إسرائيل تخرب الديمقراطيات الغربية

ما يحدث لشعبنا هو إبادة جماعية على الهواء بتأييد أمريكي

العدوان الإسرائيلي كشف انفصال الحكومات عن شعوبها

أشاد سعادة السيد حسام زملط  السفير الفلسطيني لدى بريطانيا بالدور والوساطة القطرية في العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة. ووصف هذا الدور بالتاريخي والمشهود. وأضاف سعادته في حديث خاص مع «العرب» أن هذا الدور متعاهد عليه ويعرفه جميع الشعب الفلسطيني الذي يقدر قطر وقيادتها، التي لم تتوان عن بذل كافة الجهود الممكنة لنصرة القضية الفلسطينية عبر تاريخها، والوساطة الناجزة التي أسفرت عن الهدنة، ولولا التعنت الإسرائيلي لاستمرت هذه الهدنة بشكل دائم.


وأكد السفير الفلسطيني أن القضية الفلسطينية تحتاج وتعول على الدور القطري في انهاء العدوان على أهلنا في غزة، ومنع الإبادة الجماعية لكل ما هو موجود على أرض القطاع من شباب وشيوخ وأطفال وسيدات، وصولا إلى الأخضر واليابس كما اعلن وزراء الاحتلال الإسرائيلي طوال اكثر من شهرين.
وأضاف أن العدوان الإسرائيلي تاريخه أكثر من 75 عاما من القتل والتشريد الممنهج للشعب الفلسطيني، واخذ أبشع صوره في غزة خلال الأسابيع الأخيرة.
واكد زملط ان ما يحتاج اليه الشعب الفلسطيني حاليا هو إعادة الاعتبار للدور العربي، وخير مثال هو الدور القطري الكبير للتخفيف عن أهلنا في غزة، بل دفع القضية الفلسطينية إلى الامام، مشددا على أن الموقف العربي القوي من شأنه انهاء حالة التفرد الأمريكي المتحيز بصورة فجة إلى عمليات القتل والابادة الجماعية لأهالي غزة بل وفلسطين كلها.
وأضاف أن الدور الأمريكي منحاز للمستعمر والمحتل والغازي، وكلها أمور يجب ان تنتهي، وهذا ما أعلنته للأعلام الأمريكي وقلت أن أمريكا هي المشكلة، لذلك نحن نعول على شعوب العالم، التي بدأت تدرك الحقائق الغائبة التي يخفيها الاعلام الغربي. 
وتابع أن المجتمع المدني في العالم بدأ يتحرك ويعرف هذه الحقائق بدليل المظاهرات التي تطالب بوقف العدوان الغاشم على شعب فلسطين، فهناك حراك غير مسبوق وزخم سببه العدوان الإسرائيلي والاحتلال الذي منع كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، واعمل آلة القتل لكل ما هو حي على ارض غزة.
ويركد زملط أن العدوان على غزة حرك القضية الفلسطينية من ثباتها طوال الفترة الماضية، وجعل هناك تنوع في دعم القضية الفلسطينية، ونريد أن يتحول هذا الحراك غير المسبوق إلى ضغط على الحكومات التي تؤيد الاحتلال الإسرائيلي علي فلسطين، خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا، وهما من أكبر داعمي هذا الاحتلال طوال تاريخه.
وأكد زملط أهمية كسر الهوة بين شعوب هذه الدول والقرار السياسي التي تتخذه الحكومات الذي لا يتوافق اطلاقا ما توجهات الشعوب خلال الفترة الماضية، حيث كشف العدوان حقيقة هذه الحكومات التي انفصلت عن الإرادة السياسية لشعوبها.
ويستشهد السفير الفلسطيني بما حدث في بريطانيا فخلال الأسبوع الأول من العدوان طالب 76 % في اول استطلاع للرأي بوقف فوري للعدوان على غزة، ووقف اطلاق النار، ومع مرور الأيام ارتفعت هذه النسبة بمعدلات كبيرة ن نتيجة لما شاهدوه من قتل وتشريد وتهجير قمعي وجماعي لأهلنا في غزة. 
ويضيف السفير حسام زملط ان الحكومات الغربية لا تنتبه إلى هذه المواقف على الاطلاق، وبالتالي فإن إسرائيل تخرب حتى الديمقراطيات الغربية، وهذه الحكومات اليوم ضد شعوبها، وضد القانون الدولي وضد حقوق الانسان وضد كل الشرائع السماوية، وضد الالتزام بمبدأ حل القضية على أساس الدولتين وليس دولة واحدة تمارس آلة البطش والقتل طوال تاريخها. 
وأكد زملط أن المواقف الأمريكية غير صادقة في سياستها لحل مشكلة القضية الفلسطينية، وفقا للقرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة المتمثلة في انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، فأين هذه القرارات التي تطالب بالدولتين وتتجاهلها عن عمد الحكومات الغربية ومنها أمريكا وبريطانيا، ومنع القيادة الفلسطينية ووزير الخارجية الفلسطينية من دخول أمريكا هو انحياز تام لدولة الاحتلال واستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني.
وأوضح ان الموقف الأمريكي الأخير من التصويت ضد قرار مجلس الامن بوقف العدوان على أهلنا في غزة يؤكد هذه الانحياز غير المشروط لدولة الاحتلال، وهذا الموقف كشف كل المستور عن الفظائع التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ليس في غزة وحدها وانما في كامل الأراضي الفلسطينية.
ونوه بأن «ما يحدث لشعبنا هو إبادة جماعية على الهواء مباشرة بتأييد من أمريكا التي ما زالت تعترض طريق العالم نحو حل القضية الفلسطينية، بالرغم من الاجماع الدولي على حل الدولتين، ووقف هذا العدوان وهذه الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تصر على الانحياز لحكومة يمينية متطرفة وعنصرية في إسرائيل تمارس كافة اعمال القتل والتنكيل بالشعب الفلسطيني.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر السفير الفلسطيني حسام زملط الوساطة القطرية العدوان الإسرائيلي قطاع غزة العدوان الإسرائیلی القضیة الفلسطینیة السفیر الفلسطینی الشعب الفلسطینی العدوان على فی غزة

إقرأ أيضاً:

ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟

أثار توقيع الرئيس السوري احمد الشرع وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي اتفاقاً من 8 بنود، صدمة في الأوساط الداخلية والخارجية، تزامن مع الأخذات الخطيرة في الساحل السوري ومحاولة محاصرة القيادة السورية الجديدة من عدة جبهات على الصعيد الأمني والسياسي في آن.

هذا الاتفاق وفق أحد المراقبين سيكون له تداعياته، لاسيما ما ورد في البند الرابع الذي يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن الدولة السورية وهي تشكل حوالي 28% من الاراضي السورية، تشمل المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز التي تديرها بدعم من التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة وتحتوي على اهم الحقول ابرزها “العمر” التنف” “رميلان” “كونيكو” “الجفرة” و”التيم”.

مع سقوط نظام بشار الأسد استعاد قسم كبير من الشعب السوري حريته، والاكراد حكما وهم الذين حرموا من الهوية السورية وهجروا من العديد من المناطق شمال سوريا ايام حكم آل الاسد وغيرها من الامور التي وصلت الى حدود منعهم من استعمال لغتهم والاحتفال بالمناسبات الخاصة بهم.

لا شك ان التطورات والتغييرات في المنطقة كان لها انعكاساتها لكنها دعمت برغبة من الطرفين وستكون لها تداعياتها ليس فقط على سوريا انما على تركيا والعراق، وهذا ما سيشكل كتلة ضاغطة في مواجهة المحور الإيراني.

خلافا لما يتم تداوله حول الاتفاق الذي وقع بين مظلوم عبدي والرئيس الشرع، يشير الكاتب والباحث في الشؤون العسكرية والأمنية والإرهاب العقيد الركن السابق في الجيش السوري خالد المطلق في حديث لـ”صوت بيروت إنترناشونال” الى ان المباحثات بين الطرفين كانت قائمة منذ ما يقارب الشهر لكنها لم تخرج الى العلن الا حين نضجت البنود التي تم التباحث بها وباتت جاهزة للاعلان والتوقيع.

بالنسبة للظروف التي ساهمت في ولادة هذا الاتفاق التاريخي وانعكاساته على الاكراد والقيادة الجديدة للجمهورية العربية السورية، وهل الاحداث في الساحل السوري أرخت بثقلها لتسريع عملية التوقيع، اعتبر العقيد الركن انه لا يمكن فصلها عن الاحداث الخطيرة التي جرت في الساحل السوري، حيث وردت معلومات عن تحرك للجناح الايراني في “قسد” للمشاركة في عملية الانقلاب على الشرعية.

بالنسبة للمصالح التي أمنت التقارب الكردي مع القيادة السورية الجديدة للوصول الى اتفاق واضح لناحية الانضمام الى الشرعية بشكل كامل، يرى العقيد المطلق ان مظلوم عبدي قرأ الواقع السياسي بشكل جيد ان على الصعيد الداخلي او الدولي بعد وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة الاميركية وهو الذي اعلن في رئاسته الاولى عن رغبة ادارته بالانسحاب من سوريا، وتداركا لاي متغير يطرأ على سياسة ترامب من خلال قرار مفاجئ فيما يرتبط بانسحاب القوات الاميركية، قد يدفع ثمنها الاكراد بغياب المظلة الاميركية التي كانت مؤمنة له من خلال التحالف الدولي ، وهذا ما سيدفعه الى قبول اي شرط يمكن ان يوضع عليه.

بالنسبة للمكسب الذي حققته قيادة الشرع من اعلان هذا الاتفاق، يعتبر العقيد المطلق ان المكسب الرئيسي نجاحه في ضرب المحور الايراني معنويا، وانهى مشروع تقسيم سوريا خاصة وان التفاهمات انسحبت على الدروز في السويداء على جزء كبير من وجهاء دروز السويداء، وهذا الامر انعكس على العلويين في الساحل الذين باتوا وحيدين سياسيا نتيجة هذه التفاهمات. اما على الصعيد العسكري يمكن القول انهم فقدوا قدرتهم على التأثير وانتهوا ، ما خلا بعض العمليات والكمائن التي يمكن ان يخرجوا بها في عدة مناطق وستكون فردية لا يمكنها فرض واقع معين.

لا يربط العقيد المطلق قرار رئيس “حزب العمال الكردستاني” عبد الله اوجلان بإلقاء السلاح بالاتفاق بين عبدي وقيادة الشرع كونه شأن داخلي تركي، اما على صعيد التصعيد الاسرائيلي تجاه الرئاسة السورية الجديدة والجنوح باتجاه الدفاع عن انقلاب العلويين، وإبداء الاستعداد لحماية الدروز في سوريا، يشير المطلق الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حامل عباءة مشروع “بن غوريون” لحماية الاقليات وتعزيز تفكيك المجتمعات، وهذا ما يفسر تحركه في شمال شرق سوريا من خلال تعاونهم مع المحور الايراني في هذا التوقيت والدفاع عن من يدور فلكهم من العلويين والدروز والاكراد، للدفع باتجاه الانفصال في وقت تسعى الادارة الاميركية الى الحفاظ على دولة مركزية، بعدما بات الاكراد عبئا عليها، بعيدا عن الروايات حول حماية حقول النفط، لان الوجود الاميركي في تلك المنطقة هو فقط لضبط ايقاع المنطقة ومقاتلة “داعش”، بعد رفض الجيش الحر التخلي عن قتال نظام الاسد ومشاركتها في مواجهة الإرهابيين.

في الختام يبدو ان المنطقة مقبلة على تطورات عديدة لم تشهدها منذ عقود وقد تؤدي الى انهاء الدور الايراني في المنطقة الذي بات محاصرا في الدول التي اخترقتها بأذرعها ، ولم تعد تملك مقومات تغيير الواقع التي بات ثابتا في المنطقة

 

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع شهداء العدوان على غزة إلى 48,524
  • مستشار الرئيس الفلسطني: جلالة الملك يخدم القضية الفلسطينية على الأرض
  • السفير البريطاني بالقاهرة: رسالة مصر حول القضية الفلسطينية واضحة.. وعلى إسرائيل الالتزام بدخول المساعدات
  • نصر عبده: غزة لأهلها ومصر دائمًا لها مواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية
  • ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟
  • اجتماع خماسي عربي يبحث تطورات القضية الفلسطينية في الدوحة  
  • خطة مصر تحظى بتأييد دولي.. مدبولي: كلمة الرئيس السيسي أكدت عدم تخلي مصر عن دعم القضية الفلسطينية
  • مدبولي: كلمة الرئيس السيسي أكدت قدرة مصر على حماية أمنها القومي وعدم تخليها عن القضية الفلسطينية
  • مصر القومي: كلمة الرئيس بالندوة التثقيفية أكدت ثبات موقف الدولة تجاه القضية الفلسطينية
  • برلماني: مصر وضعت الخطوط الحمراء من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية