دعم بلاده لجميع خطط الأوابك في إطار الحفاظ على المصلحة العربية العليا، مشددا على التحديات العالمية التي تواجه نشاط النفط والغاز، الناجم عن حماية البيئة والمناخ و أخرى حسب توظيفات سياسية يصعب تفهم خلفياتها، داعيا إلى تخفيف استعمال السياسية في هذا القطاع بالذات، لأننا لازلنا نحتاجه ولسنا متأكدين من تأثيراته على البيئة والمناخ بهذا الشكل المضخم. 
بدوره أكد السيد طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية في جمهورية مصر العربية على أهمية قطاع الطاقة في بناء دول القوية في كل المجالات، قائلا إن المشاركة هذا المؤتمر تنبع من ثقة تامة في أثره الإيجابية في هذه النشاطات عربيا، ومواجهة التغير المناخي الذي يعد تحديا جديدا، ما يتطلب منا تحقيق حاجيات الطاقة، مع تنويع مصادر الطاقة ليتضمن الطاقة النظيفة والمتجددة والهيدروجين الأخضر.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر أوابك أسواق الطاقة مؤتمر الطاقة العربي

إقرأ أيضاً:

بلدية دبي تستعرض مشاريع رائدة تسهم في تطوير بنية تحتية مستدامة خلال مشاركتها في “ويتيكس 2024”

استعرضت بلدية دبي مجموعة من أبرز مبادراتها المبتكرة ومشاريعها في مجال البنية التحتية المستدامة خلال مشاركتها في فعاليات معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة “ويتيكس 2024″، الحدث الأكبر في المنطقة المخصص للاستدامة وتكنولوجيا الطاقة النظيفة الذي تنظمه هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) خلال الفترة الممتدة من الأول من أكتوبر ولغاية 3 منه في مركز دبي التجاري العالمي.
وأكدت بلدية دبي من خلال مشاركتها في هذا الحدث على التزامها بمستقبلٍ مستدام عبر استخدام التكنولوجيا المتطورة، حيث ألقت الضوء على مجموعة من المشاريع التي تركز على إدارة مياه الصرف الصحي والمُعاد تدويرها والتقليل من استهلاكها وإدارة محطات المعالجة وحلول تحويل النفايات إلى طاقة، بالإضافة إلى عمليات تقييم كفاءة استخدام الطاقة.
وتتوافق مبادرات بلدية دبي مع رؤية دبي الشاملة التي تهدف إلى تبني تقنيات رائدة تضمن استدامة الموارد الطبيعية، والاستخدام الأمثل للطاقة، والحدّ من انبعاثات الكربون، والعمل على تحقيق الحياد المناخي.
وفي هذه المناسبة، قال سعادة داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي: «تلتزم بلدية دبي بدفع عجلة التنمية المستدامة عبر تبنيّها حلولاً مبتكرة في البنية التحتية تعالج التحديات البيئية الحالية والمستقبلية. وتُسلط مشاركتنا في معرض ويتيكس 2024 الضوء على المشاريع الاستراتيجية التي ترسم ملامح مستقبل دبي الرائد والمستدام، بدءاً من تعزيز إدارة مياه الأمطار وحتى حماية البيئة البحرية. ولا تقتصر مبادراتنا كمشروع ’تصريف’ على حماية مواردنا الطبيعية فحسب، بل تعزز أيضاً مكانة دبي بوصفها مدينة رائدة عالمياً في مجال الاستدامة ».

مشروع “تصريف”
يُمثل “تصريف” الذي تبلغ تكلفته 30 مليار درهم، أحد أهم المشاريع الرائدة التي تستعرضها بلدية دبي خلال المعرض، وقد صُمم بهدف تعزيز شبكة تصريف مياه الأمطار في دبي من خلال زيادة قدرتها الاستيعابية بنسبة 700%، وهو ما يسهم في مواجهة دبي التحديات المناخية المقبلة. وسيعزز المشروع عند اكتماله نظام تصريف مياه الأمطار في المدينة بحيث يزيد القدرة الاستيعابية للشبكة إلى 65 مليمتر يومياً، ليصبح بذلك الأكبر من نوعه في المنطقة لتجميعها في إطار نظام واحد.
حيث يهدف المشروع الى تقليل التكاليف التشغيلية من خلال تبني افضل الممارسات والتقنيات المتطورة والمستدامة، ويؤكد هذا المنطلق سعي بلدية دبي الدؤوب لإنشاء بنية تحتية لا تلبي الاحتياجات الحالية فحسب، بل تتصدى مسبقاً للتحديات البيئية المستقبلية، ما يضمن تحقيق السلامة والأمان لجميع سكان دبي.

تقنيات متطورة
كما تتضمن مشاركة بلدية دبي خلال هذا الحدث عرض مجموعة من المشاريع الرئيسية الأخرى أبرزها:
• الكاشطة الذكية: وهي جهاز صديق للبيئة يعمل عن بُعد لجمع المخلفات البحرية العائمة، ويساعد في حماية البيئة البحرية وتعزيز جهود الاستدامة في دبي.
• مشروع المباني الخضراء والتوأم الرقمي: وهو مشروع يهدف إلى تطوير أنظمة محاكاة متقدمة توفر تحليلات جيومكانية دقيقة لتحسين دراسات عزل المباني وتقليل استهلاك الطاقة. ويتضمن أنظمة محاكاة متقدمة لتوفير تحليلات جيومكانية شاملة لعزل المباني وخفض استهلاك الطاقة. حيث يدعم هذا المشروع إنشاء توأم رقمي لإمارة دبي، مما يساعد في تعزيز التخطيط الحضري المستدام وتطوير قطاع متقدم للمباني الذكية، بما يتماشى مع أعلى المعايير العالمية.
من جهة أخرى، تُشارك بلدية دبي في “أسبوع الصحة والسلامة” الذي يُقام على هامش “ويتيكس” في خطوة تهدف إلى إبراز أحدث تقنيات وممارسات الصحة والسلامة التي تُسهم في رفع مستوى وعي المؤسسات والأفراد من كافة الأعمار حول أبرز المعايير العالمية الخاصة بالصحة والسلامة في المنزل وبيئة العمل.
وتأتي مشاركة بلدية دبي في “ويتيكس 2024” في إطار التزامها الدائم بالتنمية المستدامة وتبني حلول مبتكرة توازن بين النمو الحضري السريع والمسؤولية البيئية. وتهدف بلدية دبي من خلال تركيزها على إنشاء بنية تحتية مرنة وتعزيز الطاقة المتجددة والعمل المناخي، إلى الإسهام في تحقيق رؤية دبي بأن تصبح الرائدة عالمياً في مجال الاستدامة.


مقالات مشابهة

  • إطلاق الشبكة العربية للهيدروجين الأخضر الأسبوع المقبل
  • تحت رعاية جامعة الدول العربية انطلاق النسخة الثانية من أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة
  • بلدية دبي تستعرض مشاريع رائدة تسهم في تطوير بنية تحتية مستدامة خلال مشاركتها في “ويتيكس 2024”
  • إطلاق حزمة جديدة من مناطق الامتياز للنفط والغاز تتضمن "المنطقة 18" البحرية
  • المملكة المتحدة تودع إنتاج الفحم
  • الطاقة والمعادن تعلن حزمة جديدة من مناطق النفط والغاز موزّعة بين المناطق البحرية والبرية
  • إطلاق حزمة جديدة من مناطق النفط والغاز في سلطنة عُمان
  • البوزيدي: الجامعة العربية تعمل على تعزيز التعاون العربي الإفريقي لتحقيق السلام والتنمية
  • منتدى آفاق طاقة المستقبل في “ويتيكس” 2024 يبحث استدامة النفط والغاز بمشاركة خبراء وصنّاع قرار
  • إندونيسيا تخفّض أهداف طاقة الرياح لعام 2030